تاريخ النشر2018 28 September ساعة 11:17
رقم : 357722
في ذكرى استشهاد سيد الشهداء وأبو الأحرار العالم

الإمام الحسين (عليه السلام) في الادب الشافعي في مصر

تنا
ارتبط أهل مصر بمحبة أهل البيت (عليه السلام) ومودتهم منذ أن دخل إليهم الإسلام وارتفعت راية التوحيد على أرضهم وصدحت حناجر التكبير في أرجائها، وشهدت الوقائع التاريخية وخاصة في صدر الإسلام على مدى تغلغل العقيدة الإسلامية ومودة أهل البيت(عليه السلام) في نفوس المصريين.
مسجد رأس الحسين (ع) في القاهرة - مصر
مسجد رأس الحسين (ع) في القاهرة - مصر
وبلغت ذروة العلاقة بين أهل مصر وأهل البيت(عليه السلام) في عهد الفاطميين الذين بنوا (الجامع الأزهر) والذي أصبح في عهدهم أعظم جامعة إسلامية عاشت مصر بحياة علمية زاخرة وحققت الكثير من الإنجازات في الميادين العلمية والفكرية والأدبية كما عُني الفاطميون بالمناسبات الدينية ومنها التي تخص أهل البيت (عليه السلام) وخاصة يوم عاشوراء.


عبد الله الشبراوي
     
ذكر الشبراوي الشيخ عبد الله الشافعي المتوفى ١١٧٢ في كتابه ـ الاتحاف بحب الاشراف ـ فصلاً في مشهد رأس الحسين عليه‌السلام في مصر والكرامات التي كانت له ثم قال : ولنذكر نبذة من القصائد التي مدحتُ بها آل البيت الشريف وتوسلتُ فيها بساكن هذا المشهد المنيف ، فمما قلت فيه :
آل طه ومَن يقل آل طه
مستجيراً بجاهكم لا يردُّ
حبكم مذهبي وعقد يقيني
ليس لي مذهب سواه وعقدُ
منكم أستمد بل كل من في الكون
من فيض فضلكم يستمد
بيتكم مهبط الرسالة والوحي
ومنكم نور النبوّة يبدو
ولكم في العلا مقامٌ رفيعٌ
ما لكم فيه آل يس ندّ
يا بن بنت الرسول مَن ذا يضاهيك
افتخاراً وأنت للفخر عقد
يا حسيناً هل مثل أمك أمّ
لشريف أو مثل جدّك جدّ
رام قوم أن يلحقوك ولكن
يبنهم في العلا وبينك بُعدُ
خصك الله بالسعادة في دنياك
ثم بالشهادة بَعد
لك في الحشر يا حسين مقام
ولأعداك فيه خزيٌ وطرد
يا كريم الدارين يا مَن له الدهر
على رغم من يعاند عبد
أنت سيف على عداك ولكن
فيك حلم وما لفضلك حدّ
كل من رام حصر فضلك غرّ
فضل آل النبي ليس يُعَدّ
طيبة فاقت البقاع جميعاً
حين أضحى فيها لجدّك لحدُ
ولمصر فخر على كل مصر
ولها طالعٌ بقبرك سعدُ
مشهدٌ أنث فيه مشهد مجدٍ
كم سعى نحوه جوادٌ مُجِدّ
وضريح حوى علاك ضريحٍ
كله مندل يفوح ونَدّ
مدد ما له انتهاء وسرّ
لا يضاهى ورونق لا يُحَد
رضيَ الله عنكم آل طه
ودعاء المقلّ مثلي جهد
وسلام عليكم كل وقت
ما تغنّت بكم تهامُ ونجدُ
انا في عرض تربة أنت فيها
يا حسيناً وبعدُ حاشا أُرَدّ
أنا في عرض جدك الطاهر الطهر
إذا ما الزمان بالخطب يعدو
أنا في عرض جدك المصطفى مَن
كل عام له الرحال تُشدّ
قال : وقلت فيهم ايضاً رضي الله تعالى عنهم :
آل بيت النبي ما لي سواكم
ملجأ أرتجيه للكرب في غد
لست أخشى ريب الزمان وأنتم
عمدتي في الخطوب يا آل أحمد
مَن يضاهي فخاركم آل طه
وعليكم سرادق العزّ ممتد
كل فضل لغيركم فإليكم
يا بني الطهر بالإصالة يُسند
لا عدمنا لكم موائد جود
كل يومٍ لزائريكم تُجَدّد
يا ملوكاً لهم لواء المعالي
وعليهم تاج السعادة يُعقد
أيّ بيت كبيتكم آل طه
طهّر الله ساكنيه ومجّد
روضة المجد والمفاخر أنتم
وعليكم طير المكارم غرّد
ولكم في الكتاب ذكر جميل
يهتدي منه كل قارٍ ويسعد
وعليكم أثنى الكتاب وهل بعد
ثناء الكتاب مجدُ وسؤدد
ولكم في الفخار يا آل طه
منزل شامخ رفيع مشيّد
قد قصدناك يا بن بنت رسول الله
والخير من جنابك يُقصَد
يا حسيناً ما مثل مجدك مجدٌ
لشريف ولا كجدّكَ من جد
يا حسيناً بحق جدّك عطفاً
لمحبٍّ بالخير منك تعود
كل وقت يودّ يلثم قبراً
أنت فيه بمقلتيه ويشهد
سادتي انجدوا محباً أتاكم
مطلق الدمع في هواكم مقيد
وأغيثوا مقصّراً ما له غير حماكم
إن أُعضل الأمر واشتد
فعليكم قصرت حبي وحاشا
بعد حبي لكم أُقابلُ بالرد
يا إلهي ما لي سوى حب آل
البيت آل النبي طه الممجد
أنا عبد مقصّرٌ لست أرجو
عملاً غير حبّ آل محمد


قال أحمد بن محمد بن ابراهيم الانصاري اليمني الشرواني في كتابه ( حديقة الافراح ) المطبوع بالقاهرة ما نصه :
الشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي المصريّ عارف حاذق كنز الحقائق والدقائق ، نثره رائق ودرّ نظمه فائق.
وقال الزركلي في ( الأعلام ) : عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي : فقيه مصري ، له نظم. تولى مشيخة الأزهر. من كتبه ( شرح الصدر في غزوة بدر ) ، وديوان شعر سماه ( منائح الالطاف في مدائح الاشراف ) وعنوان البيان نصائح وحكم.
قال : ونبهني الأستاذ أحمد خيري الى أن الجبرتي ذكر وفاته يوم الخميس ٦ ذي الحجة سنة ١١٧١ هـ وأن مولده سنة ١٠٩١ هـ.
أقول : وفي مقدمة ديوانه المطبوع بالمطبعة المليجية بمصر سنة ١٣٢٤ عبّر عنه بـ ( شيخ الاسلام ).
ومن قوله مادحاً أهل البيت عليهم‌السلام :
إن العواذل قد كووا
قلبي بنار العذل كيّ
ومرادهم أسلو هواك
وأنت نقطة مقلتيّ
عذلوا وما عذروا وكم
وصل الأسى منهم إليّ
كم شنّعوا وتفوّهوا
وتقوّلوا كذباً عليّ
وأنا وحقّك لا تؤثر
عنديَ العزال شيّ
حاشا يتكون لقولهم
يا منيتي أثرٌ لديّ
يا حاديَ الاضعانِ يطوي
البيدَ بالأحباب طيّ
مهلاً بهم حتى أمتّع
ناظري منهم شويّ
يا عاذلي فيهم لقد
أسمعت لو ناديت حيّ
قل لي بأيّة سُنّةٍ
الحبّ عار أم بأي
يا صاحبيّ ومن قضى
إني أحاور صاحبيّ
ما حلتُ عن عهدي ولو
قطع العواذل اخدعيّ
لا يا أخي ولا اقول
لعاذلي لا يا أخيّ
لا والذي جعل الهوى
في شرع أهل الغي غيّ
ما همت يوماً بالرباب
ولا بهند ولا بميّ
لكن شغفت بحب آل
البيت بيت بني قصيّ
المنتمين بذلك النسب
الشريف الى لؤيّ
قومٌ إذا ما أمّهم
ذو كربة نادوه : هي
هم عمدتي ووسيلتي
مهما لواني الدهر ليّ
يا آل طه قد حسبتُ
عليكم في حالتي
وبجاهكم آل النبي
مسكت كلتا يديّ
أرجو بكم حسن الختام
إذا ارتهنتُ بأصغري
وقال معتزلاً :
يا مليحاً قد أبدع الله شكله
وظريفاً لم تنظر العين مثله
إن لي حاجة اليك فحقق
حسن ظني فإنها منك سهله
واشفي بها الفؤاد المولّه
وجُد بها كلما أراك وإلا
أكتفي منك كل شهر بقُبله
واتخذها عندي يداً وجميلاً
سيما إن سمحت من غير مهله
واغتنم يا مليح أجري فإني
صرت بين الورى بحبك مثله
قتلتني معاطف منك هيفٌ
ولحاظ سيّافة شرّ قتله
وهداني ضياء وجهك لمّا
تهتُ في غيهب الشعور المضله
فاتق الله في فتاك وقل لي
قتلُ مثلي يباح في أي مله
رفقتي في الهوى شموس وندما
ني بدورٌ وأهل ودي أهلّه
وفؤادي وإن تصبّر مغرى
مغرم يعرف الغرام محلّه
فاتخذني عبداً فإني أنا الصا
دق في الودّ واترك الناس جمله
أنا أهواك يا مليح ولكن
يعلم الله أنه لا لعلّه
أنا عفّ الضمير تأنف نفسي
في الهوى كل خصلة تغضب الله
سل ولاة الغرام عني وعن عفة
نفسي فتلك فيّ جِبلّة
لست أرضى الهوان في مذهب
الحب ولا أطلب الوصال بذلّة
مذهبي أعشق الجمال ومهما
لاح ظبيٌ أهواه أول وهله
وإذا ما أدعى العذول سلوّي
فعلى صبوتي أقيم الأدلّة
قال يتشوق إلى مصر ويمدح أهل البيت « ع » :
أعد ذكر مصرَ إن قلبي مولع
بمصرَ ومَن لي أن ترى مقلتي مصرا
وكرر على سمعي أحاديث نيلها
فقد ردّت الأمواج سائلة نهرا
بلادٌ بها مدّ السماح جناحه

حتى قال :

لئن كنت مشغوفاً بمصر فليس لي
بها حاجة إلا لقاء بني الزهرا
أجل بين الدنيا وأشرف أهلها
وأنداهُم كفاً وأعلاهم قدرا
هم القوم ان قابلت نور وجوههم
رأيت وجوهاً تخجل الشمس والبدرا
وان سمعت اذناك حسن صنيعهم
وجئت حماهم صدّق الخبرُ الخبرا
لهم أوجهٌ نور النبوة زانها
بلطف سرى فيهم فسبحان من أسرى
هم النعمة العظمى لأمة جدهم
فيا فوز من كانوا له في غدٍ ذخرا
اذا فاخرتهم عصبة قرشية
فجدهم المختار حسبهم فخرا
ملوك على التحقيق ليس لغيرهم
سوى الاسم وانظرهم تجدهم به أحرى


يقول أبو الفداء (إسماعيل بن كثير) في تاريخه يصف يوم عاشوراء في أيام الفاطميين: (وفي يوم عاشوراء من سنة ست وتسعين وثلاثمائة جرى الأمر فيه على ما يجري كل سنة من تعطيل الأسواق وخروج المنشدين إلى جامع القاهرة ونزولهم مجتمعين بالنوح والنشيد).

وقال القريزي في خططه: (كانوا – أي الفاطميين – ينحرون في يوم عاشوراء عند مسجد الحسين،  الإبل والغنم والبقر ويكثرون النوح والبكاء ولم يزالوا على ذلك حتى آخر دولتهم).

ورغم إن السياسات التي تلت دولة الفاطميين قد حاولت أن تقطع هذه العلاقة الصميمة والحب لأهل البيت(عليه السلام) من نفوس الشعب إلا أن هذا الحب والولاء الخالص كان أكبر من كل الأساليب التي مورست لمحوه ونجد آثار هذا الحب نابضاً في الشعر المصري الذي عبّر عن انصهار الشعراء المصريين في قضية أهل البيت(عليه السلام) ووقوفهم إلى جانبها وخاصة قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ووقفته الخالدة فعبروا عن تفجعهم لما جرى على آل الرسول في كربلاء.
وأقدم ما استطعنا العثور عليه من المصادر والمراجع من الشعر المصري في رثاء سيد الشهداء (عليه السلام) هو للشاعر أبي محمد بن طلحة بن عبيد الله بن محمد بن أبي العون الغساني المعروف بـ(العوني المصري) المتوفى سنة350هـ بمصر، وقد رووا عنه أن (له في الأئمة المعصومين أكثر من عشرة آلاف بيت).
وقد جمع العلاّمة الباحث الشيخ (محمد السماوي) من شعره ما يربو على ثلاثمائة وخمسين بيتاً ورتّبها في ديوان ،ومن مراثيه في الإمام الحسين (عليه السلام)

فيا بضعة من فؤاد النبي بالطف أضحت كثيباً مهيلا


ويا كبداً من فؤاد البتول بالطف شلّت فأصبحت اكيلا


قُتلت فأبكيت عين الرسول وأبكيت من رحمة جبرئيلا



وعبقت النفحات الولائية من بيت الخلافة الفاطمية ،فهذا شاعر من البيت الفاطمي يصدح برثاء الحسين(عليه السلام) وهو الأمير أبو علي تميم بن الخليفة العز لدين الله معد بن إسماعيل الفاطمي المتوفى سنة374هـ بمصر فيقول:


وكم بأعالي كربلاء من حفائر بها جثت الأبرار ليس تعاد


بها من بني الزهراء كل سميدعٍ وجوه بها كان النجاح يُفادُ



وهذا شاعر وصفه السيد الأمين في أعيان الشيعة بشاعر آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو شاعرٌ مجيد اشتهر بقصيدته الكافية في مدح أهل البيت (عليه السلام) وهو الشاعر (ابن جبر المصري) المتوفى سنة 487 هـ يقول في هذه القصيدة عندما يصل إلى رثاء الحسين(عليه السلام):

وأبكي قتيلاً بالطفوف لأجله بكت السماء دماً فحق بكاكِ


إن تبكهم في اليوم تلقاهم غداً عيني بوجه مسفرٍ ضحّاكِ


يا رب فاجعل حبهم لي جنة من موبقات الظلم والإشراكِ



كما غمر الولاء الحسيني الوزارة الفاطمية، فهذا الشاعر الوزير الملقب ب(الملك الصالح ،وفارس المسلمين) طلابع بن رزّيك المتوفى سنة556هـ بمصر يسخّر شعره وشاعريته في سبيل قضية أهل البيت ونهضة الحسين(عليه السلام) المباركة يقول في إحدى مراثيه


أيا نفس من بعد الحسين وقتله على الطف هل أرضى بطول حياتي


وإني لأخزي ظالميه بلعنةٍ عليهم لدى الآصال والغدوات



وهذا شاعر من مقدمي شعراء مصر وكتّابهم وأوحد عصره في مصره نظماً ونثراً وترسّلاً وشعراً كما يصفه المؤرخون وهو القاضي الجليس أبو المعالي عبد العزيز بن الحسين بن الحباب الأغلي السعدي التميمي يزخر شعره بحب أهل البيت (عليه السلام) ومدحهم ويبكي لما جرى عليهم من الظلم لا سيما في واقعة كربلاء فيقول في إحدى مراثيه:


إيما فوق الأرض فيض دم الحسين ولا تمورُ؟


أترى الجبال درت ولم تقذفهم منها صخورُ؟


أم كيف إذ منعوه ورد الماء لم تغر البحورُ؟


ويحضر شاعر إلى مأتم فينشد من قصيدة :


أفكربلاءٌ بالعراق وكربلاء بمصر أخرى



فيضج المأتم بالبكاء والعويل وهذا الموقف يعطي دلالة واضحة على ما يشكل يوم عاشوراء من أسى وحزن لدى الشعب المصري، وهذا الشاعر هو القاضي الرشيد أبو الحسين أحمد بن علي بن الزبير الغساني الأسواني المصري المتوفى سنة562هـ بمصر.


وهذا شاعر مشهور آخر هو القاضي السعيد هبة الله بن جعفر بن المعتمد سناء الملك محمد السعدي المعروف بـ(ابن سناء الملك) المتوفى سنة 608هـ يقول في إحدى مراثيه في الإمام الحسين (عليه السلام):


قُتل الحسين بكل حزبٍ لبغاة وكل طعنِ


شنّوا عليه وماسقوه قطرة من ماء شنِّ


أنت الولي له تصرح بالولاء ولست تكني


ولأنت أولى من يباكر قاتليه بكل لعنِ



ورزء الحسين(عليه السلام) رزء ثقيل على الشاعر جمال الدين أبو الحسين يحيى بن عبد العظيم المعروف بـ(الجزار المصري)المتوفى سنة 672هـ بمصر حيث يقول في إحدى مراثيه:


ويعود عاشوراء يذكّرني رزء الحسين فليت لم يعدِ


يا ليت عيناً فيه قد كحلت بمسرةٍ لم تخل من رمدِ


ويداً به لشماتةٍ خضبت مقطوعة من زندها بيدي



ولم تخل همزية البوصيري أبو عبد الله محمد بن سعيد الصنهاجي البوصيري المتوفى سنة 694هـ من ذكر كربلاء والمصاب الأليم الذي حلّ بآل الرسول فيخاطب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في (بردته)المشهورة بقوله:


من شهيدين ليس ينسيني الطف مصابيهما ولا كربلاءُ


مارعى فيهما ذمامك مرؤوس وقد خان عهدك الرؤساء


فأبكهم ما استطعت إن قليلاً في عظيم من المصاب البكاء


كل يوم وكل أرض لكربي فيهم كربلاء وعاشوراءُ



وهذا الشاعر علي بن أبي بكر بن علي نور الدين بن الجمال المصري المتوفى سنة1072هـ يذكر يوم عاشوراء بالنوح والحزن والبكاء فيقول:


وذكرني بالنوح والحزن والبكا غريب بأكناف الطفوف فريدُ


عطاشى على شاطي الفرات فمالهم سبيل إلى قرب المياه ورودُ


لقد صبروا لا ضيّع الله صبرهم إلى أن فنوا من حوله وأبيدوا



ويفرد الشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي المصري شيخ الأزهر المتوفى سنة 1171هـ في كتابه(الإتحاف بحب الأشراف) فصلاً خاصاً في مشهد رأس الحسين(عليه السلام) بمصر ويذكر الكرامات التي جرت له فينظمها قصائد في مدح الإمام الحسين(عليه السلام):


لك في الحشر ياحسين مقام ولا عداك فيه خزيٌ وطردُ


يا كريم الدارين يا من له الدهر على الرغم من يعاند عبدُ


أنت سيف على عداك ولكن فيك حلمٌ وما لفضلك حدُ



كما كان للشعر المصري المعاصر دوره في إذكاء واقعة الطف في الضمير الإنساني ، فهي مآتم لا تنتهي كما يقول الشاعر (مرسي شاكر طنطاوي):


في كربلاء مآتم لا تنتهي حتى يداهمنا الحمام صؤولاً


ويقول العلامة الشيخ عبد الله العلايلي في مقصورته:


فيا كربلا كهف الإباء مجسما ويا كربلاء كهف البطولة والعلا


ويا كربلا قد حزت نفساً نبيلة وصيّرت بعد اليو رمزاً إلى السما


ويا كربلاء قد صرت قبلة كل ذي نفس تصاغر دون مبدئها الدنا


ويا كربلا قد حرزت مجداً مؤثلاً وحزت فخاراً ينقضي دونه المدى



كما صاغ عبد الرحمن الشرقاوي مسرحيتيه(الحسين ثائراً) و(الحسين شهيداً) بلغة شعرية مفعمة بالروح الإنسانية عكست الروح الكبيرة التي جسدها الإمام الحسين والمبادىء العليا التي سعى من أجلها في نهضته المباركة فيقول:


(أنا ذا أخوض المستحيل إلى جلاء حقيقتك فأضيء طريقي من أشعة حكمتك... أنا ذا شهيد الحق ضعت لكي أصون من الضياع شريعتك لا تخف عن وجهي وضاءة نظرتك).

يقول صاحب الثغر المنكوث بعصا الظالمين (كل شيء بقدر) ويقول أمل دنقل: كنت في كربلاء قال لي الشيخ: إن الحسين مات من أجل جرعة ماء وتساءلت كيف السيوف استباحت بني الأكرمين؟ فأجاب الذي بصرته السماء إنه الذاهب المتلألىء في كل عين: إن تكن كلمات الحسين وسيوف الحسين سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الامراء أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة الشعراء.

السلام على الحسين و على الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع) .

اعداد و تدوين علي اكبر بامشاد

 
https://taghribnews.com/vdcf0edm0w6dtea.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز