تاريخ النشر2014 16 February ساعة 15:47
رقم : 152659
ندوة فكرية :

"العقل التكفيري: قراءة في المنهج الإقصائيّ"

تنا - بيروت
نظّم المعهد الشّرعي الاسلاميّ في لبنان بالتّعاون مع مؤسّسة الفكر الاسلاميّ، والمركز الاسلاميّ الثّقافيّ ندوة حوارية حول كتاب " "العقل التكفيري: قراءة في المنهج الإقصائيّ" لفضيلة الشّيخ حسين الخشن، والّذي يناقش ظاهرة التّكفير في العالم العربيّ والاسلاميّ.
"العقل التكفيري: قراءة في المنهج الإقصائيّ"

قدّم للنّدوة الصّحافيّ هاني عبدالله مسلّطًا الضّوء على أبرز ما تناوله الكتاب؛ وتلا ذلك المداخلة الأولى لرئيس الّلجنة الأسقفيّة للحوار الإسلاميّ - المسيحي ّ الأب الدكتور أنطوان ضو الّذي وجد في الكتاب "حجّة تدعو المجتمع إلى التّحرر من كلّ فكر إقصائيّ"؛ وقال: "إنَّ الأعمال الإرهابية هي مسؤولية الجميع، ولا يمكن حلّها بردّات الفعل والعنف، بل بالحوار بين جميع الحضارات والثّقافات والدّول، من أجل بناء حضارة الكرامة والحريّة والسّلام في عصر العولمة". 

وأسهب الأب انطوان ضو في عرض النّصوص الإسلاميّة والمسيحيّة الّتي تؤكّد المحبّة والرّحمة"؛ كما تطرّق بعمق إلى الأحاديث النّبويّة والإسلاميّة، وجملة من حكم الامام علي"ع" وعبره الّتي تحضّ على الوحدة وعدم التّفرقة؛ مبيّنًا عظمة الدّين الإسلاميّ الّذي ينّص على الرّحمة والتّراحم؛ ونبّه من "خطورة الحركات التّكفيريّة الّتي تشوّه الإسلام، وتعزّز ظاهرة الإسلاموفوبيا"؛ وفي الوقت نفسه حذّر من "دور الإعلام التّحريضيّ الّذي يخلق مناخًا من الإيثارات المذهبيّة"؛ معتبرًا أنّ "القضيّة التّكفيريّة هي قضيّة عصبيّات ومصالح سياسيّة طمعًا بالوصول إلى السّلطة"؛ وقال: ايها المسلمون والمسيحيون لا تخافوا من الاختلاف والتنوع، وانطلقوا في مسيرة اللقاء والتفاهم، وتحلّوا بالثّقة والقوّة والتّلاحم والمحبّة، وأرفضوا العنف والقهر والانقسام؛ والوحدة الاسلاميّة ـ المسيحيّة لا تقوم إلّا في نطاق التّنوع والاختلاف، فهو من جوهر حقوق الانسان...، وعلينا وضع هذه الاختلافات في إطار التّباين الفكريّ وليس التّكفير..". 

وأشار الأب ضو إلى وجود "حملة ظالمة تُشنّ على الشّيعة من بعض المسلمين وقوى الخارج ، و الاستكبار العالميّ ، والهدف هو تحريك الشّيعة في مقابل السّنة، والسّنة في مقابل الشّيعة..". 

المصالح السياسية تتكئ على التكفير لتبرير المصالح
من جهته ، أثنى عضو هيئة العلماء المسلمين الشّيخ أحمد عمورة على الكتاب كونه "يصلح كمنطق حيويّ ودليل استرشاديّ لإدارة التّباين في حقل الإجتماع السّياسيّ"، مشيرًا إلى "أنَّ التكفير ظاهرة من ظواهر الإجتماع السّياسيّ، وهو مؤشّر على" إتّساع هوّة التّباين بين مكوّنات التّدافع السّياسيّ الّذي يتكئ على التّكفير كموقف لاهوتيّ لتبرير التّدمير كممارسة لا إنسانيّة". 

ثم تطرّق الشّيخ عمّورة الى ظاهرة التّباين مقدّمًا عرضًا تفصيليًّا لهذه الظاهرة واسبابها وتداعياتها على المجتمع: وأوضح "أنّ التّباين ظاهرة طبيعيّة في المجتمعات البشريّة؛ لكن عندما يتحوّل الى تباين متطرّف في الفكر والتّقوى يكون السّبب الاساسيّ والمسؤول عن ظاهرة التّكفير في العالم"؛ مؤكّدًا أنّ "الحل هو بالعودة الى كتاب الله تعالى وسيرة الانبياء والقرآن الكريم الذي لطالما دعا الى الامن والتّنمية والرّحمة".

بدوره أستاذ الفلسفة في الجّامعة الّلبنانيّة د. وجيه قانصوه أشاد بالكتاب من حيث كشفه "زيف الأساس الدّينيّ الّذي تستند إليه الجّماعات التّكفيريّة، ومن حيث تأسيسه لمنهج إسلاميّ في التّفكير والفهم والسّلوك يحاصر ظاهرة التّكفير، ويمهّد لعلاقة تواصليّة إيجابيّة مع الأديان الأخرى". 

وعرض د. قانصو للعمق التّاريخي لظاهرة التّكفير، فبدأت من وجهة نظره مع الخوارج في عهد الإمام علي (ع)، قال: " الخوارج ليسوا حالا ضدّ الفكر، كان عندهم وعيّ دينيّ شفّاف، ولكنّه تأزم نتيجة ما حدث في دعوة معاوية بن أبي سفيان إلى التّحكيم بالقرآن الكريم خلال معركة صفين، فخلق لهم أزمة حقيقيّة حول تشكّل الباطل والحقّ. ولم يكن هناك واقع يستوعب هذا الدّخول المفاجئ لحقّ يراد به باطل، فانفجر في عسكر علي (ع) وليس في عسكر معاوية وهذه المفارقة الغريبة. 

ثمّ تحدّث عن ظاهرة التّكفير كظاهرة موضوعيّة ومجتمعيّة تمثّل تجليًّاً من تجلّيات الواقع الإجتماعيّ والسّياسيّ والثّقافيّ الّذي ينتجها، كما وتمثّل ظاهرة عابرة للحدود تعود في عمقها إلى سببين، أوّلّهما تحدّي الحداثة كونها استحقاق تاريخيّ حضاريّ يعبّر عن مرحلة جديدة من السّلوك الإنسانيّ لم تعد الهويّة الدّينيّة فيها هي هويّة المجتمع، والثّاني هو التّدين المعاصر الّذي يُمارسه اليوم والّذي لا بدّ من تمييزه عن الإسلام، بحيث أنّه تديّن مأزوم محمّل بخطاب سلبيّ وبأسلوب إقصائيّ.

بطاقة تعريف:
اسم الكتاب: العقل التكفيري قراءة في المنهج الاقصائي
تأليف: الشيخ حسين احمد الخشن
الناشر: المركز الاسلامي الثقافي - مجمع الامامين الحسنين عليهم السلام
عدد الصفحات: ٤١٠
https://taghribnews.com/vdchminzw23nm-d.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز