تاريخ النشر2014 24 September ساعة 23:42
رقم : 169766

معالم حكمة الإمام الجواد في التعامل مع الواقع

تنا
قال الطبري في أعلام الورى: انه ( الجواد ) قد بلغ في وقته من الفضل والعلم والحكم والآداب، مع صغر سنه منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوي الأنسان من السادة وغيرهم.
معالم حكمة الإمام الجواد في التعامل مع الواقع

 اعداد :الشيخ الأمين 
  ترجمة الإمام محمد الجواد ( ع ) :
إسمه ونسبه ( ع ) : إسمه الشريف محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) .
حكمة الإمام الجواد عليه السلام :
قال الطبري في أعلام الورى: انه ( الجواد ) قد بلغ في وقته من الفضل والعلم والحكم والآداب، مع صغر سنه منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوي الأنسان من السادة وغيرهم.
من خلال دراسة بعض المواقف والوقائع التي عاشها الإمام الجواد (ع) نستطيع أن نستكشف ونفهم مدى حكمته (ع) ، حيث مر الإمام بأحداث لا يخلو أكثرها من صعوبة في التعامل معها وحلها بأفضل الخيارات المتاحة، وسوف نستعرض هنا بعضا من تلك الأحداث مع التعليق والتأمل فيها .
 
مناظراته وردوده على من حاججه:
وقد حكي عن تذكرة الخواص أن يحيى بن أكثم قال للإمام الجواد (ع) : ما تقول في محرم قتل صيداً ؟
فقال له الإمام الجواد (ع) : قتله في حل أو حرم ؟ عالماً كان المحرم أم جاهلاً ؟ قتله عمدا أم خطأ ؟ حرا كان أم عبدا ؟ صغيراً كان أو كبيراً ؟ مبتدئاً بالقتل أم معيدا ؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها ؟ من صغار الصيد كان أم من كباره ؟ مصراً على ما فعل أم نادماً ؟ في الليل كان قتله للصيد أم نهاراً؟ محرماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرماً؟ فتحير يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع وتلجلج حتى عرف أهل المجلس أمره .
وهذه المناظرة محكية بعدة صيغ وفي بعضها تفصيل كل المسائل المطروحة وجوابها، لم أذكرها للإختصار.
 
الإمام الجواد يراسل أتباعه ويوجههم:
في كتاب منه (ع) إلى علي بن مهزيار :
( قد فهمت ما ذكرت من أمر القميين ، خلصهم الله ، وفرج عنهم ، وسررتني بما ذكرت من ذلك ، ولم تزل تفعل ، سرك الله بالجنة ، ورضي عنك برضائي عنك ، وأنا أرجو من الله حسن العون والرأفة ، وأقول حسبنا الله ونعم الوكيل ).
قال إبراهيم بن محمد بن حاجب:
( قرأت في رقعة مع الجواد (ع) يُعلم من سأل عنه السياري : أنه ليس في المكان الذي ادعاه لنفسه ، وأن لا تدفعوا إليه شيئاً )
من خلال الإطلاع على هذه الرسائل وأشباهها نجد أن لها طابعاً خاصاً وترميزا سياسياً وأسلوباً قيادياً يحكي الدور والموقع المهم الذي كان للإمام الجواد(ع) في أغلب الحركات الشيعية الفكرية والثورية والسياسية و الاجتماعية.
 
عِبَر وحكم من كلامه عليه السلام :
من كلماته (ع) والتي لا يصدر مثلها إلا من شخص بلغ من الحكمة والرقي الفكري درجة فوق مستوى عموم البشر:
-قال الإمام الجواد (ع) :
(( من وثق بالله أراه السرور ، ومن توكل عليه كفاه الأمور و الثقة بالله حصن لا يتحصن فيه إلا مؤمن أمين و التوكل على الله نجاة من كل سوء و حرز من كل عدو و الدين عز و العلم كنز و الصمت نور و غاية الزهد الورع و لا هدم للدين مثل البدع و لا أفسد للرجال من الطمع و بالراعي تصلح الرعية و بالدعاء تصرف البلية و من ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر و من عاب عيب و من شتم أجيب و من غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى )) .
 
- و قال الإمام الجواد  (ع) :
(( من أمل إنسانا فقد هابه و من جهل شيئا عابه و الفرصة خلسة و من كثر همه سقم جسده و المؤمن لا يشتفي غيظه و عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه )).
 
- و قال  الإمام الجواد (ع) :
(( العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم )).
 
- و قال  الإمام الجواد (ع):
(( لو سكت الجاهل ما اختلف الناس )).
 
- و قال الإمام الجواد  (ع) :
(( لا يفسدك الظن على صديق و قد أصلحك اليقين له و من وعظ أخاه سرا فقد زانه و من وعظه علانية فقد شانه استصلاح الأخيار بإكرامهم و الأشرار بتأديبهم و المودة قرابة مستفادة و كفى بالأجل حرزا و لا يزال العقل و الحمق يتغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه و ما أنعم الله عز و جل على عبد نعمة فعلم أنها من الله إلا كتب الله جل اسمه له شكرها قبل أن يحمده عليها و لا أذنب ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه إن شاء عذبه و إن شاء غفر له إلا غفر الله له قبل أن يستغفره)).
 
- و قال الإمام الجواد  (ع):
(( الشريف كل الشريف من شرفه علمه و السؤدد حق السؤدد لمن اتقى الله ربه و الكريم من أكرم عن ذل النار وجهه )).
 
- و قال الإمام الجواد  (ع) :
(( مسكين ابن آدم مكتوم الأجل مكنون العلل محفوظ العمل تؤلمه البقة و تقتله الشرقة و تنتنه العرقة)).
 
لقد لمسنا وبجلاء من خلال السطور المتقدمة صرحاً عاليا ومثالاً راقياً من الحكمة والسياسة والدقة العقلية والمواقف القيادية ، ما يتيح لنا أن ندرس ونتمعن في شخصية الإمام الجواد (ع) وأن نقف إجلالاً أمام عظمة وسمو منزلته ، فيحق لرؤوسنا أن تُطأطأ ولأقلامنا أن تنكسر احتراما وتعظيما وهيبة له عليه السلام .
https://taghribnews.com/vdcepo8zpjh8pfi.dbbj.html
المصدر : زاد المعاد
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز