تاريخ النشر2020 3 September ساعة 12:39
رقم : 474633
بمناسبة الذكرى السنوية الثانية والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه

ندوة افتراضية في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر"ذكريات عن إمام الوطن والإنسان"

تنا
نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان والمركز الدولي للثقافة والفنون التابع لبلدية طهران ومكتب حركة "أمل" في طهران، ندوة في الفضاء الإفتراضي تحت عنوان "ذكريات عن إمام الوطن والإنسان"، لمناسبة الذكرى السنوية الثانية والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه.
ندوة افتراضية في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر"ذكريات عن إمام الوطن والإنسان"
نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان والمركز الدولي للثقافة والفنون التابع لبلدية طهران ومكتب حركة "أمل" في طهران، ندوة في الفضاء الإفتراضي تحت عنوان "ذكريات عن إمام الوطن والإنسان"، لمناسبة الذكرى السنوية الثانية والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، وبحضور كريمته السيدة حوراء الصدر، وفي أجواء ذكرى عاشوراء الإمام الحسين، بمشاركة لفيف من الشخصيات الفكرية والسياسية في لبنان وإيران.

بعد آي من الذكر الحكيم، والنشيدين اللبناني والإيراني، قدمت الإعلامية سوزان خليل المتحدثين واشارت الى مزايا الامام المغيب، بعدها عرض فيلم تسجيلي عن الامام الصدر ورفيقيه.


ثم تحدث المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار مفتتحا الندوة فاعتبر ان "الإمام موسى الصدر لم يغب يوما عن ذهن محبيه، بل عن ذهن العالم أجمع. فهذا الذي أحبه الناس جميعا على اختلاف قومياتهم وانتماءاتهم المذهبية والدينية وحتى السياسية، هو خارج حكم الزمان والمكان، هو من القلة النادرة التي يليق بها أن تكون نموذجا كونيا لا يطوي سيرته النسيان".

اضاف: "غيب الإمام منذ اثنين وأربعين عاما، هو ورفيقاه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، غير أن سيرة هذا الرجل أخذت تنمو وراح اسمه يتلألأ يوما بعد يوم أكثر، وراح نهجه يزداد تأثيرا على نفوس الشعب اللبناني وشعوب المنطقة الذين رأى المسيحيون منهم في تسامحه وخلقه شمائل السيد المسيح، ورآه المسلمون خير حامل لرسالة جده رسول الله في حرصه على العمل الخيري وبناء المدارس والجمعيات الخيرية ودعم حركة الإصلاح في العالم والمنطقة، إضافة إلى بث روح التقارب بين جميع الأديان، والطوائف، وترسيخ ثقافة مقاومة الإحتلال الصهيوني. إن الغاية هي عنده الإنسان، حماية الإنسان بكرامته وعنفوانه وفكره وحياته التي يعيشها. فكان ملاك الرحمة للمساكين والمستضعفين حيثما وطأت قدماه. وهو الذي أشرف على تأسيس وازدهار المنابر الحسينية في جبل عامل، وتأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وإطلاق حركة المقاومة ضد الاحتلال في الجنوب والمنطقة، فكان بذلك شبيه أبي ذر الغفاري وعيسى بن مريم".

واكد ان "الامام الصدر اكتسب شعبية واسعة بفضل أخلاقياته العالية وذاك ما تجمع عليه القيادات الروحية المسيحية والإسلامية وعوام الناس ممن عرفوه عن قرب. وهو بذلك قدم صورة جلية جميلة عن الإسلام الأصيل الذي يفتح أبوابه للحوار مع الآخر بتسامح ومرونة واعتدال. هذه الصفة جعلته من رواد الدعاة إلى الوحدة الوطنية في لبنان بالفعل وليس القول فقط. فلبنان التعددي الجميل وجد مع الإمام الصدر قائد العيش المشترك والمحبة والألفة بين الأهالي من مختلف المناطق والأديان والنحل".

وشدد خامه يار على انه "يضاف إلى القوة الكامنة في شخصيته الموحدة لأبناء الوطن وضوح رؤيته وتشخيصه للصديق والعدو، فكانت القضية عنده دائما محاربة الكيان الصهيوني الغاشم دون أي مساومة في ذلك، وهو مطلق شعار "إسرائيل شر مطلق" الذي أسس لمقاومة الاحتلال وثبت معادلات قوة الردع في مواجهة الاحتلال. حطم الإمام الصدر أوثان التعصب الديني والطائفي وبلكنته الفارسية العذبة واللطيفة حطم النعرات القومية فكان قريبا من القلوب. سماه رجال الدين المسيحيون بالعبد الصالح الذي لم يتوقف يوما عند حدود طائفته ومذهبه".

وفي الختام وبعد ان توجه خامه يار الى الامام المغيب بالقول: "أيها الإمام المغيب، أعادك الله إلى قلوب محبيك الذين يرون فيك مخلصا، وفيصلا حاسما في زمن التحولات والتحديات"، اشار الى "ما قاله الإمام الخميني عن الامام الصدر حيث يقول: عرفته منذ سنين طويلة بل يجب أن أقول إنني ربيته وهو بمنزلة ولد من أولادي الأعزاء، أنا أعلم فضائله وخدماته عندما ذهب إلى لبنان. فاجعة الإمام الصدر هي القضية واللغز الذي تأثرنا لأجله نحن علماء إيران وسائر الأقطار. كما ذكر خامه يار ايضا قولا للامام الخامنئي الذي يعتبر أن "تكريم الحكيم والمفكر السباق العلامة السيد موسى الصدر هو عمل محمود وأن حرمان الساحة في لبنان من حضور شخصيته القيمة الفذة كانت ولاتزال خسارة كبيرة".



من جهته اعتبر عضو مجلس خبراء القيادة في إيران الشيخ محمد حاج أبو القاسم دولابي ان "نسب الامام السيد موسى الصدر يمر الى سلسلة نورانية من العلماء والمراجع الكبار، فهو وعشيرته من اكابر الثورة والمقاومة".

وقال: "لقد كان السيد موسى الصدر صاحب شخصية نموذجية، ومتميزة، استطاعت أن تكون حاضرة ومتواجدة بقوة في مختلف الساحات، وعلى جميع الأصعدة. فهو رجل الخدمة والانفتاح والوحدة، والمقاومة. وكان الإمام الصدر رفض العنف، وأراد للنظام السياسي في لبنان أن يراعي التنوع، وشمولية التمثيل، مع الحفاظ على الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك. واعتبر أن كل عمل في غير هذا الاتجاه يصب في مصلحة العدو الصهيوني الذي أراد الخراب للمنطقة. فهو كان يرى المصلحة الاهم في وحدة الامة امام العدو المشترک. وقد كان داعيا دائما الى نبذ الاقتتال والفتن الداخلية، والى التسامح والتلاقي وحل المشاكل بين اللبنانيين عن طريق الحوار".

اضاف: "شدد الامام الصدر على الوحدة الوطنية، ونبذ التفرقة بين المسلمين، فعمل دائما على التقريب بين الشيعة والسنة والتركيز على النقاط المشتركة بينهما، والعمل على إزالة الهواجس والتراكمات التاريخية".

كما أكد "ضرورة التعايش بين المسلمين والمسيحيين، والاحترام المتبادل بين أبناء الشعب الواحد".

أما رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش فدعا الى "مزيد من الوحدة، حتى يتحقق ما طالب به الامام المغيب موسى الصدر، أن نعيش معا، أن ننبذ التعصب، ان نتعاون لما فيه خير الانسان".

ثم توجه الى الدكتور قبلان قبلان، واقترح عليه بأن "ننشر في هذه المناسبة كتيبا، انطلاقا من افكار الامام، نعلم فيه الاجيال، اجيال الطلاب، كيف يكون الحوار والتعايش، ومن خلالهما، كيف نبني لبنان في الالفية الثانية، كما ادعو الدولة اللبنانية، أن تكتب تاريخا جديدا للاجيال القادمة، انطلاقا من مبادئ عاش وبشر بها امثال الامام الصدر".

وقال: "الامام الصدر آمن، ونحن نؤمن معه بان التفاعل بين الاديان ضرورة حتمية لبناء الوطن، وبأن العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين هو الباب الاوحد الذي ندخل عبره السلام والامان، لان السور الواقي هو السور الذي يقينا من كل العثرات".

وختم: "قال الامام الصدر في احدى ندواته: " التعايش امانة حضارية تاريخية، أمن الله عليه هذا الشعب، انه ارادة الديانتين الكبريين، الاسلام والمسيحية، بل ارادة الاديان كلها، البحث عن التعايش". يتجاوز اليوم اختيار اللبنانيين، هو قدرنا يجب القبول به وتحضير سبله".


ثم تحدث رئيس "مؤسسة عاشوراء الدولية" الشيخ محمد حسن اختري فقال: "في مثل هذه الايام والتي تصادف محرم الحرام غيب الامام موسي الصدر، كان للامام موسى الصدر رؤية خاصة لعاشوراء، وكان يكن كل الحب والعشق لال البيت عليهم السلام".

اضاف: "كان الامام حامل راية العلم والمعرفة، بحيث كان يفوق اقرانه من العلماء في العالم الاسلامي حين انتصار الثورة الاسلامية بالاضافة الى مواقفه الداعمة للفقراء والمستضعفين انذاك لم تخل خطاباته وندءاته من دعم وتاييد للشعب الايراني الثاثر. تعرفت عليه في عام 1968 واستطعت ان اراه واعاين انجازاته عن كثب، كان يتألم من الفرقة والنزاع بين ابناء الجنس البشري، وخاصة من الذين كانوا يعتبرون أنفسهم القيمين على الناس والبلاد، لم يكن يعرف التفرقة بين المذاهب والاديان والاحزاب، اسس حركة المحرومين وسميت بحركة امل، كان يهتم جدا بالقضية الفلسطينية، سعى البعض بأن يبعد السيد موسي عن الساحة، فاستطاعت المؤامرة الاميركية والإسرائيلية، بأن تنفذ ذلك بأيد ليبية فأبعدته عن الساحة وغيبته".


أما عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور قبلان قبلان ، فرأى "أننا امام ظاهرة استثنائية في العصر الحديث اسمها موسى الصدر، نحن امام رجل هو رائد في كل مستوى من مستويات العمل، السياسي ، الديني، الاجتماعي، الوطني، على كل جانب من جوانب الحياة، نحن امام شخصية عابرة للطوائف، كان يقرن الفعل بالقول، كان يترجم اقواله افعالا في شوارع المدن والبلدات، هو في الحقيقة رائدا واماما في الوحدة الوطنية، واماما في التعايش لما في هذه الكلمة من معاني، لم يكن اماما للتعايش كشعار وكعنوان من العناوين السياسية الاستهلاكية التي تستعمل اليوم في كثير من المناسبات، انما ذهب لممارسة الوحدة الوطنية والتعايش بين طوائف لبنان الى ممارسة فعلية".

اضاف: "قبل الامام موسى الصدر كان الجلوس الى موائد البطاركة والمطارنة ودخول الكنائس والاديرة كان نوعا من الحرام، ونحن في التاريخ لا اذكر انه بعد الوفد الذي ارسله رسول الله محمد الى النجاشيان هناك رجل دين او رجال دين على مستوى، دخلوا الى كنيسة او الى معبد او الى دير، او اجتمعوا بمطران او بطريرك او شاركوه في لقمة العيش وقطرة الماء، الا الامام موسى الصدر الذي اقام بهذا الفتح في القرن العشرين، وازال الحواجز بين الطوائف المسيحية والاسلامية، باقتحام هذه الحواجز المصطنعة وتجاوزه لها.
ومن ثم تجاوز الحواجز المقامة بين المذاهب الاسلامية بعضها مع البعض الاخر. كان صاحب مشروع الوحدة الاسلامية، التي كان يسعى اليه قادة العمل وقادة الطوائف الاسلامية الاخرين في لبنان في تلك الحقبة. اذا قلنا بانه لم يسبق عصر الامام موسى الصدر حالة من التلاقي والتعاون والثقة بين قادة الطوائف الروحيين، انا على يقين انه لا قبل الامام موسى الصدر، ولا بعد الامام موسى الصدر كنا بالمستوى الذي كانت فيه تلك العلاقة بين رجال الدين من كل الطوائف، على تلك الدرجة من التعاون الوثيق ومن الثقة، ومن التبادل لكل ما يهم المواطن على كل المستويات".

وشدد على ان "الامام الصدر كان امام الوحدة الوطنية، كان يدعو الى الغاء الفوارق بين اللبنانيين، كان يدعو الى الغاء التصنيف، يعني ان هذا الشخص لانه من الطائفة الفلانية ان يكون مقدما، وذاك لانه من الطائفة الاخرى يكون مؤخرا.

كان يدعو الى ازالة الفوارق بين ابناء الطوائف. كان امام العدالة، كان يسعى الى العدالة بين الجميع، كان يخاطب المسؤولين اللبنانيين دائما: اعدلوا، هذا تعبير الامام موسى الصدر : "اعدلوا قبل ان تبحثوا عن وطنكم في مزابل التاريخ.

كان الامام موسى الصدر امام المحرومين والفقراء من كل الطوائف، كان ينزل الى القرى والبلدات، يتجول في القرى والبلدات من اجل ان يلامس شؤون وشجون الفقراء والمحرومين في كل المناطق اللبنانية، هو الوحيد الذي تجرأ على ان يقول ضد الانقسام الوطني اللبناني والانقسام السياسي اللبناني، وضد ان تعزل طائفة ضد طائفة اخرى، او ضد ان يقاتل فريق فريقا آخر".

وتابع: "هو الوحيد الذي تجرأ بأن يعتصم رفضا لقتل الاخرين، وليس رفضا لقتل ابناء طائفته، رفضا لقتل الاخرين من ابناء وطنه، لانه كان يعتبر بانهم جميعا اخوة في وطن واحد، هو الذي اعتصم في مسجد العاملية رفضا للحرب الاهلية اللبنانية، ورفضا للتعرض للقرى المسيحية في البقاع، وكلامه مشهور ومعروف: ان اية رصاصة تطلق على القاع ودير احمر وشليفا، تطلق على صدري ومنبري وقلبي واولادي. كان متفهما لحاجات المجتمع اللبناني على كل الصعد، كان يسعى لاغاثة المحرومين، وليس المحرومين من الطائفة الشيعية، وهي الطائفة التي كانت أكثر حرمانا في ذلك الوقت، كان يقول انا اعمل على رفع الحرمان عن جميع الطوائف والمواطنين، لاي طائفة او منطقة انتموا، كان واضحا في مشروع بناء وطن، وطن نهائي لجميع ابناءه، دولة عادلة يتساوى فيها المواطنون، تلغى فيها الطائفة السياسية، وتقام فيها موازين العدالة والاستقرار، كان يسعى بان يكون لبنان منارة للشرق على كل مستوى من مستويات العدالة".

واضاف: "في ذلك الوقت وهو يبحث في ازقة برج حمود والنبعة وصور والبقاع وزحلة وغيرها، كانت عينه على الحدود مع اسرائيل، كان يرى بان هناك خطرا قادما من اسرائيل، ان هناك خطرا قادما على الوجود اللبناني وعلى الكيان اللبناني والدولة اللبنانية، وان هذا الخطر متمثل بالمشروع الاسرائيلي الذي يحمل مطامع كثيرة، يستهدف الانسان في لبنان والتاريخ في لبنان، والذي لا يستهدف طائفة او فريقا او جزءا او كيانا او حزبا او حركة من مكونات الشعب اللبناني. لقد رأى باكرا، في بداية السبعينيات أن المعركة آتية، فقال: "نحن امام معركة لا بد آتية فلنؤكد للعالم باننا نتمكن من الموت دفاعا عن ارضنا"، كان يرى ان المعركة مع اسرائيل قادمة، وان الاحتلال قادم. ففي بداية السبعينيات كان يقول:" دربوا ابناء الجنوب على السلاح، وسلحوهم وحافظوا على ولائهم الوطني، بهذه الوسيلة تكونون قد ساعدتم جيش الوطن، وكونتم نواة المقاومة الوطنية لليوم العصيب".

واردف: "دعا الى انشاء المقاومة قبل وجود الاحتلال. هو الذي وضع السياج الفقهي والفكري لموضوع المقاومة عندما قال: "إن اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام". كان سبق في القول: "ان اسرائيل هي الخطر الاكبر على انساننا، يجب ان تزول اسرائيل من الوجود" لان وجودها هو عنصر عدواني يخالف مسيرة الانسانية، هذا الكلام قاله الامام موسى الصدر في الذكرى الاولى لحرب تشرين عام 1974" ان وجود اسرائيل عنصر عدواني يخالف المسيرة الانسانية. وكان يدعو اللبنانيين الى الوحدة في مواجهة هذا المشروع الاسرائيلي، وكان يدعو العرب للتنبه للمشروع الاسرائيلي، وكان يقول كلاما واضحا، ولكن للاسف العرب لا يسمعون، واليوم يتقاطرون زرافات وجماعات نحو الكيان الاسرائيلي، باتفاقيات ومحاولات التطبيع ورحلات وطائرات وزيارة وسياحة وغيرها.
لقد وضع لنا الامام موسى الصدر سياجا يمنع التطبيع وإنا أركز في هذه المداخلة على مسألة العلاقة بالقضية الفلسطينية ومسألة فلسطين وإسرائيل ولبنان، لأن كل ما يجري حولنا في المنطقة وفي العالم العربي وفي الشرق الأوسط، هو من منطلق تأمين المصالح الإسرائيلية، وتمرير صفقة القرن، وضرب الشعب الفلسطيني، وإنهاء قضيته".

اضاف: "قال الامام موسى الصدر في يوم من الايام عندما طرحت مسألة العلاقات بين الشعوب والدول وإسرائيل، قال كلاما واضحا ربما لا يتداول او ربما لا يعرفه الكثير من الناس، قال: لسنا نظاما ولا دولة حتى نضطر تحت ضغط المعادلات الدولية ان نعترف باسرائيل، يقول بصيغة أخرى انه لو اعترف كل العالم واعترفت كل الدول باسرائيل، نحن شعوب المنطقة الذين آمنا بالقضية الفلسطينية، وإن اسرائيل هي عدو للانسانية، لا يمكن أن نطبع مع إسرائيل ولا ان نقيم صلحا معها".

وختم قبلان كلمته بالقول: "نحتاج اليوم إلى فكر الامام الصدر، نحتاج إلى تمرس ورفض وصرخة، واعتصام في مسجد العاملية، وإلى صرخة في وجه كل المسؤولين في لبنان، ونقول لهم توقفوا عن التراجع امام المشروع الاسرائيلي، وأمام الانهيار الذي يصيب المجتمع اللبناني، علنا ان نكون جميعا يدا واحدة ومشروعا وا واحدا لحماية هذا الوطن، علينا أن نذهب جميعا الي حوار صريح وبناء بين جميع مكونات هذا البلد الذي يتسع للجميع، ولا يمكن أن يكون لفريق دون آخر ولا يمكن لفريق ان يحاصر آخر، وهذا الوطن هو وطن نهائي ارتضيناه، عندما قال الامام الصدر في دستوره وطنا نهائيا لجميع أبنائه، وبالتالي علينا أن تستشعر الخطر القادم من كل مكان، لأنهم يريدون لهذا الوطن ان يدفع الثمن وفاتورة ما يسمى بصفقة القرن، وفاتورة التسويات وعمليات التطبيع والاتفاقات الثنائية والسرية والعلمية، والتي تحوطنا من كل جانب، الحصار المالي والاقتصادي والسياسية، ليس لأسباب داخلية، بل جزء بسيط منها لأسباب داخلية ولها علاقة بالتركيب اللبنانية، وبالعناوين المطروحة من الفساد وغيره، لكن الجانب المهم في مسألة الحصار والضغط الذي تعرض له لبنان، هو تمرير الاتفاقيات التي تعد من اجل إنقاذ الكيان الصهيوني ومصالحه، نحتاج للامام موسى الصدر، على مستوى الداخل في كل صرخة من صرخاتنا، نحتاجه يتنقل بين المساجد والكنائس والجوامع، وفي ازقة القرى والبلدات، من جنوب لبنان إلى شماله وبقاعه وجبله وعاصمته وإلى كل مكان".

وقال الوزير السابق محمود قماطي: "الامام موسى الصدر هو الثائر المفكر، الذي أعطى العمل الديني والنشاط الديني بعدا حياتيا وثوريا، يعرف المتابعون انه في أكثر من مكان وزمان، عندما كان البعض يحشر في سؤال ضيق، من الناحية الدينية انه لماذا تقوم يا امام بهذا الفعل او الافتتاح على الكنائس، والطوائف الأخرى، أو بعض النشاط السياسي، والدخول إلى أماكن تعتبر دينيا موضع تعجب، كان يقول كلمته الشهيرة إنما أعني بالاسلام الذي نؤمن به هو كما يفهمه موسى الصدر، وليس كما يفهمه الآخرون، كان عنده فهما عن الإسلام والدين والانفتاح على الآخر، العمل في سبيل المحرومين الفقراء، القيام بوجه الظلم، مواجهة الكيان الغاصب اسرائيل، العلاقات العربية العربية والعيش الواحد في لبنان.

انا اريد ان اقول ان هذا المفكر الثائر، الثائر على كل السلبيات، على كل الواقع السلبي، لقد تحرك بعقل وبفكر بثورة وانفتاح ومرونة، ما عدا فقط موضوع العدو الاسرائيلي فقد دعا إلى استخدام السلاح في مواجهته، وحتى بالاظافر والأسنان، وهو بدعوته إلى الثورة، غير الواقع السياسي، واجه مطلق الانقطاع السياسي، وفي أي طائفة، فقد دعا إلى عمل سياسي شعبي، يمثل الناس. هنا اريد ان أبين معادلة كان يعمل عليها، وما انتجت هذه المعادلة".

وختم: "عمل الامام الصدر بعلاقات متينة مع سوريا، ومع المقاومة الفلسطينية، لأنه كان يؤمن ان مواجهة العدو الاسرائيلي الذي يطمع بلبنان، وكما حصل لاحقا، بعد تغييب الامام، حصل الاجتياح الاسرائيلي واحتل العاصمة بيروت، والجنوب بكامله، وجزء من البقاع والخ".

من جهته، قال رئيس "تيار الإرتقاء" الشيخ خضر الكبش: "الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر عاد إلى لبنان ووضع أسسا لانطلاقة حركته وعمله على المستوى الدعوي والعملي والاجتماعي والسياسي، انطلق من خلال قول الله تبارك وتعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" .
وأيضا من خلال قوله تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". وعلى مستوى الأمة وعلى المستوى الوطني انطلق أيضا من خلال قوله تعالى: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله".

/110
https://taghribnews.com/vdcgwt9twak9u34.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز