تاريخ النشر2017 28 October ساعة 09:50
رقم : 290622

إسرائيل تُغيّر ديموغرافية القدس!

تنا-بيروت
الحديث عن موضوع الاستيطان الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية أصبح مسألة مألوفة كغيرها من القضايا الكثيرة المتنوّعة التي تتدخّل في تعقيداتها الاحتلالية القاسية والوحشية ، مع المنهج السياسي العملي المفروض على الشعب الفلسطيني من خلال الممارسات القمعية التي تنتهجها حكومة الاحتلال وسلطاتها العسكرية ضد الفلسطينيين في الفترة الأخير.
إسرائيل تُغيّر ديموغرافية القدس!
محمّد إسماعيل


لا يبدو أن شيئاً يوقف آلة الاستيطان الإسرائيلية في ظلّ دعم أميركي لامتناهٍ وغياب للأطراف المعنية القريبة منها والبعيدة والصمت من بعض دول الخليج العربي الفاضِح والداعم في الخفاء في بعض الأحيان.

خبر موافقة بلدية القدس في إسرائيل على بناء مئة وست وسبعين وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "نوف تسيون" الواقعة في حيّ جبل المكبر شرق القدس المحتلة ليس بالخبر الجديد على مسامع المتابع العربي، خاصة وأنه توجد في هذه المستوطنة إحدى وتسعين وحدة استيطانية أصلاً.

الخطوة تتجاوز حركة الاستيطان وحركة تهويد وتغيير معالم مدينة القدس، فهذا المشروع الجديد اليوم الذي يسير فيه الاحتلال ستنتج منه إقامة أكبر مستوطنة شرق القدس المحتلة على أراض ٍفلسطينية وعلى ركام منازل مئات الفلسطينيين التي اغتصبها الاحتلال منهم.

تعزيز الاستيطان في منطقة جبل المكبر يخفي مشروعاً خطيراً يطال المسجد الأقصى وتهوديه كون المنطقة تتمتّع بموقع استراتيجي يُطلّ مباشرة على المسجد الأقصى، ولذلك دلالات خطيرة تتعلّق بالنظريات الواهية التي يسوّقها كيان الاحتلال في إطار مشروع تهويد المسجد الأقصى والقدس الشريف بشكل كلّي.

من المقرّر أن تصوّت ما تُسمّى باللجنة الوزارية لشؤون التشريع في حكومة الاحتلال الأحد على مشروع قانون لضمّ مستوطنات شرق القدس المحتلة إلى بلدية المدينة.

المشروع يقضي بضمّ مستوطنتي معاليه أدوميم وغوش عتصيون إلى بلدية القدس المحتلة بما في ذلك إلحاق السلطات المحلية في المستوطنتين والأحياء الاستيطانية خارج الخط الأخضر ببلدية القدس.

ما وراء كل ذلك خُطط خطيرة تهدف لإحداث تغييرات بأبعاد ديموغرافية وجغرافية وسياسية.

 
ديموغرافية:

تظهر بضمّ مستوطنة "معاليه أدوميم" و"غوش عتصيون" الواقعتين شرق القدس إلى بلدية القدس ما يعني أن الاحتلال سيعى إلى رفع أعداد المستوطنين بالآلاف ويجعلهم أغلبية فيها ويجعل منهم النسبة الأكبر شرق القدس وينهي بهم في الفترة المقبلة وجود الفلسطينيين الأصلييين في هذا القسم من القدس.

أما الهدف الأكبر والأخطر فهو الهدف الجغرافي : 
حيث يتمثّل بما يُسمّى مشروع القدس الكبرى الذي تسعى من خلاله تل أبيب لإبقاء القدس بأكملها تحت سيطرتها وعدم تقسيمها ضمن ما يُعرف بعملية التسوية وحلّ الدولتين. 
فضمّ مستوطنات شرق القدس وبناء مستوطنات جديدة في جبل المكبر ينهي مسار حلّ الدولتين إذا ما كان بشكل نهائي ، فإنه بأقل من ذلك يدقّ مسماراً في نعش موضوع حلّ الدولتين، ومعه آمال ورهانات تمسّكت بها أطراف فلسطينية وعربية بَنَت على نجاح الحلّ السياسي والدبلوماسي وسعت إلى لمّ الشمل الفلسطيني من أجل الوصول إلى هذا الحل.

بينما السياسي فهو رسائل تؤكّدها إسرائيل لخصومها بأنها من خلال اعتداءاتها وانتهاكاتها الجديدة ببناء المستوطنات وعدم الردّ على أية تهديدات، بأن هناك خياراً وحيداً بقي قادراً على مواجهتها خيار بات واضحاً ومعروفاً وجاهزاً وهو خيار وقفها وردعها بالقوة..

تحديد هذا الخيار وبقائه خيار وحيد هو لأن الحديث عن موضوع الاستيطان الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية أصبح مسألة مألوفة كغيرها من القضايا الكثيرة المتنوّعة التي تتدخّل في تعقيداتها الاحتلالية القاسية والوحشية ، مع المنهج السياسي العملي المفروض على الشعب الفلسطيني من خلال الممارسات القمعية التي تنتهجها حكومة الاحتلال وسلطاتها العسكرية ضد الفلسطينيين في الفترة الأخير.
https://taghribnews.com/vdcauwnuu49noi1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز