تاريخ النشر2012 28 February ساعة 12:42
رقم : 85206
في مبادرة للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة

راية قبّة الإمام الحسين (ع) ترفرف في بيروت

خاص "تنا" – مكتب بيروت
كتلة تجمع بغداد وطهران ودمشق ودول التعاون الخليجي وبلاد الشام والقاهرة، قادرة على أن تعيد رسم الأحزمة الإقليمية
راية قبّة الإمام الحسين (ع) ترفرف في بيروت
إنتقلت راية قبّة الإمام الحسين (ع) أمس الإثنين من كربلاء لترفرف فوق مجمع الإمام الصادق (ع) الثقافي في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت .

في مبادرة للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في كربلاء، هي الأولى من نوعها هدفت إلى تقريب أجواء كربلاء الحسين، إلى المواطن اللبناني . و هي الراية التي كانت موضوعة لمدة شهر على القبة الشريفة في شهر ربيع الأول المنصرم .

فقد إفتتح أمس عند الساعة الثالثة عصراً الأسبوع الثقافي الحسيني الأول في لبنان، تحت شعار :" نفحات من الوفاء لسيّد الشهداء".

بدأ الحفل بتلاوة عطرة لآي من الذكر الكريم ، ثم تلبية نداء العقيدة وهي المراسم التي تتم يومياً في الصحن الحسيني عند إفتتتاحه تم عرضها على شاشة .

ثم كلمة الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ألقاها نيابة عنه نائبه السيد أفضل الشامي ناقلاً تحيات العتبتان المقدستان ( للإمام الحسين و العباس (ع) ) مستذكراً "بفخر و إعتزاز مخاض ايام و ليال مصيرية قبيل سقوط صنم بغداد عام ٢٠٠٣ تمخض عنها ولادة إدارة شرعية للعتبات المقدسة حيث تصدت مجموعة من الشباب الكربلائي المؤمن لخدمة العتبتين المقدستين و الدفاع عنهما لمنع قوات الإحتلال من تدنيسهما " . لافتاً إلى صوبة وأهمية عمل المفتشين للحفاظ على سلامة الزائرين و سلامة العتبات المقدسة لأن اِلإرهابيين في العالم جعلوا مقام الإمام الحسين (ع) الهدف الأول لهم . مذكراً بجريمة التفجير الإرهابي التي أدت إلى إستشهاد سماحة السيد محمد باقر الحكيم .

و تعرض الشامي للحديث عن كافة الخدمات التي تقوم بها إدارة العتبات المقدّسة خدمة للزوّر و تسهيلاً لزيارة أكثر من خمسين مليون زائر سنوياً. محدداً هدف إقامة هذا الأسبوع الثقافي بأمرين : "الأول أن الحسين (ع) لا يملكه شعب و لا دين ولا مذهب بعينه بل هو ملك للإنسانية ، و الثاني لأن الشعب اللبناني الشقيق قد تعلم من الإمام الحسين (ع) كيف يعيش حراً و أبياً و كيف يتحدى أعداءه و بالتأكيد تعنيه كربلاء" .

ثم تحدث مدير مكتب سماحة السيد السيستاني دام ظله في بيروت ومدير مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث السيد حامد الخفاف ، عن الثقافة الحسينية مستذكراً "ظهيرة يوم العاشر من المحرم سنة إحدى وستين للهجرة، حين "وقف الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو سبط رسول الله (ص)، وأحد سيدَيْ شباب أهل الجنة، حسب الحديث النبوي المجمع عليه عند المسلمين، وقف وحيداً غريباً، يتوسط مصارع أبنائه وأهل بيته وخيرة أصحابه، وقف الحسين (ع) يتأمل الجموع الضالة المحيطة به، ماذا جال في خاطره في تلك اللحظات؟! بماذا كان يفكر؟ " . 

وتابع السيد الخفاف " تراءى له هتاف مئات الملايين ودموعها عبر العصور، وتراءت له حركات الأحرار وثوراتهم، ووثبات المجاهدين وثباتهم، تراءت له رايات الحق _ باسمه _ تهز عروش الطغاة والظالمين في أصقاع المعمورة. في تلك اللحظات أسس الحسين الإنسان، الرسالي، والامام المعصوم لمفاهيم جديدة، دونها في لوحة التاريخ بالأحمر القاني، مفاهيم الحرية، والعدالة، والحق، ومقارعة الظلم، والثبات على المبادئ حتى الشهادة، وانتصار الدم على السيف، والإيثار، والمحبة، والفداء في سبيل المثل العليا". لافتاً إلى أن "هذه المفاهيم شكلت مداميك أساسية لثقافة خاصة، هي الثقافة الحسينية".

وأوضح أن " الثقافة الحسينية ليست كلمات تلقى وقصائد تتلى، ونظريات تناقش فحسب، بل إنها أسلوب حياة ونمط عيش، لأن الحسين مقيم في قلوب المؤمنين والأحرار، مقيم فينا، في وعينا، في لا وعينا، الحسين في دموعنا الجارية، في آهات صدورنا، في أناشيد أطفالنا، الحسين المجاهد الشهيد المذبوح من القفا هذا الحسين في عروقنا يجري، نستقي حبه من حليب أمهاتنا، ونتوحمه من تراتيل دعوات آبائنا. هذا الحسين الذي ديس صدره وهشمت أضلاعه بحوافر الخيول هو شموخ العزة فينا وعنفوان التمرد في نفوسنا".

وإذ أكّد مدير مكتب سماحة السيد السيستاني" إن كل حرٍّ أبي للضيم ثائر على الظلم إلى أي فكرٍ أو دين انتمى أو طائفة أو عرق، فيه قبس من الثقافة الحسينية ". توجه للفعاليات الدينية والثقافية في لبنان "أن تولي المنبر الحسيني الواعي، اهتماماً يتناسب ودوره التاريخي في حفظ النهضة الحسينية، وتأثيره الحالي والمستقبلي في تربية الأجيال. وذلك من خلال التركيز عليه، وتعميم ثقافته جماهيرياً وشعبياً، ورفد استمراريته بفتح معاهد علمية للخطابة، وحفظ خصوصيته في المناسبات الدينية عموماً والمناسبات الحسينية خصوصاً".

ثم تلا الشاعر العراقي نجاح العرسان قصيدة من وحي المناسبة ، و ختاماً سلّم المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان درع تكريم للأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي تسلّمها نيابة عنه نائبه السيد أفضل الشامي .
 
من ثم قدّم سماحة المفتي قبلان كلمة ممثلا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ، أكد فيها " على أن كتلة تجمع بغداد وطهران ودمشق ودول التعاون الخليجي وبلاد الشام والقاهرة، قادرة على أن تعيد رسم الأحزمة الإقليمية والقراءة الدينية وفقاً لأبجدية السماء، إن هي أرادت أن تلد هذا النور الذي ما زالت أحرفه مضمّخة من نحر الإمام الحسين(ع)، وأوّل الأدوار المحليّة والإقليمية للعراق موقوفة على قوة كتله، ووحدة أدوارها، وجامع أهدافها، وتقدير نواة العراق الأساس، أعني المرجعية، وسط نوايا إقليمية دولية لاختطاف العراق وسحق أدواره وإشعال النار بين مكوّناته ما يعني أن الضرورة الدينية والوظيفية تقتضي من أهل العراق سلطة ومكونات أن تأخذ دورها الأخلاق الحاسم وسط شرق أوسط يكاد أن ينفجر، وفي زمن تتحضر فيه المنطقة لناظم إقليمي دولي جديد. 

وتابع المفتي قبلان " لأن العراق وطن مهجة الإمام الحسين(ع)، وأديم العتبة التي رفعتها يد الله، فإننا نطالبكم بإعادة وضع العراق على سكّة التوازنات التي تمكّنه من دوره المحليّ والإقليميّ، لنصرة الأهداف والمصالح التي أرّخ الإمام الحسين(ع) حفظها، لأن العدالة الأخلاقية والموازين الوجوديّة، التي أثبت الإمام الحسين(ع) مواثيقها تأبى ظلم الأمم، وانحراف السلاطين، أو أخذ دولنا وشعوبنا إلى عبودية القواعد العسكرية الأجنبية، التي تحتل دول المنطقة بشكل ظاهر ومكتوم".

يذكر أن المعرض سيكون على مدى أسبوع كامل من الإثنين ٢٧-٢ لغاية الأحد ٤-٣ من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الخامسة مساءً . و يتضمن الأسبوع الثقافي مسابقة يتم إختيار خمسة فائزين فيها من خلال القرعة، و الجائزة عبارة عن سفرة لكل فائز لزيارة العتبة الحسينية و العباسية المقدستين و بقيّة العتبات المقدّسة في العراق .
https://taghribnews.com/vdcceiq4.2bqpx8aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز