آية الله الاراكي في المهرجان الأدبي للشعر الفاطمي :
ولاية محمد و آل محمد أساس وحدة المجتمع الانساني
تنا - خاص
بيت فاطمة ، هو نقطة الالتقاء و محور التحرك . فمن هذا البيت يتدفق النبع الصافي الى بيوت الناس جميعاً ، و يفيض على كل الذين ارتبطوا بهذا البيت ، و تمسكوا به ، و نهلوا من معينه .
شارک :
ألقى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، كلمة في المهرجان الادبي للشعر الفاطمي الذي أقيم عصر الجمعة بمدينة قم المقدسة ، لفت فيها الى ان الله تعالى خلق عالم الوجود على اساس الوحدة و النظم الواحد ، و دعا المجتمع الانساني للتمسك بالوحدة ، موضحاً : أن الله تعالى جعل ولاية محمد و آل محمد (ص) أساس و مبنى الوحدة في المجتمع الانساني .
و أضاف آية الله الاراكي : لقد ورد في الزيارة الجامعة عبارة " بكم تمت الكلمة " ، و معنى ذلك أن كلمة الله تعالى تمت بكم ( الرسول الاكرم ) ، و ان الكلمة الالهية هي ذاتها كلمة " كن " .
و تابع سماحته : أن الأمر " كن " هو الأمر الالهي الذي خلق به الله تعالى عالم الوجود على اساس النظم الواحد و الهدف الواحد ، و ان كلمة " كن " الالهية تنتهي بوجود محمد (ص) .
وأشار آية الله الاراكي الى أن الفعل الكامل اكتمل بواسطة النبي محمد (ص) و آله . فإذا ما جرّدنا عالم الخلقة من هذا المحور و هذا القطب ، يكون عالماً غير مكتمل ، لأن كلمة " كن " لا تكتمل بمعزل عن الوجود المقدس للرسول الاكرم (ص) ، و هذا يعني أن كمال الوجود رهن وجود هذا المحور الرئيسي و الاساسي .
و لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى نص الحديث القدسي " لولاك لما خلقت الأفلاك " ، موضحاً : أن المراد من هذا الحديث القدسي هو أن الافلاك خلقت من أجل الانسان ، و ان الانسان خلق للعبادة .
و مضى سماحته يقول : لو لم يخلق رسول الله (ص) لما تمت هداية الانسان لطريق عبادة الله ، و من ثم لو لم يكن وجود النبي الاكرم (ص) لما تحققت الحكمة و الهدف من الخلقة ، و لكان خلق الافلاك عبثياً .
و في جانب آخر من كلمته أشار آية الله الاراكي الى أن القرآن الكريم يذكر النعمة في حالتين ، نعمة عامة و هي النعمة التي تتطابق مع كافة خيرات عالم الخلقة . و نعمة تامة و هي النعمة الالهية الخاصة . لافتاً الى أن الآية السادسة من سورة يوسف « وَ کَذلِکَ یَجْتَبیکَ رَبُّکَ وَ یُعَلِّمُکَ مِنْ تَأْویلِ الْأَحادیثِ وَ یُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکَ وَ عَلی آلِ یَعْقُوبَ کَما أَتَمَّها عَلی أَبَوَیْکَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهیمَ وَ إِسْحاقَ إِنَّ رَبَّکَ عَلیمٌ حَکیمٌ»، تشير الى أن نتيجة كل ذلك تكمن في اتمام النعمة على آل يعقوب . و هذا يعني أن هذه النعمة تكاملت على ايدي أهل البيت ، و بالتالي فان الامامة اهدت الى البشرية كل المحاسن الموجودة في العالم .
و تابع آية الله الاراكي : ليس بوسع المجتمع الانساني أن يصل الى التعاضد و الوحدة بمعزل عن أنوار النعمة التامة ، النعمة التي توحّد المجتمع . و ليس هناك أية قوة أخرى قادرة على توحيد البشرية و تعاضدها سوى مودة النبي محمد و آل محمد (ص) .
و أضاف سماحته : و لهذا تدعو مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) الجميع الى الوحدة ، المدرسة التي تؤمن بأن الله تعالى و القرآن الكريم لا يعرف بمعزل عن الوحدة . و ان هذا التعاضد و التآزر و التلاحم ، مستلهم من الحب و المودة النابعة من بيت فاطمة ( سلام الله عليها ) ، البيت الذي تعتبر فاطمة (س) مركزه و محوره .
و مضى سماحته يقول : بيت فاطمة ، الذي يذكره القرآن الكريم بالبيت الطاهر ، هو نقطة الالتقاء و محور التحرك . و من هذا البيت يتدفق النبع الصافي الى بيوت الناس جميعاً ، الناس الذين ارتبطوا بهذا البيت و تمسكوا به و نهلوا من معينه .
و خلص آية الله الاراكي للقول : أن مركزية شخصية الصديقة الزهراء ( سلام الله عليها ) ، هي التي أدّت لأن يجد أهل البيت ( عليهم السلام ) مفهومه ومعناه ، و لابد لنا من ترجمة هذا الجانب الهام في آدابنا و أشعارنا بشكله السليم .