تاريخ النشر2017 19 January ساعة 19:44
رقم : 257514

الدكتور أمين حطيط لـ " تنا " : مفاوضات "الأستانا" تأتي لتصحيح مسار العمليات السابقة، الأتراك مرغمون بعد هزيمة حلب

تنا-بيروت
في الثالث والعشرين من الشهر الجاري محطة متوافق عليها لعقد المحادثات السورية في العاصمة الكازخستانية " الأستانا" ، اجتماع يتوقف نجاحه على جدية المجموعات المسلحة واستعدادها لحل سياسي ينطلق من مرجعية الدولة السورية ومؤسساتها،يؤدي الى تسليمها للسلاح والانخراط في مقتضيات الحل السياسي.
محمد أمين حطيط
محمد أمين حطيط
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا " الباحث الإستراتيجي الدكتور أمين حطيط الذي قال ان مفاوضات الأستانا كانت نتيجة مباشرة لمعارك الشمال السوري والإنتصار الإستراتيجي في حلب ، لذا كان على محور المقاومة الإتجاه لإستثمار هذا الإنتصار في حلب ، والإنتقال من الميدان الى السياسة ، كما أن المفاوضات دعي اليها مع وجود ممثل للطرف المهزوم وهو تركيا من أجل أن يكون هناك توازن شكلي  فيها.
ولفت حطيط الى أن هناك ثلاثة أهداف رئيسية لمفاوضات أستانا :
  • الهدف الأول هو تثبيت وقف اطلااق النار بشكل جدي ، كي ينطلق الأطراف بالحل السياسي بشكل هادئ.

    الهدف الثاني التأكيد على فصل القوات المسلحة ، بين مسلحين يقبلون بالحل السلمي ، وآخرين ارهابيين ، والإتجاه لمقاتلة المسلحين الإرهابيين .

    الهدف الثالث تصحيح مسار المفاوضات في جنيف والخروج من العملية السياسية التي كانت قائمة على مسألة انتقال السلطة وتسليم الحكم للمعارضة وإقامة حكومة يشارك فيها الجميع وفقا للإرادة الشعبية .
واضاف ،أما الإتجاه العام ، فيبدو أن الفريق المهزوم في حلب يستمر في وضع العراقيل امام هذه المفاوضات بشكل أو بآخر ، ولكنه لا يملك حتى اللحظة القدرة على إفشالها كليا .

واشار حطيط الى أن الطرف السوري الممثل للحكومة السورية لديه النية الكاملة للوصول الى حل ، ولكن الحل الذي تسعى اليه سورية هو حل يستجيب للأهداف الدفاعية الإستراتيجية فيها ،والتي هي وحدة سورية وقرارها المستقل وسيادة الشعب السوري على أرضه ، لافتا الى ان سورية ومهما كانت الضغوط لا يمكن ان تتساهل في هذه المسائل ، فقد يكون هناك نوع من المرونة العملانية ، الحربية ، انما لا يمكن التساهل في الأهداف الإستراتيجية الكبرى لسورية .

وتابع بالنسبة للطرف الآخر "المعارضة السورية "  فليست صاحب قرار ، معتبرا انه صحيح ان محمد علوش المعروف بارتباطه العضوي والبنيوي والتبعية الكلية للسعودية ، سيترأس الوفد في المفاوضات الاّ أنه  يجعل هذا الطرف في " أستانا " لمهمة جس النبض والتحسس لمعرفة سقف الموقف السوري بعد المتغيرات الميدانية وليس ليتنازلوا عن شي ما .

وعما إذا كانت " الأستانا " محت ما قبلها من مفاوضات ، قال  ان الأستانا تعتبر مرحلة جديدة من مراحل التفاوض وهي تختلف كليا عن المفاوضات السابقة ، فمنذ العام 2012 عندما أطلقت العملية السياسية من قبل ما أسمي لجنة دعم سورية كانت الأهداف الرئيسية هي استلام السلطة من الحكومة الشرعية برئاسة بشار الأسد وتسليمها للمعارضة المأمورة من الخارج ، مضيفا جميع المفاوضات التي حصلت من العام 2012 حتى العام 2015 كانت تجري تحت هذا العنوان ، أما مفاوضات "الأستانا " فهي تأتي في ظل ظروف ميدانية مغايرة ولتصحيح مسار العمليات السابقة .

وتابع حطيط اذا استجابت القوى المعارضة التي تدعمها واشنطن والسعودية وتركيا بشكل أساسي،للمتغيرات واعترفت بالواقع عند ذلك يمكن القول بأن مفاوضات استانا ستنطلق بالإتجاه الصحيح ، أما اذا كان هناك تعنت ورفض للإعتراف بهذا الواقع فعندها ستكون المفاوضات أيضا عرضة للفشل كما غيرها . فالمسالة بيد الطرف المعارض والقيادات الخارجية التي تأمره ، والى هذه اللحظة لا يبدو أن الفريق الآخر على استعداد لإبداء الواقعية المطلوبة .

وحول ما إذا كنا سنرى اضطرابا بمحور الدفاع عن سورية ، قال : معسكر الدفاع عن سورية ليس حلفا ذو هدف استراتيجي واحد وإنما هذا المعسكر هو محورين ، محور المقاومة التي تتشابه أهدافه ، والمحور الروسي الذي لديه أهداف جزء منها يتقاطع مع محور المقاومة وآخر له الخصوصية الروسية ، لذا لا يمكن القول أن هناك تماسك كلّي بين الأهداف الروسية وأهداف محور المقاومة ، معتبرا ان الأستانا ستكون مكانا لاختبار قدرة الأطراف على التنسيق المجدي في مواجهة أهداف ومواضيع ، قبل أن تكون نظرتهم اليها موحدة ، لأن محور المقاومة الذي يحتضن سورية غير مستعد  - مهما كان الفريق الآخر- للتنازل في المسائل الإستراتيجية . قد يكون مستعداً للمناورة في المسائل العملانية والميدانية لكنه في المسائل الإستراتيجية غير مستعد  للمناورة .

وردا على سؤال حول اعلان لافروف أنه لولا تدخلنا لسقطت دمشق، اعتبر ان هذا الموقف غير مبرر ،وقد يكون نوعا من أنواع الضغوط لتليين المواقف قبل اجتماع الأستانا ، خاصة ان الذين يتابعون الأزمة السورية يعلمون جيدا أن هذا الكلام غير دقيق ، لافتا الى ان دمشق تعرضت لهجومين واسعين قبل أن تتدخل روسية واستطاعت ان تصمد ، والذي منع سقوط دمشق ليس الوجود الروسي، خاصة أن روسيا عسكريا لم تتدخل قبل العام 2015 ، بينما سورية ومحور المقاومة استطاع أن يحمي سورية والقرار المستقل خلال السنوات من 2011 حتى 2015 رغم حجم التضحيات التي قدمها استمر في نجاحه بالعمل الدفاعي لهذا السبب بقيت سورية موجودة وقائمة على الخريطة الدولية وفي مجلس الأمن  .

وعما اذا كانت كلمة الفصل لروسية في سورية ، قال  حطيط : لا تستطيع روسيا ان تكون كلمة الفصل لها لأنه ليس بإمكانها أن تفعل شيئا في سورية ، والذي قدمته روسية لا شك انه مهم على الصعيد السياسي في مجلس الأمن وعلى الصعيد العسكري في الميدان السوري ولكن في المجال العسكري هي قدمت القوة النارية ، لو لم يكن هناك قوى برية قادرة ومحترفة تتشكل من محور المقاومة لما كانت هناك مساعدة روسية ، لأن الطيران لا يحسم حربا.

وعن دور تركيا في الأستانا ، أشار الى أن الأتراك جاءوا الى المؤتمر مرغمين ، فهم خسروا معركة حلب لذا كان عليهم الإختيار بين سياسة تحديد الخسائر وإمساكهم باليد التي قدمتها روسيا ، أو ان يستمروا في تعنتهم وخسائرهم ، فاختاوا الأول ولكن حتى هذه اللحظة لا نستطيع أن نقول أن الأتراك حزموا أمرهم باتجاه تصويب مواقفهم العدوانية رغم أن هناك دلائل تقول بأن الأتراك ملزمون بمراجعة مواقفهم من سورية لأن الإرهاب بدأ بدق الباب عليهم .

وحول ما إذا كان الخليجيون سيتركون الأمور تسير بالشكل الطبيعي ، راى أن الخليجيين ليسوا اصحاب قرار مستقل في هذا الموضوع ، بل هم أدوات بيد الأميركي وتستعملهم أميركا لتحقيق اغراضها ، وفي هذا الإطار نحن ننظر الى أميركا ماذا ستفعل؟، وهل ان ترامب سيتابع السياسة في سورية من حيث انتهى اوباما ام أن هناك سياسة جديدة لأميركا في سوريا ؟ فإذا كان ترامب سيفي بالوعود التي قطعها سنجد سياسة جديدة لأميركا في سورية تنتقل من محاربة النظام الى محاربة داعش وهذا سيلقي بظله على المواقف الخليجية أما خلاف ذلك فإن اميركا ستتخذ الخليجيين أدوات لعرقلة أي اتفاق.
https://taghribnews.com/vdcdf50xoyt0kk6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز