تاريخ النشر2017 3 January ساعة 14:49
رقم : 255886

المساجد العلامة الأبرز في سراييفو

تنا
تتميّز العاصمة البوسنية سراييفو بكثرة مساجدها وجمالها، هذه المدينة التي فتحها العثمانيون في العام 1463، جعلت من سراييفو ممرّاً مهمّاً لهم لدخولهم إلى منطقة البلقان برمّتها. ومن أجل تلبية احتياجات السكّان المسلمين في المدينة، بُنيَت مساجد في جميع أنحاء أحياء المدينة.
المساجد العلامة الأبرز في سراييفو
وما زالت هذه المساجد الّتي تعود إلى قرون، تنشر الروحانيّة من الأحياء الّتي باتت صغيرة اليوم إلى سراييفو.

وفي حين تتفرّد هذه المساجد بميزاتها المعماريّة وبُنيتها التاريخيّة، فإنها تُعدّ كذلك "بصمة العثمانيّين والحضارة الإسلاميّة" في المدينة، حيث يفتخر النّاس هناك بهذه الحضارة، آملين أن تبقى المساجد منارةً لهم، ومنابر تجمعهم وتصنع لهم أجيالاً متنوّرين، بعيداً من لغة التطرّف والغلوّ.

وحول تاريخ مساجد الأحياء في سراييفو وأهميّتها، قال مدير متحف سراييفو، ميرساد أفيديتش، إنّ الأحياء التي بناها العثمانيّون كانت بحاجة إلى مساجد أصغر.

وأضاف أنّ السكان كانوا يؤدون صلاتي الظّهر والعصر في المساجد المركزية، في حين كانوا يؤدّون صلوات المغرب والعشاء والفجر في المساجد الصّغيرة المعدَّة من الخشب.

وأوضح أفيديتش أنّ مساجد الأحياء هي أكثر بساطةً في تصميمها من المساجد الضّخمة في وسط المدينة، حيث كانت مبنيةً في الغالب من الخشب والطّوب.

وأشار إلى أنّ مساجد الأحياء سُمّيت بأسماء ناس عاديّين، فعلى سبيل المثال، سُمّي أحد المساجد "جامع بوزاجي"، لأنّ بانيه كان يبيع البوظة. وهناك مسجد آخر يسمّى "جامع تشيكيرجي"، لأنّ بانيه كان ميكانيكيّاً.

وذكر أفيديتش أنّ أحد مساجد الأحياء بناه عمّال مدبغة، ولأنّ ملابسهم كانت تحمل روائح مميّزة بسبب طبيعة عملهم بالجلود، قاموا ببناء مسجدهم الخاصّ للصّلاة فيه، وتجنّب إزعاج المصلّين الآخرين في المساجد المركزية.

كما أضاف أنّ السكان كانوا يخدمون مساجد الأحياء بأنفسهم، وأنهم عدّوا هذه المساجد جزءاً من عائلاتهم. وقال إنّ القرن السادس عشر كان عصر الذّروة لمساجد سراييفو، موضحاً أنه كان في سراييفو 126 مسجداً في ذلك الوقت، 8 منها مساجد مركزية، والباقية تقع في أحياء صغيرة.

وقال أفيديتش إن 22 مسجداً دُمّرت وأُعيد بناؤها لعدة أسباب بعد انسحاب العثمانيّين من المنطقة، وإنّ البوسنة والهرسك حُكِمَت من قبل إمبراطوريّة النمسا والمجر والحكومة اليوغسلافية.

وتابع القول إنّ مساجد القرن السادس عشر هي تحت حماية الحكومة وتُعدّ "معالم ثقافية"، مشيرًا إلى أن أبحاثاً تجري حول مساجد سراييفو المفقودة أو المدمّرة، وأنّه تمّ استخراج بعض المساجد القديمة، مثل مسجد "باكر بابا" ومسجد "فاتح سلطان محمد".

مسلمو البوسنة يسعون دوماً للحفاظ على تقاليد إسلامهم كدين وثقافة، ويعتبرانهما مكوّنين رئيسين لهويّتهم القوميّة. وكانت لهم فرص عديدة للالتقاء والتّأقلم مع أشكال مختلفة من العلاقات الثقافيّة والدينيّة، وبنوا علاقات وطيدة مع مسلمي أوروبّا والشّرق الأوسط.

وتظلّ التحدّيات قائمة، إذ تعاني البلاد من تبعات الحرب في تسعينات القرن الماضي، وما خلّفته من كوارث وويلات، ومن صعود التطرّف باسم الدّين الّذي يحاول جذب الشّباب البوسني إليه، وهذا ما يحذّر منه الجميع، ويأملون من المساجد أن تلعب الدّور الطّبيعي في توعية النّاس، فهل ستقوم بهذا الدّور؟!
https://taghribnews.com/vdcdjk0x9yt0kj6.422y.html
المصدر : بينات
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز