تاريخ النشر2015 6 October ساعة 10:57
رقم : 207592

لغز المفقودين في حادثة مشعر منى !

تنا
أن يُعلن عن شهداء أو جرحى لن يكون غريباً في حادثة التدافع في منى بمكة المكرمة ، الغريب أن تفرز الحادثة المأساوية عددا كبيرا من المفقودين، يتصدر عددهم الإيرانيون يليهم المغاربة ، و مفقودون من مصر والجزائر وتونس ومن جنسيات توزعت على دول العالم الاسلامي.
لغز المفقودين في حادثة مشعر منى !
إسراء الفاس
 ما حصل في مشعر منى ليس تسونامي، ولم يكن زلزالا ، ولا انفجارا ، ما يعني أن الحديث عن مفقودين لفترة زمنية محددة  - في هذه الحالات- أمر طبيعي، ولكن كيف يكون مقبولا الحديث عن مفقودين في حادث تدافع - حسب ما أعلنت المملكة السعودية -  آخذين بعين الاعتبار الحيز الجغرافي والمكاني الواضح للحادثة.
 
كما أن المستغرب أن عدد المفقودين مرتفع جداً ، إذ أعلنت ايران ان المفقودين قرابة 300 حاج ايراني. وفي المغرب ناهز العدد 150 حاجاً مغربياً مفقوداً، في ظل عدم الإعلان عن أي حصيلة رسمية حتى الساعة. كما أعلن وزير الأوقاف المصري، الشيخ محمد مختار جمعة، عن 120 مفقوداً مصرياً في الحادثة نفسها.
 
تساؤلات مريبة
 
أرقام المفقودين المرتفعة تُعد سابقة في حادثة بهذه الكيفية وضمن منطقة محددة ومحدودة في المكان والزمان. إذ كيف لهؤلاء أن يبقوا في عداد المفقودين ،علماً أن هيئة شؤون الحج التابعة لكل دولة تعمد إلى توزيع بطاقات تعريفية بالحجاج ودولهم، للتمكن من التعرف عليهم ومساعدتهم في حال وقوع أي حادث.
 
في هذا الإطار، يذكر أحد الخبراء في موضوع الحج  موضحاً :  في العادة يكون لدى كل حاج بطاقة تعريف به وهي  بطاقة مطبوع عليها اسمه وعمره وجنسيته و مع اي "مطوّف" ومع اي "معرّف" ومكان السكن، وهناك "أساور" تعريف بالحاج يلبسها الحجاج. ولفت الى ان الايرانيين بشكل خاص يلتزمون بشكل كبير بالتنظيم والتعريف ويتم تعليق التعريف في الرقبة او بشكل اسوارة في اليد ، وحتى ثياب الاحرام التي يلبسها الايراني مطبوع عليها اسم الحملة والعلم وكل التفاصيل.
 
وأكد أنه يفترض ان لا يكون هناك مفقودون بهذا العدد الكبير من بلد واحد، وكذلك فليس من المنطقي القول ان هناك حجاجا لم يتم التعرف عليهم ، لأن حادث التدافع لا يؤدي الى اي تشوّه في الشكل.
 
إذن لا تبدو أرقام المفقودين منطقية، إذ أن الحادثة لم تكن بحجم الكوارث الطبيعية التي عادة ما تخلف عشرات المفقودين. طبيعة الحادثة التي لم تؤد إلى تغيير معالم جثث الشهداء، وطبيعة المكان المحدود بجغرافية صغيرة، وبزمن محدد ، تجعل من هذه الأرقام غير منطقية.

الصمت السعودي أمام الأعداد المرتقعة للمفقودين يدعو إلى الريبة... ما الذي يجري في السعودية؟ وأي حسابات للمملكة... هل المأزق الذي أوقعت السعودية نفسها به جراء الحادثة، جعلها تتكتم على أعداد الشهداء الفعليين ، وتلجأ إلى إعلان تدريجي يمتص من ردة الفعل الغاضبة تجاهها؟ خصوصاً بعدما نشرته الصحافة الغربية، سواء الصحف الأميركية مثل "نيويورك تايمز" أو البريطانية كـ "الاندبندنت"، والتي نقلت شهادات من حجاج وموظفين حكوميين ممن عاينوا الحادث، ليتبيّن أن اقفال بوابتين أمام الحشود الغفيرة للحجاج بسبب مرور موكب لأحد أفراد العائلة الحاكمة  كان سبب وقوع التدافع في منى.
 
الغضب العام سواء من الدول التي فقدت رعايا لها او من الشعوب العربية ، يقابله السعوديون برمي المسؤولية على الضحايا ، الامر الذي أثار غضبا اكبر وتعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي .
 
 
 
 
 
https://taghribnews.com/vdceof8wwjh87ni.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز