تاريخ النشر2020 21 July ساعة 12:13
رقم : 469808
في ذكرى إستشهاد الإمام الجواد عليه السلام

الامام الجواد عليه السلام في كلِّ أحواله جواد

تنا
قال العلامه الأديب علي بن عيسى إلاربلي (رحمه الله ) الجواد (ع)في كل أحواله جواد وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجوده ،من أجواد ،فاق الناس بطهارة العنصر وزكاء الميلاد و افترع قُلة العلاء ،فما فاز به احد ولا كاد مجده عالي المراتب ،ومكانته الرفيعة تسمو على الكواكب ،ومنصبه يشرُف على المناصب ،إذا آنس الوفد ناراً قالوا ليتها ناره لا نار غالب .
الامام الجواد عليه السلام في كلِّ أحواله جواد
و الامام محمد الجواد (ع) تتارج المكارم من أعطافه ،ويقطر المجد من أطرافه وتًٌروى أخبار السماح عنه وعن آبآئه واسلافه ،فطوبى لمن سعى في ولائه والويل لمن رغب في خلافه.
بهم اتضحت سبل الهدى وبهم سُلَم من الردى وبحبهم تُرجى النجاة والفوز غداً وهم أهل المعروف وأولو الندى.

 الإِمَامُ الجَوَادُ، هُوَ: الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَجْمَعِينَ)، وُلِدَ فِي العَاشِرِ مِنْ رَجَبَ سَنَةَ 195 ه فِي المَدِينَة المُنَوَّرَةِ.
   
 لِلإِمَامِ الجَوَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَعَاجِزُ وَكَرَامَاتٌ كَثِيرَةٌ، وَنَفْسُ تَصَدِّيهِ للإِمَامَةِ وَهُوَ فِي سِنِّ السَّابِعَةِ مِنْ عُمُرِهِ يُعَدُّ مُعْجِزَةً بِذَاتِهَا، هَذَا التَّصَدِّي الَّذِي أَرَادَ المَوْلَى سُبْحَانَهُ مِنْهُ أَنْ يَعْتَادَ الشِّيعَةُ عَلَى قَبُولِ إِمَامَةِ المَهْدِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي صِغَرِهِ الَّتِي سَتُوَاجِهُهُمْ بَعْدَ سِنِينَ، وَمِنْ كَرَامَاتِهِ: رَوَى الشَّيْخُ المُفِيدُ فِي "الإِرْشَادِ" عَنْ دَاوُدَ بْنِ القَاسِمِ الجَعْفَرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَمَعِي ثَلَاثُ رِقَاعٍ غَيْرِ مُعَنْوَنَةٍ وَاشْتُبِهَتْ عَلَيَّ فَاغْتَمَمْتُ فَتَنَاوَلَ إِحْدَاهَا وَقَالَ: "هَذِهِ رُقْعَةُ رَيَّانَ بْنِ شَبِيبٍ" ثُمَّ تَنَاوَلَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: "هَذِهِ رُقْعَةُ فُلَانٍ" فَبُهِتُّ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَتَبَسَّمَ وَأَخَذَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: "هَذِهِ رُقْعَةُ فُلَانٍ" فَقُلْتُ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ.

    سَعَةُ عِلْمِهِ: عِنْدَمَا أَرَادَ المَأْمُونُ تَزْوِيجَ الإِمَامِ الجَوَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) - وَكَانَ لَهُ مِنَ العُمُرِ تِسْعُ سَنَوَاتٍ - مِنْ ابْنَتِهِ أُمِّ الفَضْلِ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ أَقْرِبَاؤُهُ وَخَاصَّتُهُ بِأَنَّهُ كَيْفَ تُزَوِّجُ ابْنَتَكَ لِصَبِيٍّ لَا يَفْقَهُ شَيْئًا فَلَوْ صَبَرْتَ حَتَّى يَكْبُرَ وَيَتَعَلَّمَ. فَقَالَ لَهُمُ المَأْمُونُ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْكُمْ، تَعَالَوْا وَاخْتَبِرُوهُ. فَاخْتَارُوا يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ لِمَسْأَلَتِهِ، وَكَانَ قَاضِي القُضَاةِ يَوْمَهَا، فَسَأَلَهُ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ هَذَا السُّؤَالَ، قَالَ:

     يَا أَبَا جَعْفَرٍ [وَهِيَ كُنْيَةُ الإِمَامِ الجَوَادِ يُنَادَى بِهَا مُنْذُ صِغَرِهِ] أَصْلَحَكَ اللهُ مَا تَقُولُ فِي مُحْرِمٍ قَتَلَ صَيْدًا؟ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): قَتَلَهُ فِي حِلٍّ أَمْ حَرَمٍ، عَالِمًا أَوْ جَاهِلًا، عَمْدًا أَوْ خَطَأً، عَبْدًا أَوْ حُرًّا، صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا، مُبْدِءًا أَوْ مُعِيدًا، مِنْ ذَوَاتِ الطَّيْرِ أَوْ غَيْرِهِ، مِنْ صِغَارِ الطَّيْرِ أَوْ كِبَارِهِ. مُصِرًّا أَوْ نَادِمًا، بِاللَّيْلِ فِي أَوْكَارِهَا أَوْ بِالنَّهَارِ وَعِيَانًا، مُحْرِمًا لِلحَجِّ أَوْ لِلعُمْرَةِ؟ قَالَ: فَانْقَطَعَ يَحْيَى انْقِطَاعًا لَمْ يَخْفَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ المَجْلِسِ انْقِطَاعُهُ وَتَحَيَّرَ النَّاسُ عَجَبًا مِنْ جَوَابِ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ).
     وَلَمَّا شَاهَدَ المَأْمُونُ انْقِطَاعَ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ طَلَبَ مِنَ الإِمَامِ الجَوَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنْ يَقُومَ وَيَخْطِبَ أَمَامَ النَّاسِ ابْنَتَهُ، وَبَعْدَ انْتِهَاءِ مَرَاسِيمِ الخِطْبَةِ طَلَبَ المَأْمُونُ مِنَ الإِمَامِ أَنْ يُجِيبَ عَلَى مَا فَرَّعَهُ مِنْ مَسَائِلَ عَلَى سُؤَالِ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ، فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):

     إِنَّ المُحْرِمَ إِذَا قَتَلَ صَيْدًا فِي الحِلِّ وَكَانَ الصَّيْدُ مِنْ ذَوَاتِ الطَّيْرِ مِنْ كِبَارِهَا فَعَلَيْهِ شَاةٌ، فَإِنْ أَصَابَهُ فِي الحَرَمِ فَعَلَيْهِ الجَزَاءُ مُضَاعَفًا، وَإِنْ قَتَلَ فَرْخًا فِي الحِلِّ فَعَلَيْهِ حَمَلٌ قَدْ فُطِمَ فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ القِيمَةُ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الحَرَمِ، وَإِذَا قَتَلَهُ فِي الحَرَمِ فَعَلَيْهِ الحَمَلُ وَقِيمَةُ الفَرْخِ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الوَحْشِ فَعَلَيْهِ فِي حِمَارِ الوَحْشِ بَقَرَةٌ، وَإِنْ كَانَ نَعَامَةً فَعَلَيْهِ بُدْنَةٌ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ فَلْيَصُمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَإِنْ كَانَ بَقَرَةً فَعَلَيْهِ بَقَرَةٌ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ فَلْيُطْعِمْ ثَلَاثِينَ مِسْكِينًا، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ فَلْيَصُمْ تِسْعَةَ أَيَّامٍ، وَإِنْ كَان ظَبْيًا فَعَلَيْهِ شَاةٌ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ فَلْيُطْعِمْ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَإِنْ أَصَابَهُ فِي الحَرَمِ فَعَلَيْهِ الجَزَاءُ مُضَاعَفًا "هَدْيًا بَالِغَ الكَعْبَةِ" حَقًّا وَاجِبًا أَنْ يَنْحَرَهُ إِنْ كَانَ فِي حَجٍّ بِمِنَى حَيْثُ يَنْحَرُ النَّاسُ، وَإِنْ كَانَ فِي عُمْرَةٍ يَنْحَرُهُ بِمَكَّةَ فِي فَنَاءِ الكَعْبَةِ وَيَتَصَدَّقُ بِمِثْلِ ثَمَنِهِ حَتَّى يَكُونَ مُضَاعَفًا، وَكَذَلِكَ إِذَا أَصَابَ أَرْنَبًا أَوْ ثَعْلَبًا فَعَلَيْهِ شَاةٌ وَيَتَصَدَّقُ بِمِثْلِ ثَمَنِ شَاةٍ، وَإِنْ قَتَل حَمَامًا مِنْ حَمَامِ الحَرَمِ فَعَلَيْهِ دِرْهَمٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ، وَدِرْهَمٌ يَشْتَرِي بِهِ عَلَفًا لِحَمَامِ الحَرَمِ.

     وَفِي الفَرْخِ نِصْفُ دِرْهَمٍ، وَفِي البَيْضَةِ رُبْعُ دِرْهَمٍ، وَكُلُّ مَا أَتَى بِهِ المُحْرِمُ بِجَهَالَةٍ أَوْ خَطَأٍ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ إِلَّا الصَّيْدُ فَإِنَّ عَلَيْهِ فِيهِ الفِدَاءُ بِجَهَالَةٍ كَانَ أَمْ بِعِلْمٍ، بِخَطَأٍ كَانَ أَمْ بِعَمْدٍ، وَكُلُّ مَا أَتَى بِهِ العَبْدُ فَكَفَارَتُهُ عَلَى صَاحِبِهِ مِثْلُ مَا يَلْزَمُ صَاحِبَهُ، وَكُلُّ مَا أَتَى بِهِ الصَّغِيرُ الَّذِي لَيْسَ بِبَالِغٍ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ فَهُوَ مِمَّنْ يَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ، وَإِنْ دَلَّ عَلَى الصَّيْدِ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَقَتَلَ الصَّيْدَ فَعَلَيْهِ فِيهِ الفِدَاءُ، وَالمُصِرُّ عَلَيْهِ يَلْزَمُهُ بَعْدَ الفِدَاءِ العُقُوبَةُ فِي الآخِرَةِ، وَالنَّادِمُ لَا شَيْءَ عَلَيْهِ بَعْدَ الفِدَاءِ فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ أَصَابَهُ لَيْلًا أَوْ كَارِهًا خَطَأً فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ يَتَصَيَّدَ، فَإِنْ تَصَيَّدَ بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَعَلَيْهِ فِيهِ الفِدَاءُ، وَالمَحْرِمُ لِلحَجِّ يَنْحَرُ الفِدَاءَ بِمَكَّةَ. [تُحَفُ العُقُولِ عَنْ آلِ الرَّسُولِ: 453].

الاِمام الجواد عليه السلام ما رآه أحد إلاّ أُعجب به ودُهش ، وما سمع به أحد إلاّ أشاد به وأطراه ، فقد ملكت هيبة الاِمام ومواهبه ونبوغه المبكر عقول وعواطف العلماء والمؤرخين ، فراحوا يسجلون إعظامهم وإكبارهم عبر كلمات المديح والاِطراء عندما يصلون إلى ساحة قدس الاِمام الجواد عليه السلام ليكتبوا عن حياته الشريفة .

مما قيل عدد من العلماء وكبار المؤرخين ـ من غير الاِمامية غالباً ـ عن شخصية الاِمام الجواد عليه السلام ومواهبه الخلاّقة ، وعبقريته المنقطعة النظير ، وما اتصف به من نزعات وأخلاق كانت تحكي خلق وصفات جده الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وآبائه الميامين الاَطهار ، نردفها وفق تسلسل سني وفيات أصحابها ، وهي كما يلي:


1 ـ ابن طلحة الشافعي ( ت / 652 هـ ) ، قال في كتابه « مطالب السؤول في مناقب آل الرسول » عند تعرّضه لترجمة الاِمام الجواد عليه السلام :
( وأما ) مناقب أبي جعفر محمد الجواد . . فما اتسعت له حلبات مجالها ، ولا امتدت له أوقات آجاله ، بل قضت عليه الاَقدار الاِلهية بقلة بقائه في الدنيا بحكمها وسجالها ، فقلّ في الدنيا مقامه ، وعجّل عليه فيها حمامه ، فلم تطل لياليه ، ولا امتدت أيامه . .فإنّه قد تقدّم في آبائه عليهم السلام أبو جعفر محمد الباقر بن علي ، فجاء هذا باسمه وكنيته واسم أبيه ، فعُرف بأبي جعفر الثاني . وإن كان صغير السن فهو كبير القدر ، رفيع الذكر ، ومناقبه رضي الله عنه كثيرة . . .

2 ـ سبط ابن الجوزي ( ت / 654 هـ ) ، قال في « تذكرة الخواص »:

محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام . . وكان على منهاج أبيه في العلم والتقى والزهد والجود . ولما استشهده أبوه . احضره المأمون فأكرمه وأعطاه ما كان يعطي أباه . . وكان يلقّب بالمرتضى والقانع.

3 ـ علي بن عيسى الاِربلي ( ت / 693 هـ ) ، قال في « كشف الغمة »:


الجواد عليه السلام في كلِّ أحواله جواد ، وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة من أجواد ، فاق الناس بطهارة العنصر ، وزكاء الميلاد ، فما قاربه أحد . . ومكانته الرفيعة تسمو على الكواكب ، ومنصبه يشرق على المناصب . له إلى المعالي سموّ ، وإلى الشرف رواح وغدوّ ، وفي السيادة إغراق وعلوّ .

تتأرّج المكارم من أعطافه ، ويقطر المجد من أطرافه . إذا اقتسمت غنائم المجد والمعالي والمفاخر كان له صفاياها ، وإذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها وأسماها . يباري الغيث جوداً وعطية ، ويجاري الليث نجدة وحمية . فمن له أب كأبيه أو جدّ كجدّه ؟ فهو شريكهم في مجدهم وهم شركاؤه في مجده ، وكما ملأوا أيدي العفاة برفدهم ، ملأ أيديهم برفده.



4 ـ أبو الفداء ( ت / 732 هـ ) ، في تاريخه المسمّى « المختصر في أخبار البشر » أو « تأريخ أبي الفداء »:

محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهو أحد الاَئمة الاثني عشر عند الاِمامية . . ومحمد الجواد المذكور ، هو تاسع الاَئمة الاثني عشر ، وقد تقدم ذكر أبيه علي الرضا .

5 ـ الحافظ الذهبي ( ت / 748 هـ ) ، قال في « تاريخ الاِسلام »:

محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، أبو جعفر الهاشمي الحسيني .كان يلقّب بالجواد ، وبالقانع ، وبالمرتضى . كان من سروات آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم . . استشهد ببغداد في آخر سنة عشرين شاباً طريّاً . . وكان أحد الموصوفين بالسخاء؛ ولذلك لقّب بالجواد . . رحمه الله ورضي عنه  .

6 ـ ابن تيميّة الحنبلي ( ت / 758 هـ ) ، قال في كتابه « منهاج السُنّة » مانصّه:

محمد بن علي الجواد ، كان من أعيان بني هاشم ، وهو معروف بالسخاء والسؤدد ، ولهذا سمّي ( الجواد ) . و استشهد وهو شاب ابن خمس وعشرين سنة  .

7 ـ اليافعي ( ت / 768 هـ ) ، قال في كتابه « مرآة الجنان »:

أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ، أحد الاثني عشر إماماً الذين
وكان الجواد يروي مسنداً عن آبائه إلى علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . وكان يقول : « من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنة » .

8 ـ الغزّي ( ت / 1167 هـ ) ، ذكر ترجمة مقتضبة للاِمام الجواد عليه السلام في كتابه « ديوان الاِسلام » ، فقال:
الجواد : محمد بن علي بن موسى ، السيد الشريف أبو جعفر الهاشمي الحسيني ، أحد الاَئمة الاثني عشر عند الاِمامية  .

9 ـ الزِرِكلي ( ت / 1396 هـ ) ، قال في « الاَعلام »:

محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم الطالبي الهاشمي القُرشي ، أبو جعفر الملقّب بالجواد ( 195 ـ 220 هـ / 811 ـ 835 م ) : تاسع الاَئمة الاثني عشر عند الاِمامية . كان رفيع القدر كأسلافه ، ذكياً ، طلق اللسان ، قوي البديهة  .


ومن كلام الامام أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليهما السلام :

قال عليه السلام :

« من هجر المداراة قارنه المكروه ، ومن لم يعرف الموارد أعيته المصادر،
ومن انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة وللعاقبة المتعبة »


وقال عليه السلام :
« قد عاداك من ستر عنك الرشد اتّباعاً لما تهواه »

وقال عليه السلام :
« راكب الشهوات لا تقال عثرته »

وقال عليه السلام :
« الحوائج تطلب بالرجاء، وهي تنزل بالقضاء، والعافية أحسن عطاء »

وقال عليه السلام :
« لا تعاد أحداً حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى، فإن كان محسناً لا يسلّمه اليك ، وإن كان مسيئاً فإن علمك به يكفيكه فلا تعاده »


وقال عليه السلام :
« التحفظ على قدر الخوف »

وقال عليه السلام :
« عز المؤمن في غناه عن الناس »

وقال عليه السلام :

« نعمة لا تشكر كسيّئة لا تغفر »

وقال عليه السلام :
« لا يضرّك سخط من رضاه الجور »

وقال عليه السلام :
« من لم يرض من أخيه بحسن النية، لم يرض منه
 » و صلى الله عليك يا جواد الائمة .


ومما انشد في رثاء الامام محمد الجواد (ع)

وللاَثر البالغ للشعر على مسامع الناس ، ولشدة تعاطفهم مع ايقاعاته الموسيقية ، وميل النفوس إليه ، فقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ من الشعرلحِكَماً ، وإنّ من البيان لسحراً »  .

كما أنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام قد اقتفوا أثر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فاستنشدوا الشعر ، وبعضهم أنشد .

وقربوا الشعراء المبدأيين المدافعين عن الحق والعدل وأهله ، وحثوهم على قول الشعر وأجزلوا لهم العطاء ووعدوهم الجنة . قال الاِمام الصادق عليه السلام : « من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتاً في الجنة »  .


وعليه فقد برز شعراء أفذاذ مثاليون نصروا الحقّ ، ولم تأخذهم في الله لومة لائم ، ونافحوا عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ومدحوهم ورثوهم بأحسن ما يكون المدح والرثاء ، أمثال الشهيد دعبل الخزاعي ، والكميت الاَسدي ، ومهيار ، وكوكبة لا تحصى عداً منذ الصدر الاَول وإلى يومنا هذا . فملاَوا بمديحهم ورثائهم عشرات الدواوين ، وطبيعي أن يكون لاِمامنا أبي جعفر الثاني عليه السلام نصيب من ذلك المديح والرثاء ، باعتباره حلقة من حلقات سلسلة الذهب .

وقد وقفنا على الكثير من شعر المدح والرثاء بشأن الاِمامين الهمامين الجواد وجده موسى بن جعفر عليهما السلام ، وما يختص بالجواد عليه السلام وحده .


1 ـ فأقدم نصٍّ وقفنا عليه في مديح الاِمام الجواد عليه السلام وآبائه الطاهرين عليهم السلام هو للشاعر أبي تمام حبيب بن أوس الطائي المتوفّى سنة « 230 هـ » ، المعاصر للاِمام الجواد عليه السلام . والقصيدة تتألف من « 59 » بيتاً ، وهي ليست في ديوانه المطبوع ، عثر عليها الشيخ حسين علي آل سليمان البحراني فأثبتها كاملة في رياضه ، ومطلعها:
حصحص الحق فاسهري أو فنامي * عـن ملامـي ستحتـوين مـلامي
ثم يصل بعد عدة أبيات إلى غرضه فيقول:
 
ربّـي الله والاَميــن نبيــيِّ ***صفـوة الله والـوصـي إمامـي
ثـم سبطـا محمـد تـاليــاه ***وعلـيّ وبـاقـر العلـم حامـي
والتقـي الـزكيّ جعفـر الطيّب ***مــأوى المعتــوِّ والمعتــامِ
ثم موسى ثم الرضا علم الفصـ ***ـل الـذي طـال سائـر الاَعلامِ
والمصفّـى محمـد بـن علـيّ ***والمعرّى مـن كـلِّ سـوء وذامِ
أبـرزت منـه رأفة الله بالناس ***لتـرك الـظلام بــدر التمــامِ
فرع صدق نمى إلى الرتبة العليا ***وفـرع النبــيّ لا شـك نـامي
فهو ماضٍ على البديهةِ بالفيصل ***مــن رأي هبــرِزيٍّ همــامِ
عالـم بـالاُمور غـارت فلــم ***تنجـم وهـذا يكـون بـالاِنجلآمِ
بالاُمـور التـي تبيت تقـاسيها ***علــى حيــن سكـرة النـوّامِ
هــؤلاء الاُولـى أقـام بهـم ***حجتــه ذو الجـلال والاِكـرامِ
عصبـة لـست منكـراً أننـي ***يفنى قعـودي بحبّهـم وقيامي
 
عاش الإمام الجواد (25) سنة حيث كانت ولادته الشريفة عام (195 هـ) واستشهد مسموماً عام (220 هـ) على يد المعتصم العباسي، ودفن قرب جده الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في بغداد وكان له من الأبناء علي الهادي (عليه السلام) وموسى وفاطمة وحكيمة وخديجة وأم كلثوم .. فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً مع آبائه الطاهرين وأولاده المنتجبين.

اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد




 
https://taghribnews.com/vdce7o8evjh8pvi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز