تاريخ النشر2017 22 June ساعة 11:59
رقم : 272449

شهر رمضان في اليمن

تنا
رغم ما يعانيه الشّعب اليمني الصّابر من ويلات العدوان عليه، وما خلّفه من مآسي ودمار، فإنّ إحياء الشهر الفضيل عند اليمنيّين له نكهة خاصّة، رغم الغلاء والوضع الاقتصادي السيّئ، ومشاكل الكهرباء والصحة والمياه.
شهر رمضان في اليمن
 فروحانية هذا الشّهر تبدو بارزة بينهم، حيث يسعى الناس قبل حلول شهر رمضان إلى تنظيف البيوت وتنظيمها، والذّهاب إلى الأسواق الشعبية لتبضّع الحاجات الرمضانيّة.

وللريف موعد أيضاً مع شهر الصيام، إذ يعمد الصائمون إلى تبييض منازلهم بمادّتي الجص والنورة، اللتين تستخرجان من مناطق معيّنة في الجبال اليمنيّة، وتصنَع محلياً بطرق تقليديّة.

بعض المناطق اليمنية تستقبل رمضان بما يسمى بالشعبانية أو الشعبنة، وعند ثبوت رؤية هلال رمضان، يبدأ الرجال في المساجد بالتّهليل والتكبير والترحيب وأداء بعض الأناشيد.

هذا، والمائدة الرمضانية اليمنيّة معروفة بكثير من الأكلات التقليدية التي لا غنى عنها، وتعتبر جزءاً مهماً من العادات الرمضانية، فهناك وجبتان تكاد لا تخلو منهما أيّ مائدة في عموم اليمن، هما (الشفوت، والشربة)، فالأولى مصنوعة من رقائق خبز خاصّ واللبن، والثانية مصنوعة من القمح المجروش بعد خلطه بالحليب والسّكّر، أو بمرق اللحم، حسب الأذواق، وهناك أيضاً الكبسة والسلتة والعصيدة والسوسي، وهي أفضل الوجبات لدى اليمنيّين.

الكثير من الأسر اليمنيّة تفضّل قضاء شهر رمضان في القرى والأرياف الّتي ينتمي إليها الموظّفون، حيث يقدمون إجازات في شهر رمضان للسّفر إليها مع أسرهم، لقضاء شهر رمضان مع بقية أفراد العائلة هناك.

يشتهر شهر رمضان في اليمن بإحياء السّهرات الدينية والمجالس القرآنية، وتنظيم اللّيالي الشعرية التي يتنافس خلالها الشعراء المحلّيون بأجمل القصائد والأشعار.

في بعض المناطق اليمنيّة، يفضّل الأقارب والجيران أن يجتمعوا لتناول السحور، ومن ثم الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر .

تمتلئ المساجد خلال أيّام رمضان بمرتاديها من الشّباب والشّيوخ والأطفال، حيث تزوَّد بالمصاحف الجديدة التي يأتي بها الكثير من فاعلي الخير والمحسنين .

ويعتكف الكثير طوال أيام رمضان في ساحات المساجد لتلاوة القرآن وذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار، لكن الغالبيّة منهم يعتكفون في العشر الأواخر، لأنها أيام عتق من النّار، فالكل يتسابق لطاعة الله عزّ وجلّ، والتوسّل إليه بقلب خاشع.

ويتمنى اليمنيّون في هذا الشّهر، أن يصحو الضمير العالميّ، ويقف في وجه الحرب المفروضة عليهم، ووقف مسلسل الدمار والحصار والتّجويع، فهذا شهر الرحمة والروحانية التي يأمل اليمنيون أن تعود إلى ربوعهم، وأن تعود الضحكات إلى وجوه أطفالهم الّذين يكابدون الجوع والمرض والخوف.
https://taghribnews.com/vdchkiniw23nqkd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز