تاريخ النشر2017 12 March ساعة 14:26
رقم : 262562

مع اقتراب سقوط "عاصمة الخلافة".. "داعش" إلى أين؟!

تنا
هل ستُكتب نهاية داعش خلال ربيع بدؤوا به لينتهي بهم، ويُسدل الستار على " الخلافة" بشكل نهائي في المنطقة؟! وهل سينتقل إلى بلاد الغرب المتخوّفة من عناصر كانوا أدواتها، ليتحوّلوا إلى سكين ذات حدين ستؤذي حاملها أولاً؟!
مع اقتراب سقوط "عاصمة الخلافة".. "داعش" إلى أين؟!
عبير محمود
 
تقترب القوات العراقية من " مسجد النور" الذي عُرف باسم "مسجد الخطبة" بعد أن ألقى فيه زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، خطبته الشهيرة صيف 2014 .
 
وتقدّم القوات العراقية في الموصل يزيد الخناق على التنظيم الإرهابي في ما أسماه سابقاً "أرض الخلافة " ، التي بدأ يخسرها تباعاً ليُحشر في آخر معاقله غربي المدينة، التي باتت على قيد تحرير كامل بعد أن زادت مكاسب القوات العراقية مقابل خسائر متوالية للتنظيم .
 
ولن تقتصر الحرب ضدّ "داعش" على طرده من الموصل كآخر معركة في العراق، بل ستمتدّ المعركة خارج حدوده "للقضاء على عناصر التنظيم أينما وجدوا " بحسب ما أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قبل أيام "أن بلاده لن تتردّد بضرب مواقع الإرهاب في دول الجوار كسورية، بعدما حصل على موافقة دمشق " وهو ما بدأت به القوات العراقية فعلياً .
 
ويعيش التنظيم هذه الأيام في حالة من التشتت والفوضى بتشرذم صفوفه مع كل خسارة بمناطق الموصل، التي كانت بالنسبة له المعقل الأكبر والأبرز ، ودرّب فيها عناصره الذين جاء بهم من عدة دول غربية وعربية على مدار السنوات الثلاث الماضية ، واليوم يتفرّقون بين قتيل وجريح وفارّ .
 
ويسأل كثيرون عن مصير هؤلاء الفارّين المتنقّلين من منطقة إلى أخرى بين العراق وسورية ، بعد أن "انكسرت" أحلام خلافتهم المزعومة باتوا مشتتين في الصحراء التي طالما حوّلوها لمعسكرات تدريبية، وأقاموا تحتها خنادق وأنفاق عاشوا فيها متخفّين طيلة فترة "خلافتهم"..
 
فأين سيذهب هؤلاء؟ وأين سيستقرّون بعد "جولات الفرار" المتوالية؟ .
 
مع بدء تلاشي "دولة " التنظيم تزداد التكهنات حول عودة عناصره الأجانب – وعددهم بالآلاف- إلى بلادهم ، الأمر الذي يزيد مخاوف دول أوروبية عدّة لا تريد عودتهم، كونهم يشكّلون خطراً حقيقياً على أمنها ، خاصة بعد التجربة التركية التي رعت وموّلت واستقبلت، فكانت إحدى ضحاياه واكتوت بناره بعد عدة تفجيرات تبناها داعش في أماكن متفرّقة في البلاد، من اسطنبول حتى ديار بكر .
 
في حين يبقى مصير قائدهم " أبو بكر البغدادي" رهن توقعات استخبارية تفيد - عبر تقارير غير مؤكدة- عن أماكن حدودية تحتمل فرضية أن يتواجد فيها بعد فراره من الموصل نهاية الأسبوع الماضي ، وقد ذكرت مصادر أمريكية أن البغدادي يتنقّل في الصحراء بسيارة غير "محمية" بين الحدود العراقية السورية عند منطقة البوكمال .
 
وهروب البغدادي من العراق بشكل عام بعد أن فرّ من الموصل ، يعني "سقوط دولة داعش" التي أعلن عنها مع دخوله المدينة، وإلقائه أول خطبة عيّن نفسه من خلالها " خليفة للمسلمين" ، وذلك من مسجد النور - الواقع على الضفة الغربية لنهر دجلة-  في تموز 2014 ، خاصة مع اقتراب تحريره وإزالة آثار "الخلافة" من منبره الذي استخدمه البغدادي لنشر أفكاره التكفيرية بين أبناء العراق والموصل تحديداً .. ليعود هذا المسجد إلى " النور" بعد ثلاث سنوات من الظلام الداعشي.
 
فما بين العراق وسورية يتشتّت عناصر داعش، وفي مقدمتهم البغدادي، مع انهيار تامّ لصفوف التنظيم في الموصل، التي تقترب من خلوّها من جميع مظاهر الإرهاب، لتتجه الأنظار نحو الرقة التي يتنقل إليها الدواعش دون موقع محدّد، حيث تتمّ محاربتهم من كلا الجانبين بعد "نية دولية" من التخلص من التنظيم مخافة انتقاله من العراق وسورية إلى بلاد الغرب!
 
فهل ستُكتب نهاية داعش خلال ربيع بدؤوا به لينتهي بهم، ويُسدل الستار على " الخلافة" بشكل نهائي في المنطقة؟! وهل سينتقل إلى بلاد الغرب المتخوّفة من عناصر كانوا أدواتها، ليتحوّلوا إلى سكين ذات حدين ستؤذي حاملها أولاً؟!
 
https://taghribnews.com/vdcceiqii2bqep8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز