تاريخ النشر2014 26 August ساعة 14:41
رقم : 167246

الملتقى التاسع لحوار الاديان يبدأ اعماله في طهران

تنا - خاص
نعت آية الله التسخيري التطرف الیوم بالمرض الخطیر الذيي یفتك بعالم التدین، داعياً رجال الدين للاضطلاع بمسؤولياتهم و عودة التوازن الى المجتمع و اعادة اتباع الدین الی الحالة الطبیعیة والعقلانیة، محذراً من أنه في غير ذلك سوف ينتهي الأمر الى الالحاد و اليأس من الدين.
الملتقى التاسع لحوار الاديان يبدأ اعماله في طهران


باشر الملتقى التاسع للحوار الديني بين مركز حوار الاديان في رابطة الثقافة و العلاقات الاسلامية و بين الكنيسة الارثوذوكسية في روسيا ، باشر اعماله صباح الاثنين (٢٥/٨) ، بحضور نائب الاسقف الاعظم في الكنيسة الارثوذكسية الروسية فيوفلاكت ، و آية الله الشيخ محمد علي التسخيري مستشار قائد الثورة الاسلامية لشؤون العالم الاسلامي و رئيس المجلس الاعلى للمجمع العالمي للتقريب ، و العديد من الشخصيات الدينية و العلمية الاسلامية و المسيحية الناشطة في مجال حوار الاديان . و من المزمع أن يناقش الملتقى العديد من الموضوعات الدينية في طليعتها سبل تعزيز التفاهم و التعاون بين الاسلام و المسيحية الارثوذوكسية ، و دوافع التطرف و سبل التصدي له ، اضافة الى ضرورة التعايش السلمي بين الاقليات الدينية . 

و خلال كلمته في الملتقى ، لفت آية الله التسخيري الى ان ثمة عوامل عديدة تركت للأسف آثاراً سلبية على العلاقة بين الاديان ، في طليعتها الدوافع السياسية و التطرف  الذي ألحق ضربات موجعة بالاسلام و بين علماء المسلمين . و أشار سماحته الى انتشار التطرف اليوم في كل من العالم الاسلامي و العالم المسيحي ، لافتاً الى ان التطرف الیوم مرض خطیر یفتك بعالم التدین، و داعياً رجال الدين للاضطلاع بمسؤولياتهم و العمل على عودة التوازن الى المجتمع و اعادة اتباع الدین الی الحالة الطبیعیة والعقلانیة، محذراً من أنه في غير ذلك سوف ينتهي الأمر الى الالحاد و اليأس من الدين . 

و أضاف آية الله التسخيري : أن للتطرف تداعيات سلبية مؤلمة على طبيعة العلاقة بين علماء الاديان ، مسلمين و مسيحيين و يهود . 

و لفت سماحته الی العلاقات التي كانت سائدة بین علماء الادیان قبل الاسلام قائلاً : إذا ما ألقينا نظرة الى العلاقة التي كانت سائدة بین علماء المسیحیة والیهودیة في فترة ما قبل ظهور الاسلام، نجد ان خلافاً كبيراً كان قائماً بین العلماء المسیحیین أنفسهم وکذلك بینهم و بين العلماء الیهود، وقد اشار القرآن الکریم الی هذه التفرقة والتطرف. 

وفي جانب آخر من كلمته أشار آیة الله التسخیري : أن اصحاب الرسول (ص) کانوا يتسمون بوحدة قلبیة راسخة ، و ان القرآن الکریم اعتبر العون الالهي والوحدة الاسلامیة وراء قوة المسلمين و انتشار الاسلام . مضيفاً : على الرغم من الاختلاف في الرأي بين صحابة الرسول (ص) ، إلا أنهم لم ینزلقوا الی التطرف مطلقاً . 

كما كانت هناك كلمة لرئيس رابطة الثقافة و العلاقات الاسلامية في الملتقى ، أشار فيها الى الاهتمام و الشعبية التي يحظى بها الحوار بين الاديان حالياً على الصعيد الدولي ، لافتاً الى أن معظم المتألهين و مفكري الاديان الكبرى في العالم يكرسون جهوداً ملفتة لإشاعة و نشر هذا الحوار . 

و يرى الدكتور أبو ذر الابراهيمي تركمان أن اهمية مثل هذا الحوار تكمن في محاولة اتباع الاديان ، لاسيما الاديان الالهية ، البحث عن القواسم المشتركة التاريخية – العقائدية لتفنيذ الاتهامات و إزالة الغموض و الابهام ، و لفت الانظار الى أن الرسالة الحقيقية للاديان تتلخص في ترسيخ ارضية السلام و التعايش السلمي بين اتباع مختلف الاديان و القوميات . 

و شدد رئيس رابطة الثقافة و العلاقات الاسلامية على أن أهمية الابعاد الانسانية و الاجتماعية التي تشكل جانباً هاماً من القواسم المشتركة بين الاديان ، لافتاً الى اهمية التبادل الثقافي بين المسلمين و المسيحيين ، و داعياً أتباع الاسلام و المسيحية الى ضرورة التواصل الثقافي و العمل معاً للارتقاء بالثقافة الدينية و تكاملها . 

من جهته أكد فيو فلاكت نائب الاسقف الاعظم في الكنيسة الارثوذكسية الروسية فيوفلاكت ، رئيس الوفد الروسي ، على اهمية تحقيق الوعي المتبادل بين الاسلام و المسيحية ، قائلاً : أن التوجه الغالب اليوم في العالم يتمحور حول الحروب و التطرف ، و قتل المدنيين و زيادة اعداد المشردين و المنكوبين و الضحايا من المسيحيين و المسلمين على حد سواء . و في الوقت الذي يبعث ذلك على التأسف و يحد من انتشار الاديان ، فأنه يحتم على الزعماء الدينيين في العالم للاضطلاع بواجباتهم و مسؤولياتهم . 

و خلص الاسقف فيو فلاكت للقول : يعتبر الدين عنصراً مؤثراً ، و ان الحوار بين الاديان يضطلع بدور هام في تعزيز مبادىء السلام و التعايش السلمي . وأن العثور على السبيل الامثل للحوار بين الاديان ليس بالامر السهل ، بيد أن ايران و روسيا قررتا خوض هذه التجربة باعتبارهما ممثلين للاسلام و المسيحية .

https://taghribnews.com/vdcfjedyvw6dv0a.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز