تاريخ النشر2017 31 October ساعة 19:42
رقم : 291275
الدورة ال23 للمعرض الدولي للصحافة والاعلام

الإعلام المقاوم ضرورة ملحّة لكشف أكاذيب الأبواق المتبجحة

تنا
اكد ممثل اذاعة الرسالة واسبوعية العواصف اللبنانية في طهران صلاح فحص ان الإعلام المقاوم ضرورة ملحّة ولابد أن يؤدي إلي زعزعة الصف المعادي، وكشف سيل الأكاذيب الذي تستخدمه الآلة الإعلامية والعسكرية الاحتلالية والأبواق المتبجحة.
الإعلام المقاوم ضرورة ملحّة لكشف أكاذيب الأبواق المتبجحة
وقال صلاح فحص في ندوة تحت عنوان ' الحرب الناعمة؛ الاعلام المقاوم و تأثيره في المجتمع ' علي هامش الدورة ال23 للمعرض الدولي للصحافة والاعلام المقام حاليا في طهران ان الاعلام هو محراب لعبادة الله ولخدمة الإنسان، والاعلام إذا ما قام بواجبه فهو مخدع للشيطان'. هكذا اعتبره الإمام الصدر، ونظرًا للدور المهم الذي يقوم به الاعلام، أعطاه الإمام هذا المعني المقدس الذي يرضي الله ويخدم الإنسان، إلا أنه أيضًا اعتبره مخدعًا للشيطان عندما لا يقوم بواجبه الحقيقي، وعندما يعمد إلي الأساليب غير المشروعة في ممارسة عمله معتمدا علي الكذب والتضليل والخداع والتعتيم والتعمية الإعلامية، والحقائق المنقوصة والمغلوطة.

واضاف: 'كما وحمّله الإمام الصدر الكثير من المعاني التي يجب أن تدفع بكل اعلامي إلي التفكّر كثيرًا قبل الإتيان بأي عمل قد يضرّ بأخيه الإنسان وبالإنسانية. فلقد وصفه سماحة الإمام بأنه 'من أهم ميادين الجهاد وأدقّها، والاعلام يكوّن الرأي العام ويساعد في خلق الثقافة العامة، فهو بدوره يحاول أن يهيئ غذاء للروح، تنميها وتخلق مرحلة جديدة من الروح تناسب مستوي ثقافة المجتمع، فالاعلام بدوره في تكوين الثقافة العامة وتوجيه العاطفة للجماهير، يعطي صورة جديدة للروح بل تكون مرحلة جديدة من النفس الإنسانية'.

وصرح: 'من هنا فان الاعلام الذي باع مساحاته الاعلامية والدعائية لمن يدفع اكثر احيانا وبناء لتوجيهات دول الرعاية في احيان اخري. وسرعان ما سرت نار الاضاليل والتحريف وتشويه الحقائق في هشيم وسائل اعلام لم تكن في المرحلة الاولي تمتلك المعلومة الحقيقية والخبر اليقين، وأخري نأت بنفسها، وثالثة وقفت موقف المتحير المتفرج.'

واضاف ان العلاقات الاعلامية ودورها في المواجهة في (الحرب الناعمة) التي هي اخطر من القصف بالصواريخ والقنابل والرصاص لانها تستهدف العقول والعواطف وتلعب علي وتر التحريض والتزييف والشرذمة وافقاد الثقة.

وصرح ان صناعة الرأي العام في زمن العولمة والاتصالات السريعة تتم على يد الشركات الكبري متعدية الحدود، والعابرة للقارات والدول، وعلي يد الطرف الأمريكي- الصهيوني، ويترابط العمل المقاوم بالمقاومة الإعلامية أكثر من أي وقتٍ مضي. فاليوم، أصبح المقاتل إعلامياً، والإعلامي مقاوماً، بقدر ما تمددت رقعة الميدان وساحة المعركة من الأرض إلي الفضائيات إلي الفضاء الافتراضي علي الإنترنت.

وتابع ان المعركة بيننا وبين العدو تدور علي كسب العقول والقلوب، كما تدور علي كسب الأرض والنفط والأسواق. وهذا يعني أننا نستطيع جميعاً أن نشترك بالمقاومة كل من موقعه وحسب قدراته.
اضاف 'فعندما نعمم أخبار المقاومة في فلسطين او لبنان او اي بلد اخر مثلاً، بالعربية أو بالإنكليزية، نسهم ونساهم بالمقاومة الإعلامية ونصبح مرآةً حية للمقاومة ولعملها وحقيقة دورها وانجازاتها علي الأرض، وعندما نحاجج وندحض من يشككون بالانتفاضة، أو بالعمليات الاستشهادية، نكون فعلاً ندعم المقاومين علي الأرض ونمنع الطرف الأمريكي- الصهيوني من محاصرتهم سياسياً وإعلامياً'.

وتابع 'عندما نقاوم التطبيع والصهينة والمصطلح التطبيعي، وعندما ندعو لمقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية ونرشد الناس اليها ونحذرهم من اضرارها واثارها التدميرية علي الاقتصاد وعلي مردود الصمود والممانعة والمقاومة، كما يجب أن نفعل دوماً، نكون فعلاً نمنع العدو من قطف الثمار السياسية والاقتصادية لأي نجاح يحرزه علي الأرض..

واكد ان أهمُ صفةٍ في الإعلام المقاوم اليوم أنه إعلامٌ يقوم به أناسٌ عاديون، مثلنا تماماً، في مواجهة الاحتكارات الإعلامية الكبري المنحازة ضد الأمة. فلا ننتظر أن تُشتري لنا وسيلة إعلامية كي نمارس الإعلام المقاوم، بل علينا أن نخلق مثل هذه الوسيلة بأيدينا حيث استطعنا. ولنتذكر، ليس مطلوباً منا أن نصنع الطائرة والدبابة والقمر الصناعي كي ننتصر، بل أن نتعلم كيف نسقط الطائرة وندمر الدبابة ونحاصر القمر الصناعي، بالكثير من الإبداع الشعبي، والكثير من التضحيات... واولاً ودائماً بالايمان الذي يعزز الارادة ويحقق النصر.

وقال صلاح فحص متسائلا 'أي إعلام نريد؟ وهل ثمة إمكانية لإعلام عربي فاعل؟ او هل نملك الإرادة لتحديد هوية إعلامنا؟ وهل ثمة إعلام عربي واحد؟ أم نحن أمام وسائل إعلامية لكلٍ مشربها وسياستها، وان جمعتها لغة عربية واحدة، أليس الإعلام انعكاسا لحال الأمّة في انقسامها علي نفسها؟ فقبل الحديث عن فاعلية الإعلام العربي لنتفق أولاً أننا بحاجة لتأسيس هذا الإعلام وإعادة بنائه من جديد'.
وصرح إن الإعلام، برأي البعض، يشكل اليوم المصدر الأساسي للمعلومات فضلاً عن كونه قناة اتصال بين العمل السياسي وقوي الرأي العام، وتكمن قوة وسائل الإعلام من قوة تأثيرها في المجتمعات التي تعطي للرأي العام موقعه ودوره في الحياة السياسية، وعندها يمكن لشرائح المجتمع ان تعبر عن رأيها، وتتشكل بذلك وسيلة ضغط بيد القوي المعارضة تستطيع من خلالها ان تشرح مواقفها وتدافع عن حقوقها وتواجه اعلام السلطة، وحين يفتقد المجتمع لمثل هذا الموقع والدور، تصبح وسائل الإعلام قوي ضغط بيد السلطة وليست قوي ضاغطة علي السلطة. هذا علي صعيد الدولة الواحدة وداخلها بين المعارضة والموالاة، اما حين يتحول الامر بين الدول ومواقفها وعلاقتها ومصالحها فلنقارن دونما تعليق مع وسائل الإعلام الغربية التي تأخذ دورها من قوة تأثيرها في داخل مجتمعاتها، لكن بالمقابل عندما تتحوّل إلي قضايا الخارج تنقلب علي مفاهيمها وتصبح أدوات في معارك الحكومات بدل أن تظل أمينة علي رسالتها.

واضاف انه علي سبيل المثالً، فان الإعلام الغربي وبالتحديد الأميركي تحوّل إلي وسيلة تابعة تعكس السياسات الرسمية، ويتخلي عن كثير من طروحاته لمصلحة أولوية أهداف سياسة بلاده، كاشفاً بذلك عن إزدواجية في ما يطرحه تجاه الآخر وما يبثه لمصلحة أولويات حكومته.
وصرح انه لم يكن التحريض أو التضليل وليد الحادي عشر من أيلول إنما هو سياسة درج عليها الإعلام الأميركي عندما تكون الولايات المتحدة طرفاً مباشراً في أي صراع. التضليل مصدره هنا السياسة الأميركية وجزء من هذا التضليل مارسه الإعلام الأميركي عن قصد، لقد خيضت الحرب بالإعلام وهي تستمر ضد عالمنا الاسلامي بالطريقة ذاتها، حتي لم تتورع الإدارة الأميركية عن إنشاء مكتب خاص مهمته خوض الحروب بالدعاية والتحريض. يجب أن لا يسلبنا إعلام الآخرين القدرة علي التميز فنسقط في تقليد أعمي، هم لهم أولوياتهم وقيمهم وثقافتهم ولمجتمعنا قضاياه وقيمه. وعندما يتعلق الأمر بقضاياهم ومصالحهم مستعدون لخوض حروب بكل وسائل الدعاية مجرّدين من أي مصداقية أو موضوعية.
وقال اننا نمتلك مخزوناً ثقافياً وروحياً وقيماً أخلاقية ودينية، قادرون علي تجسيدها عملاً إعلامياً إبداعياً سواء علي المستوي الفني في الصوت والصورة أو علي مستوي النص لنقدم لجمهورنا بالدرجة الأولي مادة حيّة قادرة علي مخاطبة عقله ووجدانه ومشاعره، فلا يبقي أسيراً لمادة دعائية مكثفة تنهال عليه من كل حدب وصوب، وللأسف يغرق بعض إعلامنا العربي في تقليد أعمي أو في استيلاد خطاب إعلامي هو وليد بيئة أخري يحاول تعميها علي جمهوره المغاير في الثقافة السياسية وفي أولوياته وقضاياه، خطاب يستدرج المنفعة والربح علي حساب القيم والمبادئ والأولويات.
واكد ان الإعلام الذي نريد هو الإعلام القادر علي تشكيل وعي سياسي وتوجيه وتصويب السياسات العربية وتقديم العرب للعالم علي صورتهم الحقيقة، الصورة التي شوهتها آلة الدعاية الإسرائيلية المغطاة بعناوين إعلامية غربية، وشوهها بعض إعلامنا العربي عندما تغافل عن الحقيقة فكان مرآة للنظام الرسمي العربي. بل صار هذا الإعلام يتعامل مع قضايا أمته من منظار الإعلام الغربي لكي يصبح مقبولاً أو معترفاً به فصار الاستشهاد انتحاراً والعمليات أحداث عنف. الإعلام الذي نريد هو الإعلام القادر علي ترتيب الأولويات وفق حاجات الأمة فلا يثير الفتن وينبش الخلافات ويتلطّي بستار الحرية ليقتل الحرية في مهدها عندما يجعل همه كيف يفرق بين الناس، أو ليأتينا بأعدائنا إلي منازلنا يبررون جرائمهم ضد شعب مظلوم محتلة أرضه في فلسطين.
وصرح: 'عندما نتحدث عن مفهوم الإعلام باعتباره وسيلة لتثقيف الجمهور، أو لبث الوعي السياسي والثقافي، أو لتزويد المتلقين بالمعارف والمعلومات، فإن ذلك يجب أن يستظل بالواقعية والحقيقة من دون مبالغة أو تشويه فنقول عن الخسارة خسارة وعن النصر نصر وعن الشهادة شهادة وعن المجزرة مجزرة، إذ لا يمكن للفاعلية أن تتأتي من التضليل والمبالغة والتشويه خصوصاً في عالمنا العربي الذي لا يزال يتعرض لحملة إعلامية منظمة تريد هدم ما تبقي من أسس بنيانه الثقافي والفكري. ومسؤولية الإعلام أن يقف بصلابة لمواجهة مثل هذه الحملة وليس الإختباء وراء شعارات زائفة'.
وقال انه لقد كانت لنا تجربة حيّة في اعتماد مثل هذا الإعلام والذي اثبت أن العرب قادرون علي توظيف الإعلام في معركتهم ضد عدوهم الأول أي الكيان الصهيوني، ففي الحرب النفسية التي خاضتها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان تمكنت من قلب الصورة وتقديمها وفق وقائعها وحقائقها فإذا غَلبت في مراحل سابقة الدعاية الإسرائيلية وهيمنت علي العقل العربي فإن دخول إعلام المقاومة الحرب قدم العرب والمسلمين علي صورتهم التي هم عليها، وليس وفق ما رسمها العدو، لقد تمكنت دعاية العدو من تحوير الوقائع وتبديل الحقائق التاريخية، فظهر الجيش الإسرائيلي في أعين العرب أسطورة لا تقهر، والعربي إرهابي خائف يترقب كما صوّرته آلة الدعاية الصهيونية وتعيد تظهيره اليوم بالصورة ذاتها للعالم بأسره.
واضاف 'بالمقابل كانت تجربة إعلام المقاومة تنطلق من ثوابت وحقائق ووقائع، صحيح أن لا مجال للمقارنة بين ما تمتلكه أجهزة الدعاية الإسرائيلية وما توفر لإعلام المقاومة، لكن الفرق هنا يسقط أمام التصميم والإرادة والتحدي، فما ميّز إعلام المقاومة إن دعايته كانت واقعية، صورها مستمدّة من أرض المعركة، وتقنياتها هي وقائع المواجهة اليومية، وهذان كفيلان بإحداث تغييرات وتأثيرات أصابت المجتمع الإسرائيلي بالإحباط وأعادت للمجتمع العربي شعوره بالكرامة، لقد خرجت من دعاية الحرب المركبات الإعلامية الخيالية، والترويج الممل والمبالغة وتغيير الحقائق، فقدمت تلك الدعاية الواقع كما هو فكانت الحرب هي الدعاية الإعلامية، وليست الدعاية هي الحرب، إنتقلت المعركة إلي كل بيت إسرائيلي حتي اضطرت معها حكومة العدو إلي استحداث أجهزة إعلامية مهمتها مواكبة حركة الجيش ضد المقاومة، ومواجهة حرب نفسية بالغة التأثير'.
وصرح: 'كانت الكاميرا شريكة البندقية منذ أن أدخلتها المقاومة ساحة المواجهة وظلّت رفيقة المقاومين إلي أيام التحرير عندما كانت المقاومة وفق التعبير الإسرائيلي تقوم بعملية اقتحام واستيلاء بدون إطلاق نار وهذا الاقتحام يتمثل بألات التصوير التلفزيونية، وتغطية قصف كلامي هائل فالمقاومة انتصرت في الصراع  بواسطة المدفع الذي يقذف أقوي القذائف إلا وهو مدفع التلفاز وفق القول الإسرائيلي، وبعد الانسحاب إضطرت القيادة الإسرائيلية للاعتراف بأن إحدي مواضع الخلل كانت السياسة الإعلامية أي بمعني آخر الفشل في مجابهة إعلام المقاومة الذي شكل ركيزة أساسية يمكن التأسيس عليها لبناء إعلام عربي فاعل موّجه بالدرجة الأولي إلي القضية المركزية أي قضية الجمهور العربي والاسلامي والانساني الواسع وهي قضية فلسطين'.
وصرح: 'أي قضية اليوم أهم من الإنتفاضة، ومن مظلومية الشعب الفلسطيني ليثبت فيها إعلامنا أنه فاعل في تبنيها وشرحها للعالم وفي جَبه حملة التحريض الواسعة التي تشن عليه من السياسة والإعلام والدعاية الصهيونية ـ الأمريكية المشتركة'.
واضاف انه لا شك بأن هناك مجموعة من المرتكزات التي يعتمد عليها الإعلام المقاوم وهي: أولاً أن يكون صاحب قضية بمعني أن يكون ملتزماً بقضية وطنية محقة وبالتالي يكرس نفسه لخدمة هذه القضية. هذا في الهدف أما في الآليات والوسائل، فمن يبث هذه الوسائل التي يعتمدها هذا الإعلام في مواجهة العدو، هناك مسألة ضرورية بأن يكون هذا الإعلام مطلعاً علي ما يدور في مجتمع العدو وعلي معرفة دقيقة بالتقسيمات السياسية ثم الأهداف السياسية لكل حزب ثم البرنامج السياسي له ولا بد أيضاً أن تكون هناك متابعة دقيقة لإعلام العدو والدعاية التي يبثها.
وتابع 'المسألة الثانية: لا بد من أن يملك هذا الإعلام الوسائل المناسبة لإيصال صوته إلي العالم وأن يتمتع بالكفاءة والتقنيات التي تتيح له دحض الافتراءات التي يبثها إعلام العدو ضد المقاومة أو ما يسمي بشكل عام بالحرب النفسية'.‏
وصرح ان الإعلام أصبح في عصر التقدم التكنولوجي والمعلوماتي والاتصالات المرئية والمسموعة من أخطر الأسلحة في العصر الحديث. وقد اُعتمد علي استخدام الكلمة سلاحاً، وتوظيف الصورة لتمرير سياسات ومواقف، وبات من الأهمية بمكان، بل ومن الضرورة أن تستخدم المقاومة هذا السلاح بالطريقة الناجعة والمفيدة، لتوصيل أحقيتها في ممارسة الفعل المقاوم بأشكاله المختلفة.
واضاف ان الإعلام المضاد الموجّه يشتغل علي قلب الحقائق، والإيحاء بأن الاعتداءات الوحشية التي يمارسونها علي الشعوب المقهورة والمغلوبة مجرد حالة من حالات الدفاع عن النفس. والرأي العام العالمي منحاز للباطل، وهذا بسبب التأثير الإعلامي الذي 'مع بالغ الأسف' تشارك فيه بعض وسائل الإعلام والأنظمة العربية.
وشدد ان بعض تلك الأقنية الفضائية التي تحمل أسماء عربية ما هي إلا أبواق لمراكز إعلامية معادية للعرب.
واضاف ان الإعلام المرئي له تأثيرات بصريّة وسمعيّة علي المشاهد، ولعب دوراً خبيثاُ في إظهار الحملة العسكرية ما هي إلا لتحرير الشعوب، في حين أن كل من يملك البصر والبصيرة، يستطيع أن يصل لنتيجة مخالفة تماماً، وما التدمير الشامل علي الأرض إلا لاحتلال أرض وسرقة ثرواتها، وإنكار حقوق الشعوب، وليست الشعارات الإعلامية غير تبريرات وُظفت لهدف خدمة الاستعمار بوجهه القبيح.
وصرح 'هنا لا يمكن لنا أن نتجاهل ضرورة دور الإعلام المقاوم، ولا الطريقة في إدارته لاختراق الإعلام المضاد، وتغيير الرأي العام لصالح مشروع المقاومة، خاصة وأن تهمة 'الإرهاب' باتت مصطلحاً واسعاً لاتهام كل من يواجه الهيمنة 'الأمرو ـ صهيونية'.
واكد ان الحرب الإعلامية تستمر ولو سكت صوت الرصاص والقنابل، وهي بذلك تعمل علي تحضير الرأي العام، والتأثير عليه لفعل قادم.
وقال انه لقد ساهمت شبكة المعلوماتية بنقل الحقائق التي تريد المقاومة أن توصلها، ولكنها تعرضت للتشويه والتسفيه، لأن الكثير مما يصل إلي القنوات الفضائية الأكثر شيوعاً، والأسرع في تلقي ونقل الخبر، لا يتمتع بالمصداقية، ومشكوك به كونه منقول عن شبكة المعلوماتية، وليس من مصدر مستقل أو موثوق به.
وقال ان القنوات الفضائية هي أقوي سلاح إعلامي، ولكن كيف يمكن أن يكون مؤثراً في الجماهير العربية المعنية تثقيفاً وتوجيهاً، لدحض إدعاءات غايتها تشويه صورة وإنجازات المقاومة؟
واضاف 'هناك خطوات متعددة يجب توفرها كي تدعم نجاح الإعلام المقاوم، وأهمها مؤهلات إعلامية واعية، وكما تقتضي الحكمة 'لا تقل كل ما تعرف، ولكن اعرف ما تقول'، فإن انتقائية واختيار ما يجب نشره من البداهة المهنية المتخصصة، التي تعكس نضج الوسيلة والغاية المنشودة من إذاعتها'.
واضا انه من المهم نصب كمائن إعلامية، وتوظيف حدث هام بعينه، كاللقاءات المتكررة بين عباس وأولمرت، وضرورة تحليل هذه اللقاءات، وما ترمي له من مراوغة وتكريس الانقسام الفلسطيني، في حين أن الخط العام واضح لا التباس فيه، وأن اللقاءات أشبه بتخدير موضعي لفئة تنظر إلي السلام مع 'إسرائيل' كالقشة التي ستنقذ الغريق، فحاصرة الغرقي، ودحض رؤيتهم الفاشلة، مهمة الإعلام الموجه لخدمة استمرار مكافحة الحلفاء 'المعتدلين'، بتقديم حقائق وبراهين ثابتة لا جدال حولها. هناك أحداث وممارسات يجب أن يُسلط الضوء عليها، ولا يُترك للمشاهد متاهة التبريرات والاحتمالات. فالتواصل اللحظي والتدقيق في تصريحات معينة لا تصب بالمصلحة الوطنية، من مهام الإعلام الناجح أن يعريها ويغوص في تحليلها. وهذا ما يقودنا إلي ضرورة توحيد قوي المقاومة ومواقفها، حتي تستطيع مواجهة الأوهام بالحقائق، ودحض الأكاذيب بوقائع ثابتة وموثّقة، وبمصداقية لا تكرس الاستعلاء بفصيل عن آخر، أي بالحياد الإيجابي لتوصيل معلومة مهمة، وأن المستهدف هو عامة الشعب، وطلائع المقاومين فيه.
واكد ان الإعلام المقاوم ضرورة ملحّة، وتأثيره مطلوب، ولا بد أن يؤدي إلي زعزعة الصف المعادي، وكشف سيل الأكاذيب الذي تستخدمه الآلة الإعلامية والعسكرية الاحتلالية والأبواق المتبجحة، وهم يسلكون طريق حجب أو التقليص في معلومات معينة ونقاط مفصلية عن طريق الإعلام، لغسل أدمغة العامة وتضليلهم، فلماذا لا يستخدم الإعلام المقاوم النهج نفسه؟ فالتركيز علي أحداث كهذه، وتعريتها تتطلب قدرة مؤهلة لا تقل كفاءة عن قدرة المقاتل في ساحة المعركة.
/110
https://taghribnews.com/vdcfeyd0tw6d10a.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز