تاريخ النشر2017 7 February ساعة 08:19
رقم : 259297

​الشيخ نبيل حلباوي لـ " تنا : الثورة الإسلامية في ايران فجرت صحوة على مستوى الأمة وعدلت في الخارطة العالمية

تنا-بيروت
يحيي الشعب الإيراني في هذه الأيام ذكرى انتصار ثورته الإسلامية المباركة المعروفة بعشرة الفجر ، التي بقيت راسخة طوال عقود دون أن تزعزعها رياح التغيير التي عادة ما تغير مسار الثورات في العالم ، عشرة أيام أعطت ايران وهجها وغيرت مسار التاريخ في الشرق الأوسط .
​الشيخ نبيل حلباوي لـ " تنا : الثورة الإسلامية في ايران فجرت صحوة على مستوى الأمة وعدلت في الخارطة العالمية
ثمانية وثلاثون ربيعا عمر ثورة أطلقها الإمام الخميني (قدس سره )، ركزت خلالها أُسس دولة سيدة ، حرة ، مستقلة ، مع حياة سياسية حقيقية ، واليوم تتواصل فصول الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخامنئي (دام ظله) ، ولعل ما وصلت اليه اليوم من قوة عسكرية واقتصادية، وبات لها دور ريادي في المنطقة والعالم ما هو إلا من بركات هذة الثورة، وما الضغوط التي تتعرض لها ايران اليوم على كافة الصُعد ما هي إلا تأكيد على ان الثورة حققت ولا زالت تحقق الاهداف والشعارات التي رفعها قائدها ومطلقها الامام الخميني (قدس سره) .

وفي السياق استصرحت وكالة " تنا " امام الجمعة والجماعة في مقام السيدة رقية (ع) في دمشق، الدكتور نبيل الحلباوي ، الذي قال ان ثورة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ، هي أعظم نموذج للثورة الشعبية الإسلامية السلمية ، التي قام بها شعب عظيم بقيادة إمام وفقيه وعارف ، في مقابل حكم شاهِ شاهي تابع للغرب ويقيم علاقاته مع العدو الصهيوني ، لافتا الى ان هذه الثورة استطاعت أن تقتلع ذلك العرش وترمي به الى مزبلة التاريخ ، وأن تقيم دولة اسلامية متناغمة مع العصر وان تثبت على الرغم من كل المؤمرات التي حكيت ضدها ، وودع الإمام الخميني الحياة وهو مطمئن الى أن المسيرة أصبحت راسخة الجذور وأن السفينة ستكون بيد تتابع مساره ومنهجه وخطه ، فكان هذا من خلال الولي الفقيه السيد علي الخامنئي ( دام ظله).

وأضاف ، أجمل ما في هذه الثورة أنها فجرت صحوة على مستوى الأمة كلها ، وانها غيرت معادلات وعدلت في الخارطة العالمية ، وأنها وجهت ندائها لوحدة الأمة الإسلامية ووحدة المستضعفين في مقابل المستكبرين في العالم كله ، وأنها احيت مشروعا لاسترجاع فلسطين من خلال المقاومة ، ولم تكتفي بالتنظير وإنما كان لها دور كبير من خلال الإمام رحمة الله عليه ، ودعم السيد القائد لقيام حزب الله في لبنان أشرف وأنبل ظاهرة في تاريخ هذه الأمة ، ان التجربة الوحيدة التي أتاحت للأمة ان تذوق طعم الإنتصار بعد إذ ادمنت الهزائم على مدى تاريخ طويل .

ورأى الشيخ الحلباوي انه في ظل هذه الظروف لم تنقطع المؤامرات ضد الثورة الإسلامية ، إذ قتل اعظم رجالاتها واستشهد المئات والآلاف وثم حرب العراق التي شنت ضدها وكان ما كان ، ولكن الثورة لم تحد عن طريقها وبقيت تنادي بوحدة المسلمين وانتهاج خط المقاومة لاسترجاع فلسطين .

وقال الشيخ حلباوي:  اليوم نستطيع أن نقول بأن العدو الذي تحالف من خلاله الإستعمار ، والإستكبار العالمي ، والصهيونية العالمية ، والوهابية والتكفيريين والإرهابيين في العالم وكل النُظم الرجعية في المنطقة وفي البلاد العربية والإسلامية ، هؤلاء تحالفوا جميعا في مقابل المحور الذي تلتقي فيه ايران الإسلامية ، والعراق ( الحشد الشعبي ) ، وسورية الصامدة الممانعة الثابتة على خطها وكذلك حزب الله في لبنان ، هؤلاء جميعا يقفون في وجه ذلك الفكر ، وعلى الرغم من المحن التي أرادوا من خلالها تمزيق سورية وتركيعها وتدميرها انتقاما منها لعدم دخولها في حلفهم ولم تنصع لإرادتهم ، فإن هذا المحور يحقق الإنتصارات الواحدة تلو الأخرة .

وأكد أن هذه المسيرة لن تتراجع بل هي ذاهبة الى أبعد من ذلك إذ تمهد للمستقبل المشرق للمسلمين والمستضعفين في العالم حين يطلع نجم ظهور الموعود من آل محمد الذي يملئ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا.
وحول ثبات ايران على مبادئها منذ الثورة حتى اليوم ، قال أن السر في ذلك يكمن في عدة أمور :
  1. في القيادة التي تخاف الله ، وهي قيادة وفية للإسلام العظيم ولقيمه، ومبادئ  القرآن والرسول الأكرم (ص) وأهل البيت عليهم السلام  .

    الشعب الذي بالرغم من تنوع الرؤى ، فإنه يلتقي تحت مظلة القيادة ، وفيه نخب ثورية رفيعة المستوى ومستعدة دائما للتضحية.

    هذا الخط استطاع ان يولد حلفاء حقيقيين هم على أرقى مستوى كحزب الله ، والحشد الشعبي ، والقوة الممانعة في سورية .
هذا كله جعل عود الثورة يشتد وساعدها يقوى وجذورها تتعمق أكثر في الأرض .

وأشار الشيخ حلباوي الى أن ما يميز الثورة في إيران هو العمق الشعبي ، ففي مدرسة أهل البيت نملك كنزا ثوريا عظيما ألا وهو ثورة الإمام الحسين عليه السلام ، لذلك كان الإمام الخميني يقول ان كل ما لدينا هو من بركات عاشوراء ، لافتا الى أنه أمامنا ثورة وحيدة في التاريخ قادها امام معصوم ، فبقيت هذه الثورة تموّن الفكر الثوري النقي الذي تجلى في الثورة الإسلامية في إيران وفي حزب الله وكل هذه الجهات .

واكد اننا نملك هذا الإرث العظيم والكنز الإستراتيجي الكبير ، داعيا جميع المسلمين للإنفتاح عليه ، وان ينهلوا من مَعينه كي لا نرى هذا التخبط  ولا نرى من يظهرون بمظهر الثوريين وهم أعداء للثورة وحلفاء للغرب والإستكبار والصهيونية .

وردا على سؤال حول ما المانع من أن تحذو بعض الدول العربية حذو ايران ، اعتبر الشيخ حلباوي ان الذي يمنع هو أن حكاما امسكوا بخناق شعوبهم وهؤلاء باعوا أنفسهم للشيطان والمستكبر وحتى للصهيوني وهؤلاء المدعومون من قبل أولئك نحتاج الى أن تنتفض الشعوب انتفاضتها الحقيقية .

واكد ان ايران تقف اليوم على أرض ثابتة قوية لأنها انفتحت على الزمان والعلم والتقنيات المتطورة تسليحيا ، وتحاول أن تكتفي ذاتيا على مختلف الصُعد ، وعندها فائض ثقافي وفكري والتفاف شعبي وقيادة استثنائية تجعلها تقف على أرض صلبة .
 
https://taghribnews.com/vdcdnn0x5yt0kx6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز