تاريخ النشر2015 17 September ساعة 17:34
رقم : 205484

طقوس حجاج ماليزيا

تنا
عُرف عن مسلمي منطقة جنوب شرق آسيا، وخاصة ماليزيا، اتسامهم بالانضباط والهدوء في تعاملاتهم، ويتجلى ذلك في موسم الحج، فليس من المعهود أن يشكو الحجاج الماليزيون، أو أن يترتب عنهم شكاوى من أي جهة كانت.
طقوس حجاج ماليزيا
واشتغلت الدولة الماليزية الحديثة على موضوع الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، والذي يحتل مكانة خاصة في نفوس كل المسلمين بالعالم، حيث أنشأت مباشرة بعد الاستقلال مؤسسة خاصة لشؤون الحج تسمى باللغة الماليزية (تابونغ حاجي) أي صندوق الادخار للحج، يتولى كل مواطن ماليزي (مسلم) منذ ولادته دفع مبلغ معين لهذه المؤسسة سنويا.

وتعود فكرة إنشاء صندوق الادخار إلى الاقتصادي الماليزي أنكو عزيز الذي دعا عام 1959م إلى إنشاء مؤسسة غير ربوية تقوم على ادخار أموال الماليزيين الراغبين في الحج واستثمارها.

وحظيت المؤسسة بموافقة شيخ الأزهر الأسبق آنذاك الإمام محمود شلتوت إبان زيارته لماليزيا عام 1962م، إذ قال عنها: "إنها خطة مقبولة شرعًا وسيجني منها المسلمون نفعا كثيرا" مطالبا الدول الإسلامية الاستفادة من هذه التجربة.

وبدأت المؤسسة أعمالها عام 1963م بمشاركة نحو 1281 مواطنا استثمروا نحو 46.6 ألف رنغت (الدولار الآن يساوي 4 رنغت) بينما يتجاوز عدد المشتركين فيها حاليا 4.5 ملايين ماليزي يستثمرون أكثر من 3.3 مليارات دولار.

وقال أستاذ العقيدة والفقه الإسلامي في جامعة الملايو الدكتور وان سهيمي عبد الله "إن الماليزيين كانوا قديما يبدأون بادخار أموالهم بطريقة تقليدية منذ الصغر من أجل أداء فريضة الحج، وكانوا لا يودعونها في البنوك مخافة أن تختلط بأموال الربا."

وأضاف "أنه من المنظور الاقتصادي، كانت هذه المدخرات خارج الدورة الإنتاجية وبعيدة عن دائرة النشاط الاقتصادي، ولا تولد أي عائدات جديدة، إلى أن جاءت فكرة الصندوق الذي عمل على تسهيل أداء فريضة الحج واستثمار الأموال المدخرة في آن واحد بما يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية".
ويقدم الصندوق اليوم خدمات الادخار والاستثمار معًا، ويمكن لأي شخص ماليزي مسلم أن يفتح حسابًا، ويستطيع المشترِك أن يسحب بعض الأموال في أي وقت شاء داخل ماليزيا، وكذلك أثناء فترة أداء الحج داخل المملكة العربية السعودية.

وتتكفل مؤسسة صندوق الحج باستثمار هذه المبالغ المدخرة والصرف منها على الحاج الماليزي عند رغبته في أداء الحج، وجزء من هذه الأموال يصرف على توعية الحاج وتدريبه على أداء مناسك الحج بشكل دقيق وصحيح.

وحول انضباط مسلمي منطقة جنوب شرق آسيا، وخاصة ماليزيا، في الحج أكدت الباحثة رجاء يحيى أحمد الشريف، في بحث قدمته للملتقى العلمي الخامس لأبحاث الحج، أن حجاج ماليزيا من أكثر الحجاج تجنبا لمواقع وأوقات الزحام، نتيجة لبرامج التوعية والتدريب العملي التي يتلقونها في بلادهم وبوقت كافٍ قبل وصولهم إلى المملكة لأداء الحج.
وقالت "من خلال المقابلات الشخصية مع بعض المسؤولين أفادوا أن الحجاج الماليزيين من أكثر الحجاج تنظيما والتزاما بتعليمات وزارة الحج ومؤسسات الطوافة".

وأوضحت أنه من خلال الملاحظة والمشاهدة والمعاينة تبين أن أفواج الحجاج الماليزيين تسير في نظام دقيق داخل المشاعر، بلباس موحد، وحقائب موحدة، وشعارات موحدة لكل مجموعة، ونظام عالٍ في الترحيل إلى المشاعر.

وتشتمل برامج التوعية والتدريب على محاضرات وندوات نظرية عن أنظمة وتعليمات الحج، كما يتم تدريب الحجاج على أداء مناسك الحج من خلال استخدام نظام المحاكاة بتجهيز مواقع مماثلة تماماً للمواقع التي يمرّ بها الحاج منذ وصوله لأداء فريضة الحج وحتى عودته إلى وطنه.
وتعقد المؤسسة التي اختارت "حي على الفلاح" شعارا لها، مؤتمرا سنويا للحجاج يتم فيه تكريمهم والاستماع إلى شكاويهم وملاحظاتهم خلال موسم الحج لتقييم عملها.
https://taghribnews.com/vdcc4pqi02bqx08.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز