تاريخ النشر2016 2 December ساعة 21:59
رقم : 252520

إنتصارات حلب تنعكس على لبنان والمنطقة

تنا
جميع المراقبون يؤكدون ان لاستعادة حلب نتائج استراتيجية على مجمل عواصم المنطقة، بما فيها لبنان، واسرائيل قد تحاول عبر اكثر من محاولة امنية وعسكرية هنا او هناك ، لاجهاض الارتدادات السلبية عليها وعلى حلفائها، لكنها الى الآن لم يثبت انها ستشنّ حرباً في المنطقة.
إنتصارات حلب تنعكس على لبنان والمنطقة
 ياسر الحريري
من الواضح ان متغيرات هامة مقبلة على لبنان والمنطقة وفحوى هذه المتغيرات، يمكن قراءتها مع ما يجري في مدينة حلب السورية وفي الموصل العراقية وتحديداً على المحور الغربي بأتجاه الحدود السورية، اذ ما تقوم به فصائل المقاومة الاسلامية العراقية واقترابها من الحدود السورية، في وقت بات الجيش السوري وحزب الله وفصائل المقاومة معهما على مقربة من الحدود مع سوريا، كل هذا سيؤدي بالنتيجة الحتمية الى تدخل اسرائيلي على الخط وهو ما حدث بالفعل بالغارات الاسرائيلية قرب العاصمة دمشق.

مصادر ديبلوماسية عربية تتوقع الدخول الاسرائيلي على الخط، كون ما يحصل في حلب وفي المحور الغربي بأتجاه تلعفر العراقية، سيؤدي بالتأكيد الى توجيه ضربة قاصمة للمشروع التكفيري الاميركي - السعودي والاسرائيلي،من هنا فأن كان الدخول الاسرائيلي على الخط متوقعاً وان بشكل محدود.

لماذا المعطيات لا تقول ان اسرائيل ستدخل في حرب على حزب الله وسوريا؟ تجيب المصادر اولاً ان اسرائيل تعلم الاكلاف الباهظة لحرب لن تنحصر في لبنان او سوريا، فهناك معادلة باتت واضحة توحيد الساحات والجبهات، اي ان اسرائيل ستفتح جبهة كبرى عليها تمتد من لبنان الى سوريا الى غزة، وسوف تدخل في المعادلة المقاومة اللبنانية والسورية والعراقية والفلسطينية، اي انها حرب اقليمية بكل ما تعني الكلمة من معنى.

وبرأي المصادر ، ان اسرائيل غير مستعدة الى هذه اللحظة، ان تقوم بحرب تعرف انها استراتيجية،غير مضمونة النتائج، وبالتالي هي لا تقوم بحروب بالوكالة في هذا الوقت، عدا عن العامل الروسي الذي تحدث بصراحة ووضوح الى الجانب الاسرائيلي من خلال زيارات بنيامين نتنياهو الى موسكو، واصطحابه معه كبار الضباط والمسؤولين العسكريين الاسرائيليين.

ان المسؤولين الاسرائيليين من خلال تصريحاتهم الواضحة في "هآرتس" و "معاريف" تشير بقوة الى الخطر المحدق الذي ستتعرض له اسرائيل وجوديا، وليس تكتيكاً ما يحتم على القيادة السياسية والعسكرية برأي هؤلاء التمعن بأي قرارات حرب بوجه حزب الله، الذي يقتحم مدناً بكاملها في سوريا كما يقول المسؤولون الاسرائيليون في مواقفهم المعلنة، عدا عن نصائحهم للحكومة ولقيادة الاركان في تل ابيب.

هل من انعكاسات على لبنان لما يجري؟ المصادر الديبلوماسية العربية تؤكد ان المقاومة بداية جاهزة لأي خطر اسرائيلي من اي نوع كان، وتالياً انها راكمت خبراتها وجهوزيتها العسكرية والميدانية، وباتت اكثر ارتياحاً في الشؤون العسكرية والجغرافية واللوجستية، في حال المواجهة مع تل ابيب. وان جبهات المقاومة وتحديداً حزب الله باتت مفتوحة في المواجهة التي لا يغفل مع التأكيد ان حزب الله، متابع بشكل دقيق للجبهة مع العدو الاسرائيلي. والمقاومة كما اعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في جهوزية تامة وعينها لا تنام عن العدو الاسرائيلي وغدره.

اما في الشؤون الاستراتيجية وانعكاسات استعادة حلب والحدود السورية العراقية، فأن الجميع يؤكد ان لذلك نتائج استراتيجية على مجمل عواصم المنطقة، بما فيها لبنان، واسرائيل قد تحاول عبر اكثر من محاولة امنية وعسكرية هنا او هناك ، لاجهاض الارتدادات السلبية عليها وعلى حلفائها، لكنها الى الآن لم يثبت انها ستشنّ حرباً في المنطقة. لكن النتائج سوف يتلمسها الجميع، ولهذا السبب ، يلاحظ الجميع كيف ان عواصم عربية واوروبية، تهرع الى مجلس الامن والى اعلان مواقف من المدنيين في حلب، كونهم يعلمون ماذا يعني استعادة حلب من جماعات "داعش" والجماعات التكفيرية الاخرى. 

مع العلم،  وفق نفس المصادر الديبلوماسية ان عواصم اوروبا والغرب لم تلتفت طوال سنوات "داعش واخواتها في حلب، الى المدنيين وما عانوه من ممارسات داعش الوهابية ضد النساء والاطفال وكبار السنّ وفي كل نواحي حياة المدنيين، ومنذ ذلك الوقت لم يسمع احد صوتاً واحداً لعاصمة من هذه العواصم، لكن عندما بدأ الجيش السوري مع حلفائه استعادة حلب،بدأ الحديث عن المدنيين.ما يؤكد تورّط هذه العواصم  مع الجماعات المسلحة.

الايام المقبلة، سوف تفتح ابواب الحديث عن التطورات الاستراتيجية في المنطقة، وانعكاس هذه التطورات على الساحة اللبنانية من نواح مختلفة.
 
https://taghribnews.com/vdcf00d0xw6dtta.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز