تاريخ النشر2020 31 May ساعة 09:05
رقم : 464336
فيتو «روسيّ ـــ صينيّ» لمنع تعديل مهامّ اليونيفيل

تعديل مهامّ قوات لقوات اليونيفيل في لبنان يضمن المصالح الاحتلال

تنا
يقف الموقف الروسي والصيني والقلق الأوروبي حائلاً أمام المحاولات الأميركية والإسرائيلية لتعديل مهامّ قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.
تعديل مهامّ قوات لقوات اليونيفيل في لبنان يضمن المصالح الاحتلال
لم يكن قرار الحكومة اللبنانية ، بالتمديد لقوات اليونيفيل لمدة سنة واحدة، قراراً مفاجئاً، وخصوصاً بعد المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة حسان دياب من الجنوب قبل ايام، بالتأكيد على التمسّك بالقوات الدولية.

وبين قرار الحكومة، والتمديد للقوات الدولية في مجلس الأمن خلال الشهرين المقبلين، تبقى النتائج مرهونة بحجم التجاوب الأوروبي مع الضغوط الأميركية والإسرائيلية الرامية إلى تعديل مهامّ هذه القوات بما يضمن المصالح الإسرائيلية في الجنوب وعرقلة عمل المقاومة وإيجاد شرخ بين المقاومة والجيش.
 
ومع أن الموقف الألماني بدأ يميل إلى الكفّة الأميركية الإسرائيلية، لا يزال الفرنسيون والإيطاليون، الذين يشكّل جنودهم العدد الأكبر من القوات الأوروبية في الجنوب، يقفون على ضفة معارضة تغيير المهامّ، خوفاً من تداعيات التغيير على جنودهم. إلّا أن كل المحاولات الأميركية لن تجد طريقها إلى التنفيذ في مجلس الأمن.
 
و حسب الصحافة اللبنانية فإن الفيتوين الروسي والصيني جاهزان للتصدي لهذه المحاولات. وعلى ما أكّدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى  فإن «روسيا متمسّكة بالاستقرار في الجنوب وبدور القوات الدولية كما هي من دون تعديل، وتعتبر الخطوات الأميركية مزعزعة للاستقرار، وهذا الالتزام يأتي في إطار حرص روسيا على القانون الدولي وسيادة الدول على أراضيها».
 
مطالبات أمريكية بشأن إعادة النظر بالتفويض الممنوح لقوات "اليونيفيل" الأممية، لكنها تحمل أكثر من وجه، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الأمر بحزب الله.

المواقف الأمريكية الأخيرة تلت جلسة مغلقة لمجلس الأمن بواسطة الفيديو، قدم خلالها المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، إحاطة بشأن أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول تنفيذ القرار 1701.
 
لكن إضافة كرافت بـ "إنه اقترب موعد تجديد تفويض القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، هذا الصيف، وأنه يجب على مجلس الأمن أن يعمل لضمان أن تكون قادرة على العمل كقوة فاعلة ومؤثرة".

فسره الخبراء أنها محاولات مستمرة من الجانب الأمريكي للضغط على لبنان، وبخاصة حزب الله، وهو ما تضمنته إشارتها: "أنه لا يزال ممنوعا على "اليونيفيل" أن تنفذ تفويضها، وأن "حزب الله" تمكن من تسليح نفسه وتوسيع عملياته".
 
بحسب حديث الخبراء لـ"سبوتنيك"، أن واشنطن تريد تنفيذ "اليونيفيل" تعليمات الإدارة الأمريكية، وأن قولها: "يجب على مجلس الأمن إما أن يسعى إلى تغيير جاد لتمكين اليونيفيل، وإما أن يعيد تنظيم العاملين لديها ومواردها بمهمات يمكنها تحقيقها"، يؤكد مساعي إدارة ترامب لزيادة الضغوط وتوجيه القوة للقيام بعمليات لصالح إسرائيل.
 
من ناحيته، قال العميد، شارل أبي نادر، الخبير الأمني والاستراتيجي اللبناني، إن "الضغوط الأمريكية تدخل ضمن معركة إسرائيل على لبنان بشكل عام، وعلى حزب الله بشكل خاص".

وأضاف ، أن "واشنطن كانت دائما تلعب لعبة "الاحتلال الإسرائيلي" في الملف، لكن عمليا فإن "دولة الاحتلال" هي المعتدية دائما في لبنان وسوريا والمنطقة"، موضحا أن حزب الله لا يقوم بأي عمل يناقض القرار 1701، بينما إسرائيل تتابع  اعتداءاتها باستمرار في اختراق الأجواء اللبنانية، وفي تخطي الخط الأزرق في نقاط متحفظ عليها على الحدود مع لبنان.
 
وتابع شارل أبي نادر أنه "منذ فترة استهدفت سيارة مدنية، على المعبر بين لبنان وسوريا، بحجة انتقال عناصر لحزب الله، في حين أن الأخير لا يقوم بأي إجراء عدواني تجاهها"، ويرى أبي نادر أن: الضغوط تبقى على الأمم المتحدة، وعلى لبنان، لكن دون جدوى، خاصة في ظل عدم وجود أي شيء ملموس تمنعه "اليونيفيل".
 
الشكوك الدائمة بأن حزب الله يمتلك ويخزن أسلحة نوعية وصواريخ، يراها أبي نادر "عمليات مستحقة للحزب"، كما تطور أمريكا وإسرائيل ويمتلكان أخطر الأسلحة، وأنه "من الطبيعي أن يقوم حزب الله بامتلاك ما يؤمن الحماية للبنان وله".

وشدد على ضرورة "أن يمتلك حزب الله الصواريخ، خاصة أن الجيش اللبناني ممنوع من امتلاك أية أسلحة أو صواريخ دفاع جوي، لحماية الأجواء اللبنانية من الاعتداءات الإسرائيلية ومن الخروقات الدائمة".
 
إن الحكومة اللبنانية تتجه للتشديد أكثر  لناحية الطلب من المنظمة الأممية أن تعمل أكثر لإجبار إسرائيل على الالتزام بالقرار ١٧٠١، ووقف اختراقها للسيادة اللبنانية.
 
ومضى بقوله: "الهدف من التصويب على عمل "اليونيفيل" بزيادة الضغط عليه، لإجباره على أن يكون عمله موجها، كما تريد واشنطن بالكامل، مع أنه غير بعيد كثيرا حاليا عن ذلك، إنما تريده أن يأتمر من غرفة عمليات إسرائيلية أو أمريكية".
 
واستطرد بقوله" واشنطن وخاصة مع الرئيس ترامب، تأخذ الضغوط دائما للسير بأجندتها من الناحية المالية وتمويل المنظمة الدولية، كما تصرفت مع منظمة الصحة العالمية، ومع الكثير من المؤسسات التي كانت تساهم في تمويلها، حيث تضغط عبر التهديد بحجب الأموال". 
 
من ناحيته، قال المحلل السياسي، محمد سعيد الرز: إن "الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سلة ضغوط متكاملة، سواء على لبنان أو المنطقة".
 
وأضاف أن "حالة من التجويع الحقيقية يعيشها لبنان، تتمثل أدواتها في رفع سعر الدولار على حساب العملة الوطنية، يواكبها ارتفاع كبير في أسعار السلع، وتهديد ودائع الناس في المصارف"، متابعا:
 
حين الحديث عن الحلول تطرح دول القرار في العالم وفي مقدتمها الولايات المتحدة، مشاريع التسوية:
 
سواء عبر ترسيم الحدود البحرية مع "الاحتلال الإسرائيلي"
 
وتقليص نفوذ حزب الله وسلاحه الصاروخي،
 
وتوسيع وتطوير عمل قوات الطوارئ الدولية على الحدود مع فلسطين المحتلة.
 
وتمتد الضغوط إلى عموم المنطقة، سواء بتكثيف الغارات الإسرائيلية على سوريا، أو بإعادة إطلاق "داعش" في العراق، أو بالعمليات الإرهابية هنا وهناك.
 
و من جانب اخر أكد رئيس الحكومة  حسان دياب تمسّك لبنان بتطبيق القرار 1701، داعيًا الامم المتحدة الى فرض احترامه على "اسرائيل" التي تخترق السيادة اللبنانية وتتوعّد لبنان وتوحي للرأي العام الدولي بأنها أقوى من قرارات الامم المتحدة.
 
دياب وخلال زيارته الأربعاء الماضي مقر اليونيفيل في الناقورة برفقة وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون، في جولة على المراكز في الجنوب، توجه بنداءٍ الى العالم ليفرض على "اسرائيل" الانسحاب من المياه والاراضي اللبنانية لأن استمراره يمنع تثبيت الاستقرار".
 
وفي السياق، شدد دياب على أهمية استمرار تنسيق قوات اليونيفيل والجيش اللبناني منعًا لأيّ التباس، ممّا يسهّل مهمّتها ويُعزّز الثقة بينها وبين أبناء الجنوب.
 
ولفت إلى أن الحاجة الى قوات اليونيفيل ما تزال ضرورية وملحة في ظل انتهاكات اسرائيل للسيادة اللبنانية برًا وبحرًا وجوًا".
و، توجه دياب بالتحية للجنرال دل كول وقوات الامم المتحدة العاملة في لبنان، قائلاً "أشد على ايديكم انتم من تتعرضون لضغط من جانب "اسرائيل" التي تتحدى دوركم وتعرقل مهمتكم".
 
بدوره، قال دل كول إنه يتطلع للعمل مع الحكومة والجيش اللبناني لتطبيق القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701.


اعداد و تدوين
علي اكبر بامشاد

 
https://taghribnews.com/vdcfmjdjvw6dvma.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز