تاريخ النشر2011 2 April ساعة 10:35
رقم : 44311

الشريعة الإسلامية بعيون مسيحي مصري قانوني

يعترف وديع فرج استاذ القانون المسيحي ان كل من درس الشريعة الاسلامية لا بد ان يؤمن بصلاحيتها ومجاراتها لكل عصر .
الشريعة الإسلامية بعيون مسيحي مصري قانوني
وكالة أنباء التقریب (تنا) :
الأستاذ الدكتور وديع فرج أستاذ القانون المدني ووكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة في الخمسينيات من القرن الماضي، والمحامي أمام محكمة النقض، وأحد الأسماء اللامعة في القانون المصري، وهو من القلائل الذين تمكنوا من التعمق في دراسة الشريعة الإسلامية.

جهر بحبه وإعجابه بالشريعة الإسلامية في كل مناسبة، وعرف عنه ذلك بين زملائه وتلامذته.

حضر اجتماعًا عامًّا- حين كان وكيلاً لكلية الحقوق- مخاطباً الامام الشهيد حسن البنا قوله: "لئن كنت فضيلتك تتعصب للإسلام تعصبًا دينيًّا فإني أتعصب للإسلام تعصبًا علميًّا".

ولقد أجرت معه جريدة "الإخوان المسلمون" في عام ١٩٥٤م في عددها الأول السنة الأولى حوارًا حول الشريعة الإسلامية جاء فيه الحديث التالي:

اشتهرتم بين تلامذتكم بإعجابكم بالشريعة الإسلامية وتقديركم لها، وظهر هذا واضحًا في محاضراتكم، فهل تستطيعون أن تعطونا صورة عن مميزات الشريعة الإسلامية التي كانت سببًا في إعجابكم بها؟

"قبل أن أجيب على أي سؤال أحب أن أجيب بصراحة
إني لا  أجامل المسلمين، وإنما أنا صادق في كل كلمة أقولها وأؤمن بكل لفظ أنطق به، بل إن كل منصف متعمق في دراسة الشريعة الإسلامية يشاركني في هذا.

لقد ألقيت محاضرة في الخرطوم عام ١٩٤٥م عن فضل الشريعة الإسلامية وتفوقها على مختلف الشرائع الأخرى، وتناولت في هذه المحاضرة تحرر الشريعة الإسلامية من الشكليات التي تنوء بها الشرائع الأخرى وكيف أن الشريعة الإسلامية جعلت الصدق وحسن النية أساس المعاملات.

وكل من درس الشريعة الإسلامية وتعمق في دراستها لا بد أن يحترمها ويؤمن بصلاحياتها ومجاراتها لكل عصر، وأن أساس الفكرة الخاطئة عن الشريعة الإسلامية عند بعض الناس هو جهلهم بقدرها وأصولها.

وأستطيع أن أجزم بأن السياسة الشرعية من أخصب المصادر التي تمدنا بالتشريعات، والقوانين اللازمة لنا.

ثم إن من يفسر أسس هذه الشريعة طبقًا لأصول الثقة لا يمكن أن تقف أمامه عقبة ما ولا يدخله أي شك في أن الشريعة الإسلامية أنفع وأجدى لنا من أي شريعة أخرى.


وإذا كانت الشريعة الإسلامية- كما يقول المعارضون- قد حرمت بعض التصرفات، فإنها لم تحرم إلا ما يلحق بالناس الضرر.



ولقد درست الشريعة الإسلامية على أساتذة وعلماء أفاضل استطاعوا أن يفقهوا تلامذتهم وأن يكشفوا لهم عن نواحي عظمتها، وكان ذلك من أسباب تشيعي لمبادئها.



والواقع أن الواحد
منا يشعر بشدة حاجته إلى دراسة شريعة بلاده عندما يكون بالخارج، ولقد لمست هذا الوضع بنفسي، ولأضرب مثلاً صادفني وأنا في باريس، فقد جمعتني ندوة مع بعض الأساتذة والطلبة والطالبات من مختلف الدول، وكنا نتكلم عن حقوق المرأة المتزوجة، وتكلم كل من في الندوة عن حقوق المرأة من وجهة نظر شريعة بلاده، ولما كنت الشرقي الوحيد في هذه الندوة، فقد طلب مني الأستاذ المشرف على هذه الندوة أن أدلي أنا الآخر بدلوي، فما إن نهضت للكلام حتى ابتدرتني فتاة دميمة بقولها: "يقيني أن هذا سيكون رأيه بشعًا". فشعرت أن صفعة قوية ومهانة بالغة قد وجهت إلى الشريعة الإسلامية في شخصي. ولكنني تمالكت نفسي وأخذت أتكلم عن فضل الشريعة الإسلامية، وأسهبت في سبقها كل الشرائع في هذا المضمار ومدى كفالتها خير كفالة للمرأة المتزوجة، وما إن انتهيت من كلامي بين إعجاب الجميع ودهشتهم، فهم يجهلون كل شيء عن شريعتنا الغراء حتى وجه الأستاذ قوله إلى هذه الفتاة قائلاً: "ما عليك إلا أن تذهبي إلى مصر إن أردت الحصول على مثل هذه الحقوق".



شعرت بالفخار والزهو ولا عجب في ذلك؛ لأني كمصري أعتبر الشريعة الإسلامية شريعة لي، لأن المسلمين يمثلون أكثر من تسعين في المائة من مجموع المصريين فأي إهانة تلحق بالشريعة الإسلامية فإنما هي إهانة موجهة إلي مباشرة.



وهكذا يجب أن يكون كل مصري مهما اختلفت ديانته على بينة من أمر هذه الشريعة وأحكامها".

https://taghribnews.com/vdcezx8e.jh8ezibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز