تاريخ النشر2018 14 November ساعة 10:35
رقم : 377141

بعد مقتل الخاشقجي ...ضغوط دولية لوقف العدوان على اليمن

تنا - خاص
يبدوا أن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي اثار ذكر أزمة طال أمدها بسبب الحرب في اليمن بعد ان فشلت السعودية وحلفائها ومرتزقتها من عدوان طال اربع سنوات على الشعب اليمني المقاوم ، حيث بات الضغط الدولي عامل حاسم بحسب المراقبين في إنهاء الحرب في اليمن خاصة بعد تورط السعودية في اغتيال خاشقجي.
بعد مقتل الخاشقجي ...ضغوط دولية لوقف العدوان على اليمن
 المؤشرات الجديدة والتي تتحدث في مسار واحد يحمل لافتة إنهاء الحرب في اليمن فورا ، تقوم على ضغط دولي وتفكك داخلي للتحالف السعودي الإماراتي وتوابع جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي ، والكارثة الانسانية المحتملة في حال استمرار العدوان.

وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيين أعلنا الاسبوع الماضی ضرورة وقف الحرب في اليمن في اقرب فرصة  ، وهو الأمر الذي شهد موجة دولية وعربية من الترحيب.

حيث دعا وزير الخارجيّة الأميركي، مايك بومبيو، خلال اتّصال هاتفي مع وليّ العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأحد الماضی، إلى “وقف القتال” في اليمن وإلى أن “يأتي جميع الأطراف إلى الطاولة من أجل التفاوض على حل سياسي للنزاع”، بحسب ما قالت المتحدّثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان ، بسبب ضغوط دولية واقليمية وخاصة الاعلام الامريكي لمحاسبة ومعاقبة قتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي .
 
بريطانيا وهي شريك مهم للتحالف العدواني السعودي الإماراتي في تمويل الحرب بالسلاح اقتنعت بالمبادرة الأمريكية ، ورحب وزير الخارجية البريطاني جيريمى هانت بالدعوة الأمريكية بالتزامن مع تأييد تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا، دعوة الولايات المتحدة مع المطالبة بالارتكاز على اتفاق سياسى بين الأطراف المتحاربة.

فرنسا من جانبها رحبت بالمبادرة الامريكية  لوقف الحرب في اليمن ، وصرحت الوزيرة الفرنسية فلورانس بارلي بأنه حان الوقت لتوقف الحرب في اليمن، مكرّرة "استنكارها" للأزمة الإنسانية في هذا البلد.

وكان  ​البرلمان الأوروبي، سبق فرنسا وبريطانيا في مطالبة السعودية والأطراف الأخرى، ​قبل أسبوعين بوقف فوري للقتال، ورفع الحصار عن أبناء الشعب اليمني؛ مُديناً، في الوقت ذاته، الانتهاكات السعودية والاماراتية بحق المدنيين.

بدورها رحبت دولة قطر بمساعي الولايات المتحدة الرامية لوقف إطلاق النار في اليمن والعودة لمحادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة ووصفتها ، بأنها "خطوة مشجعة نحو الحل السياسي وإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق".

وفي المعسكر المقابل لأمريكا والغرب ، أطلقت روسيا عبر وزير الخارجية سيرجي لافروف دعوة إلى تطوير الحوار الوطني بمشاركة كل القوى السياسية الرئيسية في اليمن وتحت رعاية الأمم المتحدة لوقف الحرب ، مؤكدا ضرورة التغلب على الأزمة السياسية العسكرية في اليمن بأسرع وقت ممكن.

ويقول رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، فارع المسلمي  إن المجتمع الدولي وصل إلى مرحلة يرى فيها أنه من اللازم إيقاف الحرب، بينما تواجه السعودية ضغوطاً دولية وغير مسبوقة بعد مقتل خاشقجي.

الى جانب هذه الدعوات وقبلها طرحت مطالب من بعض الدول الاوروبية الى توقف مبيعات الاسلحة الى السعودية بسبب إخفاق التحالف العربي بقيادة النظام السعودي بعد اربع سنوات من العدوان على الشعب الاعزل اليمني الذي تصدى لهذا العدوان باسلحته التقليدية .
 
الدعوات الأوروبية التي تدعو إلى وقف مبيعات الأسلحة للسعودية تتزايد، ووزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل تقول إن على الاتحاد الأوروبي وقف مبيعات الأسلحة الى السعودية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي. تأتي تصريحات النمسا بعدما قالت ألمانيا إنها ستتوقف عن تصدير السلاح إلى السعودية إلى أن تتضح ملابسات مقتل خاشقجي.

الى جانب هذه الضغوط والدعوات لانهاء العدوان السعودي الوحشي على اليمن ، هناك مؤشر يدل على اقتراب انهاء الحرب  هو تفكك التحالف السعودي الإماراتي على أثر الاختلاف في معالجة توابع تورط السلطات العليا السعودية في مقتل خاشقجي، وهو ما زاد الطين بلة ، خاصة في ظل الخلافات القديمة المكتومة بين السعودية والإمارات.

ويرى الدبلوماسي والسياسي مصطفى النعمان أن دول التحالف أنهكت بالحرب التي انجرّت إليها دون إعداد، وهي ستعمل على الخروج من هذا المستنقع، وسيتركون اليمنيين لشأنهم. ويشير السفير اليمني السابق في الهند إلى أن التحالف السعودي الإماراتي لا يستطيع مقاومة الضغط الأميركي والغربي، النابع من كون العالم يريد التخفف من إحدى المشكلات العالقة في المنطقة.

حركة أنصار الله بدورها رحبت بالدعوات الامريكية والاوروبية لوقف القتال في اليمن فقد قال المتحدث باسم انصار الله ، محمد عبد السلام ، مسبقا في بيان:  إزاء ما يجري تداوله من دعوات لوقف الحرب العدوانية على اليمن نؤكد أن شعبنا اليمني وهو في موقع الدفاع عن النفس كان ولا يزال حاضرا للتفاعل الإيجابي مع أي جهود دولية وأممية تتسم بالجدية والمصداقية والحيادية.

واشار بخصوص دعوة وزير خارجية أمريكا لوقف الحرب على اليمن، فأمريكا كما هو معلوم ركيزة أساسية في العدوان، وحينما تدعو لوقفه فهي تدعو نفسها، وعليها إن كانت جادةً أن تبرهن بخطوات ملموسة برفع الغطاء السياسي عن هذه الحرب العبثية، والوقف الفوري لتقديم الدعم اللوجستي والمعلوماتي للنظام السعودي . 

إعدداد وتدوين : محمد إبراهيم رياضي
https://taghribnews.com/vdcc0mq1s2bqms8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز