تاريخ النشر2017 9 April ساعة 11:13
رقم : 264860

هل يعتقد ترامب أنَّ الإسلام هو دين أصلاً؟!.

تنا
تقرير إعلاميّ يوضح النظرة السياسية للولايات المتحدة مع إدراتها الجديدة تجاه الإسلام، وهو ما وشى به سؤال أجاب عنه أحد نواب الرئيس ترامب ضمن مقابلة إذاعية حول هل إن الإسلام دين حقّاً؟
هل يعتقد ترامب أنَّ الإسلام هو دين أصلاً؟!.
قال غوركا، نائب الرئيس ترامب: "الأمر ليس نقاشاً حول الإسلام، وعما إذا كان ديناً أو لا، الأمر يتعلق بالإرهاب الإسلامي المتطرف. نحن مستعدون أن نكون صريحين حول التهديد (الذي يشكله هذا الإسلام). لن نتجاهله كما فعلت إدارة أوباما."

وفي جوابه هذا، تجاهلٌ وتعميةٌ للرأي العام، وإثارة للشّكوك حول الإسلام، وكأنّه لا يوجد فيه سوى هذا المتطرّف الغريب عنه.

وأضاف: "أعتقد أنَّ عليكم توجيه هذا السّؤال إلى لرّئيس (ترامب)، ولكني أستطيع القول إنّ هذا التّشكيك يعدّ قراءة خاطئة لكلّ ما قاله (ترامب) في الأشهر الـ 18 الأخيرة."

وإذا راجعنا ما أدلى به ترامب من تصريحات في تلك الفترة، فإنه قد دأب على التحذير من المخاطر التي يشكّلها "الإرهاب الإسلامي المتطرّف"، وهو موقف ينظر إليه كثيرون على أنّه انتقاد مباشر للرئيس باراك أوباما الذي رفض بإصرار استخدام هذا التعبير.

وهاجم ترامب أوباما وهيلاري كلينتون بوصفهما "مؤسّسي" تنظيم الدولة الإسلامية، كما تشاجر علناً مع والدي عسكري أمريكي مسلم قتل في العراق. ودعا في مناسبات عدة إلى فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، كما دعا إلى تأسيس قاعدة بيانات للمسلمين المقيمين في الولايات المتحدة.

مراقبون يرون أنَّ هذه السياسات والمواقف تشير إلى أنّ معاداة الإسلام تقع في قلب فلسفة ترامب السياسية، وهذا شيء خطير جدّاً على المدى المنظور، وله تبعات كبيرة. فقد قال خالد بيضون، الأستاذ في جامعة ديترويت: "من البداية إلى النهاية، كشفت حملة 2016 الانتخابية عن أن مشاعر معاداة الإسلام ما زالت حية وقوية ومؤثّرة سياسياً أكثر من أي وقت مضى. بالنّسبة إلى ترامب، لم يكن ذمّ المسلمين وتحميلهم مسؤولية أفعال ليست لهم علاقة بها مجرد شعار انتخابي، بل كان عبارة عن استراتيجية اعتمدها بنجاح."

ولم يفعل ترامب الكثير في أغلب الأحيان لتبديد هذا الاستنتاج، فقد قال في مقابلة أجريت معه في آذار/ مارس 2016: "أظن أنّ الإسلام يكرهنا."

ورغم ذلك، يوقع ترامب نفسه في تناقض لافت في مواقفه، حيث دعا لاحقاً إلى التفريق بين المسلمين بشكل عام، والقلة من "الناس السيّئين والخطرين" الذين يعتنقون أيضاً الدين الإسلامي.

فقد قال في أيلول / سبتمبر 2016: "أحب المسلمين، وأعتقد أنهم بشر رائعون."

وسواء اعتقد ترامب أنّ الإسلام دين أو لا، فهذا لن يغير من الحقيقة شيئاً، فالإسلام موجود قبله، وسيبقى بعده.

آراء ترامب المتناقضة حول الإسلام، تجد صداها في فريق المستشارين الكبار الذين عينهم،س والذين يحيطون به ويرسمون سياسة العالم.

من هؤلاء، مستشار الأمن القومي مايكل فلين، والمستشار الأقدم ستيف بانون، ووزير العدل المعيَّن جيف سيشنز.

وصف فلين الدّين الإسلامي بأنه "أيديولوجية سياسيّة تختبئ وراء الفكرة القائلة إنه معتقد ديني"، وهو الموقف الذي دفع إلى توجيه الأسئلة إلى غوركا في الأسبوع الماضي.

كما شبّه فلين الدين الإسلامي "بسرطان خبيث"، حيث كتب تغريدة قال فيها إنّ الخوف من المسلمين "خوف منطقي."

أما بانون، الذي كان يدير موقع برايتبارت الإخباري القومي قبل أن يعيّنه ترامب في موقع بارز في حملته الانتخابية، فوصف الإسلام بأنه "أكثر أديان العالم تطرفاً"، وحذَّر من أن المسلمين يشكلون "طابوراً خامساً هنا في الولايات المتحدة."

وهناك الكثير من الانتقادات الموجهة صراحة للإسلام كدين، وليس للإرهابيين فحسب، من قبل مايك فلين مستشار الأمن القومي المستقيل، فقد أصدر تغريدة تحتوي على فيديو مضاد للإسلام وقال فيها "أن الخوف من المسلمين هو شيء معقول"، وقال في مقابلة تلفزيونية أن "الإسلام ليس بالضرورة دينا، ولكنه نظام سياسي من ورائه عقيدة دينية".

وقال أيضا30 أن "ما تغير هو مجئ هذا الشخص محمد، وبمنتهى الأمانه نحن نتعامل مع نص قديم لا يساعد مجتمعا يعيش عليه، ولا يمكنه أن يتوافق مع الحداثة"،  وأن "المدعوين بعلماء الإسلام يوجهون رسائل معقدة لخلق الفوضى وإمكانية التحكم، وبينما كان بول بوت وستالين وموسوليني واضحين، فإن الشريعة هي قانون عنيف مختفي أسفل قناعات بربرية"، وأنهم "يريدون فرض نظام عالمي مبني على نسختهم من الشريعه والتي تنكر حريات الفكر والاختيار والحريات الأخرى"، وأن "المسلمين يريدون تطبيق قانون الشريعه باستخدام نظامنا القانوني لتقوية ما يؤمن الكثيرون من الأمريكيين بأنه قانون ديني عنيف ليس له مكان في الولايات المتحدة".

أما ستيف بانون، أكثر الأشخاص تأثيرا في إدارة ترامب، فيبدو دوره في التوجهات الأمريكية الجديدة بشكل أكثر عمقا، فقد قال من قبل في اجتماع بالفاتيكان عام 2014، أن الغرب المسيحي اليهودي في حرب مع الإسلام وأنه في أزمة و"نحن في المراحل المبكرة من صراع وحشي دموي" وقد جمع تشارلز أنتوني31 الكثير مما  قاله بانون، موثقا، في هذا المضمار.

في المقابل، قال وزير الدفاع جيمس ماتيس في معرض دفاعه عن تدخل الولايات المتحدة في تحالفات مع العالم الإسلامي، إن الجماعات الجهادية "ترتدي لباساً دينياً كاذبا."

من جانبه، أكّد راينس بريبس، أمين عام البيت الأبيض، الذي ينظر إليه على أنّه المنافس الأكبر لبانون في إسداء المشورة للرئيس، أن فكرة تسجيل أسماء المسلمين في قاعدة بيانات لن تنفذ، كما اعتمد خطاً أقلّ حدّة تجاههم بشكل عام.

فقد قال مرة: "هناك بعض من أوجه ذلك المعتقد تسبب إشكالاً، ولكنها لا تمثّل المعتقد بشكل عام."

عموما، إنّ على الإدارة الجديدة أن تتعامل بحكمة وموضوعيّة تجاه الإسلام والمسلمين ومشاكل العالم، لا أن تكون مؤجّجة لخطاب الكراهية وإثارة النزاعات. فالعالم يحتاج فعلاً إلى قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، بعيداً من المطامع والحسابات المادية التي أرهقت الشعوب، وكرّست التّمييز والعنصريّة، وقطعت جسور التواصل. فهل ينتصر الخطاب المنفتح وسط هذا الضّجيج في الولايات المتحدة!
https://taghribnews.com/vdcfvjd0xw6dvca.kiiw.html
المصدر : بينات
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز