تاريخ النشر2011 30 October ساعة 21:07
رقم : 69017
في إطار السياحة الدينية

مقام النبي صدّيق في بلدة تبنين جنوب لبنان

خاص "تنا" - مكتب بيروت
ويقال إن الشهيد الثاني كان قد دعا الله تعالى أن يرزقه ولداً فيعلمه السيد علي الصائغ فاستجاب الله دعوته بتعليمه الشيخ حسن وفيها قبره مكتوباً عليه إلى اليوم ما صورته، هذا قبر السيد الجليل العالم ...
مقام النبي صدّيق في بلدة تبنين جنوب لبنان
يقع هذا المقام شرقي بلدة تبنين مدفون فيه رجل صالح يُعرف بصدّيق وقد ورد في كتاب خطط جبل عامل للمقدس السيد محسن الأمين ما يلي (صدّيق) بصاد ودال مهملتين مكسورتين والدال مشددة ومثـناة تحتية ساكنة وقاف. قرية خربة قرب تبنين من شرقيها على رأس جبل فيها قبر عليه قبة يعرف صاحبه بصدّيق وبه سُميت القرية وفيها مسجد خراب ومحرابه باقٍ 

مدخل المقام



وكانت مسكن السيد علي الصائغ تلميذ الشهيد وشيخ والده الشيخ حسن، ويقال إن الشهيد الثاني كان قد دعا الله تعالى أن يرزقه ولداً فيعلمه السيد علي الصائغ فاستجاب الله دعوته بتعليمه الشيخ حسن وفيها قبره مكتوباً عليه إلى اليوم ما صورته، هذا قبر السيد الجليل العالم وحيد عصره وفاضل وقته فقيه أهل البيت عليهم السلام السيد علي المشهور بالصائغ الحسيني تغمده الله برحمته توفي ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رجب سنة ٩٨٠هجرية ومكتوب تحت ذلك هذه الأبيات: 

سل القبر هل يدري بمن حلَ عنده وذكره فالذكرى لذي الجهل تنفعُ
وقل صرت للداعين يا قبر مشرعاً وفيك هلال الشرع يا قبر مشرعُ
وفيك إمرؤ للعلم والحلم مجمعُ على فضله بين البرية مُجمعُ
ويضيف السيد فيقول وفيها قبر المحقق الشيخ علي بن عبد العال الميسي ولعل دفنه هناك بوصية منه أو انه انتقل إليها من ميس ومحل قبره غير معروف لأنه دفن في جبل عامل مضيعة العلماء أحياءً وأمواتاً. انتهى كلام السيد الأمين في خطط جبل عامل عن المقام. 

و هذه صورة القبر المذكور



اما الحاج محمد عطاالله دكروب مؤلف كتاب "صفحات متنوعة من تاريخ تبنين" فيقول: ما أعرفه وعاصرته وأضيف وأنا من مواليد عام ١٩٣١مـ ان المقام كان مبنياً على الطراز القديم قبواً على أربعة دعائم تعلوه قبة بيضاء تلامسها أغصان شجرة بطم ضخمة على رأس صومعة تُرى من جميع الجهات ولا يحجب رؤيتها شيء وظلت الشجرة الضخمة حتى العام ١٩٧٨مـ.

 في الناحية الجنوبية الشرقية للمقام يقع ضريح صاحبه وكان يرتفع ما يزيد عن المتر عن أرض المبنى وبقي على هذا الشكل حتى العام ١٩٧٨مـ وقد اتخذه الثوار الفلسطينيون قاعدة لهم وعندما دخل الإسرائيليون في أواسط أذار من العام المذكور أغارت عليه الطائرات الإسرائيلية وهدمته واقتلعت الشجرة الضخمة. أعيد بناء المقام مستطيل الشكل بالباطون المسلح وتغير شكل البناء اللافت المميز الذي يشبه على حد كبير بناء مقام محيبيب المجاور لبلدة ميس الجبل- وهذا ما يؤسف له- علماً ان التي جددت بناؤه هي المرحومة فاطمة محمود ناصر حرم محمد علي الملا. 

كان المقام يُزار في المناسبات والأعياد وكان الكبار ينتحون ناحية يقرأون فيها الأدعية والزيارات ويصلون الفرائض والمستحبات. 

المرقد الشريف


 والشباب يعمرون دبكة وينشدون ما يتفق مع المناسبة وخاصة في مناسبة عيد الغدير حيث كانوا يحملون البيرق ويضربون على الطبل وينشدون الحداء التالي :
وصىَ النبي يوم الغدير أن الخلافة للأمير
يوم الغدير وصى النبي أن الخلافة لعلي.
وظلت هذه التقاليد إلى أوائل الخمسينات من القرن الماضي. 

قصة صاحب المقام :
ان صاحب المقام كان معاصراً للنبي موسى عليه السلام. وبعد وفاته وتسلم وصيه النبي يوشع بن نون زمام الأمور لم يرق ذلك للصفراء زوجة النبي موسى فثارت على يوشع وجندت جيشاً لمحاربته واضطرته للهرب من ارض فلسطين .

 فخرج متخفياً الى أن وصل سهل الخان شرقي بلدة تبنين حيث ينابيع المياه وإذا برجل موجود في تلك المحلة فالتفت وقال إن امرأة معها جيشها تتبعني فإذا سألتك فقل لها رحمك الله إنني اتجهت شمالاً لأنها تريد قتلي وتطلع الرجل فوجد عليه هيئة النبوة والكمال فوعده تلبية طلبه واتجه النبي يوشع شرقاً وبالفعل بعد فترة وصلت الصفراء ومعها جيشها وسألته عن الرجل فقال اتجه شمالاً فسارت بجيشها إلى ان وصلت ينابيع الحمام الموجودة شرقي تبنين فوجدت الرعاة وسألت عن الرجل (يوشع) فنفوا ان يكون قد مرَ من الناحية الشمالية فأدركت ان الذي سألته قد ضللها وعادت لتقتص منه، وعندما شعر هو برجوع الجيش اتجه غرباً نحو بلدة تبنين صاعدأ الصومعة فلحق به جيش الصفراء وقتله في تلك المحلة وبما انه صدق مع النبي يوشع عرف بالصدّيق وجاء أهل بلدة تبنين ودفنوه حيث قتل. 

تمويل المقام :
كان ينذر للمقام أموال وسُرج وزيوت وحصر وبسط ووسائد وفرش صغيرة تعرف لدى العامة (بالطراريح) مفرد طراحة أي ما يُتربع عليه هذا لغاية الستينات من القرن الماضي وعندما وصل التيار الكهربائي تغيرت النذر وتحسن حال الناس فأصبح ينذر له الثريات والسجاد والأسرة (يعني أسرة الأولاد الصغار) أي ان المرأة كانت تنذر السرير الصغير لمقام صدّيق إذا اصبح ولدها في نهاية العام الثاني وهجر السرير الهزاز. 

المقام في  كتاب "تاريخ تبنين" :
الدكتور حسن صالح مؤلف كتاب "تاريخ تبنين" يقول عن مقام صدّيق:  صفحة ١٩ ينقل عن الشيخ جعفر المهاجر ان القرية (اي تبنين) كانت صدّيق، اي في منطقة صديق العقارية وهي التلة المقابلة لتلة القلعة شرقاً، معتمداً على رواية للمقدسي في كتابه "احسن التقاسيم ص١٨٨": جبل صديق، بين صور وقدس وبانياس، فيه قبر صدّيق، عنده مسجد، وله موسم يوم النصف من شعبان يجتمع اليه خلق كثير من هذه المدن، ويحضره خليفة السلطان. 

وفي صفحة ٢٦ ينسب قبر صدّيق الى شمعون الصّديق اليهودي نقلا عن كتاب جبل عامل في العهد الصليبي للمؤلف محمد حجازي. وانها كانت قرية يهودية اسمها "شونم" الوارد اسمها في التوراة وانها كانت مسكونة بحوالي ٣٠٠ يهودي. 

وفي صفحة ١٠٣ يذكر الدكتور حسن صالح ان المحقق الميسي اي(الشيخ نورالدين علي بن عبد العالي العاملي الميسي) العالم الفاضل عظيم الشأن (المتوفي عام ٩٣٣هـ) والذي يعتقد انه المحقق الكركي ايضاً او انهم شخصان، كان يقيم حوزة علمية او جامعة علمية تخرّج الكوادر الدينية المتخصصة في الاسلام الشيعي الجعفري ومرتكزاته في تلة صدّيق. 

وقد دفن العلامة الميسي في تلة صدّيق وبقي قبره موجوداً ظاهراً للعيان غربي مقام صديق حتى سنة ١٩٧٨م. حتى قصف من العدو الاسرائيلي فهدم المقام والقبر معاً.انتهى.
ثم بني مقام صديق من جديد ولم يظهر اثر لقبر المحقق الميسي وذلك بعد ان قصفت التلة وكثر البناء مما اضاع اثر القبر.. 
ويروى ايضاً انه اثناء قصف المقام من العدو الاسرائيلي عام ١٩٧٨م. استشهد ثلاثة لبنانيين (من البقاع) كانوا من ضمن الجيش العربي اثناءها وحضر المرحوم الحاج عبد حمود وقام بدفنهم في حديقة المقام لجهة الغرب، ولم تعرف اسماؤهم.. 
بحث و تصوير : بتول زين الدين
https://taghribnews.com/vdcef78p.jh8ozibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز