تاريخ النشر2017 2 June ساعة 15:01
رقم : 270087

الصَّوم تحفيز لتأكيد السّلوك الحسن وهجران السيِّئات

تنا
شهر رمضان المبارك، فرصة تدعونا أجواؤها إلى تكريس السلوكيّات الحسنة الّتي تبرز مقدار تفاعلنا الحيّ مع طاعاتنا وعباداتنا، الّتي من المفترض أن نجسّدها في الحياة سلوكاً يتركّز في الشخصيّة الإيمانيّة.
الصَّوم تحفيز لتأكيد السّلوك الحسن وهجران السيِّئات
محمد عبدالله فضل الله

الصّوم تقوية لإرادة التحدِّي، والامتناع ليس فقط عن الطّعام والشَّراب، بل عن العادات والتّقاليد التي تسيء إلى نفوسنا، وتبعدها عن أجواء الانفتاح على معاني الصَّوم التي تحاول دفع الإنسان إلى اكتساب الخلق الحسن والسّلوك الحسن، ومن هذه السلوكيات وأهمها، أن نقضي وقتاً ولو يسيراً في تدبّر كتاب الله، ومحاولة فهم معانيه وتلاوته، والإفادة من الجوّ الرّوحي للتلاوة، بما ينعكس راحةً نفسيّة على الإنسان، ويهذِّب من مشاعره، فيجعلها رقيقة ليّنة بعيدة من القساوة والخشونة.

أضف إلى ذلك، التّوافد على المساجد، وتعزيز الروح الجماعيّة والأخوّة الإيمانيّة، من خلال المشاركة في إقامة مراسم صلاة الجماعة، والمساهمة في قراءة الأدعية والاستماع إليها، والمشاركة في الدروس الرمضانية، لأن الصلاة في بعدها الاجتماعيّ، تدعو إلى التضامن وتاكيد عرى المحبّة والمساواة بين الناس.

كذلك هناك صلة الأرحام، والقيام بجملة من الزّيارات إلى الأهل والأرحام والأصدقاء والمعارف، بغية مبادلتهم المحبة، والإحساس تجاههم بكلّ رحمة وتكافل، وتأكيد لمتانة العلاقة معهم. فما أجمل أن ينعم المجتمع بالتراحم الّذي يبعد عنه شبح التّنازع والتّخاصم!!

وهناك أيضاً فعل البرّ والخير، ومساعدة الآخرين والمحتاجين قدر الإمكان، ليس فقط من الناحية الماديّة، بل المعنويّة، فهناك من هم بحاجة إلى الشعور بهم، ونصحهم، والاستماع إلى مشاكلهم، وإعانتهم على بعض قضاياهم الخاصّة.

إنّ تغيير الطّباع السيّئة وبعض العادات السيّئة، من كذب وغشّ وبهتان وتكبّر ونميمة وعدوانيّة على الآخرين، من الأمور التي لا بدَّ وأن يترك الصّوم أثراً من جهة تغييرها، بحيث يعمل على إلغائها والتّخفيف منها وتغييرها، فالمجتمع بحاجة إلى صائمين غير متكاسلين، إلى صائمين لا يستغلّون الصَّوم من أجل إضاعة الوقت في النَّوم أو اللَّهو والسّهر والعبثيّة، إلى صائمين واعين، يستفيدون من وقتهم في تأمّل حالهم وإصلاح نفوسهم، وإعادة توجيهها الوجهة التي تستحقّ، بما ينفعها ويقرّبها إلى الله أكثر.

إنّ الصّوم يحفّزنا على هجر العادات السيّئة وتغيير الطباع القاسية، واكتساب السلوكيات الحسنة الّتي تجعل من حياتنا مساحةً للخير والرّحمة. فهل نغتنم الفرصة، ونعود إلى أنفسنا، ونتوب إلى ربّنا، ونعمل جاهدين لإصلاح ذات بيننا، سعياً وراء بناء حياة أفضل تكون في عين الله ورعايته وموضع رضاه.
https://taghribnews.com/vdcdjz0x5yt05z6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز