تاريخ النشر2017 9 February ساعة 07:17
رقم : 259506

د. طلال عتريسي لـ " تنا " : مواقف ترامب العدوانية ضد إيران إرتجالية ومخالفة للإجماع الدولي حول ضرورة تطبيع العلاقات معها

تنا-بيروت
مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى الحكم اتخذ مواقف متشددة، سواء اتجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحول حظر دخول مواطني سبع دول الى الولايات المتحدة الأمريكية ، ما جعل سياسته تلاقي رفضا من العديد من الدول .
د. طلال عتريسي لـ " تنا " : مواقف ترامب العدوانية ضد إيران إرتجالية ومخالفة للإجماع الدولي حول ضرورة تطبيع العلاقات معها
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا " الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طلال عتريسي ، حول تصريحات ترامب ، وما إذا كانت تعني أن هناك سيناريو جديد لمواجهة الصحوة الإسلامية بعد فشل مشروع الإسلاموفوبيا، وفشل المشروع التكفيري الذي أوشك على نهايته ، قال : قد لا تكون الأمور بمثل هذا الوضوح بالنسبة الى السياسات الأميركية ، فمشروع المواجهة مع داعش لم ينتهِ لغاية الآن ولن ينتهي ، فاستخدام داعش سيبقى ورقة في مواجهة ايران وحلفائها ، لافتا الى أن ترامب أتى ليثبت أمرين : الأول أن أميركا دولة قوية تستطيع أن تهدد وتفرض عقوبات ، والأمر الثاني ان ترامب يريد أن يثبت نفسه بأنه رجل القرارات الذي يأخد قرارات صعبة وينفذها مباشرة .

وأضاف على مستوى الحركات الإسلامية ، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة محاولة استمرار حصار ايران وتوتير العلاقة معها ، والدليل ان ترامب تواصل مع السعودية ودول الخليج باعتبار أنهم من الممكن أن يكونوا حلفاء له ، معتبرا أن ورقة داعش لن تنتهي وستبقى ورقة للإستخدام من جانب الولايات المتحدة الأمريكية .

وحول الموقف الإسلامي من هذه السياسة ، قال عتريسي: ان المواقف مختلفة ، فالسعودية وبعض دول الخليج يبررون لترامب سياسته بتهديد ايران ، لأن هذا ما كانوا يطمحون اليه وسبق أن طالبوا أوباما به ولم يستجب لذلك ، بالإضافة الى تبريرهم لترامب منع رعايا سبع دول اسلامية الذهاب الى الولايات المتحدة ، والجزء من المواقف الإسلامية يعتبر ايران العدو في المنطقة ، وهذه هي المشكلة في الموقف الإسلامي .
وتابع أما الموقف الإسلامي المفترض والصحيح هو مواجهة هذه المواقف ، وعزل السياسة الأمريكية ، وعدم التفاعل معها،  والذهاب مباشرة الى ضرب مشروع داعش وتحالفاته ، وهذا ماهو متحقق في مشروع ايران وحلفائها سورية وحزب الله وروسيا ، مؤكدا أن المشروع الإسلامي المطلوب اليوم هو تعزيز هذا المحور والتركيز على ضرب داعش .

وردا على سؤال ما اذا كانت اوروبا ستتجه نحو تشديد العنصرية والنازية في مواجهة الأقليات الإسلامية ، اشار عتريسي الى أن في اوروبا مشكلة داخلية لها علاقة بالبطالة والتراجع الإقتصادي ، بالإضافة الى موجة الهجرة واللجوء الى أوروبا ، فيتم الربط بينهم ، لافتا الى أن هناك مناخ من صعود اليمين المتشدد والمتطرف ، لكن في المقابل هناك اتجاهات شعبية كبيرة ضد هذه السياسات ، فشهدنا في أوروبا مظاهرات ضد سياسة ترامب وضد العنصرية .

وأضاف أن أوروبا تمر في حالة تحول لجهة صعود اليمين أو لجهة المشكلة مع الولايات المتحدة الأمريكية لأن ترامب اليوم على خلاف مع معظم دول العالم وليس فقط مع المسلمين .

وعن التهديد الأمريكي لإيران بسبب تجاربها الصاروخية ، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ، ان التهديد ينقل الوضع الى حالة من التوتر ويلغي كل مفاعيل السياسات الأمريكية السابقة التي كانت تحاول أن تفتح علاقات مع ايران ، من رسائل أوباما الى المرشد الأعلى ، والإتفاق النووي ، لذا فإن الولايات المتحدة كانت تسعى لعدم تورطها مجددا في الحروب في المنطقة ، مؤكدا أن ترامب اليوم يعود الى سياسة التوتر المباشر والتهديدات المباشرة .

وتابع أن المرحلة هي مرحلة توتر في العلاقات بين البلدين ، لكن ترامب لن يفعل على الأقل على المدى المنظور أكثر من فرض العقوبات ، وهو أمر اختبرته ايران سابقا ، والعقوبات فرضت عليها منذ انتصار الثورة ، لهذا السبب فإن الأمر لن يغير شيئا على المستوى الإقتصادي ، لكن على المستوى السياسي هو أمر يرفع العلاقة على مستوى التوتر ويضرب كل الإتجاهات التي كانت تعتقد بأن الحوار مع الولايات المتحدة هو أمر جيد .

وحول ما اذا كان التصعيد بين ايران وامريكا سيؤدي الى حرب بين الجانبين ، قال د. عتريسي أنه من الصعب حصول حرب ، أو التنبؤ بسلوك ترامب ، لكن العالم اليوم غير مؤيد لسياسات ترامب ، حتى  حلفاؤه في الإتحاد الأوروبي الذين كانوا يؤيدون الحروب الأمريكية في المنطقة ، اليوم لا أحد منهم مؤيد لأي حرب في المنطقة مع ايران خصوصا أن الأوروبيون مستعجلون لبناء علاقات اقتصادية وتجارية مع ايران ، مؤكدا أن هذا الموقف سيكون معزولا ومن المستبعد أن يذهب ترامب الى حرب في هذه الطريقة الإرتجالية .

وعن طرح ترامب لإقامة منطقة آمنة في سورية ، رأى أن هذا الطرح كان ارتجالي ولم يدرس بشكل جيد ، لذلك تراجع ترامب عن هذا الموضوع وقال أنه يحتاج الى دراسة ومراجعة ، لما يتطلب من ارسال جنود وتحديد ما هي المنطقة الآمنة ومساحتها ، لذا تم التراجع عن هذه الفكرة ولم تعد قابلة للحياة ، مشيرا الى انه إما ان يكون هناك مشرع حل سياسي في سورية أو مناطق آمنة ، وهؤلاء امرين لايمكن السير بهم معا لاسيما وأن العالم متجه في العمل على الحل السياسي في سورية.

وحول مسودة الدستور الروسي لسورية ، وهل هناك مشروع لاعطاء حكم ذاتي لأكراد سورية، لفت عتريسي الى أن هذا الدستور طرح لكن لم يتم التعليق عليه وبحثه من كل القيادة السورية المعنية بهذا الموضوع ، معتبرا أن الموقف من الدستور قبل القضاء على تنظيم داعش هو كلام مبكر ، لأنه ليست المرة الأولى التي تطرح بها هكذا أفكار حول دستور جديد ، وقد يكون هذا جزء من التفاوض والمشاريع السياسية المطروحة ولكن مشروع حكم ذاتي للأكراد لن توافق عليه القيادة السورية ، لأنها متمسكة بسورية دولة واحدة وموحدة.

وردا على سؤال حول لماذا وتيرة التطبيع العربي وخاصة الخليجي مع الكيان المحتل تتصاعد ، خاصة في هذه الظروف، اعتبر ان لهذا الأمر سببين ، داخلي سعودي ، وخارجي اقليمي ، والسبب الداخلي أن الصراعات داخل المملكة أصبحت واضحة ومكشوفة على الحكم وعلى السلطة بين ولي ولي العهد وولي العهد ، تؤثر في هذه الخيارات بحيث يبدو أن هناك من يريد أن يقول أننا جاهزون للتطبيع مع اسرائيل وبأننا أفضل من يحكم المملكة السعودية وسنقيم علاقات جيدة مع اسرائيل .

وأضاف السبب الثاني هو الخلاف مع ايران وتحويلها الى العدو الأول في المنطقة ، فهناك من يريد أن يقول من حركة التطبيع أن اسرائيل ليست عدوا وأن ايران هي العدو ، هذه هي السياسة السعودية اليوم ، وهي سياسة تؤثر سلبا بشكل كبير  على القضية الفلسطينية والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية . 
https://taghribnews.com/vdcgzy9x3ak9nn4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز