تاريخ النشر2017 29 April ساعة 09:53
رقم : 266636

السعودية تترأس لجنة حقوق الإنسان ومراقبون يسخرون

تنا
أثار تعيين سفير السعودية بالأمم المتحدة في جنيف، فيصل بن حسن طراد، على رأس لجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، موجة انتقادات، لاسيما من المنظمات الحقوقية. وقد وصفت زوجة المدون السعودي رائف بدوي المعاقب بألف جلدة هذا التعيين بأنه "فضيحة".
السعودية تترأس لجنة حقوق الإنسان ومراقبون يسخرون
قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" الحقوقية الثلاثاء في بيان، إن تعيين سفير السعودية بالأمم المتحدة في جنيف، فيصل بن حسن طراد، على رأس لجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة "تعيين سخيف للغاية". وأضافت "من المشين أن تتغاضى الأمم المتحدة عن هذه الرئاسة علما أن المملكة العربية السعودية تعد من أكثر الدول قمعا في مجال حقوق الإنسان"، وخير دليل على ذلك هو أنها "تقبع في المرتبة 164 من أصل 180" على جدول تصنيف حرية الصحافة لعام 2015 الذي أعدته المنظمة الحقوقية.

وكانت منظمة "يو ان ووتش" السباقة في انتقاد هذا القرار الذي كشفت عنه في 200 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري. وكتبت هذه المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من جنيف مقرا لها: "على سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سامنتا باور، ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إدانة هذا القرار والعمل على العدول عنه".
وقال رئيس "يو ان ووتش"، هلال نوير، إن هذا القرار "فضيحة لأن عدد الأشخاص الذين أعدموا بقطع الرأس في السعودية في 2015 أكثر من الذين أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية".

أما منظمة "مراسلون بلا حدود" فأضافت: "يعتبر سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية  السعودية كارثيا بكل المقاييس، حيث تنعدم الصحافة المستقلة جملة وتفصيلا، بينما يستخدم سوط القضاء لملاحقة الصحفيين والمدونين الذين يجرؤون على الخروج عن الخط الرسمي، إذ تصدر في حقهم أحكام قاسية بالسجن لمدة طويلة".

من جهتها، علقت إنصاف حيدر، زوجة المدون السعودي رائف بدوي المسجون، والمعاقب بألف جلدة، لنشاطه على موقع الكتروني أسسه في 2008 من أجل حرية الرأي والتعبير، على هذا التعيين قائلة إنه "فضيحة. وشددت على أن تولي السعودية مركزا قياديا في مجلس حقوق الإنسان "رسالة للملكة من أجل مواصلة جلد" زوجها.

وفي تصريح أدلت به لشبكة "سي إن إن" الأمريكية في 20 من الشهر الجاري، قالت إنصاف حيدر إن صحة رائف بدوي “سيئة للغاية، ونفسيته ليست جيدة أيضا، خصوصا أنه بعيد عن أسرته  وأطفاله منذ أربع سنوات”.

مراقب:علينا ان ننتظر فقط تعيين كوريا الشمالية رئيسا له!

ونشر موقع صوتك هنا الهولندي مقالا بقلم علي أنوزلا حول الموضوع
سخر فيه من ترأس السعودية للجنة خبراء حقوق الإنسان وتساءل علينا ان ننتظر فقط تعيين كوريا الشمالية رئيسا له!

وقال فيه :
أمر لم يكن ليحصل حتى في الخيال، حتى قبل فترة قصيرة من الزمن، عندما كانت المبادئ هي التي تحرس القيم. لكنه أصبح اليوم أمرا واقعا لا ينفع أن لا نصدقه.

الأمر يتعلق بتعيين السعودية على رأس لجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

الخبر الصاعقة قوبل بعاصفة من الانتقادات من منظمات حقوقية وناشطين حقوقيين. وتنوعت الأوصاف المنتقدة لهذا التعيين من وصفه بـ "الفضيحة"، إلى "السخيف"، و "المشين".

سجل السعودية الأسود في مجال حقوق الإنسان كارثيا بكل المقاييس، وهو يجعلها في موقع المدان وليس في منصب المدافع عن هذه الحقوق التي لا تحترم حتى أبسطها. فهذه المملكة محكومة من طرف أسرة توزع المناصب والثروات بين أفرادها الأميرات والأمراء الذين يفوق عددهم عشرة آلاف. وهي دولة تعيش بلا دستور على اعتبار أن "القرآن" هو دستورها الرسمي. لذلك فلا مجال للحديث عن وجود عدالة مستقلة، أو مؤسسات دستورية تتوزع السلطات فيما بينها.

أما الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية المستقلة فكلها بدع، ولا حاجة للانتخابات لأن كل المناصب توزع بالتعيين حسب معايير الانتماء إلى الأسرة الحاكمة والقبيلة ثم الولاء. ورغم تعدد عناوين الصحف والقنوات الفضائية والمواقع الرقمية، إلا أنها كلها تمثل الصوت الواحد، صوت الأسرة الملكية التي تحكم بالسيف والدين.

بلد لا وجود فيه لشيء اسمه الحق في التجمع السلمي، والمرأة فيه محرومة من أبسط حقوقها، بما فيها حتى قيادة السيارة، أما الأقليات فمازال الحديث عن حقوقها من المحظورات. والعمالة الأجنبية تعامل معاملة "العبيد" حيث يحتاج كل عامل داخل البلد مهما علا شأنه، بما فيهم أطر الجامعات والشركات الكبيرة، إلى "كفيل"، وبموجب هذا النظام "العبودي" يحق لـ "الكفيل" مصادرة جواز "المستخدم وبالتالي التحكم في حركة تنقله بحرية، وفي هذا خرق لواحد من أبسط حقوق الإنسان، ألا وهو الحق في التنقل بحرية.

بلد، ينافس الصين وإيران من حيث عدد الإعدامات التي تنفذ فيه سنويا، وحسب تقارير حقوقية فإن عدد الأشخاص الذين أعدموا بقطع الرأس في السعودية عام 2015 أكثر من الذين أعدمهم التنظيم الإرهابي “داعش”، وبنفس الطرق البشعة والهمجية، أي ضرب الأعناق بالسيوف في الساحات العامة.

دون أن ننسى الدور القذر الذي لعبه النظام السعودي في قمع وإجهاض وعسكرة الانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية، وقد كشفت قصاصات “وكيليكس” التي تم تسريبها مؤخرا دورا آخر لا يقل قذارة يقوم به هذا النظام يتمثل في شراء ولاءات الصحف، وإسكات الأصوات المنتقدة له بما فيها حتى تلك التي توجد وتعيش وتنتمي إلى دول ديمقراطية تبعد عنه بآلاف الكيلومترات، وملاحقة المعارضين لهذا النظام أينما كانوا ومن أية جنسية كانوا.

فهل
تغاضت الأمم المتحدة عن كل هذا السجل الأسود عندما قررت إسناد رئاسة المجلس الذي يعتبر درة جوهرة مجلسها العالمي لحقوق الإنسان؟

لا أحد سيصدق أن هناك نوع من التغاضي أو الخطأ الذي وقع.
إن ما حصل هو مؤشر خطير على التنازلات التي يتم تقديمها لنظام يجر وراءه سجلا كارثيا لحقوق الإنسان. وفي هذا التنصيب رسالة سيئة إلى كل دكتاتوريي ومستبدي العالم بأن القيم الإنسانية، مثلها مثل أية بضاعة أخرى، يمكن أن تساوم بالمال والمصالح. وما الذي سيمنع إذا من أن يتقدم نظام بشع مثل نظام كوريا الشمالية للحصول على عضوية هذا المجلس الكوني لحقوق الإنسان؟ ولم لا إسناد رئاسته مستقبلا إلى الرفيق جونغ أون، فسجل النظام السعودي في مجال حقوق الإنسان لا يقل فظاعة عن سجل النظام الشيوعي في كوريا الشمالية، مع فارق بسيط، وهو أن السعودية بثرواتها البترولية، واحتياطاتها المالية الكبيرة، وموقعها الاستراتيجي في رقعة شطرنج حارقة، تعرف كيف تستعمل كل هذه الأوراق للابتزاز وشراء الذمم، للدوس على القيم الكونية وداخل واحد من أعلى مجالس حماية هذه الحقوق وصيانتها والدفاع عنها.

رسام هولندي "يخلَّد" الحدث "النفط سبق حقوق الإنسان"
لم تتوقف التعليقات اللاذعة وعبارات التهكم على انتخاب سفير السعودية لدى الأمم المتحدة،  فيصل بن حسن طراد، رئيساً للجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

حتى بعد أن أصدر المجلس توضيحا مطولا في هذا الصدد حاول النأي بالمجلس والأمم المتحدة  عن القضية محل الجدل والانتقادات العالمية.

الرسام الهولندي "Tjeerd Royaards " خلد الحدث السعودي/ الأممي المثير للردود و نشر في ” courrierinternational.comm ” صورة لاذعة لمبنى الأمم المتحدة يتقدمه سيف دام كبير بينما أعمدة الأعلام تحولت إلى مشانق تتدلى عليها الجثث باستثناء العلم السعودي(..) وكتب تعليقا موجزا: “الأمم المتحدة مع المملكة العربية السعودية، وحقوق الإنسان هي في أيد أمينة”!

وأضاف: “تولى رئاسة لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة سفير السعودية في الأمم المتحدة واللجنة مكونة من خمسة أشخاص، وسجل السعودية أسود في حقوق الإنسان”…. وخلص للقول “يبدوا أن النفط سبق حقوق الإنسان”!

وكانت إنصاف حيدر، زوجة المدون السعودي رائف بدوي، المحكوم عليه بـألف جلدة، قد وصفت هذا الحدث بـالـ”فضيحة”.

وعنونت “سبوتنيك” الروسية، ساخرة إلى جوار كاريكاتير: السعودية ستدافع عن حقوق الإنسان في “سلاّت القمامة”

جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تحتل المركز 164 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود”. وكما تفيد “وكالة فرانس برس”، فإنه تم إعدام 123 شخصا في المملكة خلال العام الجاري.
https://taghribnews.com/vdcipqarqt1aqq2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز