تاريخ النشر2017 2 November ساعة 14:33
رقم : 291526

ناصر أبو شريف : المصالحة لا تعني التخلي عن الثوابت الفلسطينية والمساومة على السلاح

تنا - خاص
أكد ممثل حركة "الجهاد الاسلامي" في طهران ان الهدف من المصالحة هو رفع الضغوط عن الشعب الفلسطيني في غزة ولا تعني التخلي عن الثوابت الفلسطينية والمساومة على السلاح مقابل الإعمار كما يتصوره البعض وكما تنويه بعض الدول العربية الداعمة للمصالحة .
ناصر أبو شريف : المصالحة لا تعني التخلي عن الثوابت الفلسطينية والمساومة على السلاح
استضاف جناح وكالة انباء التقريب "تنا" في معرض الصحافة ووكالات الانباء ممثل "الجهاد الاسلامي" في طهران الاخ المجاهد ناصر ابو شريف واجرت معه حوارا تتطرق فيه الى اهم احداث المنطقة وموضوع المصالحة الاخيرة بين حماس وفتح ، وكذلك دور الاعلام العربي من الازمات السياسية والمشروع التكفيري في المنطقة .

وفي خصوص دور الاعلام العربي من ازمات المنطقة يرى ابو شريف ان اغلب الاعلام العربي لم يؤدي دوره المطلوب في مواجهة ومعالجة الازمات التي تعصف بالمنطقة وانما تحرك على اساس انتماءاته السياسية والعقيدية . هذا من جانب ومن جانب اخر هناك اعلام غربي يؤجج للفتن والفرقة لان مصالحه تؤمن بتشتت الشعوب وتقسيم المنطقة .

وحول المشروع التكفيري المتمثل اليوم بتنظيم "داعش" الارهابي قال ابو شريف ان داعش عبارة عن مشروع صهيوني يستهدف الهوية الدينية للامة الاسلامية وحتى القومية العربية وهدفه النهائي تقسيم الدول العربية والاسلامية الى دويلات عرقية وطائفية .

وفي هذا السياق ولمواجهة هذا المشروع الهدام دعا ممثل الجهاد الاسلامي في طهران الى تبني مشروع التقريب والوحدة الاسلامية كافضل وانجع مشروع لاحباط المخطط التفتيتي الصهيوني .

ويرى ابو شريف ان الاعلام العربي والاسلامي وحتى بعض الاعلام الهادف والمستقل تأثر بظروف الاحتقان الطائفي متخذا موقف عقائدي من الازمات بتصور ان المعركة معركة عقائدية مذهبية وان "داعش" جاء للدفاع عن اهل السنة ولهذا ، والكلام لابو شريف ، فقد الاعلام العربي موقفه الحيادي والمنطقي ومصداقيته في معالجة هذه الازمات .

وحتى بالنسبة للقضية الفلسطينية فيرى ابو شريف ان الاعلام العربي لم يؤد دوره المطلوب في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني فاصبح منشغل في الفتن التي خلقها المشروع الصهيوني واهمها فتنة داعش ، مشيرا الى ان حتى الاعلام المدافع عن القضية الفلسطينية تأثر بهذه الظروف وضعف اهتمامه بالقضية الفلسطينية .

ويعتقد ابو شريف ان من اهداف صناعة داعش هو حرف البندقية الفلسطينية عن الكيان المحتل ليكون موجه ضد المسلمين من خلال اثارة حروب واقتتال بين الشعوب الاسلامية ، داعيا الاعلام الهادف والاسلامية المسؤول بان يبقى على نفس خط الدفاع عن القضية الاسلامية ومشروع الوحدة وان لا يتأثر بالظروف التي اوجدها المشروع الصهيوني .

واما بالنسبة الى دور ايران في معالجة ازمات المنطقة يرى ابو شريف ان ايران لم تتخلى عن اهدافها الثورية العادلة وعن مشروعها الاسلامي ولكنها كدولة من واجبها ان تدافع عن امنها القومي لان وجود القوات الامريكية في العراق بهذا الحجم الكبير يهدد امنها القومي وكذلك  ما حدث في كردستان والذي كان يهدف الى تقسيم العراق فان تحرك الجمهورية الاسلامية لمواجهة هذه الفتنة جاء من منطلق الدفاع عن امنها القومي بغض النظرعن علاقاتها القديمة مع الاكراد .

وفي هذا السياق اكد ممثل الجهاد الاسلامي الفلسطيني في طهران ان ايران تحمل مشروعا اسلامية متمثلا بالدفاع عن وحدة المسلمين والقضية الفلسطينية ومواجهة الهجوم الثقافي الغربي لصيانة الهوية الاسلامية للشعوب المسلمة كما هو واضح في مواقف قائد الثورة الاسلامية .واوضح ابو شريف ان المشروع الاسلامي هو جزء من الاستراتيجية السياسية لايران ولم تتخلى عنها بسبب الظروف التي فرضت عليها في المنطقة فهي مستمرة في الدفاع عن حق الفلسطينيين وانجاز مشروع الوحدة الاسلامية .  
   
واشار ان صراعات المنطقة كشفت عمالة كثير من الدول والاحزاب والتيارات السياسية للمشروع الغربي الصهيوني .

المشروع الصهيوني كان محمي من قبل نظم عميلة في المنطقة وبعض الانظمة مثل نظام الشاه البائد كانت لهم علاقات علنية مع الكيان الصهيوني واليوم تكشفت ان بعض الانظمة العربية لها علاقات سرية مع هذا الكيان وهي لا تمثل شعوبها وهدفها ارضاء امريكا لتحافظ على حكمها ولا يهمها مصالح شعوبها ولكن غالبية الشعوب العربية والاسلامية ترفض التطبيع مع الكيان "الاسرائيلي" ولكن وبسبب الاضطهاد واالاستبداد لا تستطيع ان تعلن عن رأيها ولكن بعض الشعوب ثارت ضد هذه الانظمة مثل ما حدث في ايران ومثل ما جرى في الربيع العربي واعلنت عن موقفها من الكيان الصهيوني ولربما سيحدث مثل هذا التغيير في باقي الدول ليثبت بان الشعوب خلافا لتوجهات انظمتها العميلة لا تؤيدعملية التطبيع .

وفي هذا المجال يؤكد ابو شريف ان عملية التطبيع لو حصلت فانه سيواجه معارضة عارمة من قبل الشعوب .
وحول تحسين العلاقات بين ايران والسعودية يرى ابو شريف انه تحسين العلاقات بين البلدين سيؤثر مما شك فيه على تسوية ازمات المنطقة لان مكانة البلدين مهم في العالم الاسلامي ولكنه في نفس الوقت اشاد بشروط ايران لتحسين العلاقات الثنائية على انها شروط عقلانية ومنطقية على اساس علاقات رابح – رابح ولا على اساس من يربح ومن يخسر . واضاف قائلا ان ايران لا تريد من هذه العلاقات ان تؤثر سلبيا على دور ومكانة السعودية في المنطقة والعالم الاسلامي .

وشدد ابو شريف ان العلاقات السعودية الايرانية اذا بنيت على اساس الاحترام المتقابل وحفظ مصالح الطرفين وعلى اساس مبادئ مشتركة فان هذه العلاقات تقوي من مكانة ودورالطرفين خلافا للتصور القائم في السعودية والذي يتهم ايران بانها تسعى الى الغاء للدور السعودي في المنطقة .

وفي هذا السياق انتقد ابو شريف بشدة الموقف السعودي من مساعي ايران لتحسين العلاقات الثنائية متهما السعودية بخلق عدو وهمي من ايران وتحويل العداء من الصهيونية الى الجمهورية الاسلامية وتحريض الشعوب العربية ضد ايران معتبرا هذه المحاولات لا تخدم السعودية ولا شعوب المنطقة وانما يخدم المشروع الصهيوني في المنطقة والخاسر  الوحيد هو السعودية لان الشعوب ستتحرر يوما ما وستتعرف على الحقيقة .  

وحول المصالحة بين حماس وفتح قال ان بعض اطراف المصالحة يهدف من وراء هذه العملية تخلي الشعب الفلسطيني عن ثوابته وادخاله في نفق التطبيع مع الكيان الصهيوني ولهذا ، والكلام لابو شريف ، فان كافة فصائل المقاومة الفلسطينية ترفض طرح مثل هذه المواضيع على طاولة المصالحة لان المقاومة ترفض الاعتراف بالكيان الصهويني واذا اجبرت على هذا الموقف فانه سيؤدي الى فشل المصالحة لان الهدف من المصالحة هو رفع الضغوط عن الشعب الفلسطيني دون التخلي عن الثوابت الفلسطينية .

ويرى ابو شريف ان الدعم العربي وخاصة الخليجي للمصالحة هدفه استسلام المقاومة وتمرير مخطط التطبيع كما حصل في عام 2014 عندما استمر العدوان الصهيوني على غزة اكثر من خمسين يوما فكان الهدف هو السلاح مقابل الاعمار .

ويعتقد ممثل الجهاد الاسلامي في ايران ان انتشار العنف والارهاب في كثر من الدول العربية هو الفساد السياسي والاداري والاضطهاد والاستبداد وان الدول العربية التي ارسلت الشباب الى افغانستان لحرف الانظار عن الكيان الصهيوني وتغير بوصلة الجهاد من فلسطين الى اهدف وهمية اخرى ، هذه الدول العربية هي نفسها اليوم تدعم وتساند الجماعات الارهابية في المنطقة ومنها الاهراب في مصر .

وعن احتمال هجوم اسرائيل على لبنان قال ابو شريف بان العدوان "الاسرائيلي" مؤجل في الوقت الحاضر لانه حزب الله الذي كلن يملك 20 الف صاروخاً اليوم يملك 200 الف صاروخ والكيان المحتل يعرف جيدا الرد الحاسم للمقاومة على اي عدوان وهو يأخذ تهديدات السيد نصر الله بنظر الاعتبار الذي قال سنقصف كل المراكز النووية والعسكرية والاقتصادية "الاسرائيلية" اذا قصفت اسرائيل اي مركز مشابه في لبنان .
 
https://taghribnews.com/vdcewz8wpjh8oni.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز