تاريخ النشر2020 18 October ساعة 02:07
رقم : 479040
بمناسبة حلول شهر ربيع وعلی اعتاب اقامة المؤتمر الدولي 34 للوحدة الإسلامية في طهران

شهر ربيع الاول ، ربيعاً للبشرية جمعاء، ربيعاً بالرّحمة، ربيع الوسطية و الوحدة الاسلامية

تنا- خاص
نبارك حلول شهر ربيع الأنوار، وهو أول الربيعين، الذي ظهر فيه نور خاتم الرسل و الانبياء -صلى الله عليه وآله وسلم- للعالمين، فأسماه المسلمون بربيع الأنوار، حيث تلألأت الأنوار المحمدية، والمنح الصمدانية والمواهب الربانية؛ فهذا شهر كريم إذا ما دخل علينا دخل علينا بالنور وبالفرحة يفرح به كل مسلم».
شهر ربيع الاول ، ربيعاً للبشرية جمعاء، ربيعاً بالرّحمة، ربيع الوسطية و الوحدة الاسلامية
إنَّ شهرَ ربيع الأوَّل بمولدِ الرّسول صلوات ربّي وسلامه عليه، كان ربيعاً للبشرية جمعاء، ربيعاً بالرّحمة؛ {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. (الأنبياء:107)..

وكان ربيعاً للأمّة، ربيعاً مضيئاً وهادياً؛ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}. (الأحزاب:45-46)..

وكان ربيعَ الوسطية و الوحدة و الحوار والاعتدال والتوازن في الحبّ والدَّعوة؛ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} . (التوبة:128).

 و ربيع الاعتصام بحبل الله ....... يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون... ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم}..كانت هذه الآيات في الدعوة إلى الوحدة التي ترتكز على أساس العقيدة الواحدة والخط الواحد، فكأن الله تعالى يريد أن يقول للمسلمين جميعاً: إذا كنتم ترتبطون بحبل الله وتعتصمون به، وحبل الله هو القرآن، فعليكم أن تكونوا الواعين لكل الكلمات التي تريد أن تفرقكم عن القرآن وعن مجتمعكم لكي تتنازعوا لتفشلوا وتذهب ريحكم.

{واعتصموا بحبل الله جميعاً}، ليمسكه كل واحد منكم، ليكون تمسككم بهذا الحبل هو الأساس الذي يجمعكم.. أن تقول في نفسك عندما تنظر إلى المسلمين جميعاً إن هؤلاء يتمسكون بالقرآن وإن اختلفوا في تفسيره وفهمه، علماً أن كثيراً منهم لا يرتكز على العناد، ولكنه قد يتحرك مع الفهم الخاطئ والاجتهاد الخاطئ،,وفي هذا الإطار علينا أولاً وقبل كل شيء إذا تنازعنا في شيء أن نردّه إلى الله وإلى الرسول.

ولقد نزلت هذه الآية، كما تذكر كتب السيرة، في مجتمع الرسالة المدني، حيث جمع الله تعالى بين "الأوس" و"الخزرج" من خلال الإسلام، مما أثار ضغينة اليهود الذين أخذوا يثيرون الأحقاد التاريخية بين المسلمين، وذلك عبر تذكيرهم بالحروب التي خاضوها ضد بعضهم البعض، حتى غفلوا عن إسلامهم وتنادوا"السلاح.. السلاح"، وجاء رسول الله (ص) وعاشوا روحانيته، ورجعوا إلى الإسلام... {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم ـ من خلال العقيدة الواحدة والخط الواحد على أساس عبادة الإله الواحد والسير مع الرسول الواحد في الخط الواحدـ فأصبحتم بنعمته إخوانا ً وكنتم على شفا حفرة من النار ـ عندما كنتم تتحركون في خط الشرك ولو لم تهتدوا لوقعتم في النار ـ فأنقذكم منها ـ بالإسلام ـ كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون}.

وإذا كان الله تعالى يتحدث مع أولئك باعتبار أنهم كانوا أعداء فألف بين قلوبهم، فهل نقبل أن تنقلب الصورة ونتحول إلى أعداء بعد أن أصبحنا إخواناً بالدين! لقد عشنا بالإسلام وبخط أهل البيت(ع)، وتنطلق الحزبيات هنا والعائليات هناك والعصبيات والسياسات هنالك من أجل أن تفرّق الأخ عن أخيه، ومن أجل أن يختزن الأخ المسلم الحقد في نفسه ضد أخيه المسلم الآخر، بينما ينفتح المسلم على غير المسلم وقد يتحالف معه ضد أخيه المسلم، وقد يلتزم معه في مواجهة الإنسان المسلم، هذا واقع أصبح المسلمون يعيشونه في حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث نرى كثيراً من المسلمين يتحالفون مع غير المسلمين من أجل قتال المسلمين والسيطرة عليهم لأسباب مذهبية أو حزبية أو سياسية، وهذا ما يرفضه الله تعالى.

وإذا كان الله يمتنّ على المسلمين أنهم كانوا أعداءً فألّف بين قلوبهم، فإٍن الشيطان يقول لنا عكس ذلك: واذكروا إذ كنتم إخواناً فصرتم أعداء بفضل وساوسي وما غرزته في نفوسكم من الحقد والعداوة والبغضاء.

و مسألة الاعتصام بحبل الله، قد يقول بعض الناس:إن هذا الفريق يختلف عنّا في المذهب ولذلك فإنه منحرف عن الإسلام، وعلينا أن نقف منه موقف التقاطع لا التواصل وموقف العداوة لا الصداقة أو الأخوّة! هذا هو الوضع الذي يتحرك فيه المسلمون من هذا الفريق ضد ذاك الفريق، أو ذاك الفريق ضد هذا الفريق. هنا علينا أن نفكر من خلال وحي القرآن، فالقرآن الكريم يؤكد لنا أن هناك ثوابت يلتقي عليها المسلمون، وهي ما يجمع المسلمون عليه من التوحيد والنبوّة والإيمان باليوم الآخر والإيمان بالكتاب كله، ولا سيما القرآن، وبالرسل كلهم والملائكة، كما يؤمنون جميعاً بالصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن القضية ليست حدّية، بل إن الكثير من القضايا الفقهية مما يلتزمه مشهور السنّة قد يلتزمه مشهور الشيعة والعكس صحيح، حتى المحاكم السنّية قد أخذت ببعض الفتاوى التي تتعلّق الطلاق وبغيره من المسائل.

ولننظر إلى الواقع الذي نعيشه الآن، هناك حرب على الثقافة الإسلامية، حرب ضد النبوّة وضد الوحي، وإنكار أن الإسلام هو دين الله، حرب ضد الإيمان باليوم الآخر وضد التشريعات الإسلامية الأساسية، فالمسألة ليست حرباً لمصلحة السنّة أو الشيعة، بل هي حرب على القاعدة الأساسية للإسلام، ونبقى نحن في غفلة من هذه الحرب، فنفترق ونتقاتل والإسلام يسقط، وهو يتطلب أن نقف جميعاً حتى ندافع عن القاعدة الإسلامية الأساسية وعن رأس الإسلام عقيدة وشريعة وثقافة، وإذا كان الله طلب منا أن ندعو أهل الكتاب و إلى كلمة سواء بيننا وبينهم،ألا نقول لأهل القرآن: تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم!

لقد أصبحنا نعاني من تمزقات تنطلق من التخلف وعدم الوعي، وهناك قضايا كبرى لا بدّ أن نلتقي عليها، وحتى القضايا التي نختلف فيها لا بدّ أن يلتقي الجميع حتى يتحاوروا فيما بينهم بشأنها، لا أن يتراشقوا من بعيد بالتهم والصفات المختلفة، والمشكلة أن المستكبرين عرفوا كيف يسقطون هذه الروح الإسلامية من الداخل وكيف يحوّلون المسألة إلى عصبية للذات وللحزب وللحركة وللعائلة بدلاً من أن تكون التزاماً بالإسلام وقيمه، إن الله تعالى يقول:{إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم}، ونحن نمارس العكس ، لأننا نقول من خلال خلافاتنا: إنما المؤمنون أعداء فعقّدوا العلاقات بين أخويكم.. أليس هذا هو ما نسير فيه؟!..

علينا أن نرجع إلى كتاب الله وسنّة نبيه وسيرة الأئمة من أهل البيت(ع)، سيرة الانفتاح والتعاون على البرّ والتقوى وترك التباغض والتقاطع في هذا المجال. قد تقولون في بعض الحالات{أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}،  و ندعو الى المحبة والوحدة والتفاهم على أساس كلمة الله. و هانحن فی هذا الشهر المبارک شهر ربیع الاول و شهر ربيع الأنوارو علی اعتاب  اقامة المؤتمر الدولي 34 للوحدة الإسلامية في طهران بتاريخ ۲۹ أكتوبر الی ۰۳ نوفمبر ۲۰۲۰.
بالتزامن مع الإعلان عن أسبوع الوحدة من قبل الإمام الخميني (ره) في دعم ومساندة قضية الوحدة الإسلامية بين أبناء الأمّة ، ندعو الولي القدير ان يوحد صفوف المسلمين في اعلاء كلمة الله  الاان كلمة الله هي العليا .
و كل عام و الامة الاسلامية بخير


اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد
 
https://taghribnews.com/vdcdon0ozyt05z6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز