رأى العالم السني البارز مولوي نظير احمد سلامي ، أن التصدي الميداني و التقني ، و خلق توجّه توعوي فاعل و مؤثر ، و توجيه الشباب و هديتهم ، كل ذلك يعد من جملة مهام و مسؤوليات علماء الاسلام ، للحد من الفهم الخاطىء و القراءات غير الصحيحة للدين .
شارک :
جاء ذلك في حوار فضيلته مع مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) ، لافتاً الى أن التكفير و الارهاب يشكل التحدي الاكبر الذي يواجه الامة الاسلامية في الظرف الراهن .
و أضاف مولوي نظير احمد سلامي ، الذي فاز مؤخراً بانتخابات مجلس خبراء القيادة نائباً عن محافظة سيستان و بلوشستان : أنها مصيبة كبرى يتجرع مرارتها المسلمون في العالم ، حيث يقتل المسلم أخيه المسلم .. و في كل يوم تفقد الكثير من العوائل معيلها و يتيتم الاطفال و ترمل النساء ،اضافة الى تدمير المرافق و البنى التحتية الهامة للبلدان الاسلامية على ايدي هذه العناصر التكفيرية الضالة .
و شدد العالم السني البارز على اهمية التضامن و التعاضد بين الدول الاسلامية ، في التصدي للارهاب و مواجهة التيارات التكفيرية ، موضحاً : لابد من الاسراع في التقريب بين وجهات النظر و تحقيق الانسجام الفكري و توحيد الصفوف ، و محاولة تحكيم العقل الجمعي و اتخاذ مواقف واحدة و منسجمة في التصدي للمخاطر التي تهدد كيان الاسلام و هوية الامة الاسلامية .
و أشار عضو مجلس خبراء القيادة الى المواجهة العملية و استخدام التقنية الحديثة بمثابة مرحلة اولى، مضيفاً : أما المرحلة الثانية فينبغي أن تتمحور حول الجانب التوعوي و التثقيفي و الموعظ و الارشاد . و لهذا نرى من المناسبة أن يجلس زعماء المذاهب و الاديان الى جوار بعض ، و محاولة التوصل الى قناعات مشتركة للحد من التصورات الخاطئة و القراءات غير الصحيحة للدين . و لا يخفى أن الصحافة و وسائل الاعلام تضطلع بدور رئيسي ومؤثر للغاية في هذا المجال .
و لفت مولوي نظير احمد سلامي : أن جميع العلماء و المفكرين الذين التقيتهم ، خاصة علماء باكستان ، يتطلعون الى تأسيس قناة فضائية تكرس نشاطها للتوعية الفكرية و الثقافية . أما كيف ينبغي لنا أن نبدأ ، فهذا موضوع يجب أن يبت فيه الخبراء و المختصون . صحيح أن علماء كثيرين حاولوا الخوض في هذا الموضوع بصورة فردية من خلال احاديثهم و خطبهم ، بيد ان الموضوع اوسع من ذلك بكثير ويجب بحثه و مناقشته على أكثر من صعيد و الاهتمام به بصورة جدية ، و مساهمة العديد من الجهات المعنية في تحقيقه و انجازه .
و أكد فضيلته على اهمية التجسيد العملي لآراء و تصورات علماء الاسلام في مجال وحدة الامة الاسلامية ، موضحاً : خلال مشاركتي في الندوات و المؤتمرات التي أقيمت في سوريا و الهند و باكستان و ايران ، ادركت جيداً أن مثل هذه الندوات الملتقيات الفكرية بوسعها ان تكون فاعلة و مثمرة ، و أن اقصى ما تتطلبه هو المتابعة الجادة و المستمرة للتوصيات التي تخرج بها ، و محاولة الالتزام بها و العمل على تطبيقها .