تاريخ النشر2018 21 November ساعة 22:41
رقم : 374447
في ذكرى مولد النبوي الشريف

شذرات من السنن النبوية و الاخلاق المحمدية

تنا
تعامل ( النبي الاكرم (ص) مع الآخرين من خلال موقعه الاجتماعي ، أو من خلال علمه ، أو أخلاقه ، أو تقواه ، و لكن يتعامل معهم وكأنّه أحدهم بلا ترفّع ولا تكبر ، والرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله رغم ما أوتي من العلم والقوّة والرئاسة والنبوّة والرسالة و ... كان مثلاً أعلى في التواضع ...
شذرات من السنن النبوية و الاخلاق المحمدية
في تواضعه وحيائه : عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (ص) يعود المريض ، ويتبع الجنازة ، ويجيب دعوة المملوك ، ويركب الحمار ، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم  بحبل من ليف تحته اكاف من ليف.

وعن أنس بن مالك قال : لم يكن شخص أحبّ إليهم من رسول الله ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيّته .

وعن ابن عبّاس قال : كان رسول الله (ص) يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، ويجيب دعوة المملوك.

وعن أنس بن مالك قال : إن رسول الله صلّى الله عليه وآله مرّ على صبيان فسلّم عليهم وهو مغذ.

عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلّى الله عليه وآله مرّ بنسوة فسلّم عليهنّ.

وعن ابن مسعود قال : أتى النبي صلّى الله عليه وآله رجل يكلّمه فأرعد ، فقال : هون عليك ، فلست بملك ، إنّما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد .

عن أبي ذر قال : كان رسول الله (ص) يجلس بين ظهراني  أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيّهم هو ، حتّى يسأل ، فطلبنا إلى النبي صلّى الله عليه وآله أن يجعل مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه ، فبنينا له دكانا  من طين ، وكان يجلس عليه ، ونجلس بجانبيه.

وسئلت عائشة ما كان النبي صلّى الله عليه وآله يصنع إذا خلا ؟ قالت : يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويصنع ما يصنع الرجل في أهله.

وعنها : ومن أحبّ العمل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله الخياطة.

وعن أنس بن مالك قال : خدمت النبي (ص) تسع سنين فما أعلمه قال لي قطّ : هلا فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط.

وعن أنس بن مالك قال : صحبت رسول الله (ص) عشر سنين ، وشممت العطر كلّه فلم أشمّ نكهة أطيب من نكهته ، وكان إذا لقيه واحد  من أصحابه قام معه ، فلم ينصرف حتّى يكون الرجل ينصرف عنه  ، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إيّاه ، فلم ينزع عنه حتّى يكون الرجل هو الذى ينزع عنه ، وما أخرج ركبتيه بين جليس  له قطّ ، وما قعد إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله رجل قطّ فقام حتّى يقوم .

وعن أنس بن مالك قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وآله أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتّى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد أثرت به حاشية الرداء من شدّة جبذته ، ثمّ قال له : يا محمّد مرّ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله فضحك وأمر له بعطاء.

عن أبي سعيد الخدري يقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله حييا  لا يسأل شيئاً إلّا أعطاه.

وعنه قال : كان رسول الله (ص) أشدّ حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.

وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله (ص) : لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئاً ، فإنّي أحبّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر .


فقد كان النبي (ص) لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت... ويتكلَّمُ بجوامِع الكلم إذا تكلم

يُعظِّمُ النعمةَ وإن دقَّت، ولا يَذِمُّ منها شَيئاً

وإذا غضِب أعرض وأشاح، وإذا فرح غضَّ من طَرْفِهِ، جُلُّ ضحكِهِ التبسُّم

وكان لا يجلسُ ولا يقوم إلاَّ على ذكر الله جلَّ اسمه، ولا يوطِنُ الأماكن، وينهى عن إيطانها، أي لا يتخذُ لنفسه مجلِساً يُعرفُ به، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك.. يُعطي كلاًّ من جلسائه نصيبَه، حتى لا يحسبَ جليسُه أنَّ أحداً أكرمُ عليه منه .

وكان يصبر للغريب على الجَفْوةِ في منطقِهِ ومسْألته... ولا يقطعُ على أحدٍ حديثه، حتى يجوز فيقطعه بانتهاءٍ أو قيام.

و من وصايا رسول الله محمد (ص) الى الامام علي (ع)

"يا علي: إذا رأيت الهلالَ فكبِّر ثلاثاً وقُلْ: الحمد’لله الذي خلقني وخلقَكَ، وقدَّرك منازل وجعلك آيةً للعالمين".

"يا علي: إذا نظرت في مرآة فكبِّر ثلاثاً وقُلْ، اللَّهمَّ كما حسَّنتَ خَلْقي فحسِّن خُلُقي".

"يا علي: ابدأ بالملح، واختِم به، فإنَّ الملحَ شفاءٌ من سبعينَ داء".

«يا علي: إذا وُلد لك غلامٌ أو جاريةٌ فأذِّن في أذنِهِ اليمنى، وأقم في اليُسرى فإنَّه لا يضرُهُ الشيطان أبداً».

"يا علي: إذا أُثني عليك في وجهك فقل: اللَّهمَّ اجعلني خيراً ممَّا يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخِذني بما يقولون".

"يا علي: لا تتختم بالسبَّابة والوُسْطى، فإنَّه كان يتختم قومُ لوطٍ فيهما، ولا تُعرِّ الخُنْصر".

"يا علي: عليك بالسواك، فإنَّ السواك مَطْهرة للفم، ومرضاةً للرَّبّ، ومجلاةٌ للعين."

و اما تاريخ مولد الرسول الاكرم (ص) وقد اختلفت وجهات النظر بين العلماء حول يوم الولادة، وتبنى علماء يوم 12ربيع الأوَّل، ومنهم من تبنّى يوم 17 ربيع الأوَّل، بينما ذهب البعض إلى أنَّ ولادته كانت ما بين 8 إلى 12 ربيع الأوَّل.

ويذكر الطبري أنّ مولده (ص) كان لاثنين وأربعين سنة من ملك أنوشيروان، وهو الصحيح ...".
 
 ومن علماء الإسلام من اعتبر ولادته المباركة في الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل. وأمّا اليوم: فهو يوم الإثنين ، ففيه وُلد (ص)، وفيه بُعث، وفيه توفي .عن أبي قتادة الأنصاري قال: سُئِلَ (ص) عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإثْنَيْنِ؟ قَالَ: "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ ـ فِيه". [رواه مسلم، 1162].
 
قال ابن كثير: وأبعدَ بل أخطأ من قال: ولد يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع الأوَّل. نقله الحافظ "ابن دحية"، فيما قرأه في كتاب "إعلام الروى بأعلام الهدى" لبعض الشيعة. ثم شرع ابن دحية في تضعيفه، وهو جدير بالتضعيف، إذ هو خلاف النّصّ. [السيرة النبويّة: ج1، ص199].
 
ولا بأس ونحن في هذا المقام، من الإشارة إلى نقطة أخرى مهمّة، وهي مشروعيّة الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف، فنورد ما قاله الشيخ جعفر السبحاني في هذا المقام: "ذكروا أنّ أوّل من أقام المولد هو الملك المظفّر صاحب إربل، وقد توفي العام 630 هـ، و ربّما يقال: أوّل من أحدثه بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، أوّلهم المعز لدين الله، توجّه من المغرب إلى مصر في شوال 361 هـ، وقيل في ذلك غيره. وعلى أيّ تقدير، فقد احتفل المسلمون حقباً وأعواماً من دون أن يعترض عليهم أيّ ابن أُنثى. وعلى أيّ حال، فقد تحقّق الإجماع على جوازه وتسويغه واستحبابه، قبل أن يولد باذر هذه الشّكوك، فلماذا لم يكن هذا الإجماع حجّة؟! مع أنّ اتفاق الأمّة بنفسه أحد الأدلّة، وكانت السيرة قائمة على تبجيل مولد النبيّ (ص)، إلى أن جاء ابن تيمية، و عبد العزيز بن عبد السلام، والشاطبي، فناقشوا فيه، ووصفوه بالبدعة، مع أنّ الإجماع فيه انعقد قبل هؤلاء بقرنين أو قرون، أوليس انعقاد الإجماع في عصر من العصور حجة بنفسه؟...".
 
وفي الختام، قال سماحة السيد محمد حسين فضل الله (رض) حول الذكرى وما يتصل بها: "ونحن في ذكرى مولد النبيّ (ص)، الذي تنوّعت الروايات فيه بين الثاني عشر من ربيع الأوّل أو السابع عشر منه، حتى إنّ بعض العلماء الشيعة، وهو الشّيخ الكليني، يتبنّى رواية أنّ ولادته في الثاني عشر، ولو كان المشهور بين علماء الشيعة أنّ ولادته كانت في السابع عشر، ولكن على كلّ حال، فإننا في هذه الذكرى، لا بدّ من أن نعيش مع النبي(ص)، لنستهديه ونستحضره في كلّ حياتنا، ولو كان(ص) غائباً عنا بجسده، فإنه حاضر بيننا برسالته وشريعته، وهو ما أكّده القرآن الكريم للمسلمين، عندما قيل بأنّ رسول الله(ص) قد قُتل، فقال تعالى: {وما محمّد إلا رسول قد خلت من قبله الرّسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} (آل عمران: 144)، يموت الرسول وتبقى الرسالة، فكما التزمتم الرسالة في حياة الرسول، عليكم أن تلتزموها من بعده".
 
اعداد وتدوين علي اكبر بامشاد
/110
https://taghribnews.com/vdci55apyt1ay52.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز