تاريخ النشر2015 14 April ساعة 14:18
رقم : 188623

زيارة المساجد والمقامات "سنة نبوية " خاصة عند المصريين

تنا
الآلاف من محبي آل البيت (ع) يترددون على المساجد و المقامات بانتظام للتبرك وطلب الشفاعة من الله .
مسجد ومقام السيدة نفيسة (س)  -  القاهرة
مسجد ومقام السيدة نفيسة (س) - القاهرة
 إذا كانت القاهرة تشتهر بأنها مدينة الألف مئذنة، فإن حي الخليفة الشعبي الواقع جنوب القاهرة يضم وحده 366 مئذنة.
بعضها يحتضن أضرحة آل البيت (ع) ، ومعظمها يضم مقامات الأولياء الذين حصلوا على مكانة مميزة في قلوب المصريين بسيرهم الملهمة في التقوى والورع والزهد، وكل واحد من هؤلاء تحول منزله إلى مقام يقصده المريدون، إما للدعاء، أو التماسا للراحة النفسية التي يجدونها في رحاب تلك المساجد للتقرب الی الله. 

من بين مساجد حي الخليفة ينفرد مسجد السيدة نفيسة بمكانة خاصة عند كثيرين، بينهم من كان يقصده للتبرك وطلب الشفاعة لهم من الله، أو توقيع طلبات لقضاء مصلحة من بعض الوزراء الذين كانوا حريصين على زيارة المسجد بانتظام والبقاء فيه فترات طويلة.

ويقع المسجد الشهير في المنطقة المسماة قديما بدرب السباع، في بداية (شارع الأشراف) أو طريق أهل البيت (ع)، حيث يصبح المشهد النفيسي (نسبة إلى السيدة نفيسة) المحطة الثانية، بعد مشهد الإمام علي زين العابدين، وينتهي طريق أهل البيت بمقام السيدة زينب بنت علي، مرورا بالسيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة رقية بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام ). 
 وكان الاحتفال بمثابة تقليد سنوي يلتقي فيه محبو السيدة نفيسة، ويعبرون من خلاله عن تعلقهم بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

ناصر حسنين أحد خادمي المسجد قال: إن الناس يأتون لزيارة (الست)، من كل محافظات مصر، موضحا أن طبيعة عمله تمكنه من الحديث مع بعض الزائرين، الذين يحرصون على الحضور، إلى أن الزيارات لا تقتصر على طبقات اجتماعية بعينها، بل تتضمن الأغنياء والفقراء، والجميع يتصدق كل حسب إمكاناته المادية، تقربا إلى الله، وهناك من يحرص على زيارة هذا المقام أسبوعيا، خاصة يوم الجمعة والصلاة في المسجد، ثم الدخول إلى الضريح والدعاء، وهناك من يحرص على توزيع نقود ووجبات طعام مجانية على الفقراء. يعد العامل الروحاني والعبادي من أهم أسباب زيارة مساجد آل البيت (ع).

 وللمسجد واجهة رئيسية في الضلع الشمالي الغربي يتوسطها مدخل إلى يمينه مئذنة رشيقة شيدت على غرار المآذن المملوكية. وكان بهذا المسجد محراب خشبي قابل للنقل من مكان إلى آخر تم نقله إلى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وهو من الأعمال التي قام بها الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله بالمشهد فيما بين عامي 1137 – 1146 ميلادي.
 
     والسيدة نفيسة، هي نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولدت عام 145 من الهجرة واشتهرت بالعبادة والزهد، وكان المسجد الذي يحمل اسمها هو بيتها الذي عاشت فيه تتعبد لله. وفي كتاب (الجواهر النفيسة في مناقب السيدة نفيسة)، أبحر المؤلف الشيخ محمد عبدالخالق إمام، في حياة العابدة الزاهدة في مصر ولماذا قدسها المصريون إلى هذا الحد؟ فقد كانوا يصدقون كل ما يقال عنها من كرامات. 

وأشار المؤلف إلى أن كثيرا من الحجاج كانوا يلتقون السيدة نفيسة في موسم الحج، ويطلبون زيارتها لكثرة ما سمعوه عن فضلها وعلمها، فكانت ترحب بدعوتهم وتقول لهم إن جدها (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أوصى بها خيرا، فقال: إن فتحتم مصرا فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لكم فيها صهرا ونسبا. 

عندما ذاعت كراماتها هرع إليها الناس، وازدحموا على بابها وضاق بهم البيت، فعزمت على الرحيل إلى الحجاز، إلا أن أهل مصر تمسكوا بها وتوجهوا إلى أمير مصر وقتئذ السري بن الحكم، وطلبوا منه التدخل لإبقاء السيدة نفيسة، فذهب إليها واستطاع إقناعها بالبقاء، فقامت بحفر قبرها في دار أبي جعفر خالد بن هارون السلمي، المعروف الآن بمسجدها بالمشهد النفيسي. 

حاكم مصر، عبيد الله بن السري بن الحكم، كان أول من بني فوق قبرها مقاما، وزاد الزائرون، فأمر الخليفة الحافظ لدين الله عام 532 هـجري بتجديد المكان، وفي عام 714 هـجري أمر الناصر محمد بن قلاوون ببناء مسجد بجوار المقام، وفي عام 1310 هـجري، نشب حريق في المكان غير ملامح المسجد، فأمر الخديوي عباس باشا الثاني، بإعادة البناء بالشكل الحالي الذي عليه المسجد الآن، بقبته العالية وحيطانه الداخلية المزركشة بنقوش قرآنية، وحلي وقيشاني وخشب.
https://taghribnews.com/vdchi6nzx23n6-d.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز