تاريخ النشر2020 29 April ساعة 12:29
رقم : 460690
إطلاق القمر الصناعي "نور" ، الخطوة الأولى لحرس الثورة في مجال الفضاء

لمحة عامة موجزة عن القدرات الفضائية لإيران

تنا
يشمل الجزء الأكبر من الاحتياجات الفضائية العسكرية، على الرصد البصري والحراري والراداري على سطح الأرض والاتصالات الآمنة ومراحل الاتصال بين مختلف الوحدات السطحية والجوية ومراكز القيادة، بالإضافة إلى المساعدة في تحديد مواقع المعدات والأسلحة.
لمحة عامة موجزة عن القدرات الفضائية لإيران
 قوات حرس الثورة الإسلامية قامت صباح يوم الأربعاء 22 نيسان باطلاق القمر الصناعي العسكري "نور" ووضعه في مداره الذي يبعد عن سطح الأرض 425 كيلومتر، بواسطة الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية "قاصد" ذو الثلاث مراحل، وهو يعتبر اول قمر صناعي عسكري إيراني يطلق الى الفضاء.

وفي التقرير التالي، سنقدم لمحة عامة موجزة عن القدرات الفضائية لإيران، بالإضافة الى بعض النقاط المتعلقة بهذه القضية، مع العلم انه لم يتم نشر أي معلومات أو تفاصيل كاملة عن القمر الصناعي "نور" او الصاروخ الحامل له والذي يدعى "قاصد" حتى الان.

شهد برنامج الفضاء في ايران، الذي بدأ منذ حوالي 20 عامًا، تقلبات مختلفة على طول الطريق، ابتداءً من التعاون المشترك مع الدول الأجنبية في تصميم وصناعة الأقمار الصناعية ونقل هذه التكنولوجيا إلى البلاد وفي المحصلة البقاء خلف الأبواب الموصدة لهذه الدول للإطلاق أو اتمام عملية إطلاق وعدم الادلاء بأي معلومات حول مصير القمر الصناعي، ومن ثم تطوير حامل الأقمار الصناعية المحلي للفئة الوظيفية لاثبات التكنولوجيا والذي يدعى سفير 1 على أساس الصواريخ البالستية المصنعة محلياً واختبار العديد من التجارب الفاشلة والناجحة معه.

ويعتبر أول عملية حقن ناجحة للقمر الصناعي "اميد" في 2 فبراير عام 2009 كأول نجاح لحامل الأقمار سفير-1 ذو المرحلتين بالوقود السائل، وبعد ذلك، يعد الحقن الناجح للأقمار الصناعية "رصد-1" و"نويد علم وصنعت" في عام 2011 والقمر الصناعي "فجر" عام 2014 جزءً من نجاحات أداء حامل الأقمار الصناعية "سفير-1".

ومع ذلك، واجه حامل الأقمار الصناعية سفير-1 بعض المشاكل، حيث جاء حامل الأقمار سفير-2 وصاروخ "سيمرغ" بتصميم جديد الذي يعتمد على الإمكانات المتاحة في البلد، وفي صناعة هذه الصواريخ تم استخدام أجزاء من مكونات سفير-1 ولكن بطريقة جديدة.

هذا وان "سيمرغ" أيضًا هو حامل للاقمار الصناعية على مرحلتين ويعمل بالوقود السائل ولكن بأبعاد أكبر وقدرة حمل أعلى بكثير من نظيره سفير-1، ولا يشبه أي صاروخ عسكري إيراني اخر، كما صاحب مسيرة تطوير حامل الأقمار الصناعية هذا صمت اعلامي عقب الصعوبات التي واجهتها مسيرة التحضير لإطلاقه الى الفضاء بسبب تعقيده الكبير، وفي النهاية وبين عامي 2016 و 2019، خضع هذا الصاروخ لاختبار إطلاق كل عام ووصل إلى ارتفاع 540 كيلو متر في الإطلاق الناجح الأخير، ولكن بسبب عدم بلوغه السرعة الكافية، لم يستطع وضع حمولته، والتي كانت القمر الصناعي "ظفر"، في المدار بنجاح.

في حين قامت وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة، بصفتها الراعي للصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية التي تعمل بالوقود السائل، بشرح مراحل عملية تطوير هذه الصواريخ، فقد حدد حرس الثورة الإسلامية أيضًا خلال مسيرة تطوير وتحديث الصواريخ العسكرية التي تعمل بالوقود الصلب، برنامج تطوير حوامل الأقمار الصناعية لتلبية احتياجات البلاد الشاسعة في مجال الفضاء، حيث كان الشهيد العميد "حسن طهراني مقدم" هو العقل المدبر وصاحب الفكرة وراء هذا البرنامج، وهو أحد أكثر التربويين مسؤولية وتحملاً للمخاطر في مدرسة الخميني الكبير.

وعلى الرغم من أن الفرق التقنية تحت إشراف الشهيد طهراني مقدم قدمت العديد من المساعدات التي لا يمكن انكارها في مسيرة تطوير حامل الأقمار الصناعية سفير-1، بناءً على المعرفة والتقنيات المتاحة لديها، ولكن بسبب تثبيت برنامج القاذفات الفضائية التي تعتمد الوقود السائل في وزارة الدفاع، فقد اتخذ حرس الثورة الاسلامية قرار جاد لبرنامج الفضاء الإيراني والذي يقضي باستخدام القاذفات التي تعتمد الوقود الصلب في عملية تشغيلها.

وقد تم نشر أخبار برنامج الفضاء التابع لحرس الثورة الإسلامية على أساس الوقود الصلب للمرة الأولى عقب استشهاد الحاج حسن طهراني مقدم، ومنذ ذلك الحين، تم الاكتفاء بالإعلان عن نتائج المشروع النهائي لهذا الشهيد.

وفي أوائل 2011 وبعد استشهاده، قيل أن الهدف النهائي لفريق الشهيد طهراني مقدم وبرنامج الفضاء التابع لحرس الثورة كان تطوير صاروخ حامل للأقمار الصناعية ذو أربع مراحل "قائم" بقطر 3.5 متر وارتفاع 20 مترًا في المرحلة الأولى لوضع الأقمار الصناعية في مدار التوقف على بعد 1000 كم. ولم يتم نشر أي معلومات حول أبعاد الخطوات التالية لحامل الأقمار الصناعية هذا.

ولكن تم الإعلان انه قد تم اختبار هذه الخطوات بشكل منفصل. عن طريق حقن الأقمار الصناعية في المدار ثم تغيير المدار بواسطة مراوح القمر الصناعي، حيث من الممكن وضع القمر الصناعي في مدارات أعلى بكثير تصل إلى 36000 كيلومتر، حيث المدار الأرضي الجغرافي المتزامن.

ومع تغيير الحكومة والتوجهات الغربية والمفاوضات معهم، كان برنامج الفضاء أحد المجالات التي تلقت أكثر الضربات في البلاد، فعلى سبيل المثال، تعرض اختبار الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية سيمرغ الى تأخير لأسباب سياسية في عام 2016. وبسبب النهج الحالي المتبع ومصلحة البلاد العامة، قام حرس الثورة الإسلامية بإبطاء برنامج الفضاء الخاص به لبعض الوقت، ولكن قرر حرس الثورة بعد ذلك إدراج برنامجه الفضائي في المرحلة التشغيلية من أجل عدم تأخير الاحتياجات العديدة لقطاع الدفاع لتكنولوجيات الفضاء.

وتجدر الإشارة إلى أن التأخير الذي طرأ على برنامج الفضاء الوطني لعدة سنوات أدى الى أنه في حالة رفع المشاكل الفنية، سيحاول هذا البرنامج فقط تلبية الاحتياجات العامة للبلاد لفترة طويلة، بما في ذلك الزراعة والكوارث الطبيعية والاتصالات وما إلى ذلك، بالإضافة الى ان تلبية الاحتياجات العسكرية تتطلب إعطاء قدرة كبيرة لبرنامج إطلاق الفضاء، وفي سياق تطوير الأقمار الصناعية العسكرية، هناك بالتأكيد حاجة إلى العديد من التجارب للتكنولوجيات ذات الصلة، وهذا في حد ذاته يتطلب عمليات إطلاق متعددة.

في صيف عام 2019، نشرت الأقمار الصناعية الغربية عدة صور لاختبار دفع الوقود الصلب في محطة الفضاء المسجلة التابعة لحرس الثورة الإسلامية. وهذا يدل على أن حرس الثورة يدخل مرحلة مهمة جدًا في إعداد قاذفات الفضاء ذات الوقود الصلب، من خلال اجراء هذه التجارب.

وبعد أشهر قليلة من التجارب المذكورة أعلاه، تم الاعلان أنه سيتم تنفيذ عملية إطلاق تشغيلية لحامل أقمار صناعية ذو ثلاثة مراحل "قاصد"، والذي تم صناعته من قبل خبراء الفضاء في القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية وهو واحد من قاذفات الفضاء الذي تم تطويره في هذا المجمع.

وقد تم الإعلان عن وضع أول قمر صناعي عسكري في البلاد والذي يسمى "نور" في مداره بنجاح باستخدام حامل الأقمار الصناعية "قاصد" يوم الأربعاء الموافق ل 22 ابريل الجاري، بالتزامن مع ذكرى الموافقة على النظام الأساسي وإنشاء حرس الثورة، الأمر الذي سيزيد من روح الثقة بالنفس والفخر الوطني في إيران والدول الصديقة الأخرى.

وقد تم تنفيذ عملية الإطلاق هذه من محطة الإطلاق الفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية في منطقة شاهرود الكائنة في الصحراء الوسطى في إيران، وهي المحطة التي تم إعدادها قبل سنوات لإطلاق قاذفات حرس الثورة الفضائية الثقيلة، بما في ذلك الصاروخ حامل الأقمار الصناعية "قائم".

يعتبر حامل الأقمار الصناعية "قاصد" أول صاروخ حامل ذو ثلاث مراحل تم اختباره في البلاد. ولم يتم الإعلان عن تفاصيل أبعاد الصاروخ وقدرته التحميلية وقدراته الفنية بعد، ولكن تظهر الصور المنشورة أن حرس الثورة الإسلامية قد اتبع مسار تطوير قاذفات الفضاء الخاصة به مع التنوع المطلوب.

وفي الآونة الأخيرة، وفي ذكرى الأيام العشر لفجر الثورة الإسلامية عام 2019، تم إزاحة الستار عن القاذف الفضائي الذي يعمل بالوقود الصلب "سلمان"، الذي لديه فوهة متحركة، حيث كشفت القوة الجوفضائية لحرس الثورة عن قدرتها التشغيلية على إجراء دفع فضائي أفضل وأكثر كفاءة خارج الغلاف الجوي. كما ان هذه المراوح لديها القدرة على تغيير وتعديل مسار القاذف الفضائي خارج الغلاف الجوي بكفاءة أعلى بسبب الفوهة المتحركة (الخروج). ومن الممكن أن يكون القاذف سلمان قد استخدم في المراحل العليا من حامل الأقمار الصناعية "قاصد".

وربما تم استخدام تقنية هياكل المواد المركبة غير المعدنية والخفيفة جدًا التي صنعها حرس الثورة، والتي تم الكشف عنها في نفس وقت الذي تم فيه إزاحة الستار عن القاذف سلمان، في الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية "قاصد". حيث تساعد هذه التقنية على تقليل وزن حامل القمر الصناعي بشكل كبير وبالتالي زيادة وزن الحمولة.

يقع المدار الذي تم وضع القمر الصناعي "نور" فيع على بعد 425 كيلو متر عن سطح الارض، والذي من المرجح ان يكون مدارًا دائريًا، مما يعني أن القمر الصناعي سيكون له ارتفاع ثابت بالنسبة للأرض في جميع مراحل حركته. ففي السابق، كانت الأقمار الصناعية مثل اميد ورصد ونويد وفجر توضع في المدار البيضوي 250 في 375 كيلو متر. وفي هذا النوع من المدارات، يدور القمر الصناعي حول الأرض في مدار بيضاوي الشكل، ويتحرك على الأقل مسافة 250 كيلو متر ومسافة قصوى تبلغ 375 كم. وهذا التخفيض من المرتفعات يقلل من العمر المداري للقمر الصناعي، بحيث يكون عمر جميع الأقمار الصناعية الأربعة المذكورة أعلاه 3 أشهر فقط أو أقل.

كما ان الأقمار الصناعية مثل بيام امير كبير وظفر علم وصنعت استهدفت أيضاً المدار الدائري الذي يتجاوز 5000 كيلو متر، ولكن كلاهما فشل في الوصول إلى المدار الصحيح في المرحلة النهائية بسبب عدم الوصول الى السرعة الكافية. حيث ان العمر المداري للأقمار الصناعية على هذا الارتفاع حوالي 5 سنوات، مما يعني أنه إذا كانت المعدات المثبتة على الأقمار الصناعية متينة بما فيه الكفاية، فيمكن ان يصل عمرها الخدمي في النهاية لمدة تصل إلى 5 سنوات. لكن في المدار من 425 إلى 450 كم، حيث حقن القمر الصناعي "نور"، يمكن تقدير العمر المداري بحوالي 3 سنوات، وبالطبع يعود العمر التشغيلي الى عمر المعدات المركبة على القمر الصناعي.

يشمل الجزء الأكبر من الاحتياجات الفضائية العسكرية، على الرصد البصري والحراري والراداري على سطح الأرض والاتصالات الآمنة ومراحل الاتصال بين مختلف الوحدات السطحية والجوية ومراكز القيادة، بالإضافة إلى المساعدة في تحديد مواقع المعدات والأسلحة. باستثناء الحالة الأخيرة، والتي تتطلب عددًا كبيرًا من أنظمة الأقمار الصناعية والتي لا يتم تضمينها بالتأكيد في البرنامج العسكري قصير المدى للبلاد، وهناك احتياجات أخرى، بما في ذلك القياس والاتصالات، تتموضع على جدول أعمال تطوير الأقمار الصناعية العسكرية في البلاد للسنوات القليلة القادمة.

ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة تطوير مراحل برنامج الفضاء في مجال الأقمار الصناعية العسكرية مع إطلاق نور، حيث سيُستخدم البرنامج لتلبية الاحتياجات العملياتية المهمة والمتأخرة في القوات المسلحة، بما في ذلك حرس الثورة الإسلامية والجيش والقوات أو الهيئات الأخرى المهتمة باستخدام الخدمات الفضائية في المسائل الدفاعية والأمنية الحساسة.


/110
https://taghribnews.com/vdceo78e7jh8ppi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز