تاريخ النشر2017 20 September ساعة 14:22
رقم : 284741

بعد أحداث بورما والفتور الغربى تجاهها كيف نواجه تزايد جرائم "الإسلاموفوبيا" ؟

تنا
فى ظل تزايد تلك الاعتداءات بحق المسلمين بدول شرقية وغربية عدة؛ وهو ما سجله تقرير "مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان" التابع لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا"، ورصده تقرير دار الإفتاء المصرية حول تزايد جرائم "الإسلاموفوبيا" فى الغرب، يدلى علماء الدين بدلوهم فى قضية "سبل وآليات مواجهة تلك الظاهرة"، عبر هذا التحقيق، مؤكدين ضرورة إنشاء مجلس أعلى للدعوة الإسلامية عبر العالم، وأهمية استحداث آلة إعلامية تكشف تلك الانتهاكات.
بعد أحداث بورما والفتور الغربى تجاهها كيف نواجه تزايد جرائم "الإسلاموفوبيا" ؟
 تحقيق ــ إبراهيم عمران
"ما أشبه الليلة بالبارحة".. عنوان يلخص الاعتداءات المتكررة على الجاليات المسلمة فى العالم الغربي، الذى يتباهى بالحقوق والحريات، وتتنادى منظماته وهيئاته الحقوقية للمساواة والحرية الدينية،لكنها تصمّ آذانها عما يحدث يوميا للأقليات المسلمة، لا سيما فى بورما وغيرها من الدول، من انتهاكات متزايدة، فى ظل صمت دولى مطبق، تجاه جرائم التشريد والقتل والتهجير، التى تستهدف المسلمين.

وفى ظل تزايد تلك الاعتداءات بحق المسلمين بدول شرقية وغربية عدة؛ وهو ما سجله تقرير "مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان" التابع لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا"، ورصده تقرير دار الإفتاء المصرية حول تزايد جرائم "الإسلاموفوبيا" فى الغرب، يدلى علماء الدين بدلوهم فى قضية "سبل وآليات مواجهة تلك الظاهرة"، عبر هذا التحقيق، مؤكدين ضرورة إنشاء مجلس أعلى للدعوة الإسلامية عبر العالم، وأهمية استحداث آلة إعلامية تكشف تلك الانتهاكات.

فى هذا الصدد، رصد تقرير لمرصد دار الإفتاء المصرية، قبل شهور، تزايد جرائم الكراهية ضد مسلمى أوروبا، مؤكدا أنها وصلت إلى مستوى مرتفع، وتُعد مؤشرا خطيرا فيما يتعلق بأوضاع المسلمين بأوروبا، استنادا إلى التقرير الصادر عن «مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان»، عن عام 2015، الذى قال إن جرائم الكراهية الناجمة عن التمييز والتعصب ضد المسلمين فى أوروبا، قد وصلت فى ذلك العام فقط، إلى مستويات مثيرة للقلق، بحيث بلغت نحو ستة آلاف و811 جريمة فى عدد من الدول الأوروبية. وتمثَّل أبرز هذه الجرائم فى الاعتداء على المحجبات، وإضرام النار فى المساجد، وعزا هذه الزيادة الكبيرة فى جرائم الكراهية ضد المسلمين إلى عوامل مكافحة الإرهاب، والأزمة الاقتصادية العالمية، والتعدد الدينى والثقافي، بالإضافة إلى الأحكام المسبقة على المسلمين، التى تمتد لمئات السنين.

آليات المواجهة
وحول سبل وآليات مواجهة ظاهرة التعصب الدينى ضد المسلمين فى الغرب والعالم طالب علماء الدين بإنشاء مجلس أعلى للدعوة بالخارج، واستحداث آلة إعلامية تكشف الانتهاكات المتكررة ضد الأقليات الإسلامية فى الخارج.

ويقول الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن، إن التحامل والكراهية والخوف من الإسلام أو من المسلمين, ظاهرة قديمة متجددة, ومما يثير العجب أنه كلما زادت نبرة البُغض للإسلام وأتباعه, يوقن الكثيرون بأنه الدين الحق. ويضيف أنه لا أحد ينكر أن حضارة الإسلام هى الأساس الذى بُنيت عليه حضارة الغرب, وأن الغرب ما زال ينتفع بهذه الحضارة الزاهرة ليبنى عليها ويطورها حتى يومنا هذا, ولكن عدم السوية لدى البعض جعلت من صاحب الحضارة السائدة (حضارة الإسلام) العدو اللدود, فبات يتربص بالإسلام وأتباعه, مع إن ما وصلت إليه من تقدم هو من صنعه ونتاج فكر أهله.

ويوضح الدكتور عبد الفتاح إدريس أنه على المسلمين العودة بالإسلام إلى ما كان عليه فى زمن النبوة والخلافة الراشدة, التى سادت فيها روح التسامح ونبذ دعاوى الجاهلية, واتساع رحابته لكل من يقيم على الأرض: مسلما أو غير مسلم, عربيا أو غير عربي, وذلك مع صنع نوع من التعاون المشترك بين المسلمين وغيرهم؛ بهدف نفع البشرية, وأن يُشعر المسلمون غيرَهم بأنهم يتبعون دينا يدعو إلى حب كل من فى الأرض وما فيها, وأنه دين رحمة وتراحم, ودين إنسانية وسلام, ودين يعلى من شأن الإنسان، أيا كان دينه أو لونه أو انتماؤه.

صراع حضارات
فى السياق ذاته يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن صراع الحضارات قديم قدم التاريخ، وأن هذه النظرة تتفاوت بحسب الظروف والأحداث التى يمر بها العالم، فلا يختص بها أشخاص، ولا أزمنة بعينها. ويشدد على أنه «يجب على العقلاء والحكماء فى كل شريعة بذل الجهود للتعايش السلمي، كما يجب على المؤسسات الإسلامية المعتمدة على مستوى العالم الإسلامى حسن فهم الدين وحسن عرضه؛ حتى لا تُشوه حقيقة الإسلام من قِبل بعض المنتسبين إليه».

مجلس أعلى للدعوة
ويتابع الدكتور كريمة حديثه موضحا أن هناك أئمة مساجد فى أوروبا وأمريكا ينتمون إلى تيارات مختلفة هم الذين يشوهون صورة الإسلام، ويسيئون إلى الدين، بسبب سلوكهم. ويحذر من أن بعض المراكز الإسلامية المنتشرة فى الدول الأوروبية يغلب عليها الصراعات ما بين السنة وبعض تيارات «الإسلام السياسي» والتوجه السلفي، مشيرا إلى أن هذه التيارات متباعدة، ولا تعرف إلا التكفير والتزييف، ولا تقدم صورة الإسلام الصحيح، بل تقدمه كما لو كان محصورا فى اللحية والإسدال والنقاب فقط. ولمعالجة ظاهرة العنف ضد المسلمين يقترح الدكتور كريمة إنشاء مجلس أعلى للدعوة الإسلامية بعيدا عن كل الطائفيات والمذهبيات، وذلك على غرار مجلس الكنائس العالمي، وكذلك استحداث ملحق دينى فى سفارات الدول الإسلامية يكون من خريجى الأزهر وهمزة وصل بين الأزهر والتجمعات الإسلامية فى الدول الأوروبية.
https://taghribnews.com/vdcfjjd0yw6dcea.kiiw.html
المصدر : الاهرام
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز