تاريخ النشر2017 18 February ساعة 10:20
رقم : 260476
ملتقى " الوحدة و الحضارة الاسلامية المعاصرة " بجامعة " همدرد " في دلهي

آية الله الاراكي : معاداة الوحدة الاسلامية احد ابرز التحديات التي تواجه الامة الاسلامية في الوقت الحاضر

تنا - خاص
الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أننا نؤمن بكل ثقة و حزم ، بوحي من التجارب التاريخية و الادلة المنطقية ، أن الحضارة الاسلامية هي الحضارة الوحيدة المؤهلة التي بوسعها أن تشكل البديل الاصلح للحضارة الغربية المعاصرة . ذلك ان الحضارة الاسلامية تمتلك كافة عناصر القوة و قادرة على انتشال المجتمع البشري من الانحطاط الاخلاقي و الثقافي و الاقتصادي و السياسي ، و ارساء حياة تزخر بالمحب و السلام و الرخاء و الازدهار .
آية الله الاراكي : معاداة الوحدة الاسلامية احد ابرز التحديات التي تواجه الامة الاسلامية في الوقت الحاضر
ألقى آية الله الشيخ محسن الاراكي كلمة في ملتقى " الوحدة و الحضارة الاسلامية المعاصرة " ، الذي اقيم عصر الجمعة بجامعة همدرد بمدينة دلهي الهندية ، جاء فيها : المجتمع البشري اليوم ، و بعد ان ارهقته الحضارات المادية الشرقية و الغربية ، بات يتطلع الى حضارة جديدة تحقق له العدالة و الامن من جهة ، و الاستقرار و الرخاء من جهة أخرى .

و اضاف سماحته : الحضارات المادية لم تبرهن خلال القرنين الماضيين ، على فشلها فقط  في ايجاد حلول لمشكلات البشرية ، و إنما زجت بالمجتمعات البشرية في حروب متواصلة عالمية و اقليمية ، و جلب الفقر لثلثي شعوب العالم .

و تابع : الحضارات المادية و على الرغم من وعودها البراقة ، جعلت المجتمعات البشرية تعيش في دوامة من انعدام الامن و عدم الاستقرار ، حتى أن عودة الارهاب و القتل و الاجرام  اضحت سمة الحضارة الغربية المعاصرة ، على الرغم من أن ولادة هذه الحضارات كانت قد اقترنت منذ البداية بانتهاكها لحقوق الانسان و بالاستبداد و الاستكبار .

و استطرد آية الله الاراكي : أننا نؤمن بكل ثقة و حزم ، بوحي من التجارب التاريخية و الادلة المنطقية ، أن الحضارة الاسلامية هي الحضارة الوحيدة المؤهلة التي بوسعها أن تشكل البديل الاصلح للحضارة الغربية المعاصرة . ذلك ان الحضارة الاسلامية تمتلك كافة عناصر القوة و قادرة على انتشال المجتمع البشري من الانحطاط الاخلاقي و الثقافي و الاقتصادي و السياسي ، و ارساء حياة تزخر بالمحب و السلام و الرخاء و الازدهار .

و أوضح  سماحته : الحضارة الاسلامية تقدم للبشرية نظاماً سياسياً قائماً على الامانة و العدالة ، و في ذلك يقول عؤّ من قائل في كتابه الكريم : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " .

و اضاف آية الله الاراكي : الحضارة الاسلامية تقدم للبشرية نظاماً اقتصادياً اساسه العدالة و الاحسان ، وفي ذلك يوضح القرآن الكريم " إن الله يأمر بالعدل و الاحسان و إيتاء ذي القربى " .

و مضى يقول : الحضارة الاسلامية قائمة ايضاً على اساس الايمان و التقوى ، و تفضي الى الرخاء العام ، حيث يذكر القرآن المجيد " و لو ان أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء " .

و تابع الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : كذلك تقدم الحضارة الاسلامية نظاماً ثقافياً قائماً على الاصلاح و التقوى ، و يهدف الى ارساء الامن العام ، و في ذلك يقول عزّ من قائل " يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى و اصلح فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون " .

و أوضح سماحته : النظام الاخلاقي في الاسلام قائم على المحبة الالهية ، حيث ينص القرآن الكريم : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " .

و شدد آية الله الاراكي : أن حضارة بهذه المؤهلات برهنت على قدراتها و كفاءتها خلال العصور الاسلامية الاولى ، أن مثل هذه الحضارة البديلة قادرة على استقطاب قلوب القادة الواعين المصلحين و المفكرين المتحررين من قيود هيمنة الاعلام الغربي الوحشي ، و الاستحواذ عليها .

و لفت سماحته : و لكن لا يتسنى  للحضارة الاسلامية استعادة عصرها الذهبي إلا إذا اولاً -  تبلور ارادة اجتماعية قوية و موحدة ، و من ثم دعوة الامم الأخرى الى تحقق الوعد الالهي ، مثلما اوضح القرآن الكريم " و كذلك جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً " .   

و مضى يقول : و عليه فأن الارادة القوية و العزم الراسخ  يعد شرطاً اساسياً لاستعادة نشاط و حياة الحضارة الاسلامية . و لا يخفى أن الارادة القوية في اوساط  الامم و المجتمعات تنبع من الهوية الواضحة المعالم و الاهداف الصريحة ، و لهذا ينبغي للامة من امتلاك  ايمان راسخ  بسلامة نهجها و احقيته .

و اضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن ارادة الامم لا تكون قوية و عزمها لا يكون راسخاً ، إلا في ظل الهوية التي تتسم بسمتين ، الاولى -  وضوح المعالم والاهداف. و أن مثل هذه السمة تتحلى بها الامة الاسلامية في الاساس. غير أن اعداء الامة يحاولون بكل السبل تشويه هذه المعالم و الاهداف و تشويش اذهان الرأي العام الاسلامي تجاهها ، و بالتالي  الايحاء للامة الاسلامية بصورة مشوهة عن هويتها و قيمها و اهدافها و تطلعاتها .

 و تابع سماحته : السمة الثانية هي قوة الايمان و استحكام العقيدة . هذه السمة ايضاً موجودة في هذه الامة اذا ما تركوها و شأنها . غير أن ثمة عوامل عديدة لعلّ ابرزها فساد الجانب الاكبر من الحكام و الزعماء السياسيين و النخب الفكرية من جهة ، و الهجمة الثقافية التي يشنها الاعداء ضد هوية الامة الاسلامية من جهة أخرى ، ادّت الى اضعاف و تراخي ايمان و عقيدة العديد من ابناء الامة الاسلامية، و قد ترك ذلك تأثيراً سلبياً واسعاً على انسجام و وحدة الامة الاسلامية .

و أوضح آية الله الاراكي : نستنتج من كل ذلك أن الهوية الاسلامية الواحدة التي لها اهداف واضحة و محددة  قائمة على الايمان الراسخ و العقيدة المستحكمة ، بوسعها ضمان قوة الامة الاسلامية و قدرتها على النهوض و استعادة مجدها و بناء حضارتها و الرقي و الازدهار . و لا يخفى أن الامة الاسلامية  تمتلك هذه الهوية و عناصر القوة في داخلها بصورة طبيعية .

و في جانب آخر من كلمته ، لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى التحديات التي تواجه الامة الاسلامية موضحاً : لاشك أن تحديات كثيرة تقف في مواجهة الامة الاسلامية خلال مسيرتها لاستعادة مجدها و احياء حضارتها ، يمكن الاشارة اليها على نحو الاجمال . اولاً –  مهاجمة وحدة و انسجام الامة الاسلامية التي تشكل التحدي الاكبر و الخطير للامة الاسلامية في الوقت الحاضر . لأن الامة التي تصادر هويتها لا تمتلك ارادة المقاومة و الثبات في مواجهة هجوم الاعداء ، و تفتقد الى قدرة الصمود في المعترك الفكري و الحضاري في صراعها مع الحضارات العدائية .

و لفت آية الله الاراكي الى أن التحدي الثاني يتمثل في التشكيك بأسس و مباني الامة الاسلامية و الاصول الفكرية و المعتقدات الايمانية الرئيسية ، موضحاً : الامة الاسلامية لديها اصول فكرية و معتقدات اساسية يؤكدها العقل و الاحاديث و الروايات . و أن احد هذه المعتقدات الايمان بوحدانية الله تعالى ، و أن الله هو الآمر و الناهي ، و هو المالك الاوحد ، و هو الذي يفوض السلطة و الحكومة لمن يشاء ، و يسلبها ممن يشاء، وان الله تعالى بعث الانبياء ليحكموا بين الناس وفقاً للشريعة الالهية التي اوضحها الكتاب .

و اضاف سماحته : من جملة اصول الاسلام الاعتقادية الاخرى هو أن تكون الامة الاسلامية خير الامم و اقواها و اكثرها رفعة و عزة . و يتبلور ذلك - وفقاً لنص القرآن -  من خلال ايمان هذه الامة و انصياعها للقيادة الالهية ، و اتباعها لله و رسوله و المؤمنين العدول المخلصين .

واضاف آية الله الاراكي : التحدي الثالث يكمن في فقدان البصيرة و الوعي اللازم و الكافي الذي تستطيع الامة على اساسه التمييز من جهة بين المؤمنين الخلص و المنافقين ، و بين العدو و الصديق من جهة أخرى .  

و رأى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، أن ظاهرة النفاق لعبت دوراً هاماً بالمراحل السابقة في اضعاف الامة من الداخل ، لافتاً الى أن النفاق اضطلع بذات الدور الذي يضطلع به في الوقت الراهن .. المنافقون هم ذات العناصر التي يستعين بها الاعداء لإلحاق الضرر بالامة  من الداخل و تشويه صورتها ، و القرآن الكريم يشير الى هذا الخطر موضحاً : " لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا " .

و خلص آية الله الاراكي للقول : أن الاسلوب الذي يتبعه المنافقون للاضرار بالامة الاسلامية و اضعافها من الداخل ، يكمن في الدعوة الى التفرقة و إثارة الخلافات الداخلية ، و تحريف الاهداف ، و تشويه المعالم ، و الحؤول دون التعرف على المؤمنين الصادقين و الحليف و الصديق .. أن اساليب الاعداء تكمن في الحيلولة دون المواجهة مع العدو الحقيقي ، و محاولة تشويه مفاهيم الاسلام الاساسية و الاصول الايمانية الضرورية .  
 

 
https://taghribnews.com/vdcef78wpjh8pei.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز