تاريخ النشر2020 3 June ساعة 17:03
رقم : 464783
في الذكرى السنوية الواحدة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (قدس)

ندوة تحت عنوان «لقاء مع زوار الشمس» عبر الفضاء الإفتراضي (3)

تنا
اقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوة في فضاء الافتراضي  مع نخبة من زواره في النجف وباريس وقم وطهران وذلك في الفضاء الإفتراضي.في الذكرى السنوية الواحدة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (قدس)،
ندوة تحت عنوان «لقاء مع زوار الشمس»   عبر الفضاء الإفتراضي  (3)
و الضيف الاخر للندوة «لقاء مع زوار الشمس»  فضيلة الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة من لبنان من صيدا:

يكفي ان نتحدث عن الامام بعد ٤١ عاما على انتصار الثورة، و٣١ عاما على غيابه، أثارت الذكريات التي آثارها سماحة السيد عيسى شجونا في قلبي، لقد كان أول انسان يصطحبنا إلى طهران في زيارة تاريخية عام ٨١ مع وفد فلسطيني مصغر، والحقيقة اطلعنا على أمور كثيرة، وكان لنا اول لقاء مع الامام الخميني، ولا شك اننا اطلعنا على امور لم نكن لنعرفها، لولا تلك الزيارة الأولى، كتبت بعدها مقالا في السفير، ضد الذين يتوقعون نهاية الثورة، بعد احتمال السقوط وقتها،....

الأسماء الكريمة التي جمعتموها في هذا اللقاء، من السيد عيسى والأستاذ ميشال نوفل الذي كتب اجمل مقال عن الامام لدى عودته من باريس، في صفحات النهار، وركز إلى أن الامام كان مطمئنا إلى أبعد حد لدرجة انا استطاع ان ينام في الطائرة، ان يفرش الأرض وينام، رغم ان رجلا مثله يتوقع نقلة تاريخية لدى وصوله إلى طهران، فيكون متوترا وليس بإمكانه النوم، هذا الاطمئنان بحد ذاته جعل الاستاذ ميشال مشكورا وقتها مادة رئيسية لمقاله،

الاستاذ طلال سلمان سخر جريدته لهذا الأمر،  وكان أمرا مميزا، المهم القول، ان الأخوة الذين ذكرت أسماؤهم في هذا اللقاء، عندهم ذكريات مع الامام اكثر مما عندي، عندي خمس لقاءات مع الامام الخميني رحمه الله، منها اللقاء الأول بوجود السيد عيسئ حفظه المولى، فسلمنا عليه، وحدثهم عنا، ولم يكن الاجتاح قد حصل وقتها وبالتالي لم يظهر خيرنا من شرنا كما يقال.

ثم لقاء في العام ٨٧، بعد مجزرة الحرم، واللقاء كان يضم السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، الشيخ سعيد شعبان رحمه الله، السيد عباس الموسوي رحمه الله، السيد ساجد القوى رحمه الله، وشخصان او ثلاثة ايضا كانوا من ضمن الوفد.

أول كلمة قالها سماحة السيد محمد حسين فضل الله، بثقة، يقول أيها الامام انت انسان عظيم انتصرت وفعلت، فاجاب بجزم، وقال، انا لم أفعل شيئا، الشعب هو الذي فعل، والحقيقة كانت كلمات مؤثرة، تدل على تواضعه وثقته بالشعب، وهذا امر مهم، نادرا ان نجد قائدا عنده النظرة المستقبلية للامور، وعنده القدرة على قيادة شعب بهدا التنوع، وشعب شديد المدراس وليس سهلا، ان يقلد الشعب الايراني والكل يعلم ذلك. وبنفس الوقت يحافظ على تواضع وزهد غير عادي، وبالتالي جمع كل هذه الصفات.
لكن من دون ادنى شك، الصفة الرئيسية هو أنه استطاع بقدرته المميزة، نقل النظرية الإسلامية السياسية، إلى حيز الواقع.

النظرية الإسلامية السياسية برأيي تلخص تقريبا او تلخص مبادؤها الرئيسية، في آية واحدة من سورة واحدة من سورة النحل، " ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت،

مهمة الرسل ليس فقط أن يعبد الله، فحسب، بل ان يحارب الطاغوت، وهذا امر ليس بسيطا، يغيب عن ذهن الكثير من العلماء وآل مفسرين والمعلقين، ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلال فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين.

هذا المبدأ الذي تحدثت به حركات اسلامية كثيرة، وشخصيات اسلامية كثيرة، ولكن احدا منهم لم يستطع نقل هذا الشعار إلى حيز الواقع، هذا الذي ميز الامام الخميني، استطاع نقل هذا الشعار إلى حيز الواقع، متجاوز الانتماء الذهبي والقوي، وبالتالي تحدث عن فلسطين كاجندة رئيسية كال المهمات التي يقوموا بتنفيذها، وكان واضحا في تلك الاولوية التي أعطاها لفلسطين، ولا ازال اذكر مجلة الحوادث، والتي كانت تعتبر من أهم وسائل الإعلام في العالم العربي، ووضعت على الغلاف صورة الامام الخميني مع عرفات رحمهما الله، كتبوا ابو مصطفى الخميني وآية الله عرفات.

وبدلت الالقاب، ثم في الداخل صورة كبيرة. وبالفعل، انا لم ار في حياتي، صورة للأمام الخميني يبتسم الا الصورة التي استقبل فيها ياسر عرفات وتحت الصورة ر" واخيرا ضحك الخميني، .

هنا اعيد الجميع إلى فصل من كتاب الفه المصري، المعروف فهمي هويدي، ايران من الداخل، وصف دقيق وجميل لاستقبال الإيرانيين جميعا لأول وفد  فلسطيني إلى ايران، فضلا عن إعطاء السفارة للفلسطينيين، هذا يمكن أن يقوم به أي رئيس بانطلاقته.

الهام في هذا الموضوع، انه بعد واحد وأربعين عاما لا تزال هذه العقيدة رئيسية، تربى عليها أجيال من الإيرانيين، وينفق من اجل ذلك اموالا طائلة، لا يحصيها احد ويؤلف فيلق القدس الذي هو أكثر الجهات العسكرية اللمولة في إيران.

يعني المقصود ان هذا الشعار، جعله الامام الخميني حقيقيا، وليس شعارا للاستهلاك المحلي كما هي شعارات الزعماء العرب، كما اننا نقول دائما، اي زعيم عربي، واي زعيم سياسي، يمكن أن يحمل قضية فلسطين لمدة عشرين او خمسة عشر عاما، ثم ينتقل من فلسطين الكاملة، إلى جزء منها، الىدولتين، إلى حل مؤقت او كذا كذا، الا ايران ايران الخميني، الذي منذ عام ٦٣ كما يكرر الأخ الاستاذ خامه يار دائما منذ عام ٦٣ ذكر الامام الخميني اسرائيل في خطابه، أكثر مما ذكر الشاه، في العام ٦٣، وهو لا يزال في انطلاقه، اسرائيل وفلسطين، هما دائما في. ذهنه، في النجف، أفتى بالعطاء الخمس والزكاة للثورة الفلسطينية، مع انها في ذلك الوقت كانت تميل إلى اليسار.

و بعدها جاء الدور للرسالة مسجلةمع الشيخ حسين شحادة امين عام ملتقى الاديان وآل ثقافات للتنمية والحوار في لبنان: 

بسم الله الرحمن الرحيم

ساهمت مرجعية النجف الاشرف بصياغة الفقه السياسي والفقه الاصلاحي بضوء التحديات الكبرى التي كانت التي كانت تكابدها أمتنا العربية، مرورا بثورة العشرين ومقاومة الإحتلال البريطاني للعراق وصولا إلى مساندة المقاومة الفلسطينية ومؤازرة كل فلسطين، بجميع أشكال المؤازرة والدعم، غير أن الامام الخميني رضوان الله عليه، تميز بتفاصيل هذا الفقه السياسي والاصلاحي، من خلال قيادته للثورة الإسلامية المباركة ضذ النظام البائد والمستكبروالظالم في ستينات القرن الماضي، حيث جعل من هذا الفقه عن وانا رئيسيا لبحوثه التي كان يلقيها على تلاميذ من تلاميذ الدراسات العليا او ما كان يعرف بالبحث الخارج في النجف الاشرف.

كذلك اينعت دروس الامام الخميني قدس سره وتمخضت عن أفكاره التأسيسية الأولى للمباني الفقهية للحكومة الإسلامية وولاية الفقيه، رؤية فهي ليست اجتهادية عميقة بين الدولة والمجتمع فحسب ، بل بل بين السلطات التشريع ية وآلقضائية والسياسية.
وتخرج من تحت منبره رضوان الله عليه الكبار الكبار من فقهاء الاصلاح والوحدة والقريب، فكانت النواة الأولى الصحوة الإسلامية العالمية بعد عقود مريرة من ظاهرة التمزق والاستلام وآل هزيمة طبعت القرن الماضي في دنيا المسلمين.

عاصرت الامام الخميني رضوان الله عليه وشربت من معينه المبارك من خلال صلاة الجماعة التي كان يقيمها في مدرسة البروجوردي الكبرى، حيث كنت مقيما في رحابها، فترك في قلبي ونفسي أثرا روحيا عميقا.

ومن خلال لقاء خاص حملت اليه رسالة خاصة من مرجعية قم المقدسة تتناول الجانب الإنساني من الحرب الأهلية اللبنانية وتداعياتها المؤلمة وآل حزينة على اللبنانيين بعامة وعلى الشيعة بخاصة.

وقد لفتني من جوابه رضوان الله عليه، عمق تحليله الازمة اللبنانية والتي كانت تستهدف بنظره تصفية القضية الفلسطينية من جهة، وجر لبنان إلى مستنقعات التقسيم ومخططاته الصهيونية الرامية إلى تمزيق المنطقة وتهويد الشرق من جهة ثانية، وتقطيع شرايين النموذج اللبناني للسلم الاهلي والعيش المشترك من جهة ثالثة.

ولا يسعني القول، ان الامام الخميني رضوان الله عليه ، لم يكن مفجر الثورة الإسلامية الإيرانية فحسب، بل بشيرا لمشروع الأحياء الإسلامي وتجديد الثقة بالاسلام كرسالة خلاصة رحيمة، هدفها تحرير الأرض من الظلم والفجور والفساد، ورد الإعتبار لحقوق الإنسان وحقوق المستضعفين المستباحة في زمننا من الوريد إلى الوريد، وقد استمرت علاقتي بالامام الخميني رضوان الله عليه وثورته، من خلال موقعي الرسالي في غرب أفريقيا التي أولادها الامام الخميني عنايته الخاصة، بعكس سياسة الشاه التي كانت تتجاهل آلام وآمال المعذبين في القارة السمراء.

اليوم اعود بالذاكرة إلى وصاياه المضيئة بوجوب ان نعمل على مد جسور التواصل مع جميع امم الأرض بإستثناء راس للإستكبار العالمي أمريكا واسرائيل.

و جاء دور ضيف اخر من ندوة  لقاء مع زوار الشمس : الحاج عبد الشهيد الزهيري احد المقربين من الامام الخميني"قدس"  من العراق في النجف الاشرف :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن اذكر بعض الذكريات مع اية الله العظمى رضوان الله تعالى عليه، كانت هذه الشخصية استثنائية في العالم، وقل في هذا الزمان، حسنة من حسنات الدهر كان رضوان الله تعالى عليه العارف الكامل.

أول ما اقبل إلى النجف الاشرف، وهي مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعاداته سر من الأسرار اقبل إلى مدينة الرسول وهو على بن أبي طالب سلام الله عليه، انا مدينة العلم وعلى بابها وهذا فيه سر، اخذ امداداته من على بكل ما للكلمة من عمق وشمول في شجاعته وعلمه وتواضعه وزهده، كل ما هناك من صفات تاسى بجده امير المؤمنين.

وكان في سنة ٦٥ وانا من المستقبلي له وعمري آنذاك ٢٧ سنة، فاشرقت علينا الشمس من مشرقها وستشرق علينا الشمس من مغربها، ان شاء الله، وها انا اتفاءل بهذا السيد العظيم والذي هو استاذه كان السيد القاضي رضوان الله تعالى عليه، وبشره بذلك، فأقول أن روح الله ثقة ومعنى، له اسوة في المسيح عيسى ابن مريم في قدسيته،

اذكر عندما اوصلناه إلى بيته في ٦٥ وكانت هناك الجماهير من مختلف طبقات النجف الاشرف من علمائها وفضلائها وكتبتها والمريدين له، وانا كنت أحدهم وقابلنا به الى بيته. وحينئذ اخذت اتردد عليه كثيرا وكانت تردداتي عليه في صلاة الجماعة طبعا، وفي بيته كذلك.

مرة من المرات التي اذكرها عن استاذي المنور بنور الله وهو الحاج عبد الزهرا رضوان الله تعالى عليه، المعروف الان وهو من العرفاء قال أين تصلي وخلف من؟ فقلت خلف السيد روح الله الخميني، قال اذا نذهب سويا واصلي خلفه، فاقبل إلى مامع الشيخ مرتضى الأنصاري رضوان الله تعالى عليه، فلما كملت الصلاة، وكانت صلاة الظهر والعصر فاقبل على الامام فتبسم في وجهه وتبسم الحاج عبد الزهرا في وجهه ايضا بلا كلام سوى تبسم فقال لي هذا العارف وكان يخبرني بأمور كثيرة قبل حدوثها، قال هذا من اهل الحال وأهل المعنى وسيكون له شان عظيم.
فلما حدثت الثورة الاسلامية، عرفت مغزى قوله،

والذكرى الثانية، كنت ازوره دائما وفي بيته حيث كان يجتمع الشيخ الفرقان والشيخ رضوان، والسيد محمود دعائي، وباقي المريدين ، كنت احضر في غرفته واسلم عليه، وكنت اقبله في جبهته، وهذه من نعم الله على، وانا اتفاءل بها، من انا اكون حتى اقبل وليا من أولياء الله، واقبل وكيلا من وكلاء الامام، فأنا ارى في هذا التقبيل هو توفيق عظيم، على اي حال فكنت اجلس اليع ولكن الجلسة لو كانت سنة لكأنها سنة، واتمثل بقول الشاعر، فيوم لا أراك كالف شهر وشهر لا أراك كالف عام
على اي حال لو كنت اجلس سنة كأنها سِنة وسِنة فراقها كأنما سنة.

وكان السيد في كل زيارة للأمام الحسين يقوم بها، لا يمنعه صيف  او شتاء او أمور أخرى، ابدأ، مع ان الزيارات آنذاك كانت ممنوعة في العهد البائد كما تعرفون، فكان السيد لا يمتنع منها ابدا، وكأنه ياخذ الثورة من الامام الحسين عليه السلام، يعني المدد من الحسين كما كان يأخذه من امير المؤمنين في كل ليلة يزوره. ما عدا ليلة واحدة، كانت زيارته التي اخبركم عنها وكانت يوم العاشر من المحرم، فلما زرت الحسين أقبلت إلى بيته وكان بين الحسين وابي الفضل العباس وكان البيت للحاج اشكناني الكويتي رحمه الله، وكان من اصدقائي، فذهبت إلى البيت وكان حضور من المريدين والشيخ دعائي والفرقاني فصلينا خلفه صلاة الجماعة ظهرا، حيث لم يكن يلبس العباءة، وهذا ليس من عادته، فجلس وكان يحب اقرأ تعزيه فالسيد كان بكاءا ويحب ذكر الحسين  كما ابنته في السيد مصطفى، رضوان الله تعالى عليه، حين توفي في نفس اليوم، فذكرت على الأكبر ووجدت البكاء منه، لما ابنت ابنه لم يبك، لكنه بكى عند ذكر على الأكبر،، فلما كملت الصلاة في بيته في كربلاء، قمت إلى جانبه وجلست عنه فنزع الامام عمامته ووضعها على الارض، واخذ يجهش بالبكاء، مقدار متر، وقرات ما يؤول إلى مصرع الحسين، وكنت احاول حول المصارع، فلما انتهيت إلى هذه الكلمة، لما اداروا على الحسين من كل جانب وكان، اخذ السيد يبكى بكاء شديدا، فقلت له سيدي مولاي يابن الحسين جدك لما هوى من ظهر جواده على الأرض، هل بقيت عمته، ثم انا قمت بعد ذلك،

هذا السيد كان أعجوبة، إلى جانب عرفانه كان تواصعه العجيب، كا قمة كان جبلا شامخا امام الظالمين، ومن الذكريات، كان يزوره ذاك الوقت من المسؤولين، أقبلوا اليه يريدون منه الاستوكار في موضوع طنب الكبرى وطتنب الصغرى، فقال لهم انتم خاطئون، وفي ذلك الوقت من كان يتكلم هكذا مع المسؤولين، الذين كانوا من قبل الطاغية، انا لا اعترف بحدودكم ولا قوانينكم ولم يكن يعرف الخوف الا خوف الله، ومن خاف الله اخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء.

وسلامي للسيد الخامنئي والسيد حسن نصرالله الذي هو تاج على رؤوسنا، و القائد الامام السيد علي  الذي صرخ في وجوه الظالمين فقال لا والله لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد وله اسوة بعمه ابي الفضل العباس حينما قال والله ان قطعتم يميني اني احامي ابدا عن ديني وعن امام صادق اليقين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 و الضيف الاخر للندوة لقاء مع زوار الشمس : الاستاذ الميشال نوفل الصافي الذي رافق الامام من باريس إلى طهران:

 أنا التقيت بالإمام الخميني (قدس) لأول مرة شخصيا في باريس و تحديدا في ضاحية نوفل لو شاتو وكنت قبل ذلك قرأت كتير من كتاباته كان عبر الوسائل عبر التسجيلات اللي كانت تصلنا الى بيروت من النجف ، أنا لا أ نسى أبدا ولا تغيب عن ذاكرتي صورته البهية تحت  شجرة التفاح في حديقة مقر إقامته في نوفل لو شاتو الطهر الشديد ، النور المحيطة بوجهه، ومن حوله جمع كبير من الطلاب و الصحافيين وكل الناس الذين كانوا في المهاجر العربية والإسلامية معنيين بهذا التحول الكبير في إيران وفي منطقتنا .
لقد أعادت صورته  البهية إلي صورة ابن عربي الذي كان الإمام الخميني يحبه ويجله كثيرا وبالتالي تراءى لي أن إبن عربي تاركا الأندلس وذاهبا إلى القاهرة ومنها إلى الشام وقد تراءى لي أن الإمام يقول له : لقد أعدنا الأمور إلى نصابها الآن ويمكنك أيها الشيخ الكبير ، .. أن إبن عربي كان يسمى بالشيخ الكبير ، يمكنك الآن مع عبد القادر الجزائري شهيد الثورة الجزائرية، يمكنك الآن أن تنام بسلام . هذه الصفة التي تمتنع بها ابن عربي وعبد القادر الجزائري وصعتني تماما في صيغة أخرى، بأن الامام الخميني هو من سلالة الائمة الكبار وسيترك أثرا في تاريخ ايران وتاريخ المنطقة، على اساس انه أمامنا الكبير ...، وقد رأيت في الامام  نورا ورؤية تتفوق وتغلب تشيع السلطة، لأنه كان يريد الحق، وكان يريد الاستقلال، وكان يريد نهضة ايران والعالم الإسلامي، ولم يكن يريد شيئا لنفسه.

و الضيف الاخر للندوة لقاء مع زوار الشمس : سماحة السيد محمد جواد حجازي (مساعد رئيس فرع جامعة آزاد في لبنان) :

الذرة كيف تتكلم عن الشمس والقطرة كيف تصف المحيط والبحر العميق ، ولكن في هذا الوقت المحدود أنا أحب أن أشير إلى ثلاث ذكريات جميلة خالدة  وطبعا بشكل سريع ان شاء الله .

في النجف الأشرف .... ، أما في النجف الأشرف أنا كنت صغيرا الوالد ، والدي السيد مهدي حجازي كان تلميذا للإمام الخميني آن ذاك وكان  يشارك درسه سنين طويلة في بحثه الخارج وأحيانا كان يأخذني معه وانا صغير وانا كنت مع والدي وأشاركه درس الإمام الخميني في النجف الأشرف في مسجد الشيخ الأنصاري ، في يوم من الأيام ، الإمام الخميني أعلن بأنه يريد أن يذهب إلى عيادة آية الله المرجع السيد محسن الحكيم وكان مريضا وكان الإمام الخميني أعلن أنني أريد أن أذهب إلى عيادته وإلى زيارته ، ووالدي طبعا هو كان تلميذ الإمام ومرافقه فذهب وأخذني معه، وذهب معنا بعض العلماء ، ذهبنا عند بيت آية الله العظمى سيد محسن حكيم وفي نهاية المقابلة في العيادة والزيارة ، طبعا الإمام الخميني ودع وخرج  باتجاه الباب و آية الله الحكيم أيضا كان يمشي وراءه وخلفه إحتراما له  وهو صاحب البيت و مشايعة الضيف.. فاسمعوني جيدا ، هناك المصور كان عنده كاميرا و صور المنظر كيف الإمام الخميني يمشي في الامام والسيد الحكيم وراءه وخلفه ، فورا بعد أن صور المصور هذه الصورة الإمام الخميني أشار إلي المصور وأمره أن يحرق هذه الصور.

الله أكبر هذا ما يظهر في هذا الأمر؟ يعني أن الإمام الخميني يمشي في أمام والسيد الحكيم المرجع العظيم يمشي خلفه ، سبحان الله والله العظيم الإمام الخميني آن ذاك كانت مخابرات الشاه والسافاك يريدون ان يهمشوا الامام ليبقى منعزلا، منسيا، مطرودا،  متروكا ، مهجورا،  وربما كان بحاجة إلى وجود هذه الصورة لكي يكتسب اعتبارات في المجتمع آنذاك، ولكن حتى ما أراد أن يستفيد من هذه الصورة أمر بإحراقها، فهذا يدل على إخلاصه وتواضعه وقمة إخلاصه ، هذا مختصرا ومفيدا ذكرى من النجف الأشرف ، ننتقل إلى فرنسا ، أنا كنت آن ذاك في فرنسا في طول إقامتي في فرنسا كل سنة كنا نشارك ونذهب إلى نوفل لو شاتو تلك القرية، ٧٠ كلم غرب باريس، وكنا نشارك في ذكرى احياء انتصار الثورة الإسلامية مع حضور مئات بل آلاف من الموالين ومن الشيعة ومن المستبصرين من عشاق الإمام الخميني، فأنا كنت ألقي محاضرة تحت شجرة التفاح في ثلاث لغات العربية والفرنسية والفارسية  حيث يتواجد المسلمون والشيعة والمستبصرون والفرنسيون ، اسمعوني جيدا أحيانا في مرة من المرات تلك الحديقة أصبحت مزارا فقد رأيت بأم عوآل، كان المسلمون يأتون من أنحاء العالم ويمسحون تراب أرض تلك الحديقة على أعينهم يقولون تبركا و تيمنا ، مرة من المرات وأنا ألقي محاضرة تحت شجرة التفاح الذي كان الإمام الخميني. قد أقام في هذا المكان، كان قد عاش مئة وأربعة عشر يوما بالضبط، في تلك الحديقة المشهورة بنوفل لو شاتو.
 وأنا ألقي محاضرة تحت الشجرة وأثناء ذلك، رأيت بعض الشباب الفرنسيين المستبصرين العشاق للإمام الخميني يأخذون الأعشاب ويضعونها في جيوبهم ، و بعد المحاضرة أتوا نحوي ليأخذوا صورة تذكارية مع شجرة التفاح أنا سألتهم ،  أنا رأيتكم تقطعون الأعشاب من الأرض تتضعونها في جيوبكم لماذا ؟ والله الشباب بدأوا بالبكاء، والدموع جارية على خدودهم، قالوا سيد حجازي نحن عندنا حديقة في بيتنا ونريد أن نأخذ من هذا العشب لأن الإمام الخميني مشى على هذه الأرض نعم والله وهم يبكون، قالوا نحن نأخذ تيمنا وتبركا لحديقتنا من تلك الأعشاب التي مشى عليها الإمام.

أما الثالثة والأخيرة اسمعوني جيدا هذه أول مرة تسمعون هذه الذكرى العجيبة ،
 في قم المقدسة وبعد انتصار الثورة وبعد عودة الإمام الخميني من فرنسا إلى قم و قد رافقت والدي اية الله حجازي وهو كان وكيلا للأمام الخميني، . مع وفد من  أربعين عالما حيث ذهبنا قم وكان يوم نوروز، ذهبنا لزيارة الإمام، وأنا كنت شابا مراهقا وعندي كاميرا  تصوير هذه الزيارة، الله أكبر والله صورت الإمام الخميني مع مجموعة من العلماء ووالدي في غرفة بسيطة متواضعة جدا وهو جالس على الأرض، وفي نهاية اللقاء لما خرج والدي والعلماء أنا بقيت لكي أصور الإمام الخميني فجلست امامه، وسألته سؤالا عجيبا ، الإمام جالس ورأسه على الأرض ويده على يده، سألت الإمام بعد وقت مضى، .سألته، وكنا نفكر بأنه نائب الامام الحجة سلام الله عليه، أيها الإمام هل أنتم تشرفتم بلقاء الامام الحجة سلام الله عليه، كنت أتصور انه سيتحدث عن امام العصر وهكذا، كنت أريد أن أسمع منه . الجواب  هو لم يجبني على سؤالي  ولكن أخذت جوابي وقبلت يده وخرجنا .

و الضيف الاخر للندوة المهندس مصطفى غلوم عباس عضو رابطة الصداقة الكويتية الإيرانية  من الكويت : 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا روح الله الموسوي الخميني في ذكرى وفاتك الواحدة والثلاثين، ابدأ بشعر لحافظ
ألا يا أيها الساقي أدر كأسا وناولها
وفي نهاية الشعر يقول
متى  ما تلقى الله دع الدنيا واهملها
فعلا عندما نلتقي في الامام الراحل رضوان الله عليه، ننسى الدنيا وما فيها
لقد تشرفت في لقاء الامام في ثلاث مواطن من الجغرافيا، في النجف الاشرف بعد مرور شهر من الانقلاب العسكري للبعثيين، اي في شهر أغسطس، ١٩٦٨ وذهبت إلى بيته وهناك اخذت منه كتاب ولاية الفقيه، لم يكن على شكل كتاب إنما على شكر جزيئات بطابعة الستانسل، القديم، وكانت هذه أول مرة يخرج كتاب من النجف خارج العراق، وتم طبعه بعد ذلك في الكويت، ثم زرته مرتين في باريس عندما كنت طالبا ادرس في جامعة بريطانية، وبعد وصول الامام ذهبت إلى باريس وكان سؤال في ذهني، كيف يستقبلنا الامام مع هذه الحشود، فلبسنا اللباس العربي ووصلنا إلى بيته، والحمد لله استقبلنا وهناك قال لي اهتموا واقيموا الصلاة، وبعدما فكرت ونحن من المؤمنين نصلي، الامام ركز على إقامة الصلاة في الغرب، وبعد ذلك عرفت معنى إقامة الصلاة عند الإمام رحمة الله عليه، وبعد عودتي وانتهاء دراستي في بريطانيا، رجعت إلى الكويت، وبدأت بالعمل خدمة للمسلمين، وبنيت بحمد الله تعالى اكثر من ثمانين مسجدا في عدة مدن في العالم واغلبها في شبه القارة الهندية، وإيران وغيرها، وهذا لاقامة الصلاة، وهذا من بركات الامام، فقد قال لي الامام جملة أخرى، ان هذه الثورة، عبارة عن شجرة سنسقيها بدماء الشهداء وستثمر، وكل المسلمين في العالم سيأكلوا من ثمار هذه الشجرة.

اليوم نرى كل بقاع الأرض، تنعم باكل ثمرات الثورة الإسلامية، وبركات جهود الامام.
ففي اسبانيا نرى التفسير وآل تنوير للإسلام، وفي فرنسا وأوروبا وآسيا، وفي كل بيت، هناك يكفي ان امرأة عجوز، في قرية هندية، تصلي وتدعو للأمام الخميني.

وهناك الكثيرين حتى التقيت الرهبان والهندوس البوذيين، والتقيت بأحد قادة البوذيين، يقول لي اننا أناس معنويين، نسألهم الفكر المعنوي والروح اني من شخصية الامام الخميني، التقيت به في طهران عام ٨٣ وكانت عندي أمانة فذهبنا إلى بيته، ودخلنا وجلسنا على الأرض وكان الامام في غرفة يشاهدها الجميع ويلتقي بالناس.

وكان السيد أحمد رحمة الله عليه، قد احضر لنا الشاي وشربنا مع البسكويت، وكنت أود أن أرى الامام، ونحن كنا ثلاث اشخاص، وقال، أصدر الامام بيانا لا يلتقي بالمسؤولين كعادته، فقلت للسيد احمد انا لست مسؤولا ايرانيا، انا عاشق للأمام، وإذا لم التقي به وأخرج من البيت ساصاب بجلطة، فأقول ان احمد قاتلي، ثم مباشرة وضع السيد أحمد عباءته على كتفه ودخل إلى غرفة الامام وقال له يوجد ثلاثة اخوة من الكويت، فقال دعهم يدخلوا، فتفضلنا وتشرفنا بزيارته وكان لدى أمانة أعطيته اياها، اما الجملة التي هزت كياني لم يقل لي اشكرك، قال الإسلام يتشكر منكم، يعني انا لا شيء مقابل الإسلام وكانت هناك مسألة شرعية ضرورية للإخوان، فسالته واجابني، هذا هو الامام الخميني، حقيقة ان النظر اليه يشعرك كانك امام الشمس، نوره يخترق أبصار القلوب كما في الشعبانية، ويصل إلى معدن العظمة في قلب الإنسان، نرى نوره في كل قرية في اسيا وحتى في أمريكا اللاتينية، واليوم نرى كيف نوره في نيجيريا وفي تشيلي وفي فرنسا وفي ألمانيا وكل بقاع الأرض، نرى ذلك النور في قلوب المؤمنين العشاق.
نورهم يسعى بينهم، هذا مصداق النور الإلهي الذي نراه.
نرى من إنجازاته خارج ايران كيف تحولت صلاة الجماعة من صلاة مقدسة إلى أن كل العالم الان في خطب الجمعة يتكلمون عن الأمور السياسية وغير السياسية، نرى كيف أن الجماعات الإسلامية بدأت تدخل في البرلمانات الدولية. بعضهم استمر فاخذ مناصب قيادية في الدولة.
نرى كيف أحيا فريضة الحجاب في العالم، لما كنت في لندن مع زوجتي، في مدينة لانشستر وكانت زوجتي هي الوحيدة المحجبة، اما الان فاغلب المسلمات حيث اكثر من ٧٠ بالمئة من المسلمات في بريطانيا محجبات.

كما أن اهتمامه بالمقاومة أدى إلى إنجازات الهية عظيمة للمقاومة.

كما أنه حث على التقارب بين المذاهب الاسلامية، واليوم نرى أقرب ما نكون اليه بين المذاهب الاسلامية، في عصرنا هذا ويومنا هذا.

وأعطى الناس والشعوب حق المطالبة بحقوقهم، وخلال الاسبوع الماضي   نرى كيف أن وعلى شاشة السي ان ان نرى كيف أن الشعب الأمريكي المستضعف منهم يطالب بحقوقه من السلطة الديكتاتورية في البيت الأبيض والبنتاغون والسي اي اى.

اليوم تحول الامام إلى رمز للعطاء بكل معنى الكلمة، النقطة الأخيرة للقائي في باريس مع الامام، عندما رجعت في السفرة الثانية، و.. الاسبوع الاول من يناير وكانت المطارات مليئة بالثلج، فلما جئت إلى مطار باريس، قالوا لي انه لا توجد طائرات إلى لندن وكنت استأذنت زوجتي انني اذهب صباحا إلى الأمام وتسليمه الامانة وارجع مساء إلى لندن، إلى زوجتي وولدي، وكان رضيعا في ذلك الوقت، وقالوا لا يوجد طائرة ولا يعلمون ايمتى ستكون، وبدأت ادعو وانا جالس في غرفة الانتظار، وقلت يا رب انا جئت إلى هذا الشايب العجوز والذي له عندك مكانة، فإذا انت تحبه فأرسل لي طائرة، وبعد حوالي ساعة، أعلنوا عن وجود طائرة إلى مطار جاتويك غرب لندن، والجميل في القصة، اننا كنا نقف في الطابور واصبحت مليئة، وكان أمامي زوج وزوجته، فقالوا لهما لا يوجد الا مكان واحد في الطائرة، اما انت او زوجتك، فقال لا اذهب انا وزوجتي، ثم ترك المكان واتيت وسجلت اسمي وركبت الطائرة، ووصلن منتصف الليل ثم ذهبت إلى مطار هيثرو ومنه إلى البيت.
إن بركات الامام قد عمت الكرة الأرضية، انا زرت العالم في إندونيسيا وفي بنغلادش وغيرها، يكفي ان نرى صورا للأمام في مخيمات اللاجئين، في بنغلادش، ما هي علاقتهم غير ان النور دخل في قلوب هؤلاء، وهم لا ينتمون إلى مذهب الامام، لكن عشقهم له، هو الذي انار قلوبهم، هناك قرية في تشيلي لشخص مسيحي يدير ديرا صغيرا هناك، وذهبت الي بيته وقد علق صورة المسيح وجنبها صورة الامام، فليات كل فلاسفة العالم، ان يفسروا لي كيف هذا إلا أنه العشق قد دخل قلب عاشق، ولا يمكن اي تفسير مادي اخر لهذه المظاهر.

اشتركت لأكثر من خمس وعشرين ذكرى لا تحال الامام وكنت اترجم هناك، كان مندوب موغابي رئيس زيمبابوى، كان حاضرا في المؤتمر فسالته عن سبب مجيئه، قال انا مبعوث موغابي إلى طهران، وكان يود ان يعرف المشتركات بينه وبين الامام، فهو عنده ثورة وانا عندي ثورة، انا حاربت الاستعمار وهو كذلك، وهو من الجماهير وانا ايضا، وكان يقارن نفسه مع الامام، لكن الامام محبوب وانا لست محبوبا، فما هو سر ذلك؟ وبدأت التحدث اليه، وطلبت منه زيارة بيت الامام ومقارنته مع قصر موغابي، وانظر الفرق، الحاشية وغيرهم، وقد نقل هذا الكلام إلى الزعيم موغابي، وقد دعاني موغابي إلى زيارة زيمبابوى، لكن لم تصدف ان زرته هناك،

هذه خواطر جيدة، اتمنى الان ان اقول ان الامام السيد الخامنئي لا يقل عن الامام الخميني، واصف بذلك، لولا الرسول صلى الله عليه وآله، وننظر إلى الأمام على عليه السلام، وهو امام لا نظير له، الا رسول الله صلى الله عليه وآله، وإذا قارنا ولي أمر المسلمين الامام الخامنئي فهو لا يقل عن الامام الخميني في عطائه وزهده وتقواه واداره السياسية و الثقافية، والمسؤوليات التي تقع على، فهو امام يجسد الخميني.

 و الضيف الاخر للندوة الدكتور طوني الحاج استاذ اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية سابقا : 
كنت قد دعيت لأول مرة إلى ايران وكانت لزيارة الامام الخميني رحمه الله، وكانوا قد عونا للزيارة فدخلنا الحسينية الملاصقة لمنزله، وعندما تنظر إلى الحسينية وإلى المنزل لترى مكانا متواضعا بعيدا كل البعد عن الزخرفة والمدينة الزائلة، فتقول ايمكن لهذا الرجل العظيم الذي ملأ الدنيا وشغلها ايمكن ان نراه الان.

تدخل إلى الحسينية لترى الزهد والتواضع، ليرى العلم، لترى النظرة الثاقبة والمحبة وترى البسمة. كنت دائما أتساءل حين تعوفت إلى العديد من الأصدقاء الإيرانيين في زياراتي المتكررة إلى ايران، كنت أتساءل ان هذه الصفات الطيبة للشعب الايراني صفات ثقافية كبيرة، صفات إيمانية جميلة، صفات تنم عن شعب ذكي متحضر ذو مرتبة عالية من الزهد والصلاح.

واذا نظرت إلى الأدب الفارسي، كوني أستاذا للغة الفارسية لفترة طويلة من الزمن، تقول انا ارى الأدب الفارسي وجمالياته، وعذوبته ولطافته، أرى الكتابات الإيرانية الجميلة.
فقد جعلت هذه الزيارة تجيب عن هذا التساؤل في نفسي، عرفت ان الشعب ان كان في كتاباته الأدبية والثقافية والعالمية والاجتماعية، يحاول ان يتماهى مع هذه الشخصية الكبيرة، مع شخصية الامام، اقول من خلال نظرة عينيه حينما كنا في المحاضرة التي اشبعتنط علما ونورا وثقافة،. اقول ان عينيه تمتد لتشمل كل محبيه، وكل عارفه، وكل صفات الكرامة والعنوان وآل مكرمة والطيبة والذكاء المميز.
الشعب الذي يتماهى بهذه الصفات، انه يتماهى ويتباهى بصفات الامام، اقول ان عظماء الإنسانية يختلفون عن غيرهم من بني البشر، وإن عطاءهم لا يتوقف عندما يرحلون عن هذه الدنيا الفانية باجسادهم، وعلى راس هؤلاء العظام، سماحة الإمام الخميني رحمه الله، التي كانت حياته مفعمة بالخير والبركة للانسان ية جمعاء ولكل المستضعفين في العالم اجمع.

استمر هذا العطاء بعد وفاته حتى لا زالت دولته الإسلامية التي إقامتها في إيران شامخة صامدة بوجه الرياح الآتية التي تهب عليها من جميع الأطراف.

كما أن الكلمات الخالدة التي تضمنتها وصاياه، امست مصابيح هداية تضيء الدرب لكل عشاق الحق والحرية في أركان الأرض، الامام الخميني صانع التاريخ حيا وميتا، اقول هذا الكلام ان الله قد شاء ان يعطي هذا الإمام عشر سنوات أخرى من عمره فقط ليرسي الثورة الإسلامية على أسس متينة.

إن شخصية الامام الخميني رحمه الله ستبقى قوة ملهمة لعقود طويلة قادمة، لقد قدر لهذا الرجل ان يصنع التاريخ حيا وميتا  وشكرا.

\110
 
https://taghribnews.com/vdcbwabafrhb0zp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز