تاريخ النشر2017 27 March ساعة 09:35
رقم : 263687

عواصم إقليمية أرادت من غزوة دمشق ترتيب أوضاع لبنانية

تنا بيروت
المعركة في جوبر، كما المعركة في حلب، ستكون مفصلية ليس فقط على المستوى السوري ، بل على المستوى الاقليمي، ولهذه المعركة تداعيات لبنانية واردنية وعراقية. هذه المعطيات، ليست تحليلية ولا بالصدفة، بل كون لدمشق اهمية اقليمية ودولية، وقرار فتح الحرب عليها بهذا المستوى، وبذلك ستكون نتائج هزيمة التكفيريين على نفس مستوى الاهداف.
عواصم إقليمية أرادت من غزوة دمشق ترتيب أوضاع لبنانية
ياسر الحريري
هذه الاهداف وفق مصادر مرجعية في 8 اذار، ارادتها السعودية وتركيا، مع جنيف، ومن جنيف الى كل المنطقة، بهدف تغيير المعادلات، بوجه الرئيس بشار الاسد وايران وروسيا وحزب الله، لذلك جاء الردّ السريع والضخم من الجيش السوري ومن محور المقاومة، الذي يشارك منذ 24 ساعة بقوة في معارك جوبر ومحورها، اذ من  يلاحظ المصالحات في حي الوعر ومحاولة انهاء حمص بالمصالحات، لذلك ارادت المملكة العربية السعودية، ان توجه رسالة بدعم تركي واميركي، عبر فتح الجبهة الحساسة برأيها،وهي دمشق، مع ما يترافق من مشهد عسكري في حماه، لوصلها بالرقة، حيث عاصمة «داعش». والهدف تثبيت جغرافيا سياسية، لاستغلالها في جنيف وما بعد جنيف.

كل هذا الامر يتزامن مع الجبهة الجنوبية السورية، حيث الاردن والعدو الاسرائيلي، الذي دخل على خط المواجهات بعد استعادة تدمر، والمصالحة في حي الوعر، لذلك رصد المتابعون، حركت الجماعات التكفيرية، من الجبهة الجنوبية تحت غطاء اسرائيلي واضح ، باتجاه الغوطة الشرقية ومن هناك باتجاه المحاور التي ما يزالون يحتفظون بها في جوبر، ومن هناك بدأ الهجوم.

لكن ردّ الجيش السوري والمقاومة ومختلف القوى المقاتلة في محور المقاومة، مفاجئاً بدوره، اذ «غزوة يا عباد الله اثبتوا» التي تقودها «جبهة النصرة» المصنفة ارهابية وفق قرارات مجلس الامن، تحولت وفق ما تمّ رصده كما جاء على اجهزة الاتصالات الارهابية، «بحق النبي اهربوا» وبهذا المعنى فتح الارهابيون جبهة كبيرة عليهم انطلاقاً من جوبر التي تكبدوا بها خسائر بشرية كبرى، حيث استعاد الجيش السوري وحلفاؤه المبادرة بالكامل، بدليل ان كل الهجمات الانتحارية بالعشرات وكل الموجات البشرية التي تجاوزت الثلاثة الالاف، في موجات الهجوم، حتى تحولت مناطق الاشتباك الى كمائن قتل للجماعات التكفيرية.

المصادر تشير الى ان المشكلة الاساسية تكمن ان العواصم الاقليمية التي تريد استثمار الميدان السوري في دمشق في القضايا الاقليمية، وهذا ليس تحليلاً، انما معلومات، جرى متابعتها مع المعنيين، لذلك ان اجهاض هذ المحاولة العسكرية والاجهاز عليها ومتابعة تطهير جوبر ومحيطها الجغرافي الى القابون، فإن ذلك يعني هزيمة كبرى لكل محور الشر الذي يدعم التكفيريين في سوريا. مع كل الحشد الاعلامي واللوجستي والمالي والبشري الذي خصص للمعركة بمشاركة اسرائيلية.

القوى اللبنانية المشاركة في الحرب على الارهاب في سوريا، الى اليوم مصرة على عدم استثمار انتصاراتها في سوريا بالملفات الداخلية البنانية، لكن في المقابل هناك، عواصم خليجية تريد الاستثمار على عكس التوجهات اللبنانية، من هنا فإن الضرورة تقضي على القوى المتحالفة مع المحور الاميركي ـ السعودي في المنطقة، ان ينتبه الى عدم الانزلاق في غزوات، العواصم عبر الجماعات التكفيرية في سوريا. وابعاد توجهات هذه العواصم عن الداخل اللبناني وملفاته على اختلافها، لكن من هنا يتضح وفق البعض ممن يعلم بخبايا وخفايا الامور، اسباب عرقلة بعض السفراء المعتمدين في لبنان، لخطوات اللبنانيين في ملف اقرار الانتخابات النيابية وفي ملفات ذات اهمية عالية، وخصوصاً بما يتعلق بملف الغاز والنفط اللبناني، كما يتضح الآن ما هي مبررات الخطوة الاسرائيلية التي تحاول ضم النقاط المختلف عليها مع بيروت، كونها كانت تعتقد ان تحولات ستجري خلال الاسابيع المقبلة انطلاقاً من فتح المعركة بدمشق، وهذا ما لم يحصل، وبالتالي سوف تتغير الاجندات الاقليمية بخصوص لبنان، اثر بداية فشل غزوة جماعاتها ضدّ العاصمة دمشق.

ربما البعض قد يرى في هذا الكلام ، تكبيراً للحجر وربطاً لملفات لبنانية، بما يجري على ابواب دمشق لكنها حقيقة سرعان ما سوف تتظهر الى العلن قريباً.
https://taghribnews.com/vdcbwfb5zrhb00p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز