تاريخ النشر2021 6 July ساعة 10:33
رقم : 510532

جامع السليمانية في إسطنبول یحتضن مخزوناً من المخطوطات القرآنیة

تنا
يحتضن جامع "سلیمانیة" الشهیر في مدينة "إسطنبول" التركية مخزوناً من المخطوطات القرآنیة واللوحات الفنیة القرآنیة.
جامع السليمانية في إسطنبول یحتضن مخزوناً من المخطوطات القرآنیة
وشید جامع السليمانية بأمر من السلطان سلیمان الأول(القانوني) علی ید المعمار  الشهیر "سنان" وإفتتح 15 أکتوبر 1557 ویعدّ أحد المعالم التأریخیة لمدینة إسطنبول الترکیة.

ویعتقد الکثیر أن جامع السلیمانیة أهم المعالم التأریخیة المتبقیة من الحکم العثماني حیث یضم المسجد مدارس ومکتبات کبیرة.

وبحسب المؤرخ "إبراهیم بتشوی" تم إستخدام 3 آلاف و 200 کیلوغراما من الذهب في تزیین المسجد وعمل في بناءه 3 آلاف و523 عاملاً لمدة 7 سنوات علی التوالي.

وتضم مکتبة المسجد إحدی أضخم مخزونات المخطوطات لقرآنیة من حیث العدد والجودة ویقدر الخبراء عدد المخطوطات في المکتبة من 90 ألف حتی 120 ألف مخطوطة 70 ألف منها بالعربیة وهناك مخطوطات بالترکیة والفارسیة أیضاً.

معلومات عن جامع السليمانية في اسطنبول
ويعد جامع السليمانية أحد أكبر الجوامع في تركيا وأشهرها على مستوى العالم، ويقع في إسطنبول الأوربية، بمنطقة السليمانية، ويحمل اسم السلطان الذي أمر ببنائه، السلطان سليمان الأول (القانوني)، وهو قريب من مضيق البوسفور، كما يعد مسجد السليمانية في إسطنبول من أهم الأماكن السياحية، إذ يقصده ملايين السياح كل سنة، لرؤية هندسته وأقسامه وجماله المعماري الرفيع.

عمارة جامع السليمانية
ويضم جامع السليمانية أربع مآذن، ويرجع سبب ذلك؛ إلى ترتيب السلطان سليمان القانوني، فهو الرابع من بين سلاطين الدولة العثمانية بعد فتح إسطنبول، وتملك المآذن عشر شُرَف تدل على ترتيب السلطان سليمان العاشر بين سلاطين الإمبراطورية العثمانية، وقد أراد السلطان سليمان القانوني أن يبني جامعًا فخمًا فأوكل مهمّة ذلك إلى أشهر مهندسي العمارة الإسلامية، سنان باشا، فشُرع بناء الجامع والمركّب الذي يحيط به في عام 1550م وتم الانتهاء منه في عام 1557م. بعد أن أعدّ سنان الخرائط والتصاميم والأفكار والنماذج، ووضعها بين يدي السلطان فأعجب بها وأعطى موافقته عليها، وفتح باب خزانته لتنفيذها بلا حساب، وقال المعمار سنان عنه: إن هذا المسجد هو أعظم إنجازاتي. وبالإضافة إلى الكلية، تشكل مساحة الجامع سبعة وثلاثين دُنُمًا.
مخطط مسجد السليمانية

وشُيِّد مسجد السليمانية في إسطنبول وَفقاً لنظام المجمعات المعمارية، وهو محض مبنى كبير من حوله مجموعة من الملحقات والمنشآت، ويتكون المجمع الذي يُحيط بالجامع من مدارس ومكتبة (مكتبة السليمانية)، وحمام ومطعم خيري لتوزيع الطّعام على الفقراء، وخانة للقوافل (كَروان سَراي) ومُستشفى ومحلّات تجاريّة، ويصل طول الجامع إلى نحو تسعة وستين متراً، وعرضه إلى ثلاثة وستين متراً.

وقد شيد المسجد على نظام القبة الوسطى، ويبلغ ارتفاع القبة الرئيسية ثلاثة وخمسين مترًا، وقطرها سبع وعشرون متراً، وتقوم هذه القبة على أربعة أعمدة ضخمة يُطلق عليها اسم «أقدام الفيل» لسُمكها وضخامتها، وهي متمركزة قرب الجدران، طول كل قطر فيها 7.5م، ووزن الواحد منها ستون طنًا. وهناك تناسق عظيم بين مكونات هذا المكان وعناصره، ويقع المسجد وسط مساحات واسعة من المروج الخضراء، التي تضفي على المكان جمالًا واكتمالًا مع مآذن المسجد وقبابه في لوحة جميلة تتناغم مع السماء الزرقاء. وبدلًا من الزخارف والنقوش المبالغ فيها في كثير من المساجد العثمانية فيتسم مسجد السليمانية بالنضج والبساطة.

جامع السليمانية من الداخل
يعد الجامع من الداخل تحفة معمارية بحق، فعند المدخل الرئيس للجامع نجده مُحاطاً بالأروقة، وفيه الشاذروان (مكان الوضوء)، وعندما ندخل إلى القسم الداخلي من المسجد نرى الجَمال الهندسيّ والزينة التي تغطي جدران المسجد؛ إذ تتكامل عناصر الزخرفة الإسلامية في محراب مسجد السليمانية بأشكالها الهندسية والنباتية ولوحاتها القرآنية، وبجواره منبر رخامي من المرمر الأبيض، وتعكس نوافذه الزجاجية الملونة أضواء النهار الخارجية، وقد استُخدِم البلاط التركي المصقول، والتصاميم ذات المؤلفة من سبعة ألوان بما في ذلك اللون الأحمر الأرجواني مع خطوط بيضاء وسوداء، واللون الأزرق الفائق، والتي تكسو الجدران الداخلية لبيت الصلاة بزخارفها التي جاءت على شكل زهور التوليب والقرنفل والجوري والبنفسج والأقحوان وأوراق العنب وأشجار التفاح والسرو. وأما القبّة الضخمة فتغطّي القسم الداخلي من الجامع كله.

أما محراب جامع السليمانية ومنبره فمصنوعان من المرمر المحفور، ومنبر الواعظ من الخشب المحفور، وفي زوايا المحراب نقوش محفورة لأوراق ذهبية، وزُينت أطراف المنبر بالخزَف، ويوجد مجلس السلطان على الجهة الشمالية من المِحراب. يؤدي فيه الصلاة، وساحة الصلاة تأخذ شكل المستطيل.

حين أمر سليمان القانوني ببناء جامع السليمانية، في القرن السادس عشر، أمر أيضا بإلحاق عدد من المدارس به، ومن ذلك أمره بتأسيس المكتبة خلال الفترة من 1545م – 1557م، فأصبحت تتصف بسمعة عالمية كبرى بسبب ما تحويه من نفائس المخطوطات والكتب والوثائق، وقد زادت أهميتها مع انتقال كثير من مكتبات إسطنبول العامة والخاصة إليها، لتصبح بذلك من أكبر المكتبات الإسلامية التي عرفها العالم، بعدد من المخطوطات يتخطى سبعين ألف مخطوطة، مكتوبة باللغات العربية والتركية والفارسية.

وتعد مكتبة جامع السليمانية الصغيرة، التي اُقيمت في البداية داخل الجامع، النواة التي بنيت عليها المكتبة الحالية، وقد نقلت كافة المكتبات التي كانت موجودة في التكايا والزوايا والأضرحة بعد إغلاقها عام 1922م، عقب صدور قانون قضى بإغلاقها ونقل الكتب الموجودة بها إلى المكتبات، فتم على إثر ذلك نقل عدد من تلك الكتب بين العامين 1926- 1931م إلى مكتبة السليمانية.

موقع جامع السليمانية في إسطنبول
نال جامع السليمانية موقعه المتميز على التلة المرتفعة المطلة على الخليج الذهبي، أعلى تلة من التلال السبع التي أقيمت عليها مدينة إسطنبول، متصدرا مدخل القرن الذهبي، مشرفا بطلته الساحرة على أحياء المدينة القديمة والحديثة، الأمر الذي منحه هيبة وبهاءً قلما نجدهما في أي جامع من جوامع الإمبراطورية العثمانية رغم كثرتها وفخامتها وتميز كل منها، ويقع جامع السليمانية في منطقة الفاتح المعروفة في قلب إسطنبول.
https://taghribnews.com/vdcfmxdt0w6dyta.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز