تاريخ النشر2019 11 July ساعة 23:00
رقم : 428999
في ذكرى مولد الإمام الرضا (ع)

مدرسة الامام الرضا(ع) : التقریب بین المذاهب الاسلامیة و الحوار بین الأدیان

تنا
دیننا هو دین واحد لکل المسلمین بلا تفرقة، وهناک الکثیر من الآیات والأحادیث النبویة التی تؤکد على ضرورة الحفاظ على هذا الدین الحنیف. و علينا ان نهتم بموضوع الوحدة الإسلامیة، لیتمکن من الوقوف بوجه أعداء الإسلام، الذین لا یوفرون أی جهد لنشر التفرقة والفتنة بین المسلمین.
مدرسة الامام الرضا(ع) : التقریب بین المذاهب الاسلامیة و الحوار بین الأدیان
ثامن الحجج الامام علی بن موسى الرضا(ع) هو أول من أسس کرسیا للحوار بین الأدیان وللتقریب بین المذاهب،  فی مواجهة خطاب المنطق والبرهان والاستدلال عند الإمام الرضا(ع) وفی مدرسته نجد السلوک المستبد والغیر منطقی والإفراطی والتکفیری الموجود عند الحرکات الإرهابیة التکفیریة.
 
و  الاقتداء بسرته المباركة یجب على الجميع  أن ترکز أقلام وکلمات العلماء والمفکرین على الوحدة الإسلایة کضرورة لا بدّ منها، فاستراتیجیة الأعداء الیوم هی التفرقة وایجاد الاختلاف بین أبناء الأمة الأسلامیة أمّا استراتیجیتنا فهی الوحدة، وعلى العلماء أن یبذلوا المزید من الجهود فی سبیل إیجاد البصیرة والانسجام فی العالم الإسلامی.
 
الدین الإسلامی کثیراً اكد على العیش المشترک السلمی بین الشیعة وأهل السنة لأن هناک العدید من الکتب والمصادر التی تشیر إلى ذلک.
 
 و الکتب التاریخیة والقرآن الکریم أفضل المصادر التی یمکن أن تُجنّب المسلمین البدَع کما أنها تبیّن الکثیر من الحقائق بشکل دقیق لأهل السنة والشیعة.

الوحدة أمر یجب أن یلتزم به المسلمون وهذا الأمر سیؤدی إلى حمایة الإسلام فی العالم المعاصر من مؤامرات یحیکها داعش والصهاینة. إنّ الکثیر من الخلافات ستحل إذا ما التزمنا نهج أهل البیت علیهم السلام.
 
و کانت رسالة الأنبیاء والأئمة علیهم السلام مهم الامام الرضا (ع) تتمحور حول نشر المعارف الإلهیة، وعلى رجال الدین أن یتابعوا ذلک المسیر.
 
و التعالیم الرضویة معیاراً ومحوراً أساسیاً لخلق الوحدة الإسلامیة فی المجتمع الإسلامی لأنه بإمکان الکثیر من الشیعة وأهل السنة بمعرفتهم لتعالیم الامام الرضا(ع) أن یفهموا معنى ومفهوم الوحدة والعمل فی سیاق هذه الجهود القیّمة.
 
و الاستفادة من تعالیم الأئمة الأطهار (ع) ذات المضامین العالیة یمکن تحقیق ثبات واستقامة الأمة الإسلامیة، وإعانة الله تبارک وتعالى أیضاً أمر سیشمل هذه الأمة وفق العدید من الآیات والروایات.
 
و طبقاً للآیات الکریمة إن الرسول الأکرم (ص) لم یطلب من قومه أی أجر إلا المودة فی القربى وحفظ الوحدة الإسلامیة، والوحدة هی الهدف العالی الذی بذل الرسول (ص) لتحقیقه کل جهوده.
 
 و التمسک بالقرآن الکریم تستطیع الأمة الإسلامیة الانتصار وهکذا تحقق أهدافها بشکل عملی.
 
و آیة التطهیر، تبیّن بشکل جید أن الله تبارک وتعالى نزّه الرسول الأکرم (ص) وأهل بیته (ع) عن کل ذنب ورجس، وعلیه فإنّ إطاعة الرسول وأهل بیته (ص) أمر لائق ومؤکد.
 
 إذا ما نظرنا فی آیات القرآن الکریم سوف ندرک أنّ الوحدة هی عنصر أساس فی المنظومة الفکریة للقرآن الکریم؛ وأنّ التفرقة والتشتت هی من الأمور المذمومة جداً.
 
و نص آیات القرآن الکریم على الوحدة بین المسلمین تعتبر نوعا من محبة الأنبیاء والأئمة الأطهار(ع)، وهذا المحبة یمکن أن تؤدی دورا قیّما فی المجتمع الإسلامی، وهذا الأمر واضح وصریح فی الکتب السماویة.
 
و محبة أهل النبی الأکرم(ع) تؤدی إلى الوحدة التقارب والبعد عن التفرقة والاختلاف، ویجب أن تحظى هذه الحقیقة بالأهمیة القصوى فی العالم الإسلامی.
ضرورة الوحدة الإسلامیة أمر یقرّ به الجمیع ولا یحتاج إلى برهان. فمصالح أعداء الأمة الإسلامیة تکمن فی الفرقة بین المسلمین وقد استهدفوا الوحدة الإسلامیة. 

الوحدة الإسلامية هي واجب ديني بل هي من أصول الدين وهي من مقاصد الشريعة الإسلامية وكما قال أحد علمائنا قام الدين على شيئين: كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة فيها أصل أساسي لا يصح أن نتعامل مع مسألة الوحدة وكأنها مسألة كمالية أو مسألة جانبية وإنما هي مسألة أساسية والأصل الأساس في مفاهيم الدين وفي الفكر الإسلامي.

بعد ذلك فالوحدة أصبحت ضرورة لحماية مصالح الأمة ولإنقاذ الأمة من الواقع المتخلف الذي تعيش فيه مشكلتنا أن البعض يفهم الوحدة على أنه تذويب الفئات والجهات في بوتقة واحدة، على الصعيد الفكري أو على الصعيد السياسي فحينما يقال الوحدة يتبادر إلى الذهن أن هذه الأمة تكون كلها تحت قيادة واحدة مثلاً أو ضمن دولة واحدة وأن التوجهات المذهبية على الصعيد الفكري كلها تلتقي عند مذهب واحد وتصوير الوحدة بهذا الشكل وإن كان هذا طموح نتطلع إليه ولكن الوحدة بهذا الشكل أمر غير ممكن وغير وارد في الواقع المعاش وليس هو المقصود من الوحدة، الوحدة يعني أن تجد الأمة صيغة لكي تتعايش بمختلف قواها وبمختلف توجهاتها إذا كانت هناك مذاهب متعددة، إذا كانت هناك أحزاب متعددة وتوجهات متعددة تعيش ضمن إطار واحد وتخدم كلها مصلحة مشتركة، نحن نجد كيف أن الشعوب الأوروبية على اختلاف أعراقها ولغاتها وتوجهات حكوماتها السياسية ولكنها صنعت الآن الاتحاد الأوروبي وهي تخطو خطوات حثيثة وسريعة نحو الوحدة فليس المقصود من الوحدة ذوبان هذا الطرف مع ذاك الطرف وإنما المقصود من الوحدة أن نتفق على صيغة للعيش المشترك وللاحترام المتبادل ولخدمة المصالح المشتركة الوحدة بهذا المعنى أمر ممكن يدعو إليها العقل وتدعو إليها الفطرة ولا يمكننا أن نتجاوز هذا التخلف الذي نعيشه إلا إذا خطونا خطوات بهذا الاتجاه. على سيرة النبي الاعظم واعل بيته الكرام (ص).

اما الحوار بين الاديان عند الامام الرضا(ع) :
 
وقد امتاز عصر الامام الرضا (ع) برواج سوق العلم، وافساح المجال امام علماء الكلام من مختلف المذاهب والنحل لخوض المسائل العلمية في العقائد وغيرها، وكان الامام (ع) هو المرجع للفلاسفة وغيرهم في مناظرتهم، فكان يدهش علماء الاديان وكبار متكلميهم بعلمه واحاطته بكتبهم المنزلة وقد اسلم بعضهم على يديه بعد ما ذكر لهم (ع) من الحجج والادلة.
وكان الامام الرضا (ع) يحاور النصارى واليهود والصابئة والملاحدة ويخاطب كل واحد منهم بالمستوى العلمي الذي يملكه، وقد رأى فيه كل هؤلاء الموسوعي الذي لم يتعقد من سؤال ولم يتوقف امام أية مشكلة، بل كان يفيض بالعلم، وكان القرآن هو القاعدة التي انطلق منها وارتكز عليها في كل ذلك.. وقد قال ابو الصلت: حدثني محمد بن اسحاق بن موسى بن جعفر عن ابيه، ان موسى بن جعفر كان يقول لبنيه: «هذا اخوكم علي بن موسى عالم آل محمد، فسألوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم».
وفيما يرويه علي بن يقطين احد خواص الامام الكاظم (ع): يقول: «قال لي موسى بن جعفر (ع) ابتداءً منه: هذا أفقه ولدي – واشار بيده الى الرضا (ع) – قد نحلته كنيتي».

وكان الامام الرضا (ع) يحث على التمسك بالأخلاق الحسنة كالحلم والصبر والعفو ومقابله الاساءة بالاحسان والتعاون والتآزر لأنها من افض الوسائل للتقريب بين الناس من مختلف المذاهب والتيارات الفكرية والسياسية، وكان ايضا يحث على مداراة الناس والصبر في البأساء والضرّاء، قال (ع): «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربّه، وسنّه من نبيّه، سنّه من وليّه، فأما السنّة من ربّه فكتمان سرّه...، وأما السنة من نبيه فمداراة الناس، فان الله عز وجل امر نبيه بمداراة الناس..، واما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء».

فمداراة الناس خلق من الاخلاق الكريمة وهو خلق نبوي لا ينبغي للمؤمن ان يغفل عن التحلي به قربة الى الله الله عز وجل وتأسيا بنبيه الاكرم – صلى الله عليه وآله – وأهل بيته (ع)، فهذا من اركان صفات المؤمن، والاحاديث الشريفة تصرح بان الذي يداري الناس يموت شهيدا حيث قال حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله: «من عاش مداريا مات شهيدا».
إذاً، علينا بالرفق ومدارة الناس والكلمة الطيبة وذلك لانها عوامل مهيئة لتقريب القلوب ووحدة الصفوف.

 اما منزلة الإمام الرضا(ع) عند علماء أهل السنة

لقد أثنى علماء أهل السنة بمختلف الأقوال على الشخصية الرفيعة للإمام الرضا(عليه السلام)، ونشير هنا إلى بعض كلماتهم:
 
1 ـ ابن حجر الهیتمي
)وکان اولاد موسى بن جعفر حین وفاته سبعة وثلاثین ذکراً وانثى، منهم عليّ الرضا وهو أنبههم ذکراً واجلّهم قدراً).
 
2 ـ السمهودي
(علي الرضا بن موسى الکاظم، کان اوحد زمانه، جلیل القدر، اسلم على یده ابو محفوظ معروف الکرخي)(2).
 
3 ـ ابن حجر العسقلاني
(کان الرضا من اهل العلم والفضل مع شرف النسب) .
 
4 ـ الذهبي
(الامام السید ابو الحسن الرضا… وکان من اهل العلم والدین والسؤدد بمکان) .
 
وقال كذلك «وقد کان علي الرضا کبیر الشأن، اهلا للخلافة».
 
5 ـ خیر الدین الزركلي
(علي بن موسى الکاظم بن جعفر الصادق، ابو الحسن الملقب بالرضا، ثامن الأئمة الاثنى عشر عند الامامیة ومن اجلاء السادة اهل البیت وفضلائهم…).
 
6 ـ الشیخ عبد الله الشبراوي الشافعي
(علي الرضا ـ (رضي الله عنه) ـ کانت مناقبه علیّة وصفاته سنیّة… وکراماته اکثر من ان تحصى واشهر من ان تذکر).
 
7 ـ عبد الله بن اسعد الیافعي
(الامام الجلیل المعظم، سلالة السادة الاکارم، ابو الحسن علي بن موسى الکاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر(علیهم السلام)… احد الأئمة الاثنى عشر، أولى المناقب الذین انتسبت الامامیة إلیهم وقصّروا بناء مذهبهم علیهم).
 
8 ـ احمد بن یوسف ابو العباس القرماني
قال في حق الإمام الرضا(علیه السلام): «وکانت مناقبه علیّة وصفاته سنیّة، وکراماته کثیرة ومناقبه شهیرة، وکان قلیل النوم، کثیر الصوم. وکان جلوسه في الصیف على حصیر وفي الشتاء على جلد شاة» .
 
9 ـ یوسف بن اسماعیل النهباني
(علي الرضا بن موسى الکاظم بن جعفر الصادق، احد اکابر الأئمة ومصابیح الأمة من اهل بیت النبوة ومعادن العلم والعرفان والکرم والفتوة، کان عظیم القدر، مشهور الذکر، وله کرامات کثیرة منها انّه قال لرجل صحیح سلیم: استعدّ لما لابدّ منه، فمات بعد ثلاثة ایّام) .
 
10 ـ ابن ابي الحدید المعتزلي
(ومن رجالنا موسى بن جعفر بن محمّد وهو العبد الصالح، جمع من الفقه والدین والنسک والحلم والصبر.
 
کان اعلم الناس واسخى الناس واکرم الناس اخلاقاً) .
 
11 ـ محمّد امین السویدي
(کانت اخلاقه علیّة وصفاته سنیّة… کراماته کثیرة ومناقبه شهیرة لا یسعها مثل هذا الموضع) .
 
12 ـ محمّد بن وهیب
(و کراماته کثیرة ـ (رضي الله عنه) ـ اذ هو فرید زمانه) .


اعداد و تدوين
علي اكبر بامشاد

/110
 
 
https://taghribnews.com/vdcaoanyo49nuo1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز