تاريخ النشر2011 27 May ساعة 22:35
رقم : 51292

مهنة العجمي تحمل أصالة الحرفي السوري

تنا – دمشق 27/5/2011
غنية بعناصرها البصرية المؤثرة وممزوجة بعبق تاريخ وأصالة الحرف السورية التي ألهمت طوال قرون مخيلات الحرفيين والمعجبين في أغلب دول العالم حتى أصبحت حرفة العجمي التي تنمو اليوم في حماة بروعة التصميم الفني الساحر المشبع بخليط الألوان القزحية تجذب إليها الباحثين عن روائع الجمال.
مهنة العجمي تحمل أصالة الحرفي السوري
وافاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا انه يقول الحرفي مصعب البني إن السوريين برعوا منذ العصور الوسطى بهذه الحرفة وأتقنوها حتى ذاع صيتهم في مشارق الأرض ومغاربها وتقاطر عليهم ملوك وسلاطين الدول لينقلوا هذه الروائع العجمية إلى بلدانهم ولزينوا بها أفخم قصورهم وقلاعهم مضيفا أن هذه الحرفة من أشق المهن مزاولة لذلك فأن حرفييها قليلون جداً كونها تتطلب صبراً كبيراً ودقة متناهية في تصميم الزخارف وانتقائها للخروج بتصميم فني ينم عن شرقية مطلقة فضلاً عن ذوق رفيع في فرز الألوان وتنزيلها على هذه الزخارف للحصول على تحفة بصرية متجانسة في كافة مساحات التصميم.
ويوضح البني أن العجمي ينفذ على لوح خشبي مصقول الوجهين وبمقاسات مختلفة حسب الطلب حيث يتم تأسيسه بمادة الدرش التي تحفظه من الرطوبة والحرارة وتجعله مطاوعاً للعمل ثم يقوم الحرفي بطباعة الشكل النباتي أو الهندسي الذي يرغبه على اللوح الخشبي بعد رسمه على ورق الكليك وهو ورق يسمح بطباعة الأشكال بدقة متناهية ومن ثم يقوم الحرفي بصنع خلطة مؤلفة من ثلاثة عناصر هي الزنك و السبيداج والغراء العربي على شكل معجونة ويستخدمها بريشة خاصة ضمن مجال الرسم المنفذ على اللوح الخشبي بحيث تكون نافرة مع استخدام أداة خاصة للحصول على حواف دقيقة تتطابق بين الرسم وبين المعجونة وتكون السماكات على قدر واحد حيث أن الأخطاء البسيطة غير مسموح بها كونها تنتج أشكالاً منتفخة أو عريضة وهذا يشوه التصميم الفني.
ويبين البني أن التصميم يترك لمدة يوم أو يومين حتى تجف المعجونة بشكل كامل وتصبح جاهزة لامتصاص الألوان التي ستوزع على العروق النباتية أو الأضلع الهندسية بشكل دقيق ويكون هذا التوزيع بواسطة ريش خاصة ذات مقاسات مختلفة للحصول على تجانب دقيق للألوان دون حدوث أي تداخلات وبعد الانتهاء من الألوان القزحية يأتي دور أهم مؤثر بصري في العجمي وهي الألوان الفضية والذهبية التي تتركز في الغالب على البؤر الحساسة في التصميم كالأوراق أو مراكز الرسوم أو الأضلع في حين تترك المسافات الداخلية لتملأ بالألوان الأخرى كالأصفر أو الوردي أو الأخضر أو غيرها.
ويشير البني إلى أنه بعد الانتهاء من هذه اللوحة يتم تركيبها مباشرة وهي تركب على شكل أسقف أو جداريات وغالباً ما تزين بها صالات الاحتفالات أو قاعات الاستقبال أو غرف الضيوف لإظهارها بطابع شرقي كما يمكن أن يطعم العجمي على المجالس الشعبية والمكاتب والكراسي والأبواب والنوافذ مؤكدا أن ميزة العجمي هو حفاظه على جودة ألوانه وبريق تصميمه لمئات السنين أذا تم عزله بشكل جيد بدليل وجوده في قاعة العرش بحلب منذ قرون وكذلك في متحف دمشق ومتحف حماة .
ويضيف البني أنه نتيجة التطور الحاصل هذه الأيام أمكن دمج العجمي بالديكور الحديث مشيرا إلى أنه بدأ العمل الميداني بهذه المهنة منذ ۱۲ سنة بعد تعلمها لسنوات وأنه نفذ أول صالة في حماة وكانت بمساعدة فريق مؤلف من خمسة أشخاص وبمساحة ۱۰۰ متر تقريباً حيث استغرق العمل فيها حوالي ۸ أشهر من التعب والصبر والدقة ولكن كانت نتائجها مذهلة.
ويبين البني أنه أسس مشغلاً مختصاً في حماة لمزاولة هذه المهنة الذي نقله إلى سوق المهن بعد افتتاحه من قبل مديرية سياحة المحافظة موضحا أن سوق المهن اليدوية في المحافظة يحتاج إلى حملة ترويجية أكبر من جانب مديرية السياحة لجذب السياح والمهتمين بهذه الحرف.
ويتابع البني أنه بالرغم من أن العجمي يلقى أعجاب الكثيرين الذين نلحظ دهشتم عند مشاهدة تصميماتنا إلا أن الإقبال عليه ما زال قليلاً باستثناء ذوي الدخل المرتفع بسبب ارتفاع سعره المرتبط بطول الوقت الذي يلزم الحرفي لإنتاج قطعة واحدة نظراً للدقة العالية.
بدورها تقول شذى الودن مدرسة مادة الفنون وهي حرفية مبتدئة إنها تعشق هذه الحرفة فهي تحمل روعة فنية وقد بدات منذ فترة بالتدرب وتعلم هذه الحرفة مشيرة إلى أنها تتعلم هذه الحرفة لنقلها إلى طلابها وإكسابهم المهارات اللازمة لتعلمها وممارستها.
https://taghribnews.com/vdcauunm.49n6o1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز