تاريخ النشر2017 27 February ساعة 09:27
رقم : 261303

بعد استئناف مفاوضات الحج: ايران والسعودية.. المزيد من التوتر أو الهدوء

تنا
شهدت العلاقات بين السعودية وايران في الاونة الاخيرة نوعا من التقارب والانفراج خاصة على صعيد الملف اللبناني ومنظمة أوبك، رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، غير أن سياسة التصعيد التي انتهجها الرئيس الأميركي الجديد ضد ايران، دفع الرياض الى استخدام ذات اللغة ضد طهران.
صالح السيد باقر حائري
صالح السيد باقر حائري
صالح السيد باقر حائري
ما ستسفر عنه المفاوضات التي يجريها وفد مؤسسة الحج الايرانية والتي عقدت الجولة الأولى منها يوم الخميس الماضي في الرياض سينعكس بشكل مباشر على العلاقات الايرانية – السعودية على المدى القريب والمتوسط.

فاذا اثمرت هذه المباحثات عن اتفاق بالسماح للايرانيين بأداء مناسك الحج القادم، فان العلاقات ستتجه الى المزيد من الهدوء وربما الاتفاق على حلحلة وتسوية الكثير من أزمات المنطقة من بينها الحرب على اليمن وسوريا وملفات العراق ولبنان والبحرين، واذا لم تسفر عن اتفاق فمن المرجح ان تنتقل العلاقات الى مرحلة جديدة من التوتر والتصعيد.

قبل أن نبين مالذي تطالب به ايران والسعودية من أجل اداء الايرانيين لمناسك الحج القادم،  ينبغي التنويه الى أن العلاقات شهدت نوعا من التقارب والانفراج خاصة على صعيد الملف اللبناني ومنظمة أوبك، رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، غير أن سياسة التصعيد التي انتهجها الرئيس الأميركي الجديد ضد ايران، دفع الرياض الى استخدام ذات اللغة ضد طهران.

لخص وزير الثقافة الايراني المطالب التي يسعى الوفد الايراني الى تحقيقها خلال مفاوضاته في الرياض الى ثلاثة، هي، دفع دية الحجاج الايرانيين الذي توفووا في حادث منى خلال موسم حج العام قبل الماضي، وتوفير الأمن للحجاج الايرانيين، والسماح لهم بأداء بعض الشعائر.

من ناحية السعودية ففي الوقت الذي أعلنت فيه الرياض مباشرة بعد قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بأنها لن تمنع أي ايراني من أداء مناسك الحج، غير أن فرضها بعض الشروط حال دون اداء الايرانيين مناسك الحج، من بين الشروط هو اصدار التاشيرات من بلد ثالث، وأن لا تقوم الطائرات الايرانية بنقل الحجاج، الأمر الذي رفضته طهران بشكل قاطع.

غير أن الطرفين يختلفان على موضوع اساسي ربما هو السبب الرئيسي في عدم مشاركة الايرانيين في مناسك الحج الماضي، وهو ما عبرت عنه السعودية بتسييس الحج، والمقصود بذلك توقف الايرانيين عن اقامة مراسم البراءة من المشركين.

الجانب الايراني لم يتطرق بشكل صريح في الآونة الأخيرة عن هذا الموضوع، وانما طالما تطرق الى ضرورة الحفاظ على كرامة الحجاج الايرانيين، الأمر الذي فسره البعض باقامة مراسم البراءة من المشركين وكذلك عدم ايجاد العراقيل في زيارة أئمة أهل البيت الأربعة (الحسن، السجاد، الباقر، الصادق”ع″) في مقبرة البقيع واقامة الشعائر قربها ومن بين ذلك قراءة دعاء كميل.

الى جانب تسييس الحج فان الرياض تتحدث عن قضية أخرى هي التدخل الايراني في شؤون الدول الخليجية، وهنا الرياض لا تكشف عن حقيقة ما تريده من التدخل الايراني في شؤون الدول الخليجية، فمرة تقول ان ايران لديها شبكات ارهابية في هذه الدول، ومرة تقول ان ايران تدرب رعايا دول المنطقة على استخدام الأسلحة، ومرة تقول أن ايران تحرض شعوب المنطقة على حكامها، وهكذا.

غير أن كل ذلك لا اساس له، فالشيء الوحيد الذي تقوم به ايران ولا تتحدث عنه السعودية هو ان وسائل الاعلام الايرانية ووسائل الاعلام الموالية لها لا تتجاهل الاحداث التي تقع في الدول الخليجية خاصة اذا ترافقت مع هذه الأحداث مع انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، وانما تسلط الضوء عليها.

وما تقصده السعودية من التدخل الايراني هو أن تمتنع وسائل الاعلام الايرانية عن تسليط الضوء على الوضع الداخلي في دول مجلس التعاون، وخاصة الاحتجاجات الشعبية، وأن يكف المسؤولون الايرانيون عن تناول الشأن السعودي، فاذا قامت السلطات السعودية باعتقال الشيخ النمر واعدامه فلا ينبغي عليها أن تبس ببنت شفة.

من السابق لاوانه اطلاق حكم نهائي على طبيعة العلاقات الايرانية-السعودية على المدى القريب والمتوسط ما لم تنته مفاوضات الوفد الايراني الى الرياض الذي لم يعلن حتى كتابة هذه السطور عن مستجدات هذه المفاوضات وما اذا كان الجانب السعودي قد وافق على المطالب الايرانية أم لا، غير أن مآخذ البلدين على بعضهما البعض ستتبدد اذا عادت العلاقات الى ماكانت عليه وتوطدت العلاقات بينهما.

لاشك ان طهران تتضرر من توتر علاقاتها مع الرياض، ان لم يكن على الصعيد المادي فعلى الصعيد المعنوي، غير ان الاضرار التي تتكبدها السعودية أضعاف ما تتضرره ايران، وفي مقدمة هذه الاضرار أن السعودية ستضطر الى دفع المزيد من التكاليف والنفقات من اجل ارضاء هذا الطرف أو ذاك، وفي مقدمتهم ارضاء ترامب ليمارس المزيد من الضغوط على ايران، ومن الطبيعي أن ترامب وفريقه ليس لديهم مانع في نشر الأوهام، ومن بينها الخطر الايراني الداهم للمنطقة.
https://taghribnews.com/vdce7z8wxjh8pxi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز