تاريخ النشر2019 8 August ساعة 23:58
رقم : 433462

آية الله كعبي يلتقي وفداً أكاديمياً سورياً

استقبل عضو مجلس خبراء القيادة، آية الله، الشيخ عباس كعبي، وفداً أكاديمياً من سوريا، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر وشرح الكعبي للوفد السوري نظرته إلى المقاربات تجاه الثقافة الغربية.
آية الله كعبي يلتقي وفداً أكاديمياً سورياً
واستهل المتحدث باسم الوفد، محمد حجازي، الكلام بالقول: شكرا للجمهورية الإسلامية، شعباً وحكومة على ما قدمتموه لنا أفراداً وجماعات في محنتنا في سوريا. سوريا اليوم جريحة ويُمارس عليها اضطهادات صهيوأمريكية، وهذا واضح للجميع.
 
وتابع: شكراً إيران لما قدمت فالتراب السوري قد امتزج بالدم الإيراني، في سوريا هناك أماكن اليوم تروى بدم سوري وإيران، مهما قلنا ومهما تكلمنا لا نستطيع أن نوفي إيران الشقيقة كلما قدمت ودفعت نحو تحقيق النصر لمحور المقاومة.

وأشار إلى مدى الازدهار في إيران والتقدم فيها مما يؤشر إلى أن العقوبات لم تمنع البلاد من التطور والمضي قدماً.
 
وأشار أعضاء الوفد إلى الدور الإيراني في العالمين الإسلامي والعربي ودعمها للشعب السوري في محنته وللشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه.

وشدد الأعضاء على أن الإسلام هو دين سلام ومحبة، متقدمين بالشكر للشعب الإيراني الذي قدم دماء أبنائه من اجل صيانة سوريا ودعماً للإنسان في سوريا.

وأشار الوفد إلى شعبية الرئيس السوري، بشار الأسد ومقاربته الدينية التي أدت إلى ارتفاع عدد المساجد في سوريا إلى آلاف المساجد خلال عهد الرئيس حافظ الأسد ومن بعد الرئيس بشار الأسد، وكذلك بناء الكنائس.


 
ومن جانبه رحب آية الله كعبي بالوفد الجامعي السوري، وشكرهم على عواطفهم النبيلة تجاه إيران، وأشار إلى أعماق المقاومة وهدفها وفلسفتها.

وأشار إلى أن المشروع الحضاري بدأ من الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستمر في سوريا المقاومة، واعتبر أن أمريكا تريد أن تفرض الهيمنة الاستكبارية على العالم وتنهب الحضارات والخيرات.

وقال: هذا العصر هو ليس عصر صراع الحضارات، بل عصر المشروع الحضاري الإنسانية الذي بدأنا به. وهناك أساليب من أجل مقاومة الظلم والعدوان وفرض الهيمنة الغربية.
وأشار إلى أن الغرب متقدم علينا علمياً ويفرض سيطرته اليوم على العالم علميا، تقنياً، عسكرياً، سياسياً وحتى ثقافياً، وأصبح ينشر حضارته الغربية.

ورأى أن هناك خيارات مطروحة مقابل هيمنة الغرب؛ الأول هو الاستسلام لهذه الحضارة الذي يدعو لتطبيق الحضارة الغربية في البلدان الأخرى وهو ما يُطرح من خلال حكومات، نخب، خريجي الجامعات الغربية وقد يكون خيار الشعوب.

إذا كان خيار الحكومة، فإنها ستصبح عميلة للغرب، وأداة مطيعة للغرب تنفذ كل ما يطلب منها، وتتحول –كما تحولت السعودية- إلى بقرة حلوب، يأخذ منها ترامب مليارات الدولارات ولا يستطيعون أن ينطقوا بكلمة مقابل ذلك سوى السمع والطاعة.

وتابع: أما إذا كان الاستسلام خيار النخب، فسيفقدون الرغبة بالاستقلال والحرية والعدالة والابداع والتطوير والنمو والازدهار. ينظرون إلى الأسياد ويتصورون دائماً أن العلماء الغربيين أفضل منهم، وتكون لديهم روح التبعية العلمية فيفقدون القدرة على التفوق والامساك بزمام المبادرة.

وقال: إذا أصبح الاستسلام خيار الشعوب، فإنها ستصبح استهلاكية وليست شعوباً منتجة، فتكتفي بالاستيراد من الغرب. هذه ثقافة الاستسلام وهي تتحول إلى نمط لعيش عند هذه الشعوب.

لفت إلى وجود خيار آخر يتمثل في الدمار والهلاك وهو قائم على تكفير الغرب وشعوبه واباحة دمائهم، ويرى ضرورة تدمير الحضارة الغربية، وهو خيار مطروح بين المتطرفين من الإسلاميين ممن يحملون فكر التكفير باسم الدعوة إلى الرجوع إلى الماضي.
وأشار إلى أن الغرب عزز هذا التيار من اجل أن يكون بديلاً عن الإسلام، وإن الغرب لا يملك مشروعاً للمنطقة سوى الدمار.


وقال: الخيار الثالث وهو اخذ المشروع الغربي ببناه التحتية وأصوله الأساسية لتطوير بلداننا مع الاحتفاظ بالطابع الثقافي الذي لدينا؛ وهو مشروع الإصلاح والترقيع، وينص على المفهوم الغربي في شكل شرقي.
 
وتابع: الخيار الرابع، هو خيار الاحياء وهو مشروع حضاري إنساني شكلاً ومضموناً ويعد بديلاً للحضارة الغربية وشعاره هو نحن نستطيع ونتوكل، هذا المشروع جاء بعد الحلول المستوردة، وجاء منذ زمن انتصار ا لثورة الإسلامية، وبدأ هذا المشروع بالثورة الشاملة التي قام بها الشعب الإيراني المسلم بقيادة الإمام الخميني (رض) فاسقط الشاه الذي كان يمثل الشرطي والمنفذ لأجندة إسرائيل وأمريكا ضد الإسلام والعرب.
 
وأشار إلى التقدم العلمي الذي حققته إيران في ظل الثورة الإسلامية، معتبراً أن التطوير الفكري هو العنصر الثاني لمشروع الحضارة الإنسانية، وإن المشروع الفكري مبني على التوليف بين العقلانية والمعنوية وبين العدالة والحرية.

واكد أن العنصر الثالث للمشروع هو المقاومة القائمة على أساس: "لا تظلِمونَ ولا تُظلَمون" رفض تسلط إنسان على آخر وهيمنته عليه، وهذه العناصر الثلاثة موجودة في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
 
وأكد أن صفقة القرن قد فشلت، حيث أن الشعب الفلسطيني يرى أن الحل للقضية الفلسطينية هو المقاومة، وهم لا يرفعون الشعارات فقط، بل لديهم صواريخ وطائرات مسيرة بتقنيات إيرانية، لذلك فإن الجمهورية الإسلامية تهدد أمن إسرائيل؟
 
ولفت إلى أن هدف تنظيم داعش الارهابي والتكفيريين لم يكن تدمير سوريا فحسب، بل اقامة حزام أمني جديد في المنطقة لحماية أمن الكيان الصهيوني.
https://taghribnews.com/vdcb0fba5rhbfap.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز