تاريخ النشر2020 21 May ساعة 14:05
رقم : 463350
في يوم القدس العالمي..

حجة الإسلام شهرياري يدعو المسلمين لاعلان العداء لفيروس الصهيونية المنحوس

خاص-تنا
شارك الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في ملتقى بعنوان "القدس والمقاومة " عقد الكترونياً يوم أمس الأربعاء، حيث وصف الكيان الصهيوني بأنه يشبه فيروس الكورونا وأكد أن على العالم الإسلامي أن يُعلن في يوم القدس العالمي هذا العام رفضه الشديد وعدائه لهذا الفيروس المنحوس.
حجة الإسلام شهرياري يدعو المسلمين لاعلان العداء لفيروس الصهيونية المنحوس
وأفادت وكالة التقريب بين المذاهب الإسلامية، ان الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، حجة الإسلام والمسلمين حميد شهرياري، ألقى كلمة في المؤتمر الذي شاركت فيه شخصيات إسلامية بارزة.
وفيما يلي نص كلمة الأمين العام:

بسم الله الرحمن الرحيم
في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالنعمة والبركة في هذا الشهر الكريم، وأن يشملنا برحمته.

يوم القدس العالمي هو اليوم الذي تتجلى فيه وحدة الأمة الإسلامية ويرتفع صوت المؤمنين ضد الظلم والتزوير في مسيرات كبرى لادانة الظالمين وأعوانهم.

في هذا العام يعاني العالم أجمعه من مرض الكورونا، سترفع الشعوب صوتها ضد الظلم عبر العالم الرقمي ليصل إلى أسماع العالم، وسيسجلون حضورهم عن هذا الطريق لتأكيد غضبهم تجاه من ساهموا في آلام الشعب الفلسطيني.

احتل الكيان الصهيوني أرض فلسطين منذ أكثر من سبعة عقود، واستخدم أقذر أشكال الإرهاب العنصري لتشريد الشعب الفلسطيني، لذلك عاش ملايين الفلسطينيين في أسوء الأحوال وتشردوا.

مارس الصهاينة أنواع الضغوط ومنها هدم المنازل وقطع الخدمات الضروري عن سكان هذه الأرض ليجبرونهم على ترك أرضهم. وقاموا بتغيير ديمغرافية البلاد عامدين عن طريق بناء المستوطنات ومارسوا خلال هذه العقود أنواع التخريب والقتم والحروب ضد الشعب الفلسطيني.
 
إن الممارسات الصهيونية تشبه إلى حد كبير تصرفات فيروس الكورونا؛ فكلاهما يدمر الجسم السليم ويقضيان عليه. لذلك سيعلن العالم الإسلامي في يوم القدس من عامنا هذا رفضه الشديد لهذا الفيروس المنحوس.
 
أنا أؤكد اليوم وفي كلمتي هذا أن العالم الإسلامي يحتاج الوحدة من اجل مواجهة هذه العوائق، وهذه الوحدة بدورها تحتاج إلى هيكلية جديدة بعض ميزاتها كما يلي:

بعد أربعة عقود على إقامة الجمهورية الإسلامية، نحن الآن متجهون إلى تدوين برنامج جديد للعقود الأربعة القادمة تحت عنوان الخطوة الثانية أو المرحلة الثانية للثورة الإسلامية، وفيما يلي أوضح عناوين هذا البناء الجديد إذ لابد من إعادة بناء العلاقات داخل منظومة العالم الإسلامي لتحقيق الآمال الكبرى الأساسية للأمة ولمواجهة نظام السلطة الأجنبية وتحقيق الانتصار على الساحة العالمية.

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"
هذا البناء يقوم على أربعة محاور:

الأول الابتعاد عن التفرقة وعن أية ممارسات عدائية داخل المنظومة الإسلامية

الثاني التعاون في العالم الإسلام

الثالث التعاضد والتكامل بين الشعوب الإسلامية

الرابع بناء الذات في الشعوب المسلمة وتنمية المعنوية والأخلاقية

الخامس وهو الأسمى: تحقيق بناء الحضارة الإسلامية الحديثة

وأود في حديثي هذا أن ألفي الضوء على كل واحد من هذه المحاور

الأول الابتعاد عن التفرقة وعن أية ممارسات عدائية داخل المنظومة الإسلامية

هذا المحور يتحقق على ثلاث مراحل: في المرحلة الأولى يجب ابعاد الحروب عن العالم الإسلامي والسعي لاقامة علاقات سلمية بين الدول الإسلامية

" وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ َ"

وفي المرحلة الثانية يجب ابعاد شبح النزاعات عن العالم الإسلامي واحلال الوئام والتعاطف بين أجزاء المنظومة الإسلامية. فالنزاعات القومية والقبلية والطائفية تضر بالعالم الإسلامي أي إضرار. والإسلام نهى عن هذا النوع من النزاعات: " وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ "

وفي المرحلة الثالثة يجب اخلاء الساحة من أي نوع من الاهانات وكسر الحرمات. لابد لكل مسلم أن يحترم غيره من المسلمين فيما عندهم من آراء تخص مذهبهم. لابد من الحوار بين المذاهب الإسلامية المختلفة على أن يكون هذا الحوار قائماً على أصول الأخلاق الإسلامية وان يكون بعيداً عن الإهانة واللعن والتكفير أي أن يبتعد عما يريد الأعداء من إثارة الاختلافات بين المسلمين. فالله سبحانه امر أن تكون الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنية والجدال بالتي هي أحسن:

" ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ "

والجدال بالتي هي أحسن يعني اتخاذ موقف المرونة والمحبة مقابل التعنت واللجاج ولا يجوز للمسلم أن تصدر منه أية إهانة تجاه مقدسات الآخرين فذلك يتعارض مع تعاليم قرآن الكريم

المحور الثاني: التعاون في العالم الإسلامي. هذا التعاون يجب أن يكون بشكلين:

الأول: التعاون لمساعدة المظلومين وإزالة الفقر والبطالة والاستضعاف في العالم الإسلامي. لدينا في العالم الإسلامي إمكانات ضخمة بينما تضج كثير من البلدان الإسلامية بالفقر والحاجة والعوز، لابد من استثمار هذه الإمكانات على طريق سد الثغرات.

الشكل الثاني من التعاون هو تشريك المساعي للغلبة على ظاهرة الهيمنة المفروضة على العالم الإسلامي. فالمسلمون أمام عدو مشترك وحاد يحاول تشويه صورتهم وصورة الإسلام بخلق داعش وامثال داعش. وسعى إلى طمس الصورة الإنسانية والرحمانية للإسلامي. وهذا العدو الذي هو في الواقع عدو القرآن وعدو نبي الإسلام ص مدعوم بأصحاب الثروة والقدرة ويسعى إلى قرض سيطرته الظالمة.
 
المحور الثالث التعاضد والتكامل بين الشعوب الإسلامية. كثير من المهام والمشاريع لا يمكن أن يقوم بها بلد لوحده. والتكامل يعني ضم الإمكانات مع بعضها لإنتاج قوة جديدة لم يكن يمتلكها بلد لوحده.

دائرة تكامل الشعوب الإسلامية يمكن أن نتصورها في خمسة أقسام على الأقل:

في مجال الأمن، في مجال العلوم، في مجال الثروة، في مجال القوة والخامس التكامل في مجال الخدمة.
المحور الرابع بناء الذات في الشعوب الإسلامية والتنمية المعنوية والأخلاقية وهو المحور الذي يلخص الهدف من المحاور السابقة، إذ ان كل مساعي التكامل والتعاون لابد أن تنتهي بالقرب من الله سبحانه وتحقيق المشروع الإسلامي، فالإنسان خليفة الله في الأرض ولا بد أن يتأهل لحمل مسؤولية الخلافة باتباع القرآن الكريم وسنة رسول الله (ص). لابد من بناء الذات وأن نكون دقيقين في مراقبة أخلاقنا وسلوكنا وأن نلتزم عملياً بتعليمات رب العالمين وأن نشجع الآخرين على هذا الالتزام عن طريق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولابد أن يتحلى المسلمون بالصدق والشجاعة والعفة والشعور بروح الاخوة والإيثار والتواضع والتوكل.

ثم هناك ما يجب تحقيقه من عملية بناء الذات في المجتمعات الإسلامية وهو التقريب بين المذاهب الإسلامية وتقوية روح الأخوة الإسلامية مع ملاحظة ان كل مذهب حر فكرياً وعملياً في ممارسة تعاليم مذهبه مع حفظ هدف التقريب بين المذاهب وصيانة الأخوة الإسلامية وفق ما قرره القرآن الكريم بقوله تعالى: " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"

والمحور الأخير مثالي عظيم. هو تأسيس حضارة إسلامية جديدة والتي هي المثل الأعلى الذي حددناه للجمهورية الإسلامية بإيران ويمكن أن تصلح مثالية لجميع البلدان الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور حميد شهرياري
/انتهى/
https://taghribnews.com/vdcamenyw49nie1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز