تاريخ النشر2019 12 January ساعة 11:01
رقم : 394379
في ذكرى مولد السيدة زينب بنت علي (ع)

السيدة زينب (س) ملتقى فضائل اهل البيت (ع) جميعاً

تنا
" كفى بزينب فخرا انها اخذت من علم جدها رسول الله ..ومن شجاعة ابيها علي .. ومن صلابة امها فاطمه ..ومن حلم اخيها الحسن ..ومن جهاد اخيها الحسين .. فاصبحت ملتقى فضائل اهل البيت عليهم السلام جميعاً .
السيدة زينب (س)  ملتقى فضائل اهل البيت (ع) جميعاً
السيدة زينب (س) ، والدها الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، ووالدتها السيّدة فاطمة الزّهراء(ع)، ابنة رسول الله(ص).
 
ولدت السيِّدة زينب(س) في المدينة المنوَّرة بتاريخ: 5 جمادى الأولى من السّنة الخامسة للهجرة، أي ما يعادل سنة 626 م، وهي الثّالثة بعد أخويها الحسن والحسين(ع).
 
تزوَّجت السيّدة زينب(ع) من ابن عمّها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأنجبت منه أربعة ذكور وبنت ـ وفق الكثير من الرّوايات ـ وهم: عون، ومحمّد، وعليّ، وعبّاس، وأمّ كلثوم. وقد استشهد ولداها عون ومحمّد مع خالهما الحسين(ع) في كربلاء.
 
نشأتْ العقيلة زينب ضمن عائلة قد نذرت نفسها للجهاد في سبيل الله، وتربّتْ في أجواء رساليّة، ما كان يدور فيها غير الاهتمامات القيميّة المبدئيّة، فجدّها الرسول الأعظم(ص) قاد بنفسه حوالى (٢٨ غزوة ومعركة)، وأبوها الإمام عليّ(ع) رافق الرسول(ص) في جميع تلك المعارك، عدا واحدة، وهي غزوة تبوك، حيث تخلّف بأمر من رسول الله(ص) .
 
كما قاد الإمام بنفسه العديد من السرّايا والمعارك المحدودة. إنّ ذلك يعني أنّ زينب وعائلتها كانوا يعيشون ظروف الجهاد في أغلب فترات حياتهم، فحينما يغادرهم الجدّ أو الأب إلى ساحة المعركة، فستكون نفوسهم منشدّة ومرتبطة بما يدور على ساحات القتال. ولا يقتصر الأمر على تفاعل الأسرة مع قضايا الحرب والجهاد، بل إنّها كانت معنيّة بكل أوضاع المجتمع، فعائلة زينب هي في موقع القيادة والقلب.
 
وهكذا عاشت السيّدة زينب(ع) فترة طفولتها في بيت تتموّج فيه هموم مجتمعها، وفي أجواء مفعمة بالمسؤوليّة والتضحية.
 
عاشت السيّدة زينب(ع) في المدينة مع والديها وجدّها الرّسول(ص)، وقد توفّيت والدتها الزّهراء(ع) بينما كانت تبلغ الخامسة من عمرها، بعد وفاة جدّها الرّسول(ص) بفترة قصيرة.
 
في خلافة والدها عليّ(ع)، هاجرت هي وإخوتها معه إلى الكوفة التي كانت عاصمة الخلافة آنذاك، لتعود بعد استشهاده مع أخويها الحسنين(ع) إلى المدينة المنوّرة.
 
كانت المآسي تتكرّر في حياة العقيلة زينب(ع) منذ طفولتها؛ فمن وفاة جدّها ووالدتها وهي لاتزال طفلة، إلى اغتيال والدها في الكوفة، إلى فاجعة تسميم أخيها الحسن(ع)، إلى الفاجعة الكبرى الّتي تجلّت في استشهاد أخيها الحسين(ع) في كربلاء، مع اثنين من أولادها، وبعض أبناء إخوتها، وأصحاب أخيها... ومع ذلك، بقيت السيّدة زينب(ع) المؤمنة الصّابرة المحتسبة، المتمسّكة بنهج الإسلام؛ نهج جدّها رسول الله(ص)، حتّى ضرب المثل بصبرها وعزيمتها، وصارت قدوةً للمسلمين والمسلمات.
 
اشتهرت زينب(ع) بحكمتها ورجاحة عقلها وإيمانها القويّ، وهي الّتي ساندت أخاها الحسين في معركته ضدّ يزيد، وواجهت الطّاغية بجرأة تفوق كلّ حدّ، وجلجل صوتها في مجلسه، واستطاعت بقوّتها أن تحمي ابن أخيها زين العابدين(ع) من بطش يزيد وأعوانه، وأن تحضن أبناء إخوتها الصّغار، وهي الّتي فضحت السّلطة الأمويّة آنذاك، ووضعت نتائج الثّورة على سكّة الانتصار والخلود.
 
"روت عن: أبيها الإمام عليّ(ع)، وأمّها فاطمة الزهراء(ع)... وآخرين.
 
روى عنها: ابن أخيها زين العابدين(ع)، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وابن عباس، وكان يقول: حدّثتني عقيلتنا زينب بنت عليّ.. وكانت عالمة، خطيبة، فصيحة، جليلة الشّأن، موصوفة بالصّبر الجميل، والثّبات والتّسليم إلى الله تعالى، وكانت ذات عبادة وتهجّد" .
 
وقد كان كلّ همّ السيدة زينب(ع)، والذي لأجله قدّمت التضحيات، هو أن يبقى الإسلام نقياً صافياً، وأن لا يغيب عن ساحة الحياة، ليكون الحقّ والعدل، وتكون الحريّة وكرامة الإنسان، وهذا ما نستهديه في سيرتها وحياتها.
 
عقيلة بني هاشم"، والتي عندما تُذكَر يُذكَر معها، ويقصد بالعقيلة المرأة العظيمة الشّأن والقدر عند قومها.
 
اما مالقبت بالعابدة  ،  لقب آخر حظيت به السيّدة زينب(ع)، وهو لقب العابدة، لعبادتها، فهي في عبادتها كانت كعبادة أمّها، عبدت الله حتى تورَّمت قدماها، فقد كان أنسها في ذكر ربّها والوقوف بين يديه ومناجاته، وورد في سيرتها، أنها كانت تقوم اللّيل، ولم تترك نوافله طوال حياتها، حتى في أشدّ اللّيالي حراجةً وصعوبة، كالذي قامت به في ليلة الحادي عشر من محرَّم، رغم ما حملت هذه اللّيلة من مآسٍ، وأيّ ألم وهي ترى من حولها أجساد الطاهرين مطروحين على رمضاء كربلاء؟! وفي أثناء مسيرة السبي، ورغم التعب والجهد والألم الّذي كان يلمّ بها، كانت تقف في اللّيل لمناجاة الله والتضرّع إليه.
 
وقد أشار إلى ذلك الإمام زين العابدين(ع)، حين قال: "إنَّ عمَّتي زينب مع كلّ المصائب والمحن النازلة بها، ما تركت نوافلها اللّيليّة"، وهي في ذلك تأسّت بأبيها أمير المؤمنين(ع)، الذي افتقد ليلة الهرير، وهي أشدّ اللّيالي احتداماً للقتال في صفّين، فوجدوه يصلّي صلاة اللّيل بين الصفوف لا يريدها أن تفوت، وهو من قال: "ما تركت صلاة اللّيل منذ أن سمعت رسول الله(ص) يقول: صلاة اللّيل نور".
 
لقد كانت السيّدة زينب واعيةً كلّ الوعي لأهمية هذه الصلاة، والموقع الذي يبلغه من يحرص عليها، فقد ورد في الحديث: "إنّ العبدَ إذا تخلّى بسيّدِه في جوفِ اللّيلِ المظلمِ وناجاهُ، أثبتَ اللهُ النّورَ في قلبِه، فإذا قال: يا ربّ! ناداهُ الجليلُ جلّ جلالُه لبَّيكَ عبدِي، سَلْنِي أُعطِكَ، وتوكّل عليَّ أَكفِكَ. ثمّ يقولُ جلَّ جلالُه للملائِكةِ: ملائكتِي! انظروا إلى عبدي، قد تَخَلّى بي في جوفِ اللّيلِ المظلمِ، والبَطَّالُونَ لاهونَ، والغافلونَ ينامونَ، اشهدوا أَنّي قد غَفَرتُ لهُ".
 
وفي حديثٍ آخر: "ما من عملٍ حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن، إلا صلاة اللّيل، فإنّ الله لم يبيِّن ثوابها لعظيم خطرها، فقال جلّ ذكره: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}".
 
و حظيت بلقب آخر يشير إلى شخصيّة العقيلة زينب(ع)، من خلال ما قاله الإمام زين العابدين(ع): "كانت عمّتي زينب عالمة غير معلَّمة، وفاهمة غير مفهَّمة"، وفي ذلك شهادة منه لمدى علمها، وهي التي لم تدرس في حوزة أو معهد أو جامعة، بل نهلت من علم جدّها رسول الله(ص) وأبيها علي(ع)، فتذكر سيرتها، أنها كانت تكثر السؤال عليهم، حتى تتعرَّف إلى معالم دينها، وتتابعهم في أحاديثهم وخطبهم ومواعظهم، فبلغت من الموقع العلميّ أن صارت مرجعاً يرجع إليها الرّجال والنساء، يأخذون منها أحكام دينهم وما استشكل عليهم من المسائل.
 
وقد كان ابن عبّاس، وهو من كان يُعرَف بحبر الأمَّة، يسألها عن المسائل التي لا يهتدي إلى حلّها، ويقول: حدَّثتني عقيلتنا زينب...
 
ومن ألقابها: شريكة الحسين(ع)، وشراكتها للحسين(ع) لم تكن شراكة العاطفة، بل شراكة الموقف، فهي كانت ترى أنّ مشروع الحسين(ع)، والذي لأجله انطلق في ثورته، هو مشروعها، فقد كانت ترى أنّه آن الأوان للخروج للإصلاح في أمَّة جدّها رسول الله(ص)، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تستعيد الأمَّة حضورها وحرّيتها ووعيها وإحساسها بالمسؤوليّة.
 
ولذلك، لم تتردَّد في الخروج مع الحسين(ع) إلى حيث خرج، وتركت لذلك زوجها وأولادها، سوى ولدين أخذتهما معها، وهي كانت تعرف كلّ تبعات الخروج.
 
لقد كان دورها أساسياً في قلب المعركة، حيث كانت سنداً للحسين خلال المعركة، وبعدها أكملت هذا الدّور وتابعته، وكانت مستعدّة لتحمّل كلّ نتائجه، فكانت صوتاً صارخاً ينطق بلسان الحسين(ع) وأهدافه، وهذا ما فعلته طوال مرحلة السبي و ما بعدها.
 
وحتى الآن، لم يخفت صوت زينب(ع) ولن يخفت، وسيبقى يتردّد صادحاً بالحقّ، متمرّداً على كلّ ظلم، وسيبقى يصنع في كلّ مرحلة عزاً وحرية، وسيبقى خالداً قولها ليزيد: "فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها (أي لا تغسله)، وهل رأيُك إلّا فَنَد، وأيّامك إلّا عَدَد، وجمعك إلّا بَدَد؟!"..
 
لقد قدّمت السيدة زينب(ع) أنموذجاً في الشّراكة بين الرجال والنساء، والتي لا بدّ من أن تتمّ في البذل والعطاء والتفاني من أجل الحقّ والعدل وكرامة الإنسان.
 
و حقاً مما قيل فيها(س) :
 
" كفى بزينب فخرا انها اخذت من علم جدها رسول الله ..ومن شجاعة ابيها علي ..
ومن صلابة امها فاطمه ..ومن حلم اخيها الحسن ..ومن جهاد اخيها الحسين ..
فاصبحت ملتقى فضائل اهل البيت عليهم السلام جميعاً .
 
 " كانت زينب سيف الحسين الناطق .
وتلك فضيلة اخرى من فضائلها .
 
 
" قتلوا الحسين لكي يسكتوه ...
فنطقت عن لسانه زينب,وما استطاعوا اسكاتها .
 
 
" كما كانت فاطمه الزهراء ام ابيها في المدينه ...
فقد كانت زينب ام اخيها الحسين في كربلاء .
 
 
" عندما كان الحسين يلفظ انفاسه الاخيره ,ايسا من كل الرجال ,
كان قلبه مطمئنا بان اخته زينب ستحمل رايته ,وستنصبها في كل مكان ,
حتى لا يبقى على وجه الارض رجل واحد لم يسمع باسم الحسين ,
ولا امراة واحدة لم تروي قصة عاشوراء ,ولا طفل واحد لم يحفظ اسم كربلاء .
 
 
" عندما صرخت زينب في وجه يزيد قائله :
اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك ...
لم تكن تستهين بيزيد فحسب , وانما كانت تعلن عن نهاية
امبراطورية الشر التي كان يمثلها ذلك الخبيث .
 
 
" لقد القى القدر عليها مره واحده بكل حمائل النبوه ,
فتحاملت على نفسها , وحملت رايتها , وتحملت مسؤليتها , لتقول للعالمين
ان حمل الرساله ثقيل , فلا يجوز التهاون في حمله .
" لقد تعلم الصبر من زينب كيف يصبر ؟
 
 السّلام عليك أيّتها الصّابرة المجاهدة والمضحّية، يوم ولدت، ويوم انتقلت إلى رحاب ربِّك، ويوم تبعثين حيّة.
 
 
اعداد وتدوين : علي اكبر بامشاد
السيدة زينب (س) ، والدها الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، ووالدتها السيّدة فاطمة الزّهراء(ع)، ابنة رسول الله(ص).
 
ولدت السيِّدة زينب(س) في المدينة المنوَّرة بتاريخ: 5 جمادى الأولى من السّنة الخامسة للهجرة، أي ما يعادل سنة 626 م، وهي الثّالثة بعد أخويها الحسن والحسين(ع).
 
تزوَّجت السيّدة زينب(ع) من ابن عمّها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأنجبت منه أربعة ذكور وبنت ـ وفق الكثير من الرّوايات ـ وهم: عون، ومحمّد، وعليّ، وعبّاس، وأمّ كلثوم. وقد استشهد ولداها عون ومحمّد مع خالهما الحسين(ع) في كربلاء.
 
نشأتْ العقيلة زينب ضمن عائلة قد نذرت نفسها للجهاد في سبيل الله، وتربّتْ في أجواء رساليّة، ما كان يدور فيها غير الاهتمامات القيميّة المبدئيّة، فجدّها الرسول الأعظم(ص) قاد بنفسه حوالى (٢٨ غزوة ومعركة)، وأبوها الإمام عليّ(ع) رافق الرسول(ص) في جميع تلك المعارك، عدا واحدة، وهي غزوة تبوك، حيث تخلّف بأمر من رسول الله(ص) .
 
كما قاد الإمام بنفسه العديد من السرّايا والمعارك المحدودة. إنّ ذلك يعني أنّ زينب وعائلتها كانوا يعيشون ظروف الجهاد في أغلب فترات حياتهم، فحينما يغادرهم الجدّ أو الأب إلى ساحة المعركة، فستكون نفوسهم منشدّة ومرتبطة بما يدور على ساحات القتال. ولا يقتصر الأمر على تفاعل الأسرة مع قضايا الحرب والجهاد، بل إنّها كانت معنيّة بكل أوضاع المجتمع، فعائلة زينب هي في موقع القيادة والقلب.
 
وهكذا عاشت السيّدة زينب(ع) فترة طفولتها في بيت تتموّج فيه هموم مجتمعها، وفي أجواء مفعمة بالمسؤوليّة والتضحية.
 
عاشت السيّدة زينب(ع) في المدينة مع والديها وجدّها الرّسول(ص)، وقد توفّيت والدتها الزّهراء(ع) بينما كانت تبلغ الخامسة من عمرها، بعد وفاة جدّها الرّسول(ص) بفترة قصيرة.
 
في خلافة والدها عليّ(ع)، هاجرت هي وإخوتها معه إلى الكوفة التي كانت عاصمة الخلافة آنذاك، لتعود بعد استشهاده مع أخويها الحسنين(ع) إلى المدينة المنوّرة.
 
كانت المآسي تتكرّر في حياة العقيلة زينب(ع) منذ طفولتها؛ فمن وفاة جدّها ووالدتها وهي لاتزال طفلة، إلى اغتيال والدها في الكوفة، إلى فاجعة تسميم أخيها الحسن(ع)، إلى الفاجعة الكبرى الّتي تجلّت في استشهاد أخيها الحسين(ع) في كربلاء، مع اثنين من أولادها، وبعض أبناء إخوتها، وأصحاب أخيها... ومع ذلك، بقيت السيّدة زينب(ع) المؤمنة الصّابرة المحتسبة، المتمسّكة بنهج الإسلام؛ نهج جدّها رسول الله(ص)، حتّى ضرب المثل بصبرها وعزيمتها، وصارت قدوةً للمسلمين والمسلمات.
 
اشتهرت زينب(ع) بحكمتها ورجاحة عقلها وإيمانها القويّ، وهي الّتي ساندت أخاها الحسين في معركته ضدّ يزيد، وواجهت الطّاغية بجرأة تفوق كلّ حدّ، وجلجل صوتها في مجلسه، واستطاعت بقوّتها أن تحمي ابن أخيها زين العابدين(ع) من بطش يزيد وأعوانه، وأن تحضن أبناء إخوتها الصّغار، وهي الّتي فضحت السّلطة الأمويّة آنذاك، ووضعت نتائج الثّورة على سكّة الانتصار والخلود.
 
"روت عن: أبيها الإمام عليّ(ع)، وأمّها فاطمة الزهراء(ع)... وآخرين.
 
روى عنها: ابن أخيها زين العابدين(ع)، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وابن عباس، وكان يقول: حدّثتني عقيلتنا زينب بنت عليّ.. وكانت عالمة، خطيبة، فصيحة، جليلة الشّأن، موصوفة بالصّبر الجميل، والثّبات والتّسليم إلى الله تعالى، وكانت ذات عبادة وتهجّد" .
 
وقد كان كلّ همّ السيدة زينب(ع)، والذي لأجله قدّمت التضحيات، هو أن يبقى الإسلام نقياً صافياً، وأن لا يغيب عن ساحة الحياة، ليكون الحقّ والعدل، وتكون الحريّة وكرامة الإنسان، وهذا ما نستهديه في سيرتها وحياتها.
 
عقيلة بني هاشم"، والتي عندما تُذكَر يُذكَر معها، ويقصد بالعقيلة المرأة العظيمة الشّأن والقدر عند قومها.
 
اما مالقبت بالعابدة  ،  لقب آخر حظيت به السيّدة زينب(ع)، وهو لقب العابدة، لعبادتها، فهي في عبادتها كانت كعبادة أمّها، عبدت الله حتى تورَّمت قدماها، فقد كان أنسها في ذكر ربّها والوقوف بين يديه ومناجاته، وورد في سيرتها، أنها كانت تقوم اللّيل، ولم تترك نوافله طوال حياتها، حتى في أشدّ اللّيالي حراجةً وصعوبة، كالذي قامت به في ليلة الحادي عشر من محرَّم، رغم ما حملت هذه اللّيلة من مآسٍ، وأيّ ألم وهي ترى من حولها أجساد الطاهرين مطروحين على رمضاء كربلاء؟! وفي أثناء مسيرة السبي، ورغم التعب والجهد والألم الّذي كان يلمّ بها، كانت تقف في اللّيل لمناجاة الله والتضرّع إليه.
 
وقد أشار إلى ذلك الإمام زين العابدين(ع)، حين قال: "إنَّ عمَّتي زينب مع كلّ المصائب والمحن النازلة بها، ما تركت نوافلها اللّيليّة"، وهي في ذلك تأسّت بأبيها أمير المؤمنين(ع)، الذي افتقد ليلة الهرير، وهي أشدّ اللّيالي احتداماً للقتال في صفّين، فوجدوه يصلّي صلاة اللّيل بين الصفوف لا يريدها أن تفوت، وهو من قال: "ما تركت صلاة اللّيل منذ أن سمعت رسول الله(ص) يقول: صلاة اللّيل نور".
 
لقد كانت السيّدة زينب واعيةً كلّ الوعي لأهمية هذه الصلاة، والموقع الذي يبلغه من يحرص عليها، فقد ورد في الحديث: "إنّ العبدَ إذا تخلّى بسيّدِه في جوفِ اللّيلِ المظلمِ وناجاهُ، أثبتَ اللهُ النّورَ في قلبِه، فإذا قال: يا ربّ! ناداهُ الجليلُ جلّ جلالُه لبَّيكَ عبدِي، سَلْنِي أُعطِكَ، وتوكّل عليَّ أَكفِكَ. ثمّ يقولُ جلَّ جلالُه للملائِكةِ: ملائكتِي! انظروا إلى عبدي، قد تَخَلّى بي في جوفِ اللّيلِ المظلمِ، والبَطَّالُونَ لاهونَ، والغافلونَ ينامونَ، اشهدوا أَنّي قد غَفَرتُ لهُ".
 
وفي حديثٍ آخر: "ما من عملٍ حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن، إلا صلاة اللّيل، فإنّ الله لم يبيِّن ثوابها لعظيم خطرها، فقال جلّ ذكره: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}".
 
و حظيت بلقب آخر يشير إلى شخصيّة العقيلة زينب(ع)، من خلال ما قاله الإمام زين العابدين(ع): "كانت عمّتي زينب عالمة غير معلَّمة، وفاهمة غير مفهَّمة"، وفي ذلك شهادة منه لمدى علمها، وهي التي لم تدرس في حوزة أو معهد أو جامعة، بل نهلت من علم جدّها رسول الله(ص) وأبيها علي(ع)، فتذكر سيرتها، أنها كانت تكثر السؤال عليهم، حتى تتعرَّف إلى معالم دينها، وتتابعهم في أحاديثهم وخطبهم ومواعظهم، فبلغت من الموقع العلميّ أن صارت مرجعاً يرجع إليها الرّجال والنساء، يأخذون منها أحكام دينهم وما استشكل عليهم من المسائل.
 
وقد كان ابن عبّاس، وهو من كان يُعرَف بحبر الأمَّة، يسألها عن المسائل التي لا يهتدي إلى حلّها، ويقول: حدَّثتني عقيلتنا زينب...
 
ومن ألقابها: شريكة الحسين(ع)، وشراكتها للحسين(ع) لم تكن شراكة العاطفة، بل شراكة الموقف، فهي كانت ترى أنّ مشروع الحسين(ع)، والذي لأجله انطلق في ثورته، هو مشروعها، فقد كانت ترى أنّه آن الأوان للخروج للإصلاح في أمَّة جدّها رسول الله(ص)، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تستعيد الأمَّة حضورها وحرّيتها ووعيها وإحساسها بالمسؤوليّة.
 
ولذلك، لم تتردَّد في الخروج مع الحسين(ع) إلى حيث خرج، وتركت لذلك زوجها وأولادها، سوى ولدين أخذتهما معها، وهي كانت تعرف كلّ تبعات الخروج.
 
لقد كان دورها أساسياً في قلب المعركة، حيث كانت سنداً للحسين خلال المعركة، وبعدها أكملت هذا الدّور وتابعته، وكانت مستعدّة لتحمّل كلّ نتائجه، فكانت صوتاً صارخاً ينطق بلسان الحسين(ع) وأهدافه، وهذا ما فعلته طوال مرحلة السبي و ما بعدها.
 
وحتى الآن، لم يخفت صوت زينب(ع) ولن يخفت، وسيبقى يتردّد صادحاً بالحقّ، متمرّداً على كلّ ظلم، وسيبقى يصنع في كلّ مرحلة عزاً وحرية، وسيبقى خالداً قولها ليزيد: "فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها (أي لا تغسله)، وهل رأيُك إلّا فَنَد، وأيّامك إلّا عَدَد، وجمعك إلّا بَدَد؟!"..
 
لقد قدّمت السيدة زينب(ع) أنموذجاً في الشّراكة بين الرجال والنساء، والتي لا بدّ من أن تتمّ في البذل والعطاء والتفاني من أجل الحقّ والعدل وكرامة الإنسان.
 
و حقاً مما قيل فيها(س) :
 
" كفى بزينب فخرا انها اخذت من علم جدها رسول الله ..ومن شجاعة ابيها علي ..
ومن صلابة امها فاطمه ..ومن حلم اخيها الحسن ..ومن جهاد اخيها الحسين ..
فاصبحت ملتقى فضائل اهل البيت عليهم السلام جميعاً .
 
 " كانت زينب سيف الحسين الناطق .
وتلك فضيلة اخرى من فضائلها .
 
 
" قتلوا الحسين لكي يسكتوه ...
فنطقت عن لسانه زينب,وما استطاعوا اسكاتها .
 
 
" كما كانت فاطمه الزهراء ام ابيها في المدينه ...
فقد كانت زينب ام اخيها الحسين في كربلاء .
 
 
" عندما كان الحسين يلفظ انفاسه الاخيره ,ايسا من كل الرجال ,
كان قلبه مطمئنا بان اخته زينب ستحمل رايته ,وستنصبها في كل مكان ,
حتى لا يبقى على وجه الارض رجل واحد لم يسمع باسم الحسين ,
ولا امراة واحدة لم تروي قصة عاشوراء ,ولا طفل واحد لم يحفظ اسم كربلاء .
 
 
" عندما صرخت زينب في وجه يزيد قائله :
اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك ...
لم تكن تستهين بيزيد فحسب , وانما كانت تعلن عن نهاية
امبراطورية الشر التي كان يمثلها ذلك الخبيث .
 
 
" لقد القى القدر عليها مره واحده بكل حمائل النبوه ,
فتحاملت على نفسها , وحملت رايتها , وتحملت مسؤليتها , لتقول للعالمين
ان حمل الرساله ثقيل , فلا يجوز التهاون في حمله .
" لقد تعلم الصبر من زينب كيف يصبر ؟
 
 السّلام عليك أيّتها الصّابرة المجاهدة والمضحّية، يوم ولدت، ويوم انتقلت إلى رحاب ربِّك، ويوم تبعثين حيّة.
 
 
اعداد وتدوين : علي اكبر بامشاد




 
https://taghribnews.com/vdcefe8xojh8oxi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز