تاريخ النشر2018 1 October ساعة 12:14
رقم : 363480
في ذكرى استشهاد سيد الشهداء وأبو الأحرار العالم

مما قيل في السيدة زينب (س) و ما قالت في كوفة

تنا
كانت السيدة زينب (س) صوت الحسين وصولته .. ...ودم الحسين وديمومته .. ..وشخص الحسين وشخصيته .. ..وبصر الحسين وبصيرته .. ..كانت هي الحسين في قالب امرأة !
مما قيل في السيدة زينب (س) و ما قالت في كوفة
 قتلوا الحسين (ع) لكي يسكتوه .. فنطقت زينب عن ..لسانه، وما استطاعوا إسكاتها.  
  لقد كرم الله النساء مرة أخرى، فجعل منهن زينب.

 كانت زينب هي المرأة التي يجب أن تكون ..  وفي الوقت الذي يجب أن تكون ..  وفي الشكل الذي يجب أن تكون .. 

 لقد أثبتت زينب أن امرأة واحدة يمكنها أن تتحدى،بإذن لله،إمبراطورية بأكملها وأن تساهم في تقويضها أيضا

 كانت مريم ابنة عمران حاملة الآم السيد المسيح.   أما زينب ابنة علي ع فكانت حاملة آلام أهل البيت جميعاً. 

 زينب وليدة الأكارم ..وأم المكارم ..وصاحبة المكرمات. 
الحسين سيف الحق ..  والعباس راية الحقيقة ..  وزينب صرخة الحقوق ..

معروف أنّ المرأة تمتاز برقّة المشاعر ، وشفافيّة العواطف ، ممّا يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية ؛ لذلك يكون تأثيرها العاطفي أسرع وأعمق من الرجل غالباً.
 
وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأَوّلي في نفس المرأة ، فلا يعني ذلك أنّها تأسُر المرأة وتَقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية ، فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوّة الإرادة ونفاذ الوعي وسموّ الهدف ، أنْ تضرب أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة أمام المواقف الصعبة القاسية.
 
وهذا ما أثبتته السيّدة زينب في مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة التي صدمتها في باكر حياتها وكانت هي الختم لسنوات عمرها ، لقد أبدت السيّدة زينب تجلّداً وصبراً قياسيّاً في واقعة كربلاء وما أعقبها من مصائب ، وإلّا فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين ممزّق الأشلاء يسبح في بُرْكة من الدماء ، وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها من أخوتها وأبناء إخوتها وأبناء عمومتها وأبنائها ، ثمّ تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها ، لتقول كلمة لا يقولها الإنسان إلّا في حالة التأنّي والثبات والاطمئنان ، وهي قولها : « اللّهمّ تَقَبَّل مِنَّا هَذَا القليل من القربان » .
 
وأكثر من ذلك فهي تصبّر ابن أخيها الإمام زين العابدين حينما رأتْه مضطرباً بالغ التأثّر عند مروره على جثث الشهداء ...
 
 و هكذا يعبّر عن فظيع مصائب السيّدة زينب وعظيم تحمّلها لها :
 
وبالجملة فإنّ مصائب هذه الحرّة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد أضعافاً مضاعفة ، فإنّها شاركته في جميع مصائبه ، وانفردت عنه عليها السلام بالمصائب التي رأتها بعد قتله من النَهْب والسَلب والضرب وحرق الخيام ، والأَسْر ، وشَمَاتة الأعداء.
 
أمّا القتل فإنّ الحسين قُتل ومضى شهيداً إلى روح وريحان ، وجنّة ورضوان ، وكانت زينب في كلّ لحظة من لحظاتها تُقْتَل قَتْلاً معنويّاً بين أولئك الظالمين ، وتذري دماء القلب من جفونها القريحة .
 
وأيّ مستوى من الصبر عند السيّدة زينب حينما تصف ما رأته من مصائب بأنّه شيء جميل : « والله ما رأيتُ إلّا جميلاً » ردّاً على سؤال ابن زياد لها في الكوفة : كيف رأيتِ صُنْع الله بأخيك ؟

و هذه شذرات من قصيدة الفريدة للشيخ عبد المنعم الفرطوسي  حول سيدتنا زينب الكبرى ( سلام الله عليها ) : 
 
 هي أزكى صديقةٍ قد تربّت                            بين حجر الصديقة    الزهراء
 وتغذت من فيض علم  علي                           وعلوم        النبيّ  خير  غذاء
 وارتوت بالمعين نهلاً وعلاً                               من علوم السبطين خير ارتواء
 وتبنت نهج البلاغة    نهجاً                             وهو فيض من   سيد     البلغاء 
وهي كانت تُفضي بعهد عليّ                          بعلوم الأحكام بين        النساء
 ورآها الوصي تروي ظماءً                                 من علوم    القرآن  خير  رواء
 قال : هذي الحروف رمز خفيّ                        لمصاب   الحسين  في  كربلاء
وبعهد السجاد للناس تفتي                               بدلاً عنه  وهو   رهن    البلاء
 وعليّ السجاد أثنى عليها                               وعليّ     من   أفضل  الأمناء
كان يروي ( الثبت ابن عباس ) عنها                      وهو حَبرٌ  من أفضل  العلماء
حيث كانت في الفقه   مرجع صدقٍ                    لرواة الحديث    و    الفقهاء 
هي قُدسٌ به العفاف         تزكّى                 وهي أزكى قدساً من العذراء 
هي قلبُ الحسين صبراً       وبأساً                  عند دَفع الخطوب و  الأرزا
وهي أختُ الحسين عيناً       وقلباً                  ويداً في تحمل       الأعباء
شاركته بنهضة       الحقّ      بِدءاً                  وختاماً وفي عظيم    البلاء
وجهاد الحسين     اصبح        حيّاً                  بجهاد الحوراء       للأعداء
وعظيم الإيمان   منها          تجلّى                   حين قالت والسبطُ رَهنَ العراء :
ربّ هذا قرباننا    لك          يهدى                   فتقبل منا عظيم         الفداء
وعباداتُه           وناهيك       فيها                   وهي أسمى     عبادة  ودعاء
حين تأتي بور دها     من جلوسٍ                     وهي نضوٌ من شدة الإعياء


و مما قالت سيدتنا زينب (س) في الكوفه :

يروي بشير بن خزيم الأسدي  جوانب من خطبة السيّدة زينب في الكوفة : و نظرت إلى زينب بنت علي عليه‌ السلام يومئذ فلم أر خفرةً ـ والله ـ أنطق منها  ، كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا.

فارتدّت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ، ثمّ قالت (س) :

« الحمد لله والصلاة على أبي : محمّد وآله الطيّبين الأخيار.

أمّا بعد :

يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر !!

أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة.

إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم.

ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ؟ والصدر الشنف ؟ وملق الإماء ؟ وغمز الأعداء ؟

أو كمرعى على دمنة ؟ أو كفضة على ملحودة ؟

ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.

أتبكون ؟ وتنتحبون ؟

إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً.

فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً.

وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوّة ؟ ومعدن الرسالة ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجّتكم ، ومدرة سنّتكم ؟؟

ألا ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة.

وَيلكم يا أهل الكوفة !

أتدرون أيّ كبدٍ لرسول الله فَرَيتُم ؟!

وأيّ كريمةٍ له أبرزتم ؟!

وأيّ دم له سفكتم ؟!

وأيّ حرمةٍ له هتكتم ؟!

لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء.

أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنتم لا تُنصَرون.

فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار ، ولا يَخافُ فَوتَ الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد ». (٤)

قال الراوي : « فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حَيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاًَ واقفاً إلى جنبي يبكي حتّى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمّي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى »......

السلام على الحسين..
وعلى علي ابن الحسين.. 
وعلى اولاد الحسين.. 
وعلى اصحاب الحسين..
وعلى باب الحوائج ابي الفضل العباس اخو الحسين .ع.

وعلى الحوراء زينب أخت الحسين. ... و رحمة الله و بركاته .



اعداد وتدوين علي اكبر بامشاد




 
https://taghribnews.com/vdcdjs0szyt09o6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز