تاريخ النشر2017 14 January ساعة 12:05
رقم : 256922

حتّى ابن سينا لم يسلم من التّكفيريّين!

تنا
لا يعرف التكفيريون أيّة قيمة لمعرفة أو قامة معرفيّة، كما لا يعرفون قيمة للحياة بوجه عامّ. وبعد استباحتهم الأعراض والأموال والدماء، دأبوا على شنّ حربهم الهوجاء على العلماء والفلاسفة الّذين ساهموا في بناء حضارة الإسلام والعالم، ومنهم الشيخ الرئيس ابن سينا، الفيلسوف والطبيب الإسلامي العالمي.
حتّى ابن سينا لم يسلم من التّكفيريّين!
القصة بدأت عندما شهد الأردن حملات للتّحذير من الفكر التكفيري وخطره على أمن البلاد واستقرارها، ومن بين هذه الحملات، "الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة"، المعروفة باسم "ذبحتونا"، التي تترصد كلّ الإصدارات التي تصدرها جهات سلفية تروّج للفكر التكفيري في الأردن، من أجل إنقاذ التلاميذ والطلبة من الوقوع فريسة هذا الفكر الظّلامي.

فقبل أيام، أصدرت الحملة بياناً أشارت فيه إلى طريقة ظلامية في تدريس الطلاب في الصفّ الخامس الابتدائي، تكفّر الفيلسوف ابن سينا وفقاً لنهجي ابن تيمية والغزالي، وطالبت الحملة كلاًّ من وزير التربية ومدير هيئة الإعلام، بسحب الملزمة الدراسية الّتي تنشر مثل هذه الأفكار التكفيرية بين طلبة الصفّ الخامس.

هذه الملزمة الخاصّة باللّغة العربية لطلبة الصفّ الخامس، تحمل اسم الوسيط، وتباع في المكتبات والأسواق، حيث يجيب "المعلّم"، معدّ هذه الملزمة، على سؤال ورد في درس ابن سينا في مادّة اللغة العربيّة للصفّ الخامس بالتالي:

السؤال: ما رأيك بابن سينا؟

الجواب النّموذجي الذي وضعه "المعلّم": على الرغم من مكانته العلميّة، إلاّ أنّه رجل ملحد فلسفيّ قرمطي يسبّ الصّحابة، وقد حكم بكفره شيخ الإسلام ابن تيمية والغزالي والفارابي.

وأعربت الحملة عن استيائها من تكفير فيلسوف كبير بحجم ابن سينا، لمجرّد أنّ "المعلم" سمع أحدهم في درس ديني أو على شاشة فضائيّة مشبوهة يتّهمه بالكفر، وحمّلت وزارة التربية مسؤولية ما يحدث، وخصوصاً أنها أوقفت توزيع الإجابات النموذجيّة على المعلّمين منذ أكثر من عامين، ما فتح المجال لكلّ شخص كي ينشر أفكاره وسمومه لأطفالنا دون رقيب ولا حسيب.

ويرى مراقبون أنّ على كلّ الخيرين في الأردن، وكلّ المخلصين لهذا البلد، أن يشدّوا على أيدي القائمين على هذه الحملة، لإنقاذ أطفال الأردن من الوقوع في فخّ الفكر الظّلاميّ، وإنقاذ الأطفال يعني إنقاذ الأردن من الوقوع في هوّة الفتن والفوضى والخراب والدّمار.

فمسخ العقول وغسلها وتعبئتها بالفكر المتطرّف والتكفيريّ، من المخاطر الكبيرة التي تتعرّض لها الدول العربيّة والإسلاميّة، بدعمٍ من جهات أمنيّة ودوليّة، بغية تعميم الفوضى، وقتل أية فرصة لتقدّم المجتمعات العربيّة والإسلاميّة، وضرب استقرارها وأمنها، ولو كان الثّمن مسخ عقول الأطفال وتدميرها.

محرر موقع بينات
 
https://taghribnews.com/vdcf0vd00w6dt1a.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز