تاريخ النشر2017 20 June ساعة 14:20
رقم : 272238

القدس وفلسطين في وجدان الأمام الخميني وثورته

تنا
كلمتان لم تفارقا لسان الأمام الخميني رحمه الله حتّى وفاته: (القـدس وفلسـطين) فبقي يؤكد الأمام الخميني على منسوجات القيم والمبادىء والمرتكزات، حول القدس المحتل وفلسطين المحتلة، وما يراد من خطط شيطانية بالأمتين العربية والأسلامية.
القدس وفلسطين في وجدان الأمام الخميني وثورته
 المحامي محمد احمد الروسان - الاردن
لقد شكّل القدس المحتل وفلسطين المحتلة عنوان للثورة الأسلامية في ايران وما زالتا كذلك، الثورة الأسلامية بمرشدها السابق والحالي، تؤكد على أنّ  بيت المقدس ملك للمسلمين وقبلتهم الأولى، وعلى الجميع أن يعلموا أن هدف الدول الكبرى من إيجاد إسرائيل لا يقف عند احتلال فلسطين، فهؤلاء يخططون - نعوذ بالله العلي العظيم منهم - للوصول بكل الدول العربية إلى نفس المصير الذي وصلت إليه فلسطين المحتلة، ألم يدرك القادة بعد، أنّ المفاوضات السياسية مع الساسة المحترفين والجناة التاريخيين، لن تنقذ القدس المحتل ولبنان المصادر، وأنّها تزيد الجرائم والظلم ؟

الثورة الأسلامية في ايران تدعم وبشكل كامل نضال الأخوة الفلسطينيين والسكّان في جنوب لبنان ضد إسرائيل الغاصبة، الثورة الأسلامية في ايران ستكون على الدوام حماةً للأخوة الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

الإمام الخميني رحمه الله ورحمنا جميعاً بثورته الإسلامية، أطلق حركة الوعي في العالم الأسلامي والعربي بشمولية كاملة، لقد كانت ثورة لا شرقية ولا غربية حصّن من خلالها مسيرة التغيير من محاولات الإجهاض والإستيعاب، لذلك أطلق وكرّس يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان العظيم، ليصار الى جعل هذا اليوم بمثابة اللبنة الرئيسية في حركة وعي الامتين العربية والأسلامية، وما إنتصارات لبنان المصادر وفلسطين المحتلة والعراق وأفغانستان المحتلة وما يجري في سورية الآن، الاّ صورة من صور أنهكت قوى الإستكبار العالمي، وأربكت خططه وبرامجه وتطلعاته الشيطانية بحق الأمتين العربية والأسلامية.

لقد غادر الأمام الخميني الدنيا الفانية رحمه الله وهو يؤكد بقوله: يجب علينا أن ننهض جميعاً للقضاء على إسرائيل، وتحرير الشعب الفلسطيني البطل، وإنّ من الضروري إحياء يوم القدس المتزامن مع ليلة القدر من قبل المسلمين، ليكون بداية لصحوتهم ويقظتهم، وعلى المسلمين أن يعتبروا يوم القدس يوماً لجميع المسلمين، بل لجميع المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، وأكّد الأمام الخميني رحمه الله، ويؤكد المرشد الحالي أيضاً، سماحة الامام الخامئني، على أنّ تحرير القدس المحتل، وكف شر هذه الجرثومة الفاسدة – اسرائيل - عن البلاد الإسلامية هو في الأساس واجب كل المسلمين، وأنّ مسألة القدس ليست مسألة شخصية، وليست خاصة ببلدٍ ما، ولا هي مسألة خاصة بالمسلمين في العصر الحاضر، بل هي قضية كل الموحدين والمؤمنين في العالم، السالفين منهم والمعاصرين واللاحقين، والقدس المحتل ملك المسلمين ويجب أن تعاد إليهم محرّرة من نير الأحتلال الجرثومي، فيوم القدس هو يوم الإسلام، ويوم القدس هو اليوم الذي يجب أن يتقرر فيه مصير الشعوب المستضعفة، يوم القدس يوم عالمي أممي، لا يختص بالقدس المحتل فقط، إنه يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، يوم القدس، يوم يجب أن يحيا فيه الإسلام، يوم القدس يوم حياة الإسلام.
الامام الخميني رحمه الله والقدس رمز، وبالرغم من انه لم يمر على انتصار الثورة الاسلامية سوى 5 اشهر، وبالتحديد في 7 اب اغسطس عام 1979م اعلن الامام الخميني رحمه الله اخر جمعة من رمضان المبارك يوما عالميا للقدس، داعيا جميع مسلمي العالم الى التظاهر في هذا اليوم دفاعا عن الحقوق المشروعة للشعب الفسطيني المسلم، هذه الدعوة المبكرة من جانب الامام الخميني رحمه الله، ويكرّسها الآن الأمام  الخامئني, جاءت لتؤكد النظرة الاستشرافية الثاقبة لسماحتيهما ، لأهمية القدس التي تجاوزت لديهما كونها مدينة اسلامية مقدسة ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني، الى رمز يمكن من خلاله تحديد مستقبل الامة الاسلامية جمعاء، ايجابا ام سلبا، على ضوء الاولوية التي تتبوأها لدى المسلمين.

الامام الخميني رحمه الله ومن خلال تاكيده على البعد الاسلامي للقضية الفلسطينية، جعل مستقبل الامة رهنا بتعاطيها مع قضية القدس، فكلما أولى المسلمون هذه القضية الاهتمام الذي تستحق، كلما جعلوا الاعداء من مستكبرين وصهاينة يدفعون ثمنا أكبر مما كانوا يتوقعون ازاء احتلالهم لمقدسات المسلمين، وفي مقدمة هذه الاهداف تمزيق وشرذمة الامة الأسلامية والعربية.

الاهتمام بالقدس المحتل، من وجهة نظر الامام رحمه الله، يعني الاهتمام بالقضايا التي تؤكد على توحيد صف الامة، ونبذ القضايا الهامشية، التي تفتعلها بعض الانظمة المرتبطة بالاستكبار العالمي، كالقضايا المذهبية، بهدف الهاء الشعوب الاسلامية عن القدس وبالتالي عن مستقبل الامة.

يوم القدس العالمي أو اليوم الدولي لمدينة القدس الشريف (بالفارسية: روز جهاني قدس)، هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس. ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، ولكن خصوصا في إيران حيث كانت أول من اقترح المناسبة، وهو يعقد كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، أى الجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع، يوم القدس ليس يوم عطلة إسلامية دينية، ولكنه حدث سياسي مفتوح أمام كل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.

موكب الاحتفال بهذا اليوم نشأ لأول مرة في إيران بعد ثورة 1979 الإسلامية، الاحتفال اقترح من قبل آية الله الخميني، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آنذاك، في آب / أغسطس من ذلك العام حيث قال:
((وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين)).

وأضاف رحمه الله : ((لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني. وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية على العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها. وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم - الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني - وخلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع أنحاء العالم، تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم. أسأل الله العلي القدير أن ينصر المسلمين على الكافرين)). 
/110
 
https://taghribnews.com/vdcdsx0xjyt05x6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز