تاريخ النشر2019 3 March ساعة 22:38
رقم : 406059
من رواد الصحوة الاسلامية

ابوعلاء المودودي رائد من رواد الصحوة الاسلامية

تنا
أثارت شخصية أبي الأعلى المودودي مؤسّس الجماعة الإسلامية أحد أكبر الجماعات الدينية بعد جماعة الإخوان المسلمين في العالم، حيث أسّسها في الهند بعد تأسيس حسن البنا جماعة الإخوان في مصر بثلاثة عشر عاماً تقريباً، وهو مؤلّف كتب مبادئ الإسلام، تفسير سورة النور، الحجاب، الجهاد في سبيل الله، تذكرة دعاة الإسلام، الانقلاب الإسلامي، المصطلحات الأربعة الأساسيّة في الإسلام، النشاطات التبشيريّة في تركيا، الأخلاق الاجتماعية وفلسفتها، مسألة اللباس، تاريخ السلاجقة، الدولة الصفويّة، نحن والحضارة الغربيّة، وعشرات المؤلفات الأخرى.
ابوعلاء المودودي رائد من رواد الصحوة الاسلامية
ولطالما نظّر المودودي لمبدأ الحاكمية ومعناه رفض حاكمية البشر وضرورة الثورة عليهم، وكأن عصيانها أي الحاكمية أمر إلهيّ، فالنظرية السياسية في الإسلام تقوم على مبدأ أساسي وهو أن تنزع جميع سلطات الأمر والتشريع من أيدي البشر منفردين ومجتمعين، ولا يؤذن لأحدٍ منهم أن ينفّذ أمره في بشرٍ مثله فيطيعوه، محدّداً أشكال حاكمية البشر في ثلاثة نظم: العلمانية، والقومية، والديمقراطية، وهي النظم التي سيطرت على الحياة السياسية في الغرب.

ومن هذا المنطلق أيضاً، نظّر المودودي لمبدأ التغيير بالقوة من أجل التمكين لدين الله وتكريس الشريعة الإسلامية في المجتمعات الجاهلية، وهي هنا المجتمعات الإسلامية التي هجرت القرآن واتّخذته نسياً منسيّاً بتعبيره.

وقد أثّر أبو الأعلى المودودي على مسار التفكير لكثير من منظّري الحركية الإسلامية وكان سيّد قطب يقول دوماً "المودودي المسلم العظيم". وكان مرشد الإخوان المسلمين الأسبق عمر التلمساني يقول عن المودودي وحسن البنا "بين حسن البنا والمودودي وبين منهجهما في الدعوة الإسلامية، أنّهما بحقٍ إماما الجيل الظاهران المنفردان، وأنّهما استمدّا كل معلوماتهما ومناهجهما وأساليبهما ووسائلهما في الدعوة إلى الله من القرآن وسُنّة الرسول، من دون أخذٍ من هذا الفيلسوف أو استمدادٍ من ذلك الكاتب، فجاءت مدرستهما بعيدةً كلّ البعد عمّا قد يعيب الدعوة الإسلامية بأيّ فهمٍ أو تفكير لا صلة له بالإسلام، والناظر إلى ما لاقاه البنا من عنتٍ وتهجّمٍ وإيذاء يرى نفس الشيء بالنسبة للمودودي، وكأنهما على ميعاد".
 
هذا ما قاله التلمساني. أما خصوم المودودي فيقولون بأنه راعٍ وملهم للإسلام السياسي والفكر الشمولي والذي لم يكُ يعرفه الإسلام السنّي طوال تاريخه. وعلى الرغم من افتقاره لمكوّنات العالم الكلاسيكي حيث لم يكن المودودي فقيهاً أو عالِماً دينياً، إلا أنه تمتع بالعبقرية الحركية الحزبية.
أبو الأعلى المودودي مؤسّس الجماعة الإسلامية في باكستان والهند في ذلك الوقت طبعاً، لأن الهند وباكستان كانتا دولةً واحدة.

أبو الأعلى المودودي أو أبو العلاء المودودي (12 رجب 1321 هـ - 31 ذو القعدة 1399 هـ) ولد في يوم الجمعة بمدينة جيلى بورة القريبة من أورنج أباد في ولاية حيدر أباد بالهند من أسرة مسلمة محافظة اشتهرت بالتدين والثقافة. لم يعلمه أبوه في المدارس الإنجليزية واكتفى بتعليمه في البيت. درس على أبيه اللغة العربية والقرآن والحديث والفقه .

    وعندما أصبح عمره خمس عشرة سنة التحق بالعمل كمحرر في جريدة تصدر في مدينة بجنور، وعندما عطلت السلطات الحاكمة هذه الجريدة تحوّل للعمل مع جمعية إعانة وغوث المسلمين.
 
  وفي السادسة عشرة من عمره التحق بحركة إحياء الخلافة، ثم عمل مع أسرة تحرير مجلة التاج الأسبوعية التي كانت تصدر في جبلبور.
 
   وفي التاسعة عشرة من عمره أصبح المحرر الأول في جريدة التاج التي تحوّلت إلى يومية.. وتميزت مقالاته في هذه الفترة بالقوة السياسية، فقد كان يدافع عن فكرة إحياء الخلافة.. وكانت هذه المقالات سبباً في تعطيل الجريدة وتقديم مدير تحريرها للمحاكمة.
 
    ثم انتقل إلى دلهي ليشترك مع مدير جمعية علماء الهند في إصدار جريدة المسلم التي لم يلبث أن أصبح مديراً لتحريرها.
 
   وبعد إغلاق جريدة المسلم عمل مع الشيخ أحمد سعيد في دلهي على إصدار جريدة باسم علماء الهند، وبقي المودودي وحده يتحمل عبء إصدار هذه الجريدة منذ تأسيسها عام 1343هـ وحتى عام 1347هـ.
 
 ومنذ عام 1351هـ استأثرت مجلة ترجمان القرآن باهتمام الإمام وجهده، ولقد جعل شعارها: أيها المسلمون احملوا القرآن وانهضوا وحلقوا فوق العالم.
 
اعتقل في باكستان ثلاث مرات وحكم عليه بالإعدام عام 1373 هـ ثم خفف حكم الإعدام إلى السجن مدى الحياة نتيجة لردود الفعل الغاضبة والاستنكار الذي واجهته الحكومة آنذاك ثم اضطروا بعد ذلك إلى إطلاق سراحه. كما تعرض المودودي لأكثر من محاولة اغتيال. وهو صاحب فكرة ومشروع إنشاء الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وبعد إنشائها صار عضوا في مجلس الجامعة. وكان عضوا مؤسساً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. وله من المؤلفات الكثيرة عدها بعضهم فتجاوزت الستين كتابا. توفي في 31 ذو القعدة من عام 1399 هـ ودفن في ساحة منزله بمدينة لاهور الباكستانية.
 
جاء أبوه إلى هذه المدينة ليترافع في قضية حيث كان يشتغل بالمحاماة ثم أشار عليه أخوه محي الدين الذي كان يشغل منصباً قضائياً في المدينة أن يعمل محامياً في المدينة فعاش بها أربع سنوات وولد أبو الأعلى أثناءها. وقد تاثر أبو الأعلى كثيراً بالبيئة التي نشأ فيها حيث كان شغوفاً بالمسائل الدينية التي كان أبوه على علم بها وكان يذهب بصحبته لأداء الصلوات الخمس بالمسجد بانتظام وقد حفظ الكثير من آيات القرآن الكريم وهو في الخامسة وكان يصوم وهو لم يزل صغيراً قبل سن التكليف وقد وهبه الله عز وجل القدرة على الكتابة فكانت سلاحه في الدعوة لله.

عقب وفاة والده عام 1917 أدرك أنه أصبح لا يملك إلا بناء الذات فاتجه إلى الصحافة فانضم إلى جريدة مدينة "بجنوز" عام 1918م ومنها إلى جريدة "تاج" الأسبوعية وفيها كتب افتتاحيات عديدة تتحمس للمحافظة على الخلافة الإسلامية وفي هذه الأثناء كتب كتاب "النشاطات التبشيرية في تركيا". ونتيجة احتكاكه بحركة الخلافة انتقل إلى دلهي عاصمة الهند وقابل مفتي الديار الهندية الشيخ "كفاية الله" والشيخ "أحمد سعيد" وكانا من كبار جمعية العلماء في الهند، ووقع الاختيار عليه لرئاسة تحرير الصحيفة التي تصدرها الجمعية تحت اسم "المسلم" بين عام 1921م إلى عام 1923م وفي عام 1924م أصدرت جريدة الجمعية ورأس المودودي تحريرها حتى عام 1948م.
 
خلال إقامته في دلهي تعمق المودودي في العلوم الإسلامية والآداب العربية كما تعلم الإنجليزية في أربعة أشهر بالجهد الذاتي، وحصل قراءات فاحصة للآداب الإنجليزية والفلسفة والعلوم الاجتماعية الأمر الذي مكنه من إجراء المقارنة بين ما تنطوي عليه الثقافة الإسلامية وما تتضمنه الثقافية الغربية. أصدر مجلة "ترجمان القرآن" الشهرية المستقلة عام 1932م وكان لها دور أساسي في الحركة الإسلامية في القارة الهندية. تقابل مع الشاعر محمد إقبال الذي أقنعه بالمجئ إلى لاهور ليتعاونا معاً في بعث الإسلام وساند مسلمي الهند حتى قيام دولتهم باكستان.
 
في عام 1926م وقعت اضطرابات في الهند على اثر مقتل زعيم "حركة اكراه المسلمين على اعتناق الهندوسية" المدعو "سوامى شردهانند" وواجه المسلمون هجوماً عنيفاً وكان بين الشباب المسلم الذي وقفوا في وجه الهجوم وأصدر كتابه الأول "الجهاد في الإسلام" وفي عام 1941م قام بإنشاء الجماعة الإسلامية للدعوة لله وإقامة المجتمع الإسلامي.


أسس الجماعة الإسلامية في لاهور كان ظاهر هذه الجماعة هو الإصلاح الشامل لحياة المسلمين اليوم على أساس الفهم الصحيح النقي للإسلام مما ألصقه به الحاقدون من شوائب وأراد من خلال هذه الجماعة نشر أفكاره المقامة على الكتاب والسنة وانتخب أميرًا لها في 3 شعبان عام 1360 هـ الموافق 26 أغسطس عام1941م.
 
دعا مسلمي الهند في مجلته ترجمان القرآن إلى الانضمام إليها قائلاً:
 
«لابد من وجود جماعة صادقة في دعوتها إلى الله، جماعة تقطع كل صلاتها بكل شيء سوى الله وطريقه، جماعة تتحمل السجن والتعذيب والمصادرة، وتلفيق الاتهامات، وحياكة الأكاذيب، وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والتشريد، وربما القتل والإعدام، جماعة تبذل الأرواح رخيصة، وتتنازل عن الأموال بالرضا والخيار.»

وبعد ذلك بعامين في عام 1362 هـ الموافق عام 1943م نقلت الجماعة الإسلامية مركزها الرئيسي من لاهور إلى دار السلام - إحدى قرى بتها نكوت – وسخر قواه وجماعته لمناصرة قضية فلسطين ومع إعلان قيام دولة باكستان في 11 شوال عام 1366 هـ الموافق 28 أغسطس عام 1947م انتقل المودودي مع زملائه إلى لاهور حيث أسس مقر الجماعة الإسلامية بها وفي صفر عام 1367 هـ الموافق يناير عام 1948م بعد قيام باكستان بنحو خمسة أشهر. وأسس المودودي في العام 1947 مدرسة إسلامية للاقتصاد تعمل على التخلص من الإرث البريطاني.
 
ألقى المودودي أول خطاب له في كلية الحقوق وطالب بتشكيل النظام الباكستاني طبقًا للقانون الإسلامي وظل المودودي يلح على الحكومة بهذا المطلب، فألقى خطابًا آخر في اجتماع عام بكراتشي في ربيع الآخر عام 1367 هـ الموافق مارس عام 1948م تحت عنوان "المطالبة الإسلامية بالنظام الإسلامي". قبض عليه عدة مرات لأسباب مختلقة.
 
عقب أحداث العنف الطائفي التي اندلعت في لاهور سنة 1953 اعتُقل المودودي وحُكم عليه سريعا بالإعدام بتهمة التأجيج الطائفي، إلا أنه رفض تقديم التماس يقرُ فيه بالذنب ويطلب العفو عنه وينسب إليه قوله
 
«إن كانت تلك إرادة الله فإني أتقبلها بكل فرحة وإن لم يكتب لي الموت في الوقت الحاضر فلا يهمني ما يحاولون فعله فإنهم لن يستطيعوا إلحاق أقل ضرر بي.»
بعدها أدى الضغط الشعبي الإسلامي إلى تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة، ثم لاحقا أسقِطت الحُكم عنه كلية سنة 1955م (1374هـ).
 
أسهم المودودي في إنشاء جمعية الجامعات الإسلامية كمنظمة دائمة. وفي عام 1399هـ .

كتاب المصطلحات الأربعة أو كتاب المصطلحات الأربعة في القرآن هو رساله ألفها الأستاذ أبو الأعلى المودودي في سنة 1360هـ الموافق 1941، ونشر فصولها تباعاً في مجلته الشهرية ترجمان القرآن ثم جمعها ونشرها في رسالة سماها المصطلحات الأربعة في القرآن.[1] ما كتبه المودودي بنفسه في مقدمته لهذه الرسالة:
 
«... تم تأليف هذه الرسالة سنة 1360هـ، وهي السنة التي تأسست فيها الجماعة الإسلامية في الهند فكان لهذه الرسالة يد – وأي يد – في إيضاح دعوة الجماعة وتحديد موقفها من جميع الأحزاب والجمعيات التي كانت قائمة في البلاد.

فما تقدم بعدها أحد للإشتراك إلا كان على بينة تامة من الفرق بين دعوة الجماعة وبين ما تدعو إليه سائر الأحزاب والجمعيات على الرغم من أن بعضها يدعي أنها ما قامت إلا لأجل الإسلام ونشر دعوته. وقد ظهر من هذه الرسالة حتى الآن أربع طبع – في كل طبعه نحو 3000 نسخة – باللغة الأردية ولم تنقل حتى يومنا هذا إلى أيه لغة أخرى، إلا هذه الترجمة العربية التي نهض بها  الأديب الأستاذ السيد محمد كاظم سباق، من زملاء دار العروبة للدعوة الإسلامية . وهذه الرسالة هي الثانية من رسائلنا – تحلت بالطبع في مدينة دمشق – معقل الإسلام الحصين – على أيدي إخوان لنا في العلم والدين ممن اجتمعت قلوبنا وقلوبهم على حب الإسلام والاستماته في سبيله.


وكتب مصطفى محمد الطحان في ذكرى الإمام أبي الأعلى المودودي:
 
:  الإمام أبي الأعلى المودودي.. فهو المفكر الإسلامي الذي تربينا على فكره وكتبه التي ترجمت إلى اللغة العربية في أوائل الأربعينات.. وأصبح هذا الفكر بالإضافة إلى فكر الإخوان المسلمين الذي صاغه الإمام حسن البنا زاد الحركة الإسلامية في أنحاء العالم..
 
وإذا امتاز فكر الإمام البنا بأنه فكر أصولي تربوي عملي.. فقد تميز فكر الإمام المودودي بأنه فكر تصدى للفكر الغربي الذي حاول استعمار عقول المسلمين بعد أن استعمرت جيوشه بلادهم..
 
يقول الإمام المودودي: (لما قرأت القرآن بعيني المفتوحة شعرت بأن كل شيء قرأته حتى الآن كان تافهاً غير ذي بال، وقد وجدت الآن أصل الأصول في باب العلم وأصبح يتراءى لي كل من كانت وهيجل ونيتشه وماركس وسائر المفكرين الذين يسير بذكرهم الركبان في العصر الحديث أقزاماً يستحقون الشفقة، لأن المسائل والتعقيدات التي أفنوا حياتهم في حلّها وألفوا فيها كتباً طائلة لم يحالفهم فيها التوفيق، مع أن القرآن الكريم أوجد لها حلاً في آية أو آيتين).
 
جميع القيادات الإسلامية اقتبست من أفكار المودودي.. لقد كانت الهند مركزاً لحضارة ودولة إسلامية عريقة.. وعندما سقطت هذه البلاد في براثن الاستعمار الإنكليزي.. بدأ الإنكليز ينفّذون فيها خطتهم بعيدة المدى.. فإلى جانب استغلال خيراتها وثرواتها.. بدأوا يحاربون الإسلام ويشجعون الهندوكية..
 
وإذا كانت أعداد كبيرة من المسلمين انكفأت على نفسها، فإنّ طبقة أخرى منهم تبنت أفكار المحتل.. واعتبرت أن الإسلام ضد العلم وضد التقدم والحضارة.. وإذا أراد المسلمون النهوض من تخلفهم، فلا بد من أن يسيروا في طريق العلمانية ونبذ الدين.
 
في هذه الأجواء تفتحت مواهب المودودي.. كان عليه أن يكشف زيف الحضارة الغربية.. تكلم في نظرية دارون التي مسخت الإنسان قرداً.. وقالت: أن البقاء للأقوى ولا حق للضعيف بالحياة.. وتساءل المودودي: في ضوء هذه النظرية ماذا سيكون موقف الإنسان تجاه أخيه الإنسان؟ هل سيبقى أي مكان للتعاطف أو الرحمة أو المحبة أو الإيثار، أو بقية العواطف الإنسانية داخل الحياة.. وما هو شأن العدل والإنصاف والأمانة والتدين والصدق والأخلاق؟
 
وتكلم عن هيجل الذي قدم الدنيا على أنها ساحة صراع.. وانطلق دارون من المنطلق ذاته.. وكذلك فعل ماركس..  وهكذا، وطبقاً لهذه الفلسفة الغربية فإن الإنسان لا يعدو أن يكون محارباً مشاكساً.. يحمل سلاحه ليحارب الآخرين داخل أمته أو خارجها.. يبحث عن منفعته الأنانية الشخصية.
 
درس المودودي هذه الحضارة من مصادرها.. وبين لأبناء أمته بأسلوب مشرق متين أن الإسلام شيء آخر إنساني حضاري.. واستطاع أن يعيد إلى المسلمين ثقتهم بدينهم واعتزازهم بشخصيتهم.
 
يقول المودودي: من عام 1929م إلى عام 1939 أفرغت العديد من خزانات الكتب والمراجع في ذهني، استعداداً للمهمة الجديدة مهمة الدعوة إلى الإسلام في عصر مُلئ بالأفكار والتيارات يفرض على الداعية أن يتزود بزاد كمي علمي سام وأن يحظى بعصا من البرهان يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، ويحقق بها المآرب الأخرى.
 
في هذه المرحلة ألف الإمام المودودي مجموعة من أهم كتبه مثل: نحن والحضارة الغربية، والمسلمون وحركة تحرير الهند، ومبادئ الإسلام، وغيرها.. بل إنه ألف كتابه الشهير (الجهاد في الإسلام)، في نحو الخامسة والعشرين من عمره ، وفيه تصدى للرد على دعايات الهندوس الظالمة التي تزعم انتشار الإسلام بالسيف، لا الحجة والبرهان.
 
لقد ألّف المودودي أكثر من مائة كتاب حول مبادئ الإسلام الأساسية والتحديات المعادية والقضايا المعاصرة كما ألف تفسيره الشهير (تفهيم القرآن) ونذكر هنا أسماء بعض هذه الكتب القيمة لنتبين شمولية كتبه لكل جوانب الحياة الفردية والاجتماعية وجميع التحديات والقضايا المعاصرة، واهم هذه الكتب: (مفاهيم إسلامية حول الدين والدولة)، (نظام الحياة في الإسلام ومبادئه الأساسية)، (معضلات الإنسان الاقتصادية وحلها في الإسلام)، (أسس الاقتصاد بين الإسلام والنظم المعاصرة)، (نحن والحضارة الغربية الرأسمالية والشيوعية)، (الحجاب)، (الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة)، (الإسلام والمدنية الحديثة).
 
ولم يقتصر تأثير الحركة الفكرية التي وضع قواعدها الإمام المودودي على باكستان والهند وحدها.. بل تعداها إلى بلاد الإسلام الأخرى..
 
يقول العلامة الشيخ أبو الحسن الندوي (رحمه الله): إنني لا أعرف رجلاً أثر في الجيل الإسلامي الجديد مثل تأثير الراحل العظيم لا في العمق ولا في السعة، الأستاذ أبي الأعلى المودودي، الذي قامت دعوته على الأسس العلمية أعمق وأمتن من أسس تقوم عليها دعوات سياسية وردود فعل الاستعمار الأجنبي، ومما يجب أن يسجل في مآثره الخالدة انه كان لكتاباته فضل كبير في إعادة الثقة إلى نفوس الشباب المثقف الذكي لصلاحية الإسلام لمسايرة العصر الحديث، بل لقيادته والتغلب على مشكلاته الطارئة ومعالجتها، بل للمنع عن وقوعها ومحاربة مركب النقص في نفوس هؤلاء الشباب.
 
ويقول المستشار مأمون الهضيبي : لقد تعرض فكر لقدر كبير من التشويه، وبخاصة فيما يتصل بالزعم بإقدامه على تكفير مخالفيه، والحكم على مجتمعاتنا بالجاهلية، وهو قصور بالغ فيه أصحابه، ولم يراع تطور تفكير الإمام المودودي وظروف دعوته، فقد كان الرجل في بداية دعوته مائلاً نحو فكرة الثورة والانقلاب، وبخاصة انه بدأ مسيرته في بلاد تخضع للاحتلال الإنكليزي، ويعيش المسلمون فيه بين أغلبية تخالفهم في الدين وتشتط في معاملتهم، أما بعد تحرر الهند، واستقلال باكستان عنها، فكانت أفكاره تتجه نحو الإصلاح لا الثورة، وهو الرجل نفسه الذي اعتبر التكفير جريمة في حق الفرد والجماعة، وكان يرى أن (من يكفر مؤمناً كان كأنما قتله)، ومما يذكر في هذا المقام أن الإمام المودودي نفسه لما بلغته تلك الشائعات عن جنوح فكره إلى التكفير، كتب يرد هذه الشبهة ويدحضها وينفيها عن نفسه..

    الإمام المودودي وهو رجل الحركة الذي أسس الجماعة الإسلامية التي انتشرت في حياته وبعد مماته في معظم أقطار آسيا، وأصبحت مع حركة الإخوان المسلمين تعطي الأمل للناس. يقول الإمام وهو يتحدث عن الدعوة: (حينما بدأت دراسة القرآن والأحاديث الشريفة والسيرة النبوية لإمعان النظر والدقة، اتضح لي أن القرآن الكريم هو كتاب بدأت الحركة الإسلامية بنزوله، فكيف لنا إذن أن نكتفي بدراسته دون أن نقوم بإنشاء الحركة الإسلامية، فكان لا بد من أن نبدأ بالحركة التي قد بدأت بنزول هذا القرآن، وإنني ظللت أفكر في هذا الموضوع حتى وفقني الله أن أقوم بتأسيس الجماعة الإسلامية في أغسطس 1941م).
 
وهكذا انطلق الإمام المودودي في بناء حركته الإسلامية من القرآن الكريم وجعله محوراً لدعوته، وبهذا الكتاب العظيم واكب التحديات المعاصرة وحلّ المعضلات والتعقيدات وسعى للقضاء على العبودية الفكرية للحضارة الغربية وإعادة ثقة الجيل الناشئ المثقف في صلاحية الإسلام لقيادة البشرية.
 
لقد عبر الإمام المودودي عن إحساسه بأهمية وجود جماعة مؤمنة مجاهدة تكون أداة للتغيير بقوله: إن نظام الاستخلاف في الأرض لا يمكن أن يتغير ويتبدل بمجرد وجود فرد صالح أو أفراد صالحين مشتتين في الدنيا، ولو كانوا في ذات أنفسهم من أولياء الله تعالى، بل ومن أنبيائه ورسله، إن الله تعالى لم يقطع ما قطع من المواعيد لأفراد متفرقين مشتتين، وإنما قطعها لجماعة منسقة متمتعة بحسن الإدارة والنظام، بل إن مما لا مندوحة عنه لهذه الفئة المؤمنة أن تستمر في المكافحة والمناضلة لقوى الكفر والفسق على كل خطوة، من كل حلبة من حلبات الحياة الدنيا، وتثبت ما في نفسها من حب للحق، وكفاءة للاضطلاع بأعباء إمامة الأرض، ببذل التضحيات والمساعي في سبيل إقامة الحق، وذلك شرط لم يُستثن منه حتى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فأنى لأحد اليوم أن يتمنى على ربه أن يستثنه منه.
 
أما تصور المودودي لمواصفات هذه الجماعة المجاهدة المضحية فقد ذكر منها التدفق والهيمنة التي تكافئ ما تواجهه من تحديات، قال: (لا بد من أن تكون الحركة التي تقوم لإعلاء كلمة الإسلام، وجعل نظامه نظاماً غالباً في الأرض، متدفقة تدفق السيل، كما جاءت إلينا الحضارة الغربية كسيل جارف، واستولت على كل شعبة من شعب حياتنا، فإنه لا يمكن أن تُزحزح الحضارة الغربية عن مكانها وتُنحى عن منصب الغلبة والهيمنة الذي تبوأته إلا بهذا التدفق والهيمنة).
 
ولما وجه الإمام المودودي نداءه من مجلته (ترجمان القرآن) يدعو المخلصين من مسلمي الهند إلى التجمع لبناء هذه الجماعة الإسلامية قال: (لا بد من وجود جماعة صادقة في دعوتها إلى الله، جماعة تقطع كل صلاتها بكل شيء سوى الله وطريقه، جماعة تتحمل السجن والتعذيب، والمصادرة، وتلفيق الاتهامات وحياكة الأكاذيب، وتقوى على الجوع والعطش والحرمان والتشريد، وربما القتل والإعدام، جماعة تبذل الأرواح رخيصة، وتتنازل عن الأموال بالرضا والخيار، وتقدم كل ما تملك قرباناً في سبيل إقامة مجتمع الإسلام ونظامه)؟؟
 
وقال بعدما انتخب أميراً للجماعة الإسلامية بعد تأسيسها سنة 1360هـ - 1941م (إن هذه الحركة هي هدف حياتي الأساسي، حياتي ومماتي وقف على هذا الهدف النبيل، وعلى كل حال فقد وضعت نفسي على بداية الطريق، وسوف أهب الروح في سبيل الوصول إلى النهاية، سوف أسير قدماً، حتى لو لم يتقدم معي أحد، وسوف أسير وحيداً إذا لم يرافقني أحد، ولو اتحدت الدنيا أجمع وخالفتني فلن أتورع، ولن أخشى خوض المعركة وحيداً منفرداً).
 
ويوم حكموا عليه بالإعدام قال: (أيها السادة الأعزاء: إن ما ذكرتموه عن سجني لم يكن شيئاً غير متوقع، فالحق منذ وضعت أول قدم لي على هذا الطريق قبل اثنين وعشرين عاماً وأنا أعرف مراحل الابتلاء والامتحان التي سوف نمر بها ونحن نسير على هذا الطريق، والتاريخ يحكي لنا أن هذا  هو ما يحدث عادة، وما سوف يحدث مستقبلاً). وكان رحمه الله شامخاً شموخ الإيمان لما حاولوا ذات مرة اغتياله، وأطلقوا النار على المنصة وهو واقف يخطب في الناس، فنصحه أحد إخوانه بالجلوس كيلا يصيبه الرصاص فقال المودودي في استعلاء المؤمن: (ومن يقف إن جلست أنا)؟!
 
مفهوم الدعوة عند الإمام المودودي
 
الإسلام في دعوة الإمام المودودي هو:
 
    ثورة ضد الجمود والتخلف.. يتناول حياة المسلم الخاصة ويقومها.. ويتناول حياته في بيته فيقيمها ويزكيها.. ويتناول دوره في إقامة المجتمع الإسلامي الذي يقيم الحق والعدل ويتمتع في ظله جميع الناس بالحرية والكرامة.
 
يقول الإمام المودودي :" إن رسالتي إلى المسلمين هي أن يفهموا تلك المسؤوليات ويطلعوا بها. فما هي هذه المسؤوليات؟
 
ليس فقط الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر..
 
وليست هي فقط أن تقيم الصلاة وتصوم رمضان وتؤدي الشعائر..
 
وليست هي أيضاً أن تقيم أصول الإسلام فيما يتعلق بالزواج والطلاق والميراث..
 
بل هناك فوق كل هذا مسؤولية ضخمة ملقاة على عاتقك، وهي أن تقف شاهد حق أمام الدنيا كلها "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً(. وقال تعالى: )ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله".
 
والشهادة المطلوبة من المسلم.. قولية وعملية..
 
أما الشهادة القولية فهي أن يقوم المسلمون بإيضاح الحق واستعمال كافة الوسائل من أجل تثبيت هذا الحق في القلوب.
 
وأما الشهادة العملية فهي أن نطبق عملياً في حياتنا الأصول التي أمرنا الحق بها.. فلن توافقنا الدنيا على الحق لو ذكرناه بألسنتنا.. بل يريدون أن يروا محاسن وبركات هذا الحق داخل حياتنا.. يريدون أن يروا هذا بأعينهم، يريدون أن يتذوقوا حلاوة الإيمان التي تظهر في سلوكنا الأخلاقي.. يريدون أن يروا كيف أن هداية الدين خلقت إنساناً طيباً.. وأقامت مجتمعاً صالحاً.. وحضارة طاهرة شفافة وشريفة. وكيف أنها طورت العلوم والآداب والفنون على خطوط صحيحة سليمة.. وكيف ظهر التعاون الاقتصادي بين الناس.. وكيف سمت الحياة الاجتماعية.
 
   والإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً.
 
  والإسلام حركة واقعية، يلتزم بموجبها المسلم بالأخلاق الإسلامية، ويقيم تصوره وفق تعاليم الإسلام، ويبني حياته بالتربية الإسلامية.
 
·    أما التغيير كما يراه المودودي.. فهو القائم على إصلاح الفرد وإصلاح المجتمع، يقول في ذلك: (إن التغيير تنعكس صورته على الطريقة التي أتت به. فالثورة التي تنتج عن عنف البنادق والمدافع لا تستمر طويلاً. ولا تجد محبتها طريقاً إلى قلوب الناس. ولا يقوم الناس بحمايتها، بينما الثورة التي تنتج عن التغيير في الرأي والشعور، هذه الثورة تحمل أسساً ودعائم لا يعتريها أبداً خلل أو نقص، ويكفيها حماية قلوب الأفراد وعقولهم وضمائرهم الحية).
 
لقد كان الإمام المودودي يناضل ويكتب ويخطب وينافح عن حقوق أمته، ويؤلف الكتب، كل ذلك ولم يتجاوز عمره العشرين سنة.
 
كان المودودي أديباً ساحر البيان.. حتى أن الكثير من عباراته أصبحت مع الزمن أمثالاً على ألسنة الناس..
 
ولقد أضفى بيانه وأدبه قيمة كبرى على مؤلفاته.. التي انتشرت في داخل الهند وخارجها.. وترجم بعضها لعدد كبير من اللغات. ولقد قمنا من خلال الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية بترجمة عدد من كتبه لأكثر من خمسين لغة.
 

بلغ عدد مؤلفات المودودي (120) مصنفًا ما بين كتاب ورسالة،
 
ومن أبرز تلك المؤلفات:
الجهاد في الإسلام: وكان سبب تأليفه لهذا الكتاب أن المهاتما غاندي نقل عنه قوله بأن الإسلام انتشر بحد السيف. وخطب الإمام "محمد علي الجوهري" خطبة في الجامع الكبير بدلهي، وصدح بقولته: "ليت رجلا من المسلمين يقوم للرد"؛ فأراد المودودي أن يكون هذا الرجل، وغربل أمهات الكتب في هذا الموضوع، وأخذ يطالع تاريخ الحروب عند جميع الشعوب قديمًا وحديثًا وكتب حلقات متواصلة في جريدة الجمعية، ثم صدرت في كتاب عام 1928، وكان الدكتور "محمد إقبال" ينصح دائمًا الشباب المسلمين باقتناء هذا الكتاب.(ترجم بالعربية إلا آخر بابين).
المسألة القأديانية، وكشف فيه بإيجاز عن عقائد هذه الفرقة ومخططاته (ترجم بالعربية "ما هي القاديانية")
دين الحق (ترجم بالعربية)
الجهاد في سبيل الله. (ترجم بالعربية)
مصدر قوة المسلم.
النشاطات التبشيرية في تركيا.
الأخلاق الاجتماعية وفلسفتها.
مسألة اللباس. (ترجم بالعربية)
تاريخ السلاجقة.
الدولة الصفوية.
تاريخ الدّكن السياسي.
نحن والحضارة الغربية. (ترجم بالعربية)
الحجاب. (ترجم بالعربية)
الحضارة الإسلامية: أسسها ومبادئها. (ترجم بالعربية)
أسس الاقتصاد بين الإسلام والنظم المعاصرة (ترجم بالعربية).
الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة. (ترجم بالعربية)
مشكلة الجبر والقدر.
مفاهيم إسلامية حول الدين والدولة (ترجم بالعربية).
ملكية الأرض في الإسلام. (ترجم بالعربية)
حركة تحديد النسل. (ترجم بالعربية)
في محكمة العقل: التوحيد، الرسالة، الآخرة.
حقوق الزوجين: دراسة نقدية لقانون الأحوال الشخصية. (ترجم بالعربية)
مبادئ الإسلام. (ترجم بالعربية)
الربا. (ترجم بالعربية)
نظرية الإسلام السياسية (ترجم بالعربية).
كيف تقام الحكومة الإسلامية.
نظرة فاحصة على العبادات الإسلامية.
موجز تاريخ تجديد الدين وإحيائه.
المصطلحات الأربعة في القرآن: الإله- الرب- العبادة- الدين. (ترجم بالعربية)
منهج جديد للتعليم والتربية. (ترجم بالعربية)
الإسلام والجاهلية. (ترجم بالعربية)
معضلات الإنسان الاقتصادية وحلها في الإسلام. (ترجم بالعربية)
المسلمون والصراع السياسي الراهن- ثلاثة أجزاء.
تفهيم القرآن. في ثلاثين جزءا. وهو تفسير للقرآن الكريم استغرق ثلاثين عاما.(ترجم بالعربية السورة الفاتحة، السورة البقرة، السورة ال عمران فحسب من مجلد الأول)
طريق السلام.
الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية.(ترجم بالعربية)
الدين القيم.(ترجم بالعربية)
الدعوة الإسلامية ومتطلباتها.
دعوة الجماعة الإسلامية.
الصلاح والفساد.
شهادة الحق.(ترجم بالعربية)
عقوبة المرتد في الإسلام.
نظام الحياة في الإسلام.(ترجم بالعربية)
القانون الإسلامي وطرق تنفيذه.(ترجم بالعربية)
حقوق أهل الذمة في الدولة الإسلامية (ترجم بالعربية).
شؤون باكستان الداخلية والخارجية.
الصفات اللازمة للعاملين في مجال الدعوة.
أسس الدستور الإسلامي في القرآن.
تدوين الدستور الإسلامي.(ترجم بالعربية)
قضية كشمير الإسلامية.(ترجم بالعربية)
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم- في مجلدين.
الحكومة الإسلامية.(ترجم بالعربية)
نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور.
طائفة من قضايا الأمة الإسلامية في القرن الحاضر.
الأمة الإسلامية وقضية القومية.
الإسلام والمدنية الحديثة.(ترجم بالعربية)
بين الدعوة القومية والرابطة الإسلامية.
الخلافة والملك.(ترجم بالعربية)
منهاج الانقلاب الإسلامي.(ترجم بالعربية)
نحو ثورة سلمية.
تذكرة دعاة الإسلام.(ترجم بالعربية)
حول تطبيق الشريعة الإسلامية في العصر الحاضر.(ترجم بالعربية)
تفسير سورة النور.(ترجم بالعربية)
الإسلام ومعضلات العصر (ترجم بالعربية).
إلى أي شيء يدعو الإسلام؟.(ترجم بالعربية)
برّ الأمان.(ترجم بالعربية)
واجب الشباب المسلم اليوم (ترجم بالعربية).
فرعون في القرآن. (ترجم بالعربية)
رساله سيره النبي.(ترجم بالعربية)
نظرية الإسلام وهدية في السياسة والقانون والدستور (ترجم بالعربية).
و طائفه من قضايا الامه الإسلامية في القرن الحاضر .


اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد

 
https://taghribnews.com/vdcdk90onyt0zz6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز