تاريخ النشر2014 11 November ساعة 14:28
رقم : 173623

"القشلة" مقرا لمؤتمر المدن الإسلامية لتوثيق عرى المودة والإخاء في بغداد

تنا
كشفت أمانة بغداد،عن اختيارها موقع "القشلة" التراثي لإقامة مؤتمر المدن الاسلامية في بغداد مطلع العام 2015، مؤكدة أن المؤتمر سيناقش واقع التنمية المستدامة للعواصم والمدن الإسلامية ومتابعة أنشطتها.
"القشلة" مقرا لمؤتمر المدن الإسلامية لتوثيق عرى المودة والإخاء في بغداد
وقال امين العاصمه بغداد نعيم عبعوب الكعبي في بيان للامانة : إنه "تم اختيار مواقع تراثية لإقامة مؤتمر المدن الاسلامية في بغداد مطلع العام 2015"، منوها بأن "منطقة القشلة ستكون موقع إقامة مؤتمر المدن الاسلامية في بغداد عام 2015 لما تحمله هذه الاماكن من معالم اثرية وتاريخية مهمة". 

ولفت عبعوب الى أن "الأمانة ستقوم بإزالة التجاوزات وتأهيل المواقع الاثرية والتراثية مثل القشلة وسوق الصفارين وسوق دانيال وشارع المتنبي وإعادة بث روح الحياة فيها"، مبينا ان "المؤتمر يرمي الى تحقيق جملة من الأهداف أبرزها توثيق عرى المودة والإخاء والصداقة بين العواصم والمدن الإسلامية والمحافظة على هوية وتراث العواصم والمدن الأعضاء ودعم وتنسيق وتوسيع نطاق التعاون والتواصل في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك". 

واشار الى ان "المؤتمر سيشهد مناقشة واقع التنمية المستدامة للعواصم والمدن الإسلامية ومتابعة أنشطتها عبر رصد المشكلات البيئية والتنموية والتشريعات ذات الصلة بهذا القطاع وتشجيع إنشاء المدن الخضر والغابات الشجرية، اضافة الى تبني الادوات الاقتصادية والتعليمية والتربوية والتوعوية الإعلامية والاهتمام بتدوير المخلفات والنفايات والافادة منها وإعادة استعمال المــــياه المعالجة للأغراض الزراعية . 

 اما القشلة :
تجمع المصادر التاريخية والباحثون على ان تاريخ بناء القشلة يعود إلى بداية سنوات حكم الوالي نامق باشا (1861-1863) لاتخاذها معسكرا للجيش حيث جعلها بطابق واحد وفي عهده لم يكتمل البناء وكانت تسمى في حينها باسم قشلة البيادر (ثكنة الجنود المشاة) وزادها الوالي مدحت باشا (1868-1871) طابقا ثانيا وأقام برجا عاليا في وسط مساحتها وضع عليه ساعة كبيرة تساهم بإيقاظ الجنود. 

وعن وظائف هذا المبنى يقول الباحث العراقي الدكتور رشاد عبد الرزاق قائلا: أدى هذا المبنى وظائف مختلفة تختلف في ضوء التغيرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها العراق ففي البداية وإبان الحكم العثماني وقع اختيار الوالي نامق باشا على إقامة ثكنة وسراي كبير على ضفاف دجلة في جانب الرصافة ليكون مقرا له ولجنده فبوشر بالبناء في بداية سنوات ولايته الأولى شبيها بالأبنية العثمانية التي كانت سائدة في تلك المرحلة وقد كان المبنى من طابق واحد. 

إلا ان هذا المبنى الذي يقع في قلب العاصمة وقد كان أعجوبة لأهالي بغداد من حيث العمارة والفخامة قد تم توسيعه وزيادته بطابق ثان في عهد الوالي العثماني مدحت باشا وأضاف إليه برجا عاليا في وسط الساحة وتوجها بساعة كبيرة تساهم دقاتها بإيقاظ الجنود وهذا يعني ان المبنى كان ثكنة عسكرية للجنود العثمانيين واتخذ المبنى بعد الاحتلال الانكليزي للعراق عام 1917 مسكنا للضباط الانكليز وعوائلهم..  

ولفخامة بناية القشلة في ذلك الوقت فقد شهدت حدثا مهما في حياة العراق وتاريخه ذلك هو مراسيم تتويج الملك فيصل الأول ملكا على العراق عام 1921 وتحولت قاعاتها وأروقتها الى مقرات للحكومات العراقية المتعاقبة والوزارات وكذلك شهدت القشلة أيضا بداية تأسيس وزارة المعارف (التربية الآن) التي بدأت بمديرية عامة للمعارف وكذلك تأسيس المتحف العراقي الذي اتخذ من إحدى قاعاته مقرا له عام 1923. 

ويضيف الباحث رشاد عبد الرزاق.. ان اختيار بناية القشلة من قبل ولاة بغداد العثمانيين لم يأت من فراغ بل ان حسن الموقع وبهائه كونه يطل على ضفاف نهر دجلة و كان يوفر الأجواء التي تقلل من معاناة قيظ بغداد اللاهب وتذكر الولاة وكبار مستشاريهم وموظفيهم بتلك البيئة الباردة التي قدموا منها، كما أنها تأتي لتجاور عدداً من الأبنية التاريخية المهمة في بغداد ومنها القصر العباسي ودار الوالي وقبة السراي والمدرسة المستنصرية وجامع الوزير وقد أنشئت إلى جوارها أبنية أخرى ومنها وزارة الدفاع وقصر الثقافة والفنون والمحاكم القديمة وأبنية المحاكم القديمة ثم بعد ذلك بيت الحكمة وغيرها من الأبنية الحكومية والتراثية. 

وقد اتخذ مبنى القشلة في العهد الملكي (العراقي) مقرا لوزارة العدل ومحاكم الاستئناف والمحاكم الجزائية والبدائية كما احتضن وزارة الداخلية ومديرية الشرطة العامة وأشهر مراكز بغداد للشرطة وذلك هو مركز شرطة السراي.

و الجدير بالذكر :أعلنت أمانة بغداد، في تشرين الثاني 2013عن موافقة مجلس الوزراء على اقامة المؤتمر الدولي الثاني لمنظمة المدن الإسلامية الذي ستحتضنه العاصمة بغداد عام 2015، فيما أكدت البدء باستعداداتها لإقامة المؤتمر. 

يذكر أن منظمة اليونسكو اختارت في 2011، بغداد عاصمة للثقافة العربية في العام 2013، في حين اعلنت وزارة الثقافة، في (13 شباط 2012)، عن نتائج مسابقة شعار بغداد عاصمة الثقافة العربية مؤكدة أن الاختيار وقع على نموذج قدمه أحد أساتذة كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد.
https://taghribnews.com/vdcb5fb8frhbz0p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز