تاريخ النشر2012 17 May ساعة 14:17
رقم : 94812

كوخافي يحذر في واشنطن من تعاظم قوة «حزب الله»

تنا - بيروت
"إسرائيل" تغيّر موقفها من بقاء الأسد وبالإمكان إقناع بوتين بالتعاون
كوخافي يحذر في واشنطن من تعاظم قوة «حزب الله»
كشفت صحيفة «هآرتس» النقاب عن زيارة سرية قام بها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الإحتلال الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إلى العاصمة الأميركية ومقر الأمم المتحدة قبل أسبوعين. مشيرة إلى أن الغاية من هذه الزيارة تركزت على مناقشة كل مما أسموه بـ" الخطر النووي الإيراني" والوضع في سوريا وتعاظم قوة «حزب الله» في الجنوب اللبناني في ضوء تراجع نفوذ القوات الدولية العاملة في الجنوب. 

وبحسب المراسل السياسي لصحيفة «هآرتس» باراك رابيد فإن كوخافي قال في نقاشاته مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن إنه بالوسع إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعاون مع الغرب من أجل استبدال الرئيس السوري بشار الأسد.
 
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن كوخافي اجتمع في العاصمة الأميركية مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية وكذلك مع المسؤولين في وكالات الاستخبارات التابعة لوزارة الحرب ووكالة الاستخبارات المركزية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن المسألة الإيرانية احتلت مكانة مركزية في محادثات كوخافي في واشنطن، حيث تباحث أيضاً في أمر تقدم المشروع النووي الإيراني
وكذلك في المفاوضات الجارية بين إيران والدول الست العظمى حول مستقبل هذا المشروع. 

وكانت «هآرتس» نشرت خلال اليومين الماضيين تقارير عن القلق الذي ينتاب "إسرائيل" من احتمال أن تتوصّل دول «خمسة زائد واحد» إلى اتفاق مع إيران لا يكون مرضياً لإسرائيل. ومعروف أن الدول الغربية تقبل بإيران قوة نووية سلمية تخصب اليورانيوم بنسب متدنية في حين أن "إسرائيل" تتطلع إلى زوال "المشروع الإيراني" أو على الأقل منع أية عمليات تخصيب على الأراضي الإيرانية. 

كما أوضحت «هآرتس» أنه بعد انتهاء زيارة كوخافي إلى واشنطن توجّه إلى نيويورك للاجتماع مع عدد مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وعرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية على هؤلاء السفراء ليس فقط أموراً تتعلق بالمسألة الإيرانية وإنما أساساً أموراً تتعلق بالوضع في كل من سوريا ولبنان. 

ونقلت «هآرتس» عن دبلوماسي أوروبي اطلع على فحوى مباحثات كوخافي في كل من واشنطن ونيويورك قوله إن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أشار إلى أن المقاربة في صفوف الاستخبارات الإسرائيلية لمستقبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد تغيّرت في الشهور الأخيرة. وحسب كلامه، فإنه إذا كانت إسرائيل إلى ما قبل بضعة شهور تعتقد أن بقاء نظام الأسد يخدم مصالحها، فإن الخط القائد اليوم هو أن إنهاء ولاية الأسد يخدم بشكل أفضل المصالح الإسرائيلية. 

وقد أوضح كوخافي أن "إسرائيل" تعتقد أن مصير الأسد قد حُسِم وأن السؤال الوحيد هو المدى الزمني الباقي قبل الإطاحة به عن الحكم. بل إنه أبدى تقديره أن الأمر يدور حول بضعة شهور. وأشار مسؤول
إسرائيلي اطلع هو الآخر على فحوى مباحثات كوخافي في نيويورك إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات التقى هناك مع كبار المسؤولين في شعبة قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة، وهي الشعبة المسؤولة عن قوات يونيفيل العاملة في الجنوب اللبناني. وبحسب المسؤول الإسرائيلي هذا فإن كوخافي حذر من مغبة استمرار تعاظم قوة «حزب الله» في جنوب لبنان وشدد على أن الجمع بين التوتر الداخلي في لبنان واهتزاز الاستقرار في سوريا يزيد من خطر التصعيد. 

وأوضحت «هآرتس» أن محادثات كوخافي مع المسؤولين في شعبة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تمت أيضاً على خلفية تبديل قائد القوات الدولية في الجنوب اللبناني. فقد أنهى الجنرال الأسباني ألبرتو كويفاس مهام منصبه في نهاية كانون الثاني الماضي وحل مكانه الجنرال الإيطالي باولو سيرّا. 

وأشارت «هآرتس» إلى أن "إسرائيل" تشعر بالقلق من التغييرات التي طرأت مؤخراً على تركيبة القوات الدولية في الجنوب، إذ أن حوالي نصف جنود هذه القوات – ستة آلاف من بين ١٣ ألفاً، يأتون من الدول الأوروبية الكبرى - فرنسا، أسبانيا وإيطاليا. ومع ذلك فإنه في الشهور الأخيرة، وبسبب الأزمة الاقتصادية في أوروبا، بدأت هذه الدول في تقليص ميزانياتها الدفاعية، الأمر الذي قاد إلى تقليص أعداد جنودها في القوات الدولية في لبنان. وبدلا من الجنود الأوروبيين يصل إلى المنطقة جنود من دول إسلامية مثل أندونيسيا، التي تخشى "إسرائيل" من أنهم لن يعملوا ضد رجال «حزب الله» في حالة الضرورة. 

تجدر الإشارة إلى أن كوخافي قام قبل حوالي عام بزيارة مشابهة لواشنطن ونيويورك، ارتبطت هي الأخرى أساساً بالوضع في سوريا. وحينها حذر كوخافي في لقاءاته مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي من أنه إذا انهار نظام الأسد في سوريا، فإن أسلحة متطورة يمتلكها الجيش السوري حالياً سوف تصل إلى أيادي «حزب الله».
https://taghribnews.com/vdcf0cd1.w6djyaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز