تاريخ النشر2017 19 June ساعة 16:00
رقم : 272139

خالد القدومي : يجب ان نعيد وحدة الامة الاسلامية وهويتها من خلال يوم القدس العالمي

تنا - خاص
اكد الدكتور خالد القدومي في حواره مع "تنا" ان ايران انتصرت للقدس والقضية الفلسطينية من خلال اعلان الامام الخميني (ره) الراحل ليوم القدس العالمي واثبتت انتماءها للشعوب المسلمة من خلال اهتمامها بهذه القضية، وهي كانت في ايامها الاولى من انتصار الثورة الاسلامية ، وبامكان الامة الاسلامية ان تعيد وحدتها وهويتها وحضارتها من خلال هذه المناسبة العظيمة .
خالد القدومي : يجب ان نعيد وحدة الامة الاسلامية وهويتها من خلال يوم القدس العالمي
في حوار مع وكالة انباء التقريب قال ممثل حركة حماس في طهران الدكتور خالد القدومي ان القضية الفلسطينية وبسبب صراعات المنطقة وتشديد الاحتقان الطائفي والعرقي فقدت اولويتها في المنطقة واصبحت شعوب المنطقة لا تتفاعل مع مثل هذه المناسبات (يوم القدس العالمي)، وذلك بسبب حدة الاستقطاب السياسي والتجاذبات.
 
واكد القدومي انه يجب من خلال يوم القدس العالمي ان نعيد وحدة الامة الاسلامية وهويتها وحضارتها، لان نصرة القدس لا يختلف عليه لا سني ولا شيعي ولا عربي ولا غير عربي ودعا الى اعادة دراسة الوضع الاسلامي من جديد لتسوية مشاكلها وازماتها .
 
ولفت ان المستفيد الوحيد من اراقة دماء المسلمين هوالكيان الصهيوني الذي ينظر الى هذه الاحداث وهو مرتاح وهانئ لان القتال الذي يجري في المنطقة هو بين المسلمين انفسهم ، مؤكدا ان الظروف التي نعيشها هي ظروف فرقة بين المسلمين.
 
وفي جانب اخر من هذه الحوار اشار الى ان اكبر تحدي يواجه القضية الفلسطينية هو تباين وتفاوت البرامج لاصحاب هذه القضية من العرب والمسلمين،فالكل يريد نصرة هذه القضية ولكن من منظوره وبرنامجه، اي انه ليس هناك موقف وبرنامج موحد لتسوية هذه القضية دفاعا عن المظلومين ونصرة لقضيتهم.
 
وفي هذا السياق اكد ان الطريق الوحيد للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والتصدي لعنجهيات العدو هو المقاومة، وشعبنا الفلسطيني ومقاومته سواءامتلكت العدة والعتاد اللازم، اولم تمتلكه فلن يرتاح ولن ترتاح مقاومته الا بعد ان تحرر ارضها كاملة من الغاصب الصهيوني.
 
والتحدي الاخر هو التطبيع بين الكيان الصهيوني والدول العربية والاسلامية، حيث يتحول هذا الكيان الى كيان مشروع وقانوني، يهدد هوية القضية الفلسطينية وفي نفس الوقت يهدد وحدة الامة الاسلامية، داعيا الامة العربية والاسلامية الى اتخاذ موقف موحد وحازم من نصرة القدس والقضية الفلسطينية، وعزل الكيان الصهيوني وليس مكافأته.
 
ودعا القدومي الى معالجة ازمات المنطقة بالطرق السلمية واعرب عن تفاؤله بوجود مبادرات من قبل حكماء الامة العربية والاسلامية لعودة الامور الى نصابها وجعل القضية الفلسطينية القضية المركزية وجعل العدو الصهيوني العدو الحقيقي للامة ، مشيرا الى وجود صحوة عربية واسلامية في هذا المجال بان كل الامة العربية والاسلامية مستهدفة .
 
واكد بان القضية الفلسطينية استعادت مكانتها من خلال العمليات الفدائية التي بدأت في انتفاضة القدس بداية 2015 كان اخرها العملية الفدائية التي قام بها ثلاثة من الشبان الفلسطينيين قتل على اثرها مجندة صهيونية واصابة 5 جنود صهاينة .
 
وشدد ممثل حركة حماس ان هدف العدو من الحروب التي شنها على غزة هوالقضاء على المقاومة ومعنويات الشعب الفلسطيني وانجازات حماس والجهاد الاسلامي في غزة وكذلك انجازات حزب الله في جنوب لبنان ولكنه فشل رغم الدعم الامريكي والغربي له والدليل هواستمرار المقاومة وتضاعف قوتها وجهوزيتها ، مشيرا الى ان العدو لم يستطع ان يؤلب الشعب الفلسطيني ضد قياداته، بل شعبنا ملتحم مع قيادته في مواجهة الكيان الصهيوني.
 
ولفت الدكتور القدومي الى ان انتصار الثورة الاسلامية شكل حلقة مهمة في مواجهة الكيان الصهيوني وكسر طموحاته التوسعية، من خلال مواقفها الداعمة لفسطين، وأن المقاومة الفلسطينية البطلة وقوتها ووحدتها وتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه العادلة، أجبر العدو الصهيوني أن يتراجع  عن مشروعه التوسعي من النيل إلى الفرات، واحدى الدلائل هو بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغرببية وهذا يعني ان الكيان الصهيوني هو الذي حدد حدود "اسرائيل" ولم يستطيع ان يوسع حدوده .
 
وعن الفرق بين المقاومة والجيوش العسكرية اوضح الدكتور القدومي بان المقاومة تتبع نظرية المغاوير والحروب المنخفضة القوة، وهي عبارة عن عمليات فدائية تكبد العدو خسائر امنية واقتصادية، وعلى اثر هذه العمليات البطولية اضطر المحتل ان ينسحب من غزة عام 2005 دون قيد أو شرط. واشار الى ان المقاومة هي التي اجبرت الكيان الصهيوني الى اعادة النظر في النظرية الصهيونية الإحلالية التوسعية التي بدأها هرتزل في اوائل القرن الماضي .
 
وحول تصنيف حركة حماس كمنظمة ارهابية من قبل بعض الدول كالولايات المتحدة قال ممثل الحركة في طهران، بان هذه الحركة لها قاعدة جماهيرية تمتد على مستوى العالم الاسلامي وحتى بين احرار العالم وجميع الشعوب التي تؤمن بعدالة المقاومة، وان هذه الحركة ليست حركة ارهابية والذي يصنف هذه الحركة بانها ارهابية في الواقع يسير ضد ارادة الشعوب التي تضامنت مع الشعب الفلسطيني.
 
وشدد خالد القدومي بان الذين صنفوا هذه الحركة ضمن قائمة المنظمات الارهابية، هم بالذات ارهابيين ومجرمين يقفون الى جانب الكيان الصهيوني، وهدفهم اضاعة القضية الفلسطينية وانهاء هذا الملف. ولفت ان المشكلة ليست في العدو وانما في داخل امتنا مشيرا الى الترحيب الذي واجهه الرئيس الامريكي في السعودية وهو يتكلم عن الاسلام ويضع داعش والقاعدة وايران وحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي وكل فصائل المقاومة، في خانة واحدة.. إن ترامب هو الإرهابي بسبب دعمه لممثل الإرهاب العالمي وهو الكيان الصهيوني، إن شخص مثل ترامب الذي يدعم قتلة الأطفال من شعبنا الفلسطيني لا يحق له الحديث حول الإرهاب.
 
وفي هذا السياق اكد ان الارهاب الأكبر يقوده اليوم  الكيان الصهيوني وكل من يدعمه بالمال والسلاح والاعلام والمواقف الدبلوماسية، اي امريكا.
 
وسألنا خالد القدومي عن اهم انجاز مفاوضات السلطة الفلسطينية مع الكيان الاسرائيلي منذ اكثر من عقدين، اوضح بعيداً عن قناعتنا بعدم جدوى هذه المفاوضات، فإن المهم من أي مناورة سياسية هو تحقيق العدالة وتحقيق انجاز استراتيجي يستعيد حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان هذين المعيارين لم يتم تحقيقهما في مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني منذ 1991 واتفاقيات مدريد، وأكد القدومي أن العدو الصيهوني الذي يقتل شعبنا بالحصار وبالحروب لا يريد سلاماً ولا يحترم تفاوضاً.
 
واضاف ان مفاوضات تقر بحق الكيان الصهيوني في 80% من ارض فلسطين، وتجعل بقية الـ 20% للتفاوض، هي مفاوضات لا خير فيها، وأن مفاوضات تعترف بحق "اسرائيل" بـ 80% من ارض فلسطين وباقي الـ 20 او 18% يجري التفاوض عليه ويقسم الوطن إلى جزر وكانتونات، هي مفاوضات بيع للوطن وليست مفاوضات لاسترداد الحقوق.
 
وحول تهديد الكيان الصهوين لشن عدوان على غزة او لبنان هل هو تهديد حقيقي ام مجرد حرب نفسية وراءها اهداف سياسية، قال ممثل حركة حماس في طهران انه من الواجب ان تكون الحركة على تأهب واستعداد تام ولا يجب التقليل من التهديد "الاسرائيلي" او التعامل مع هذه التهديدات بسطحية لان العدوان والعدوانية اصبحت من صفات الكيان الصهيوني المجرم فهو كيان يعتاش على خلق الازمات.
 
اما من جهة أخرى فان العدو لا يستطيع ان يقدم على هذه الحماقة لانه تلقى دروسا قاسية في 2014 عندما اثبتت المقاومة قدرتها على جميع المستويات العسكرية براً وبحراً وجواً، وفي مجال الحرب النفسية والالكترونية وصراع العقول، وكذلك ووفقاً لتقارير العدو فإنه لم يستكمل بعد ما يسمونه استخلاص العبر والدروس من العدوان على غزة 2014 .
 
الامر الثالث رغم أننا لسنا دعاة حروب، إلا أن المقاومة على استعداد وجهوزية للتصدي لاي عدوان صهيوني مستقبلي.
 
وعن العلاقات بين ايران وحماس اشار القدومي الى مساعي توطيد العلاقات بين الجانبين منذ اواخر العام الماضي، مؤكدا ان هناك حلف استراتيجي مشترك بين الجانبين، لان عدونا واحد وهو الكيان الصهيوني، مشيراً الى ان اللقاءات لم تتوقف بين الطرفين، وتم بحث المواقف حول بعض القضايا ومراجعة وتقييم العلاقة، حيث استطعنا ان نطوي صفحة الماضي الذي اصاب العلاقات نوعاً من الفتور فيها، مشيرا الى تحسين العلاقات في الوقت الحاضر.
 
واشار الى ان القواسم المشتركة بين حماس والجمهورية الاسلامية كبيرة، وهي فلسطين ويجب ان تتمحور العلاقة حول هذا المشترك، لان الكيان الصهيوني اثبت اليوم من خلال ممارساته وحربه الناعمة انه ليس فقط عدوا للشعب الفلسطيني وانما عدوا لجميع الشعوب العربية والاسلامية.
 
وعن سبب اتهام ايران بدعم الارهاب مع انها اعلنت منذ انتصار ثورتها ان استراتيجيتها هو دعم حركات المقاومة وحركات التحرر من الاستكبار، قال ان طبيعة السياسية الامريكية قائمة على الخديعة وتصنيف الشعوب الى مؤيد ومخالف للامريكي، ولهذا تعتقد العقلية الامريكية ان من يخالفها هو ارهابي، موضحا ان هكذا فكر وموقف يعبر عن فكر مواجهة وليس فكر تعايش وسلام، وهو يشكل خطورة على الامن العالمي.
 
واوضح ان السبب الاخر لمثل هذه الاتهامات هو ان الادارة الامريكية لا تريد لمثل ايران وتركيا اللذان لهما دور مهم في المنطقة ، لاتريد ان تكون دولاً مستقرة وامنة، مؤكدا ان هناك مخطط وهجوم على امن واستقرار ووحدة شعوب المنطقة.
 
وتابع الدكتور خالد القدومي قائلا بان الدولة التي تدعم القضية الفلسطينية ومقاومتها لا يمكن ان تكون ارهابية .

اجرى الحوار : محمد ابراهيم رياضي

 
https://taghribnews.com/vdcdsx0xnyt05f6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز